بعد مرور ثلاثة أيام
أثناء غروب الشمس كان كل من رين وليون يخرجون في هذه الفترة لقتل الذئاب. كل منهم يحمل كراهية شديدة تجاه هذه المخلوقات الشيطانية لشفاء غليلهم.
"أوه رين، كم قتلت من ذئب؟" أومأ رين.
"لقد وصلت لمجموع 20، كم قتلت أنت يا ليون؟"
"قتلت 30، أي المجموع 600." أجاب رين بتقبل: "يبدو أنك تجاوزتني ب10، ذلك طبيعي فسيفك مرقم الآن ب600 بينما أنا قد وصلت ل70. الفرق واضح بيننا."
ذلك الجو التنافسي اختفى بينهم، كل منهم مركز على أهدافه في إبادة هذه المخلوقات الشيطانية.
في هذا الوقت كان رين يفكر: "يبدو أن ليون أقوى مني بأضعاف مضاعفة، يبدو أن هذه القوى لم يتم توزيعها بتساوي." كان رين في حيرة لكن الأمر لم يزعجه أبداً؛ ما الفائدة في أن نظل نتنافس في كل مرة؟ علينا التركيز على إبادة هذه المخلوقات، كما أن كونه أقوى مني لا يزعجني إطلاقاً لأني أصل لمستواه أو أتجاوزه في المستقبل القريب." أعرب رين عن عدم انزعاجه.
في هذا الوقت صرخ ليون: "أوه رين، لقد اصطدت أرنباً! دعنا نعد للكهف!" أومأ رين برأسه موافقاً بينما هم في طريقهم نحو الكهف.
قال رين: "ليون، أنا قلق من عدم تحرك ذلك الدئب العملاق. الأمر غريب جداً، لقد مر شهر بالفعل منذ ضهوره بحيث يخرج في الغروب ثم يدخل أثناء الشروق يقضي الليل كله مستلقي في السماء. أليس الأمر غريباً؟"
"معك حق، الأمر غريب لحد ما، لكن أليس الأمر مريحاً عدم تحركه؟"
"إذا تحرك فإن أمرنا قد انتهى." أعرب ليون عن قلقه.
قال رين: "علينا قتل المزيد من الذئاب لزيادة قوتنا كي نقاومه على الأقل، فنحن لا نعرف حجم قوته، لكن إذا استيقظ لأن فإن أمرنا انتهى. فلنمض شهراً آخر هنا ثم فلنتجه نحو الصحراء الغربية. يبدو إنها قد ظهرت أول مرة في تلك المنطقة، فلنقم بتحقيق هناك، قد نجد بعض الأدلة حول هذه الأسلحة أو خلفيتها."
أومأ ليون موافقاً بحيث قد وصلوا لمدخل الكهف.
"أوه منى، لقد اصطدت أرنباً! فل تقومي بطهيه!" صرخ ليون.
تقدمت منى نحوهم بقلق: "هل أنتم بخير؟"
قال رين: "لا داعي للقلق، نحن على ما يرام."
كانت منى قلقة حولهم لأنه طيلة هذه الأسابيع كانوا يخرجون لقتل الذئاب بشكل مستمر.
أمسكت منى بالأرنب من ليون بحيث كانت تعابيرها مطمئنة، "حسناً، سأقوم بطهيه فوراً، يمكنكم الجلوس."
لينا كانت تساعد منى على الطهي بحيث قامت بالجلوس مع رين وليون، قائلة بحماس: "أوه رين، كم قتلت اليوم؟"
أجابها رين بفتور: "قتلت 20 اليوم، أي المجموع 70."
ظهر الحماس على وجه لينا بينما سألت ليون، "قتلت 30، أي المجموع 600."
تفاجأت لينا، "لقد قتلت في هذه الفترة 100، يبدو أنك أقوى من رين."
بحيت قالتها، أغلقت فمها فوراً قائلة: "لم أقصد ذلك يا رين."
نظر ليون إلى رين مترقباً، ردّ بحيت قال رين: "الأمر لا يزعجني إطلاقاً يا لينا، فلا داعي للقلق."
أومأ كل من لينا وليون عن ارتياحهم.
كانت منى تسمع محادتهم بحيث قالت: "مفكرة، يبدو أنهم قد نضجوا إلى هذا الحد."
ثم قامت بشد لينا من أدناها: "جارة إياها، مالذي تفعلينه هنا؟ أليس من المفترض أن تساعديني على الطهي؟"
بحيت أعربت لينا عن أسفها.
كان كل من رين وليون يضحكان، وكان الدفء يعم المكان.
قالت منى: "لقد نضج الطعام، فلتغسلوا أيديكم."
قامت لينا بحمل وعاء من الخشب من برميل ممتلئ بالماء، قد قام رين بصنعهم في وقت سابق لكي لا تخرج منى ولينا باحتين عن الماء خارج الكهف.
كان رين بجانب البرميل لكي يغسل يديه، بحيث تقوم لينا بصب الماء على كلتا.
يداه تلاه ليون، بحيث قام كل منهم بالجلوس على مقعده في انتظار وضع الأطباق.
لقد وضعت منى لكل واحد طبقاً بينما في وسط الطاولة يوجد ورقة شجر كبيرة جداً عليها أرنب مشوي، بينما كل منهم يسحب جزءاً منه على طبقه، بحيث الرضا يملأ تعابيرهم.
بينما انتهوا من الأكل، تحدت رين فجأة: "سنمضي شهراً آخر هنا ثم نتجه نحو منطقة الصحراء الغربية."
تفاجأت كل من منى ولينا بقرار رين، بحيث قالت منى: "أليس المكان بعيداً؟ سيستغرق الأمر ثلاثة أشهر للوصول إلى هناك."
قال ليون: "لكن علينا الدهاب إلى هناك، فعلينا البحث عن أسرار هذه السيوف كما علينا البحث عن أدلة حول هذه الوحوش الشيطانية."
قالت منى: "لكن كيف يمكنكم معرفة أن هناك دلائل في الصحراء الغربية؟"
بحيت قفز رين قائلاً: "لقد ظهرت هذه البوابة الشيطانية في الماضي في الصحراء الغربية، لكن ذلك التاريخ القديم اختفى من العالم، كما أنه لم يوجد يمكنني معرفة ذلك من ذكريات السيف."
تفاجأت لينا من كمية هذه المعلومات والحقائق.
قال ليون: "سنتوقف كل ليلة لتخيم، بحيث لن تشعروا بتعب، كما قال: لا داعي للقلق حول الذئاب، سنحميكم حتى لو تطلب ذلك حياتنا."
منى لم تقل ولا كلمة بينما تظهر تعابيرها القلق.
لينا قالت: "لا بأس طالما نخيم كل ليلة بحيث لا نتعب."
قال رين: "هذه رحلة ستستغرق منا حوالي خمس أشهر إن كنا سنخيم كل ليلة."
قائلاً: "لا بأس الآن، فلن ننطلق إلا بحلول شهر مازال الوقت مبكراً لتفكير في ذلك."
في هذا الوقت، شهدت منطقة الصحراء الغربية بعض التغيرات، حيث كانت هناك خسائر بشرية هائلة في الأرواح، ليس مثل المنطقة الوسطى السهول الخضراء، لكن هناك خسائر. فلقد انتشرت الكارثة على طول المناطق السبع، حيث بدأت الذئاب تشن هجومها.
في هذه الأثناء، حدث تغير في جل الصحراء، حيث كانت الرمال تتطاير والأرض تهتز. كان السكان المحليون يشعرون بالخوف والذعر، ومن الطبيعي حدوث ذلك، فقد شهد العالم كارثة قد تبيد البشرية بالكامل.
في منطقة بعيدة عن السكان، حيث توجد الرمال وحدها والسماء الصافية، كان النهار قد حل بالفعل، وكانت الرمال ترتفع كالجبال، حيث خرج مدخل يؤدي لنفق كبير تحت الأرض. أدى ظهوره إلى اهتزاز جل الصحراء الغربية، مما جعل السكان يشعرون بالذعر. لكن المفاجأة أنه قد خرج شخص من داخل النفق، كان يرتدي ملابس قديمة ممزقة كأنه من العصر الحجري، شعره أسود قصير حريري يتطاير بفعل نسيم الرياح، وجهه وسيم مسمر بجسر أنف طويل يعطي شعورًا بالجمال. كان يحمل معه رمحًا عاديًا مرقمًا بـ 5000، يتكئ عليه للمشي، وكان يردد بفمه الجاف بسبب الحرارة الشديدة:
"ماء... ماء... أريد شرب الماء."
لكن لم يستجب له أي أحد، لقد كان وحده في هذه الصحراء الكبرى. واصل المشي يائسًا في إيجاد ولو قطرة ماء، لقد ابتعد عن النفق بالفعل.
لقد سقط على الأرض.
لكن في هذه اللحظة، استيقظ حيث وجد نفسه داخل خيمة في وسط الصحراء. تساءل عما جرى، خرج من الخيمة حيث رأى رجلًا في منتصف العمر بجانبه فتاة بعمر 16 سنة. نظر إليه الرجل في منتصف العمر قائلاً:
"يبدو أنك استيقظت."
نظر إليه الشاب الغامض قائلاً:
"ما الذي جرى؟ ما الذي حدث لي؟"
تحدثت الفتاة:
"لقد عثرنا عليك في طريقنا نحو مكان الهزة حيث كنت فاقدًا للوعي، تهمهم بكلمة ماء... ماء... لقد حملناك أنا وأبي، حيث بدا أنك على وشك الموت. تجاهلنا مكان الهزة لنجدتك، هل تعرف ما الذي جرى في ذلك المكان؟"
أمسك الشاب الغامض برأسه والضباب يملأ عينيه:
"أنا مشوش... لا أعرف ما الذي جرى."
تحدث الرجل بمنتصف العمر:
"لا بأس، يمكنك الراحة بالداخل حتى ترتب أفكارك."
أومأ الشاب الغامض برأسه موافقًا.
بعد مرور ساعة، دخلت الفتاة إلى الخيمة، حيث رأت الشاب الغامض رافعًا رأسه ينظر إلى سقف الخيمة. قام بتحويل نظره فورًا نحو الفتاة قائلاً:
"ماذا تريدين؟"
قالت الفتاة:
"اسمي سيلين، ما اسمك أنت؟"
"يمكنك مناداتي أوران."
"إذن، أوران، لديك اسم جميل." قالت سيلين.
أومأ أوران برأسه:
"أين الرمح الذي كنت أحمله؟"
قالت سيلين:
"إنه هناك بجانب سريرك، هل تحمله لحماية نفسك من تلك المخلوقات؟"
فتح أوران عينيه على مصراعيهما متفاجئًا:
"ما الذي تقصدينه؟ هل تكررت الكارثة في هذا العصر؟"
"ما الذي تقصده بـ 'تكررت'؟ هذه الكارثة لم يشهدها أحد قط في التاريخ، هل قمت بضرب رأسك؟"
ظهرت تعابير الصدمة على وجه أوران، حيث وضع يده على ذقنه متسائلًا:
"ما الذي يجري؟ هل تم محو تلك الحقبة من التاريخ؟"
ظهرت العديد من الأفكار في ذهن أوران، لكنه سرعان ما تجاهلها.
"سيلين، في أي منطقة ظهرت هذه الكارثة؟"
أجابت سيلين:
"يبدو أنها المنطقة الوسطى، السهول الخضراء."
لكن في هذا الوقت، دخل الرجل في منتصف العمر مبتسمًا. كانت لديه لحية قصيرة تغطي أنحاء وجهه، قائلاً:
"هههه، يبدو أنكم منسجمون."
قالت سيلين باستخفاف:
"ما الذي تقوله يا أبي؟ لقد كنا نتحدث عن هذه الكارثة!"
اختفت البسمة من وجه الرجل في منتصف العمر، وسرعان ما تغير تعبيره للحزن، حيث قال:
"اسمي ثيرون، وهذه ابنتي سيلين. لقد هاجمتنا هذه المخلوقات، حيث ماتت زوجتي وطفلاي... لقد بقينا أنا وسيلين وحدنا، ننتظر مصيرنا، هل نعيش أم نموت؟ القدر هو من يقرر ذلك."
نظر أوران إلى تعابيرهم الحزينة، حيث قال:
"لا داعي للقلق، سأقوم بحمايتكم. لن أدع أحدًا يموت منكم، سأقتل كل هذه الوحوش الشيطانية التي تتواجد في الصحراء الغربية، ثم سنتجه إلى المنطقة الوسطى، السهول الخضراء. هل يمكنكم أن تمضوا معي؟"
تفاجأ كل من ثيرون وسيلين بتعبيرات معقدة:
"هل لديك القوة حقًا لحمايتنا؟"
قال أوران بثقة:
"أملك القوة على ذلك، فلنتحرك من هنا. هل هناك قرية بالقرب من هنا؟"
أجابت سيلين قائلاً:
"علينا الاتجاه شمالًا، هناك قرية اسمها أرماك، لكن المكان خطير هناك، لقد رأيت العديد من الذئاب تطوف حول تلك القرية، سيستغرق منا الوصول إلى هناك ثلاثة أيام."
أعربت سيلين عن قلقها، لكن أوران قال بثقة:
"احزموا أمتعتكم، سنمضي في طريقنا إلى هناك. لا تقلقوا، لقد قلت لكم بالفعل أنني قوي، يمكنكم أن تثقوا بي."
نظر ثيرون إلى سيلين والغرابة تملأ تعابيرهم. أومأ ثيرون قائلاً:
"حسنًا، سنثق بك، حياتنا بين يديك الآن."
بعد مرور يوم...
أثناء سفر المجموعة نحو قرية أرماك، كان الكل ملتفًا بوشاح لحماية أنفسهم من الرمال المتطايرة بفعل الرياح. في هذه السماء القرمزية، كان القمر بلون الدم، مما يعطي شعورًا بأن هناك شيئًا قادمًا.
وهو ما حدث بالفعل.
في هذا الوقت، طوقت مجموعة من الذئاب الشيطانية كلًا من أوران، سيلين، وثيرون. أعرب ثيرون عن قلقه، والعرق البارد يقطر من جبينه:
"ما الذي ستفعله الآن؟ إنها مجموعة مكونة من 20 ذئبًا، حتى لو كنت قويًا، ما الذي تستطيع فعله يا أوران؟"
نظر أوران إلى كل منهم، حيث كان وجهه خالياً من أي تعابير خوف:
"لا تقلقوا، سيكون كل شيء على ما يرام. ابقوا في الخلف فقط ولا تتحركوا."
لكن في هذه اللحظة، صرخ ثيرون:
"انتبه! إنه خلفك مباشرة!"
وضعت سيلين يدها على وجهها، حيث جثت على ركبتيها منتظرة أن يُقطع رأس أوران، حيث كان الذئب موجهًا مخلبه بالفعل باتجاه رقبته...
لكن عندما فتحت عينيها، رأت العكس تماماً، بحيث كان أوران ما زال ينظر اتجاههم. كان رأس الذئب قد طار بالفعل، فقد كان أوران قد وجّه رمحه الحاد من الأطراف إلى رقبة الذئب قبل أن تصل مخالبه نحو رقبته. كان كل من سيلين وثيرون ينظران بعينين مفتوحتين على مصراعيهما.
لقد كانت الذئاب بالفعل على وشك الهروب، مستشعرة رائحة الموت التي تشد رقابهم، لكن قبل أن يدركوا ذلك، كانت جثثهم طافية في الهواء، ممزقة لأشلاء. لقد سقطت جميعها على الأرض. كان أوران قد تحرّك بالفعل قبل سقوط رأس الجثة الأولى ملوحاً برمحه كأنه يقطع الزبدة، ممزقاً كل الذئاب. ظل كل من ثيرون وسيلين بأفواه مفتوحة قبل أن يدركوا أن أوران قد ذبح كل تلك الذئاب، وزادت الصدمة على وجوههم. قال ثيرون لسيلين: "هل رأيتِ ما حدث؟" هزّت سيلين رأسها بحركة "لا"، بحيث كانت الكلمات لا تستطيع الخروج من فمها من قوة صدمتها.
لكن ما زاد الصدمة على صدمتهم أن أوران وقف في منتصف الجثث، حيث غرس رمحه في الرمال ممسكاً به بيد واحدة، بحيث بدأت حافة الرمح بامتصاص دماء الذئاب.
"حسنًا، لقد انتهيت. يمكننا المضي في طريقنا"، قال أوران بوجه خالٍ من أي تعابير، كما لو لم يخض أي معركة. لقد خرج بدون خدش واحد حتى على ملابسه. لقد أعاره ثيرون بعض الملابس أثناء مغادرة الخيمة. نظرت سيلين إلى أوران بغرابة: "من أين أتيت بهذه القوة؟"
"يمكننا التحدث عن ذلك لاحقًا، فلنواصل طريقنا." ظل ثيرون صامتاً، بحيث لم ينطق بكلمة واحدة، وبقي مصدوماً. رنّح رأسه موافقاً على قرار أوران، بحيث واصلوا طريقهم. لم يتحدث أي منهم، وبقي الجو متوتراً بينهم.
بعد مرور يومين
في هذا الوقت، كانوا قد وصلوا إلى وجهتهم بالفعل، لكن كل ما رأوه كان قرية مدمرة تماماً. كانت البيوت المصنوعة من الطين قد تدمرت بالفعل، بينما الجثث المبعثرة بدأت في التحلل، حيث بدأت العظام تظهر من جثثهم، بينما دماؤهم تحولت للون الأسود كعتمة الليل. كانت الرائحة الكريهة لا تحتمل، فقاموا بتغطية أنوفهم.
تحدثت سيلين والدموع بدأت تظهر من عينيها: "هذا قاسٍ جداً... هل سينتهي بنا الأمر هكذا؟"
قام ثيرون بحضنها: "لا تقلقي، سيكون كل شيء على ما يرام."
وقف أوران أمامهم: "لقد أنقذتم حياتي، عليَّ رد المعروف. سأقوم بحمايتكم حتى لو تطلب ذلك حياتي."
ظهر الاطمئنان على وجوههم، بحيث انحنى ثيرون قائلاً: "سنزعجك بذلك..."
ربت أوران على كتف ثيرون: "لا يوجد أي إزعاج يا عم، يمكنك الوقوف."
قالت سيلين: "ما الذي سنفعله الآن؟"
قال أوران: "فلنتجه إلى المدينة، يمكننا أن نرتاح قليلًا قبل وجهتنا نحو السهول الخضراء. لكن، فلنتجه إلى مكان للتخييم لقضاء الليلة، وبحلول الصباح يمكننا الانطلاق نحو المدينة."
"بالمناسبة، ما اسم المدينة؟" سأل أوران كلًا من سيلين وثيرون.
قفزت سيلين قائلة: "تُدعى 'أريان'، وهي المدينة الوحيدة الكبرى في منطقة الصحراء الغربية، بحيث حتى لو تم جمع كل القرى في منطقة الصحراء الغربية، فلن تصل لمساحتها الواسعة. أظن أننا قد نجد مكانًا للراحة هناك، بحيث لدى المدن الكبرى قواتها التي يمكنها تقليل الأضرار بشكل طفيف نظرًا لقوة جيشها."
أومأ أوران: "حسنًا، فلنتجه لها فوراً، بينما نخيم في الطريق إليها."
في طريقهم نحو المدينة، توقفوا جميعًا للتخييم. أضرم ثيرون النار، بينما بدأت سيلين في طهي الطعام. كان كل من ثيرون وسيلين قد حملا معهما أمتعتهما، لذلك لن يكون من الصعب طهي الحساء أو اللحوم. كان أوران قد اصطاد بالفعل ثلاثة طيور من السمان، بينما انطلقت سيلين لطهي اثنين، وأبقت واحدًا لوجبة أخرى.
اجتمعوا داخل الخيمة، بينما الكل جالس على مقعده في انتظار الطعام.
انتهت سيلين من الطهي، وقامت بتوزيع الأطباق للأكل: "لقد قمت بطهي حساء الخضر مع صدر السمان. تشتهر قريتنا 'آيريس' بهذا الطبق، لكن من سوء الحظ، لقد تم محوها من الوجود بفعل هذه المخلوقات الشيطانية..." قالت سيلين، بحيث كانت تعابيرها تظهر الحزن.
تحدث أوران: "لا بد أن الأمر صعبٌ عليكما."
قال ثيرون: "لا تأخذ بال همّنا، فلنقم بالأكل، الطعام سيبرد."
أومأت سيلين برأسها موافقة: "حسنًا، تفضل يا أوران بالأكل."
رنّح أوران برأسه موافقًا: "حسنًا، سأكل."
تحدث أوران: "كانت وجبة شهية بالفعل، أشكرك على ذلك، سيلين."
أومأت سيلين: "لا داعي لشُكري، لقد أكلنا مجتمعين، فلا داعي لذلك."
"بالمناسبة يا أوران، ألن تتحدث عن تلك القوة؟" قال ثيرون.
قال أوران: "أنا لا أتذكر التفاصيل جيدًا، لكنني من العصر القديم، حيث كان ظهور البوابة لأول مرة في الصحراء الغربية. بحيث كانت تلك الكارثة على وشك أن تنهي البشرية في جل المناطق السبع. لكن قد ظهر بطل قام بتأسيس منظمة ضخمة، منطلقًا في جل العالم مع منظمته، بحيث قاموا بإبادة كل الوحوش الشيطانية من على الأرض، ثم أغلقوا البوابة. لكن لا أعرف التفاصيل بعد ذلك، فلقد ختمت نفسي عندما كنت على وشك الموت، محاصرًا من طرف الوحوش الهائلة التي تمثل قوة 10,000 وحش شيطاني. يبدو أنني قد استيقظت الآن في هذا العصر الحالي، حيث قامت البوابة بالظهور مجددًا. لقد فقدت جزءًا من ذاكرتي، بحيث نسيت اسم البطل أو منظمته، أو من قام بصنع هذه الأسلحة. كل ما أعرفه أنني وضعت هدفًا بأنني سأبيد كل هذه الوحوش في العالم إن لم يقم غيري بإبادتهم. أما بخصوص عدم معرفتكم عن التاريخ القديم، فأنا لا أعرف تفاصيل ذلك، فقد استيقظت لتوي. لكن يبدو أن تلك الحقبة القديمة قد تم محوها تمامًا من التاريخ، الأمر غامض بالفعل... يبدو أن هناك قوة خفية قد خططت لذلك."
"أما بخصوص طقوس امتصاص الدم، فكلما قتلتُ أكثر، أصبحتُ أقوى. فرمحي الآن مُرقّم بـ 5020، بينما كان 5000، ذلك دليل على عدد الوحوش التي قتلتها. كما أن عدم امتصاصي لدمها قد يترتب عليه رد فعل عنيف، بحيث قد أحترق حتى الموت، وأصبح جثة متفحمة. كما أن من لم يعرف طريقة امتصاصها سيرد عليه الأمر بنفس الفعل."
كان كل من سيلين وثيرون في حيرة من أمرهم، بحيث دخلت العديد من المعلومات الغامضة إلى أدمغتهم.
قال أوران: "يمكنكم النوم، سأحرس المكان اليوم."
خرج أوران من الخيمة، بينما كان كل من ثيرون وسيلين نائمين. ظل أوران ينظر إلى السماء طيلة الليل، لكن خرجت سيلين في هذه اللحظة بجانبه: "ما الذي تنظر إليه؟"
"أنا أتأمل في هذه السماء القرمزية."
"هل الأمر مميز إلى هذه الدرجة؟"
قال أوران: "على الإطلاق، أنا أنظر فقط."
ثم عادت سيلين إلى الخيمة لتنام.
كانت سيلين تتميز بجسم مثير وج
ميل مع شعرها الأرجواني الطويل يحد خصرها، وبشرتها الناصعة البياض وشفتيها الورديتان وعينيها الأرجوانيتين، تعطي شعورًا بأنه لا توجد أي فتاة أجمل منها في هذا العالم الواسع كان جمالها يفوق كلا من منى ولينا.
نظر إليها أوران بابتسامة ، بحيث قال تصبحين على خير.