في هذه الأثناء، وبعد أن اختفى أليك من الطابق السابع، وجد نفسه أمام بحيرة جميلة.
كانت البحيرة هادئة، ولا شيء آخر يحيط بها.
تلفّت حوله، لكنه لم يجد شيئًا. وبعد أن تجوّل حول البحيرة قليلًا، شعر بدوار وفقد وعيه.
بعد بضع دقائق، فتح عينيه ليجد نفسه داخل غرفة مهترئة.
كانت الغرفة صغيرة وقديمة، وفي وسطها سرير قديم وحيد.
نظر أليك حوله بحيرة، ثم خرج من الغرفة.
وبينما كان يتفقد المكان، ناداه صوت من خلفه:
"أليك، لقد تأخرت مجددًا. هيا، تناول شيئًا. الجميع قد أكل بالفعل، ولم يتبقَ إلا أنت."
استدار أليك، فرأى امرأة مسنّة تقف على بُعد بضعة أمتار منه.
كانت تلوّح له بابتسامة دافئة.
وبالقرب منها كان بعض الأطفال الصغار يركضون ويلعبون.
شعر أليك بدفء يغمر صدره وهو ينظر إلى المرأة العجوز، وظهرت دموع في عينيه.
مسح دموعه سريعًا، ثم ابتسم وأسرع نحوها.
رأى الأطفال أليك، وركضوا نحوه بفرح.
"أخي، لقد استيقظت! هيا نلعب بعد أن تأكل!"
أمسك فتى بني الشعر بيد أليك ونظر إليه بعينين متوسلتين.
ابتسم أليك وأومأ برأسه، ثم أخذ قطعة خبز من يد المرأة العجوز.
كان يشعر ببعض الحيرة، لكنه عرف أين هو… لقد كان في الميتم الذي قضى فيه طفولته.
كانت تلك المرأة والأطفال الذين أمامه هم عائلته الوحيدة في صغره.
كان الميتم صغيرًا، لكن الأطفال القليلين الذين يعيشون فيه كانوا يجدون طعامهم الكافي.
والمرأة العجوز كانت تعتني بالجميع كأم حنون.
أما أليك، فكان يعتبر الأطفال الآخرين إخوته وأخواته.
وقبل أن يتناول الخبز، ظهرت أمامه نافذة نظام:
تحذير! تم رصد طاقة مجهولة حول عقل المضيف!
تم تعيين مهمة طارئة للمضيف!
'المهمة: xX'
اكسر وهم حارس الطابق الثامن.
المكافأة:
اجتياز الاختبار.
زيادة رتبة فرعية ×1.
العقوبة:
الفشل في الصعود للطابق التالي.
نقص رتبة فرعية ×1.
الوقت المتبقي: 7 أيام.
حدّق أليك في لوحة النظام وأغمض عينيه. كان حائرًا، لكنه أدرك إلى حد ما أنّ هذا وهم.
فالمرأة العجوز التي أمامه كانت ميتة، وكذلك الأطفال من حوله.
وبمجرد أن رآها، تذكّر صورتها وهي غارقة في الدماء.
تنفّس بعمق، ثم أغلق لوحة النظام.
كان يعلم أن أصدقاءه الجدد الذين أصبحوا مثل عائلته ينتظرونه خارج هذا الوهم.
كان يعلم أن أمامه الكثير ليفعله، وأنه بحاجة للانتقام لموتهم بقتل كل الوحوش، لكنه أراد أن يقضي بعض الوقت مع المرأة العجوز والأطفال.
ابتسم، ثم التهم الخبز وبدأ يلعب مع الأطفال.
كان الجميع يضحكون ويلعبون، لكن كلما مرّ الوقت في هذا الوهم، أصبحت ذاكرة أليك أكثر ضبابية.
ورغم أنه تذكّر كل شيء بعد رؤية لوحة النظام، إلا أنه بعد يومين بدأ ذهنه يضطرب.
وبعد ثلاثة أيام إضافية داخل الوهم، نسي أسماء أصدقائه، وحتى ملامح وجوههم.
"ألم يقل النظام أن لدي 7 أيام؟ لماذا…؟"
تساءل أليك ودموعه في عينيه. لقد كان عليه المغادرة، لأنه إذا بقي يومًا آخر، فقد ينسى حتى النظام نفسه.
تنفّس بعمق، وتقبّل حقيقة أن من أمامه موتى، فتشققت الصورة السعيدة أمامه كما يتشقق الزجاج.
…
في هذه الأثناء، وبعد دخوله البوابة الذهبية، ظهر جيان على قمة جبل واسع.
كان الجبل مغطى بالعشب والزهور.
تفحّص جيان المكان لبعض الوقت، وحين لم يجد شيئًا، غلبه النعاس ونام، فقد كان مرهقًا بعد تدمير ذلك العدد الكبير من الهياكل العظمية القبيحة.
حتى في نومه، كان يلعن قبحها.
لكن بعد بضع ثوانٍ، بدأ يشعر بدوار، وفتح عينيه بضيق، ليجد نفسه في غرفة كبيرة.
كانت الغرفة فاخرة، مليئة باللوحات الثمينة والسجاد الفاخر، وجدرانها مرصّعة بالياقوت والألماس.
وفي وسط الغرفة كان هناك سرير فاخر، تجلس فوقه امرأة شقراء جميلة تقرأ كتابًا.
نظر جيان إلى نفسه فصُدم، إذ كان يمسك قطعًا مكسورة من مزهرية صغيرة بيديه الصغيرتين.
"ألم أكن…؟"
"؟"
ارتسمت على وجهه ملامح حيرة، وحاول تذكّر ما كان سيقوله، لكن مهما حاول، لم يتذكر شيئًا.
ألقى بقطع المزهرية بعيدًا، ووضع إصبعه الأوسط على وجنته.
"أشعر أنني أنسى شيئًا ما!"
ضحكت المرأة الجالسة على السرير حين رأت حركاته.
وفجأة جاء صوت لطيف من خلف السرير:
"جيان، هل ستبحث عني أم لا؟"
التفت جيان نحو مصدر الصوت ورفع حاجبه.
"الأمير كيلفن، أعلم أنك مختبئ خلف السرير!"
"لا، لست مختبئًا! وبالمناسبة، أنا لم أكسر المزهرية!"
فتح جيان عينيه الحمراوين واقترب من السرير.
"ألا تعلم أن هناك حشرات خلف السرير؟ ألستَ قادمًا؟"
"الحشرات قبيحة، تمامًا مثل الهياكل العظمية القبيحة…؟"
"الهياكل العظمية القبيحة؟"
اتسعت عينا جيان. كيف نسي تلك الهياكل القبيحة؟
ثم فجأة نظر إلى المرأة الشقراء على السرير… كانت أم كيلفن التي ماتت حين كانا صغيرين.
عادت ذكريات الماضي تتدفق إلى رأسه، وبدأ بالبكاء.
فبعد كيلفن، كانت هي أقرب شخص إليه، إذ إن والدي جيان ماتا في حادث.
نظرت المرأة الشقراء إليه بقلق.
"ما الأمر يا جيان؟ لماذا تبكي؟ تعال هنا!"
خرج كيلفن من خلف السرير واقترب من جيان.
"هل تبكي لأنني كذبت بشأن المزهرية؟ أنا آسف… لا تبكِ."
وبدأ كيلفن بالبكاء أيضًا.
نظر إليه جيان وازدادت دموعه.
"أنت تبدو قبيحًا وأنت تبكي… حتى أقبح من الهياكل العظمية القبيحة."
تنهدت المرأة الشقراء، ونهضت من السرير، ثم اقتربت منهما ومسحت دموعهما.
"لماذا تبكيان بسبب مزهرية؟ أستطيع شراء 100 مزهرية جديدة. ألا تعلمان أنني الملكة؟"
ضحك كيلفن عند سماع ذلك.
"نعم! نحن أغنياء!"
ركل قطع المزهرية بعيدًا، ثم نظر إلى جيان بابتسامة.
"هيا نلعب خارجًا!"
لكن جيان هز رأسه فجأة وعانق المرأة الشقراء.
ارتبكت المرأة، لكنها ربّتت على ظهره مطمئنة.
"لا بأس."
وبعد أن هدأ، ابتعد جيان قليلًا، فتشققت الصورة أمامه.