في هذه الأثناء، أحاطت مجموعة من الذئاب بكلٍّ من ليون ولينا، حيث كانا آخر الناجين من مجموعتهم. يبدو أن الذئاب لحقت بهم حتى مخرج الكهف، ومزقت أجساد رفاقهم، مشكلةً أنهارًا من الدماء. تناثرت الدماء على كلٍّ منهما، فأمسكت لينا فمها بإحكام، محاولةً كبح رغبتها في التقيؤ، بينما تحدث ليون بصوت ثابت:
"تحمّلي، أعدك أنني سأنقذك من هذا الموقف."
تصرف ليون بسرعة، فعاد إلى مدخل الكهف وسدّه بصخرة ضخمة، مما جعل لينا تتنفس الصعداء. نظرت إليه بقلق وسألته:
"هل سنكون بخير؟"
ربّت ليون على رأسها ليطمئنها قائلاً:
"لا تقلقي، أعدك بأنني سأحميك."
أومأت لينا برأسها مطمئنة، لكنها سرعان ما سألت بلهفة:
"هل أبي وأمي بخير؟"
أجابها ليون بصوت خافت:
"آمل ذلك..."
بعد أن استعادا أنفاسهما، واصلا طريقهما، آملين أن يكون أحدهم قد تمكن من فتح المدخل. لكن سرعان ما تبدد هذا الأمل عندما رأوا أن الصخرة العملاقة ما زالت في مكانها، مع بعض الكسور التي أحدثتها الذئاب. ركعت لينا على الأرض بيأس، بينما جلس ليون بجانبها محاولًا مواساتها:
"لا تقلقي، كل شيء سيكون بخير."
لكن في تلك اللحظة—
"بوووم!"
قفز كل من ليون ولينا من مكانهما بفزع، فقد بدأت الذئاب تهاجم المدخل! لم يكن الأمر سوى مسألة وقت قبل أن يتمكنوا من تحطيم الصخرة.
"بوووم!"
في لحظة أخرى، تحطمت الصخرة إلى أشلاء متناثرة من الحصى! رأى ليون ذلك، فعانق لينا محاولًا حمايتها بجسده.
ليون يبلغ من العمر ستة عشر عامًا، بينما لينا تبلغ خمسة عشر. كان من الطبيعي أن يحاول الأخ الأكبر حماية أخته الصغرى. تنفس ليون الصعداء وهو يراقب المدخل بحذر، ثم أدرك أن الذئاب لا تستطيع عبوره. بدا أن الحظ إلى جانبهما هذه المرة. انتظر الاثنان بصبر حتى غادرت الذئاب المنطقة، ليتمكنا من الخروج أخيرًا.
عندما استسلمت الذئاب أخيرًا، نهض ليون وقال بحزم:
"سأخرج لأرى ما إذا كانت أي ذئاب ما زالت في الخارج."
أومأت لينا برأسها، لكنها رفضت الفكرة بقلق. حاول ليون طمأنتها قائلاً:
"لا تقلقي، سأكون بخير."
تحرك ليون بحذر، ناظرًا إلى الخارج. التفت إلى لينا وأشار لها بأنه لا توجد أي ذئاب في الجوار، لكنها في تلك اللحظة رأت ظلًا ينقضّ من السماء نحو ليون.
قبل أن يتمكن من الرد، هاجمه ذئب ضخم وسحق قدميه تمامًا، كأنهما مسحوق طحين! صرخ ليون من الألم، كاد أن يفقد وعيه، بينما تقلص بؤبؤ لينا إلى حجم رأس دبوس. هرعت من داخل الكهف نحو أخيها وهي تصرخ:
"أخي! أخي!"
لكن ليون، رغم ألمه الشديد، أشار إليها بيد مرتعشة وقال بصوت ضعيف:
"لا... لا تأتي! اهربي! أنقذي نفسك! لا تقلقي علي!"
تجاهلته لينا تمامًا، غير مبالية بالموت، متجهة نحوه بعزم، عازمة على أن تموت بجانبه على الأقل.
كان ليون يزحف على الأرض، يجر قدميه المتهشمتين بينما يعتصره الألم. لكنه فجأة لمح سيفًا عادي المظهر على الأرض. حاول الاتكاء عليه، لكنه شعر بصعقة كهربائية شديدة كادت تفقده وعيه. عضّ على شفتيه، محاولًا المقاومة، مدركًا أنه لا يملك الوقت للتفكير. تجاهل الأفكار التي اندفعت إلى ذهنه عبر السيف، وركز فقط على الشيء الوحيد الذي يهمه الآن:
"يمكنك فعلها... يمكنك النهوض... تجاهل الألم... عليك إنقاذ أختك!"
لكن في تلك اللحظة، كان الذئب على وشك التهام لينا...
فجأة، سوش شُطِر الذئب إلى نصفين، وتناثرت دماؤه الساخنة على وجه لينا. لم تفهم ما الذي حدث حتى احتضنها ليون بين ذراعيه قائلًا:
"قلت لكِ إن كل شيء سيكون على ما يرام."
كانت لينا لا تزال مذهولة، غير قادرة على استيعاب ما جرى، لكنها تجاهلت أفكارها، إذ لم يكن الوقت مناسبًا لذلك. غير أن الأمور لم تنتهِ بعد، فقد أحاطت بهم مجموعة من عشرات الذئاب، مما جعل الوضع أكثر خطورة.
في تلك اللحظة، رفع ليون رأسه نحو السماء، وكان شعره الأشقر الملطخ بالدماء يغطي عينيه. قال بصوت بارد ومليء بالقتل:
"من يقترب خطوة واحدة منها، سأحوله إلى لحم مفروم."
انتشرت هالة القتل في الأرجاء، فتجمدت لينا في مكانها بلا أي ردة فعل، أما الذئاب، فشعرت برائحة الموت تقترب منها، وكأنها تلامس حتفها بوضوح. لم يمضِ وقت طويل قبل أن تتراجع فارةً بحياتها.
تنفس ليون الصعداء همس بصوت خافت لاأدري كيف منعت نفسي من تقطيعهم لم اكن اريد ان ترى منى كيف كنت سأحولهم لمعجون من اللحم لقد قاومت رغبتي في تقطيعهم ، لكنه سرعان ما بدأ يفقد توازنه. فجأة، شعر بسيفه يجذبه نحو جثة الذئب الذي قتله، وبدأ رأس السيف يمتص الدماء الطازجة. اعتراه ألمٌ فظيع، فصرخ وكأنه يحترق في لهيب الجحيم. كان هذا رد فعل السيف العنيف، فلم يستطع التحمل وسقط فاقدًا للوعي.
لينا، التي كانت تراقب كل ما يحدث، لم تفهم شيئًا. تجاهلت أفكارها بسرعة، ثم حملت ليون بصعوبة وأسرعت به إلى داخل الكهف، حيث كان المكان الوحيد الآمن في هذه القرية المدمرة.
أوقدت النار داخل الكهف وبدأت تضمّد جراح ليون البليغة، بينما كانت تفكر في ما حدث.
بعد مرور يوم كامل...
استيقظ ليون أخيرًا وهو يئن من الألم، ثم أمسك رأسه في محاولة لاستيعاب ما يجري. قبل أن يتمكن من قول أي شيء، قفزت لينا نحوه وعانقته بقوة:
"لقد كنت قلقة عليك!"
أمسك ليون بيدها ليطمئنها:
"قلت لكِ إن كل شيء سيكون على ما يرام."
نظرت إليه لينا بقلق وقالت:
"يبدو أن إصاباتك تُشفى بسرعة غريبة!"
أجاب ليون وهو يتأمل جسده:
"أعتقد أن لهذا السيف علاقة بالأمر."
توسعت عينا لينا بصدمة:
"السيف؟! كيف يعقل ذلك؟!"
هز ليون رأسه:
"لا أعرف السبب، لكن يبدو أن القدر يريدنا على قيد الحياة."
ألقى ليون نظرة على السيف، وعندما تفحصه، لاحظ أن الرقم المكتوب عليه هو 500. هذا الرقم كان كبيرًا جدًا! كان يعلم أن امتلاك هذه القوة يتطلب قتل العديد من الوحوش، لكنه لم يقتل سوى ذئب واحد فقط! تجاهل أفكاره مؤقتًا، إذ كان مرهقًا للغاية.
قالت لينا:
"هل أنت جائع؟"
أجابها ليون بابتسامة متعبة:
"أنا أتضور جوعًا."
أخرجت لينا بعض الوجبات الخفيفة من حقيبتها وقدّمتها له. تناولا الطعام معًا، ثم أمضيا الليل داخل الكهف.
في اليوم التالي...
استيقظ ليون مبكرًا وأيقظ أخته:
"هيا، علينا مغادرة هذا المكان."
لم تعترض لينا، فقد كانت تثق بأن ليون أصبح قويًا بما يكفي لحمايتها.
بدأا في استكشاف الجثث بحثًا عن أقاربهما. كان المشهد مرعبًا، إذ تناثرت الجثث في كل مكان، وبدأت تفوح منها رائحة الموت بعد مرور ثلاثة أيام.
وفجأة، وضعت لينا يدها على فمها وسقطت على الأرض، والدموع تملأ عينيها. كان ذلك لأنها رأت جثتي والديها معانقين بعضهما، وابتسامة هادئة تعلو وجهيهما. ورغم مرور الأيام، إلا أن جسديهما ظلا طاهرين، بلا رائحة كريهة.
أما ليون، فظل واقفًا وهو يحدق بالمشهد، لكنه كان قد جهّز نفسه لهذه اللحظة منذ لحظة الفراق. أمسك يديه خلف ظهره، وأخذت أظافره تنغرس في راحة يده وهو يحاول التماسك، إذ لم يكن يريد الانهيار أمام أخته الصغيرة، كونه المسؤول عن حمايتها.
نقل ليون جثتي والديه إلى جانب جثث يون، فوس، ووالدي منى، ثم أقام لهم جنازة صغيرة بالقرب من شجرة أرز عملاقة، ووضع بعض الزهور فوق قبورهم.
قال ليون مخاطبًا لينا:
"علينا العثور على رين ومنى، لم أعثر عليهما في أي مكان، لكني واثق أنهما بخير."
لمعت عينا لينا بالأمل، متمنيةً أن يكونا بخير.
في هذه اللحظة...
استيقظت منى من نومها، لتجد رين منهمكًا في قطع الأغصان بالحطب وهو يحمل سكينًا. عندما لاحظ أنها استيقظت، نظر إليها قائلًا:
"يبدو أنكِ استيقظتِ أخيرًا."
سألت منى بفتور: "هل حدث شيء؟"
أجابها رين بهدوء: "يبدو أنك استغرقتِ في النوم لمدة يوم كامل، لا بد أنكِ كنتِ متعبة."
قفزت منى من مكانها، والخجل يعتري وجهها حتى احمرت أذناها، وبدأت تشعر بطنين في أذنيها من شدة الارتباك: "يوم كامل؟!"
أومأ رين برأسه قائلاً: "لم يحدث شيء يستدعي القلق."
تساءلت منى بعد لحظة من التردد: "هل كنت تحرسني أثناء نومي؟"
تأخر رين في الإجابة للحظات قبل أن يقول بصوت هادئ: "لم أعد أشعر أنني أستطيع النوم مجددًا."
رغم هدوئه الظاهر، لم تكن عليه علامات التعب، إذ بدأت إصابته تُشفى بوضوح. رفع إصبعه مشيرًا إلى نهر أزرق صافٍ تحت سماء زرقاء مشرقة، كأن ما مر بهما كان مجرد حلم بعيد. في تلك اللحظة، عاد "ذئب كارثة البرق" إلى البوابة التي أُغلقت تمامًا.
قال رين: "اغسلي وجهك هناك، سأقوم بتحضير الفطور."
اتجهت منى إلى النهر، بينما خرج رين لصيد السمك، ثم تعمق داخل الغابة لجمع بعض الفواكه لتحضير حساء السمك. بعد عودتها، جلست منى على جذع شجرة بينما كان رين يُعد الحساء. فجأة، لوح لها بتفاحة حمراء وألقاها نحوها قائلاً: "عثرت على شجرة تفاح أثناء التجوال."
قامت منى بقضم التفاحة، وظهر على وجهها تعبير من اللذة: "إنها لذيذة!"
بعد الانتهاء من الفطور، سألت منى بحيرة: "يبدو أن البوابة قد اختفت. هل حدث شيء أثناء نومي؟"
أجابها رين: "عند اقتراب الفجر، بدأت البوابة بالانكماش، ونهض الذئب العملاق من نومه قبل أن تُغلق تمامًا."
أعربت منى عن ارتياحها معتقدة أن الخطر قد زال، لكن رين أضاف بصوت جاد: "لا بأس بالراحة الآن، لكن على الأرجح ستظهر مجددًا عند غروب الشمس."
تفاجأت منى وسألته: "كيف لك أن تعرف؟"
نظر رين إلى سيفه وقال: "يبدو أن هذا السيف يحمل الكثير من المعلومات حول هذه البوابة الشيطانية. لقد ظهرت في العصور القديمة، لكن تم مسح تلك الحقبة من التاريخ. لا أحد في العالم يعرف عنها شيئًا... هناك قوى خفية تلعب خلف الكواليس."
ظهرت على وجه منى تعبيرات الحيرة والقلق، لكنها تمالكت نفسها وقالت: "هيا، لنواصل البحث عنهم. لدي إحساس قوي أنهم ما زالوا بخير."
أومأ رين برأسه، وواصلا التقدم.
---
في هذه الأثناء، كان ليون ولينا يواصلان البحث أيضًا. قال ليون بثقة: "أنا متأكد أنهم ما زالوا على قيد الحياة."
لم يكونوا يدركون أنهم اقتربوا جدًا. فجأة، شعر رين بالخطر، وأمسك بسيفه. في الجهة الأخرى، شعر ليون بنفس الشعور. كان السيف يعطي إشارات باقتراب مستخدم آخر لقوى مماثلة.
قال رين بحذر: "هناك مستخدم آخر للسيف مثلي، لكن قوته تفوقني بكثير."
أومأت منى برأسها، وبدأ الخوف يتسلل إلى قلبها. في الوقت ذاته، بدأ كل من رين وليون بالركض بين الأشجار، حتى التقت نظراتهما وسط الغابة. لم يركز أي منهما على ملامح الآخر في البداية، بل كانت أعينهما مثبتة على السيوف.
اصطدمت السيوف بقوة، لكن ردّة فعل رين كانت أسرع. عندها، نظر إلى وجه خصمه ليجد أنه... ليون!
أسقطا سيوفهما في صدمة، ولم ينطق أي منهما بحرف حتى قفزت لينا فجأة وعانقت رين بشدة، الدموع تملأ عينيها.
رأت منى ذلك من بعيد، وارتسم الاطمئنان على وجهها. لكن لينا ظلت ممسكة برين، تبكي وتقول بصوت مرتجف: "لقد قلقت عليك كثيرًا!"
تنهد رين مبتسمًا: "لا داعي للقلق، كل شيء سيكون على ما يرام."
حاولت لينا مواساة منى على مقتل عائلتها، لكن منى ابتسمت ابتسامة حزينة تعكس ألمها العميق. فجأة، عانقتها منى، وبدأت دموعهما تنهمر بلا توقف. احتضنتا بعضهما البعض، محاولتين كبح حزنهما، لكن في النهاية، انفجرتا بالبكاء، متذكرتين الجثث المبعثرة لعائلاتهما.
---
في تلك الأثناء، ساد التوتر بين رين وليون، ولم يتحدث أي منهما للآخر. بعد لحظات من الصمت، قال رين: "فلنؤجل الحديث لوقت لاحق. علينا العثور على مكان للمبيت."
اقترح ليون: "من الأفضل أن نبتعد عن هذا المكان. رأيت بعض الذئاب تتجول هنا."
قال رين: "رأيت كهفًا على بعد كيلومتر من هنا، يبدو آمنًا في الوقت الحالي. يمكننا قضاء الليل هناك."
وافق ليون، وتحركوا جميعًا نحو الكهف. أثناء سيرهم، خيم الصمت، فلم يعرف أي منهم كيف يعبّر عن مشاعره المختلطة بين الحزن والفرح.
بدأت الشمس تصفر، معلنة اقتراب الغروب. عندها، قال رين بصوت جاد: "علينا الإسراع... إنها على وشك الظهور."
سألت لينا بفضول: "ما الذي تعنيه؟"
نظر رين إلى ليون وقال: "يبدو أنك لم تخبرها بشيء."
أجاب ليون بلهجة اعتذارية: "أنا آسف، لم أرد إخافتك. لكن هذه البوابة تبدأ بالظهور عند الغروب، ثم تنكمش مع الفجر."
أومأت لينا برأسها، قائلة: "فهمت الآن."
وصلوا إلى مدخل الكهف، فأمر رين ليون: "ابقَ معهما هنا، سأدخل للتأكد من أنه آمن."
بعد لحظات، خرج رين قائلاً: "يمكنكم الدخول، إنه آمن."
تنفست منى ولينا الصعداء، فقد كانتا قلقتين من تأخره. دخلت كل منهما على حدة، تبعهما رين، ثم ليون.
---
كان رين قد جمع بعض الحطب مسبقًا لإشعال النار. خرج مع ليون، حيث قام بقطع شجرة كبيرة ليصنعوا طاولة وكراسي للجلوس. في هذه الأثناء، كانت منى تُعد الطعام.
وضع الجميع أطباقهم على أوراق الشجر الكبيرة، وانتشرت رائحة الطعام الشهية. وسط الجو الدافئ والطعام اللذيذ، شعروا للحظة وكأنهم مع عائلاتهم من جديد.
قالت منى فجأة: "ما رأيكم في العودة إلى القرية لإقامة جنازة لعائلاتنا؟"
همّ رين بالكلام، لكن ليون قاطعه: "لا داعي لذلك. لقد دفنتُ الجميع بجانب يون وفوس تحت شجرة أرز بارزة."
انحنت منى شاكرةً ليون ولينا قائلة: "لن أنسى هذا ما حييت."
أجابت لينا بلطف: "لا داعي للشكر... نحن عائلة."
وقف رين قائلاً: "كنت أود العودة للقيام بذلك، لكننا كنا مشغولين بالبحث عنكم، ثم تعرضنا لهجوم ذئب وكدنا نموت."
قالت لينا: "لقد حدث لنا الأمر نفسه، لكن ليون أنقذني. السيف أعطاه القوة لقتل الذئب."
نظرت منى إلى رين وقالت: "لقد حصل الأمر نفسه مع رين... يبدو أن القدر أبقانا على قيد الحياة لسبب ما."
نظر رين وليون إلى بعضهما البعض بتمعن، وكأنهما أدركا أن مصيرهما مرتبط بطريقة ما.
"سأخرج للصيد، ليون، هل تأتي معي؟ أما أنتم، فابقوا داخل الكهف، لن نبتعد كثيرًا، فلا داعي للقلق."
أومأ ليون برأسه موافقًا. وعندما خرجا من الكهف، كانت البوابة الشيطانية قد ظهرت بالفعل، وخرج منها ذئب كارثة البرق الكبير، بينما تبعه سربه. لكن حدث شيء غريب، فالذئب لم يتحرك من مكانه، بينما بدأت الذئاب الأخرى تتفرق في أنحاء العالم.
نظر كل من رين وليون إلى السماء، ثم تحدث رين قائلاً:
"كيف عثرت على ذلك السيف؟"
أجابه ليون:
"لقد عثرت عليه صدفةً بين الجثث المبعثرة عندما كنت أزحف على الأرض. التقطته لأستند عليه، لكنني تعرضت لصدمة كهربائية كادت تفقدني وعيي. لم يكن لدي وقت للتفكير، فقد كانت لينا على وشك الموت. تحركت حينها بلا وعي، وقمت بشطر الذئب إلى نصفين. لكنني لم أشرح الأمور للينا، لأن هذا السيف محاط بالغموض."
ثم سأل ليون:
"وكيف عثرتَ أنت على سيفك؟"
أجاب رين:
"حينما كنت أبحث عن حقيبتي مع منى، سمعنا صوت عواء ذئب. اتجهت خلف الصوت، لكنني وجدت نفسي في مكان غريب، حيث التقيت بعجوزٍ ذي لحية بيضاء. طرح علي بعض الأسئلة الغريبة، ثم تبخر في الهواء متلاشيًا."
أخرج رين سيفه وكتابه، فأخذ ليون يفحص الكتاب، لكنه شعر بنفس الشعور الذي انتابه عندما أمسك بالسيف. ثم أمسك سيف رين متفاجئًا، وقال:
"لماذا يحمل سيفك الرقم 2؟"
أجابه رين:
"لقد قتلت ذئبًا واحدًا فقط. ظهر الرقم 1 فجأة عندما كنت على وشك الموت، ثم ظهر الرقم 2 أثناء امتصاص الجثة. كنت أشك في ظهور الرقم الأول، لأنني عندما أفقت بجانب منى، كانت الجثة قد اختفت بالفعل. أعتقد أن هذا السيف امتص الجثة أثناء فقداني للوعي."
لكن في تلك اللحظة، أخرج ليون سيفه، ففتح رين فمه متفاجئًا:
"لماذا يحمل سيفك الرقم 500؟!"
رد ليون بصوت متردد:
"لا أعرف... كنت أظن أن سيفك يحمل الرقم نفسه. لقد تسربت إليَّ ذكريات السيف بالفعل، ووجدت الأمر غريبًا. ظننت في البداية أن الرقم مزيف، لكن القوة التي شعرت بها، والخبرة المتدفقة منه، لا يمكن إنكارها. لا يزال الأمر غامضًا حتى الآن."
نظر ري
ن إلى السيف بحيرة، ثم تمتم قائلاً:
"ما الذي يجري؟ كيف يعقل هذا؟!"
ثم أضاف وهو يتذكر:
"لكن أثناء بحثي عنك، شعرت بقوة هذا السيف. لا يمكن أن يكون الرقم زائفًا."
أعاد رين السيف إلى ليون، ثم قال بصوت هادئ:
"من الأفضل ألا نخبرهم بالحقيقة الآن."
أومأ ليون برأسه موافقًا على اقتراحه.