---

حل الصباح، حيث الجو مشرق كأن ما حدث الليلة الماضية مجرد حلم غابر.

استيقظت سيلين من نومها، فرأت أن رين ما زال مستيقظًا بجانبها. ردت عليه قائلة:

"صباح الخير يا رين."

أجابها:

"صباح الخير، كيف حالك؟ هل تحسنتِ؟"

تحدثت سيلين:

"أنا بخير، لا تقلق علي. ألم تكن تقول بأنني سأكون على ما يرام؟ لماذا أراك قلقًا الآن؟"

أجابها:

"أوه، أنا آسف... هل تستطيعين النهوض؟"

بينما تحاول سيلين النهوض بصعوبة، قفز رين من مكانه فزعًا:

"ما الذي تفعلينه؟ لا زلتِ متعبة، يمكنكِ الاستلقاء، ثم بعدها نتجه للبحث عن الآخرين، لذا لا تقلقي."

تفاجأت سيلين بردة فعله، ثم بدأت تضحك وهي تمسك صدرها:

"تصرفاتك مضحكة يا رين."

بينما كانت تضحك، خف تعبير رين إلى الاطمئنان وقال:

"أنا سعيد لأنني أضحكتكِ، سيلين."

نظرت سيلين مبتسمة نحو رين، وكان هو أيضًا يبادلها الابتسامة. تبادلا النظرات للحظات حتى تحدث رين محرجًا:

"هل أجهز لكِ الفطور؟"

أبعد كل منهما نظره والاحمرار يعتري وجهيهما. تلعثمت سيلين:

"سأزعجك بذلك..."

خرج رين للبحث عن مكونات لتحضير الفطور، بينما كانت سيلين تتبعه بعينيها كأنه سيرحل للأبد.

---

في هذا الوقت، اجتمعت المجموعة، وقد بدأ الإرهاق يعتري وجوههم والإصابات تتجلى في أجسادهم. جلسوا لالتقاط أنفاسهم، ثم تحدث ليون:

"ما الذي جرى معك، أوران؟"

أجاب أوران:

"بينما كنت أنا وثيرون نبحث عن مكان للمبيت، لم نلحظ حتى أحاطت بنا جيوش لا نهاية لها من هذا الحريش. قضيت الليل بطوله في قتلها، لكن أعدادها لا تنقص أبدًا! وجدتُ ثغرة للهروب عند حلول الصباح، ولم نتمكن من النوم، ثم انطلقت فورًا للبحث عنكم. هذا كل شيء... لكن ماذا عنكم؟ أراكم في حالة مزرية."

قال ليون بحيرة:

"لقد تشاركنا نفس الشيء... إذا استمر الوضع هكذا، فقد لا نصمد في رحلتنا نحو الصحراء الغربية. علينا أن نجد مكانًا آمنًا للمبيت حتى لا تشق هذه الحريش طريقها نحونا بينما نحن نائمون. هذه الكارثة أسوأ من الأولى، علينا الحذر منها حتى ونحن مختبئون. منى ولينا لم تناما الليلة الماضية، فقد أخبرتهما أنني سأحرسهما أثناء نومهما، لكنهما رفضتا، لذا هما مرهقتان. إذن، ما الذي سنفعله الآن؟ أين سنقضي الليلة؟"

أجاب أوران:

"معك حق تمامًا، فلا يمكننا أن نكون مهملين ونقضي الليلة داخل كهف أو خيمة، فهذه الحريش خطرة جدًا، إنها لا تصدر أي صوت أبدًا، لا في مشيها ولا أثناء شق طريقها تحت الأرض، كما أنها تتدفق كأنهار سيل لا نهاية له."

تحدث ثيرون بقلق:

"ألم يصل رين وسيلين بعد؟ أنا قلق جدًا، ربما واجها بعض الصعوبات البارحة، ألم يطلقا أي إشارة عن مكانهما؟"

أجابه أوران:

"لا داعي للقلق عليهما يا ثيرون، فرين قوي ويمكنه أن يتصرف. كما أنه لن يسمح بحدوث أي شيء لسيلين، لا بد أنه واجه بعض الصعوبات أيضًا، وربما ابتعدا من هنا. كنا مشغولين طوال الليل، وربما أطلقا إشارة لكننا لم نرها."

كانت كل من منى ولينا قلقتين بشأن رين، لكن عندما تحدث أوران، خفّت تعابيرهما للاطمئنان.

قفز ليون متحدثًا:

"فلنواصل طريقنا للبحث عن مكان مناسب لقضاء الليلة، لا داعي للقلق بشأنهما، فرين يمكنه التصرف وسيحمي سيلين بكل ما أوتي من قوة."

وافق الجميع لكن ثيرون كان مترددا لكنه إختار إلتزام الصمت في النهاية، ثم انطلقت المجموعة بعد أخذ قسط من الراحة، للبحث عن مكان مناسب للمبيت وإكمال طريقهم نحو الصحراء الغربية.

---

في هذا الوقت، دخل رين إلى الكهف. خفّ تعبير سيلين عن القلق، ورحبت به قائلة:

"مرحبًا بعودتك، رين."

ابتسم رين ورد:

"أشكركِ على ذلك، سيلين. تفضلي، خذي... لقد التقطتها في طريقي."

قدم لها تفاحة، فظهر الفرح على وجهها:

"أشكرك يا رين."

ردّ عليها:

"لا داعي لشكري، فهذا واجبي لحمايتكِ."

بدأ رين في تحضير الفطور، حيث اصطاد بعض السمك لإعداد الحساء. كانت عينا سيلين تراقبه باستمرار، تتبعه بعينيها الأرجوانيتين الجميلتين.

عندما انتهى من إعداد الفطور، قدم لها الحساء في إناء خشبي، مع ملعقة خشبية. أمسكت إنائها، ثم جلست لتأكل. ظهرت علامات الرضا على وجهها، وقالت:

"إنه لذيذ حقًا، يا رين."

بدأ رين بحك رأسه محرجًا من كلماتها، فسألته سيلين:

"مما أنت متوتر؟ لقد قلت لك أن الحساء لذيذ فقط، لا داعي لأن تكون محرجًا."

أجابها وهو يشيح بنظره:

"اصمتي... أنا فقط لست معتادًا على الإطراء."

ضحكت سيلين وقالت:

"كما قلت لك، أنت مضحك حقًا! لا أستطيع التوقف عن الضحك."

ابتسم رين وقال:

"هيا، اغلقي فمكِ وأنهي طعامكِ."

لم تنزعج سيلين من كلماته، فقد لاحظت استعادة بريق عينيه وابتسامته أثناء حديثه معها.

---

بعد الانتهاء من الطعام، تحدث رين:

"هل تشعرين أنكِ بخير؟ هل نذهب للبحث عنهم؟"

أجابته سيلين:

"لا بد أنهم قلقون. علينا الإسراع في البحث عنهم. لا تقلق، يمكنني النهوض، هل يمكنك أن تحزم أمتعتي؟"

قال رين:

"بالتأكيد، سأجمعها فورًا، يمكنك تجهيز نفسكِ بينما أحزم الأمتعة."

بينما كانوا يمشون، لاحظ رين تباطؤ خطوات سيلين. وضع كل شيء من يديه ثم حملها على ظهره.

صرخت متفاجئة:

"ما الذي تفعله؟ انتظر!"

تجاهلها رين تمامًا، وحمل الحقيبة بيده الأخرى. تفاجأت سيلين من تصرفه، ثم استلقت على كتفه قائلة بصوت حنون:

"أنا شاكرة لك على ما فعلته من أجلي، يا رين."

أجابها:

"هذا واجبي. كما أن إصاباتكِ ستزيد إن أثقلتِ على نفسك، لهذا قمت بحملكِ، ستكونين بخير هكذا."

واصل رين المشي، وسيلين فوق ظهره.

في وقت الظهيرة، حيث كانت الشمس الحارقة في ذروتها، أشار أوران بإصبعه نحو جبلٍ عملاق، قائلاً:

"سنتجه إلى ذلك الجبل، فمن المحتمل أنه سيكون المكان الأكثر أمانًا في الوقت الحالي، كما أنه قد يساعدنا في إتمام رحلتنا من هناك."

لم يعترض أحد، بل أومأ الجميع برؤوسهم موافقين.

كان الجبل مكسوًّا بالخضرة بالكامل، شأنه شأن منطقة السهول الخضراء المحيطة، حيث ينمو العشب في كل مكان، حتى فوق أسطح البيوت الخشبية في القرى والمدن. لم يكن لهذا الجبل اسم، إذ لم يكن هناك أحد يسكن بالقرب من الحدود، وقد اقتربوا بالفعل من حدود الصحراء الغربية.

في جانب رين وسيلين:

واصل رين التقدم، متفحصًا محيطه بحثًا عن أي إشارات، لكنه لم يتلقَّ ردًّا بعد. ظل يسير حتى رأى، من بعيد، دخانًا يتصاعد. توجه فورًا نحو مصدر الدخان، وعند وصوله، لم يجد أحدًا، لكنه لاحظ ورقة مثبتة بحجر بجانب النار.

رفع رين الورقة ليفحص محتواها، ثم قرأها بصوت مرتفع لتسمعها سيلين:

"لقد اجتمعنا بالفعل، ونحن بخير. نبحث الآن عن مكان مناسب للمبيت، حيث لا تصلنا هذه الحريش الصامتة. سنرسل لك إشارات بموقعنا، فتتبعها، سنكون بانتظارك."

لاحظ رين أن الرسالة مكتوبة بالدم، فتساءل عن كاتبها، إذ لم يكن الخط واضحًا تمامًا، مما جعل قراءتها صعبة.

تحدثت سيلين قائلة:

"لابد أن أوران هو من كتبها، لهذا خطه غير واضح. لقد ظل نائمًا لآلاف السنين، فلا شك أنه يواجه صعوبة في الكتابة. على أي حال، إنهم بخير، فلنواصل اللحاق بهم... لابد أن أبي قلق علي."

ظهر الارتياح على وجهي رين وسيلين، فقد كانا قلقين على البقية أيضًا.

واصل رين السير، حتى عثر على الإشارة الثانية، لكنها لم تكن تحتوي على أي ورقة. استمر في التقدم للأمام...

في هذا الوقت، حيث بدأت الشمس بالاصفرار:

وصلت المجموعة إلى الجبل، وشرعوا في البحث عن مكان مناسب لقضاء الليلة بين تجويفاته. صعدوا وصعدوا، حتى توقفوا أخيرًا عند نقطة مرتفعة قريبة من حافة الجبل، حيث رأوا كهفًا ضخمًا يطلّ على غروب الشمس.

انبهر الجميع بجمال المنظر، لكن سرعان ما اعترتهم مشاعر القلق، فقد كانت الشمس على وشك الغروب، وهذا يعني أن البوابة الشيطانية على وشك أن تُفتح.

في هذا الوقت، كان رين لا يزال يتتبع الإشارات:

وصل أخيرًا إلى الإشارة، حيث عثر على رسالة أخيرة تقول: "نحن سنكون على الجبل."

حيت إتجه مباشرة في طريقه إلى الجبل.

بينما الشمس على وشك الغروب، وصل رين أخير إلى الجبل.

شق طريقه صعودًا، باحثًا في التجاويف، بينما كان لا يزال يحمل سيلين على ظهره. لم تظهر عليه أي علامات تعب، لكن سيلين بدأت تقلق عليه، فتحدثت قائلة:

"رين، يمكنك أن تُنزلني الآن... لابد أنني أتعبتك، سأواصل الصعود بجانبك."

لكن رين لم يُجب، بل تجاهلها تمامًا وواصل صعوده. نظر إلى يساره، حيث رأى الشمس على وشك الغروب، فزاد من سرعته حتى وصل أخيرًا إلى الكهف. ما إن وطأت قدماه داخله، حتى ظهر القمر القرمزي، وصُبغت السماء بلونها الدموي. لكن الجميع اعتادوا على ذلك المنظر، فلم يُلقِ رين نظرة للخلف، بل شق طريقه إلى الداخل، حيث رأى الجميع يجلسون حول النار.

نظر الجميع إلى رين وهو يحمل سيلين على ظهره، فظهرت الصدمة على وجوههم، ونهضوا جميعًا لاستقباله. نزلت سيلين عن ظهره، وأول من تحدث كان والدها، ثيرون، الذي اقترب منها مباشرة ليتفحص إصاباتها، قائلًا بقلق:

"سيلين، هل أنتِ بخير؟ لقد كنتُ قلقًا عليكِ كثيرًا!"

أجابته سيلين:

"أنا بخير، لا داعي للقلق، أبي... لولا رين، لكنتُ قد مت بالفعل."

تفاجأ ثيرون بكلمات ابنته، ثم التفت نحو رين ليشكره على حمايتها. بقي الجميع صامتين للحظات، قبل أن تتحدث لينا قائلة:

"هل أنت بخير، أخي؟ لقد قلقنا عليك كثيرًا، أنا ومُنى."

وأضافت مُنى:

"نعم، لقد أقلقتنا عليك حقًا!"

أجاب رين بصوت هادئ:

"أنا بخير... ماذا عنكم؟ كيف كانت أحوالكم؟"

تحدث أوران:

"تفضّلوا بالجلوس، لقد أعدّت مُنى العشاء بالفعل، كنا ننتظركم فقط. بعد الطعام، سنناقش ما حدث."

أومأ رين برأسه موافقًا، وجلس بجانب سيلين على الصخور التي تم إعدادها كمقاعد داخل الكهف. بقي ليون صامتًا، واثقًا من أن رين سيكون بخير، فلم يكن يشعر بالقلق.

بعد العشاء:

تكفّلت كل من مُنى ولينا بجمع الأطباق وتنظيف المكان، بينما جلس الجميع حول النار. تحدث أوران:

"إذن، ما الذي حدث معك يا رين؟"

أخذ رين نفسًا عميقًا، ثم أجاب:

"بينما كنتُ أنا وسيلين نبحث عن مأوى، عثرتُ على كهف يسع الجميع. كنت على وشك إرسال الإشارة لتنبيهكم، لكن فجأة، سقطت سيلين مغشيًّا عليها، وقبل أن أستوعب ما جرى، فوجئتُ بجحافل من الحريش الصامت تتجه نحونا. لم أشعر أبدًا بوجودهم، وكان الأمر مرعبًا للغاية. حملتُ سيلين على ظهري وقاتلتهم، لكن أعدادهم كانت لا تُحصى. قاتلتُ لمدة ساعتين، وكانت دماء سيلين قد غمرتني بالفعل، لكني واصلت القتال بلا جدوى. عندها، تذكّرتُ كلماتك يا أوران عن استغلال أسلوبهم في القتال، فخطرت لي حركة هجومية، ونفّذتها... مزّقتُ بها كل الحريش دفعة واحدة. لكن فورًا بعد ذلك، سقطتُ من الإرهاق، ثم حملتُ سيلين إلى الكهف وضمّدتُ جراحها. حينها، اكتشفتُ أن هناك حريشًا آخر داخل الكهف، فقتلته فورًا. ثم تعمقتُ في الداخل، حيث وجدتُ أنه شق طريقه إلى باطن الأرض. بعدها، أطلقتُ لكم الإشارة، لكن يبدو أن أحدًا لم يلاحظها. اضطررنا لقضاء الليل هناك، وبقيتُ مستيقظًا لحراسة سيلين... هذا كل ما حدث."

ساد الصمت، قبل أن يتحدث أوران بدهشة:

"أنت تقول إنك استخدمتَ حركة نهائية قتلتَ بها كل الحريش؟ كم بلغت كفاءتك الآن، رين؟"

أجاب رين بهدوء:

"5001."

---

تفاجأ كل من أوران وليون عندما تحدث ليون إلى رين قائلًا:

ليون: "ما الذي استخدمته في تلك الحركة النهائية، رين؟"

رين: "لم أستخدم شيئًا مميزًا، لقد جمعت كل قوتي في تلويحة واحدة. ركزت على استخدام أسلوب تلك المخلوقات؛ فبما أن لديها أذرعًا حادة، كلما قطعت أكثر، زادت حدة سيفي. لهذا السبب قمت بهجوم مركز، حيث جمعت فيه كل قوتي، مما أدى إلى تلك الحركة النهائية التي قطعت الرياح وتوجهت نحو الحريش، ممزقةً إياهم بالكامل. هل فهمتم الأمر الآن؟"

ليون: "الآن أفهم، لا بد أنك ضغطت على نفسك كثيرًا بسبب وجود سيلين معك."

رين: "معك حق، كنت أريد إنقاذها في أقرب وقت ممكن."

أوران: "يبدو أنك تتحسن بسرعة، رين. لقد تجاوزت ليون بفارق طفيف، فلقد وصل ليون إلى 5000 نقطة."

رين: "في الواقع، قتلت واحدًا داخل الكهف، مما جعل المجموع 5001."

ليون: "علينا الحذر من هذه المخلوقات الشيطانية، فالأمور تزداد سوءًا. لا بد أن هناك ملكًا لهذا الحريش، وإذا قضينا عليه، ربما تنتهي هذه المحنة الثانية، ثم تظهر المحنة الثالثة."

لم ينزعج ليون من كون رين قد تجاوزه، بل كانت لديه أفكاره الخاصة حول استعادة تفوقه مجددًا. كان قد وصل في معركته السابقة ضد ذئب كارثة البرق إلى 3700 نقطة، والآن، في هذه الكارثة الثانية، بلغ أخيرًا 5000 نقطة. أما أوران، فقد تجاوز العشرة آلاف؛ إذ وصل في معركته ضد ذئب كارثة البرق إلى هذا العدد، وعندها اختفت الأرقام وحلّ مكانها رمز شعلة، مما يعني أن المستعمل تجاوز العشرة آلاف نقطة، وأن عنصره الأساسي هو النار. لا يمكن للآخرين معرفة العدد الدقيق، ولكن ظهور الرمز يدل على تجاوز هذا الحد.

أوران: "معك حق، ليون. رغم زيادة قوتنا، لا نعلم ما الذي قد تأتي به هذه المحنة. كما يجب أن نكون حذرين من الكارثة الثالثة، فلم يتبقَّ لنا الكثير للوصول إلى الصحراء الغربية—حوالي ثلاثة أيام فقط. لنمضي ليلتين هنا لنستريح جيدًا، ثم نكمل طريقنا."

لم يعترض أحد على قرار أوران، بينما ظل الآخرون صامتين تمامًا أثناء حديث الثلاثة.

أوران: "على أي حال، لقد تأخر الوقت، علينا أن ننام جيدًا. لقد أرهقتنا المعركة السابقة."

نهضت منى ولينا لتجهيز الفُرُش، بينما بقيت سيلين جالسة في مكانها، متعبة، فساعدتها منى في تجهيز مكانها للنوم. بعد أن انتهت الفتاتان، سقط الجميع في النوم، منهكين من القتال. لم يبقَ مستيقظًا سوى ليون ورين.

كعادته، خرج رين ليتأمل القمر القرمزي، وجلس على حافة الكهف، متدليًا بقدميه إلى الأسفل. أما ليون، فقد نام، لكن عيناه ظلّتا مفتوحتين، وكأنه في غيبوبة مؤقتة.

نهضت سيلين من مكانها واتجهت نحو رين، الذي شعر بوجودها وسألها:

رين: "ما الذي تفعلينه؟ ألن تنامي؟"

لم تجبه، بل جلست بجانبه مباشرة، ثم قالت بهدوء:

سيلين: "لا أريد أن أتركك وحيدًا في هذا الجو الموحش."

تبادل كلاهما نظرات صامتة وابتسما دون أن يتحدثا، فقط تأملا معًا القمر القرمزي، الذي بدا بلا أي تميّز، وكأنه مجرد شاهد صامت على الأحداث. بعد لحظات، استلقت سيلين على كتف رين، لكنه لم يزعجها أو يحاول إيقاظها، بل ظل مبتسمًا طوال الوقت.

قضيا الليل معًا حتى ب

زغت شمس الصباح. عندها، أيقظها رين بهدوء حتى لا يلاحظ الآخرون مدى قربهما. وكالعادة، استيقظت محرجةً، ثم دخلت إلى الكهف وأيقظت الآخرين.

ظل رين مبتسمًا طوال الليل، وكأن عينيه بدأتا تستعيدان بريق الحياة من جديد. لقد بدأت سيلين في تغيير رين.

2025/04/18 · 4 مشاهدة · 2114 كلمة
Taha Nismo
نادي الروايات - 2025