السماء الغائمة ك كل صباح يوم، انه من الصعب التفريق بين الليل و النهار في هذا العالم، فالسماء، لم تعد زرقاء صافية بغيوم بيضاء جواله في النهار، ولم تعد مظلمة وسوداء بلمسات من جمالية من اضواء النجوم والقمر العاكس لضوء الشمس.

بل اصبحت السماء بنية ترابيه، الغيوم اصبحت بلون بني قذر، متراكمة ومتكثفة كالعجين، مساء و نهارا، الشمس اصبحت اسطورة للاطفال، و ذكرة جميلة للكبار.

الرياح الجافة للصحراء القاحلة تهب بعنف، حاملة الاتربة التي خلطة بفتات عظام من هلك على الطريق غير قادر على تحمل الحياة اكثر، انه ليس بالامر الصادم، انتجد احدهم ميتا امامك، او هيكل عظمي بلا جلد او لحم، لم يعد مشهدا مخيفا، لا للكبار، و لا للصغار.

وعلى الطريق السريع، كان على غير المعتاد، بين غيوم عاصفة رملية، ظل غير واضح يتقدم، فقدت العاصفة صوتها الصاخب وقوتها امامه، انها لم تحركه او تهزه حتى.

خرج من غيمة الاتربه، شعره الأبيض القذر تموج مع الرياح العاصفة، مد يده اليمنى، ذات قفاز ابيض، امسك بقناع الغاز الحديد الذي على وجهة ونزعة، اخفضة عن وجهة وعلقة بداخل معطفة الاسود.

لم يتوقف عن المشي بخطوات متساوية و طريقة رزينة وقويه، و وجهة اصبح معالمة واضحة، بشرة سمراء تقريبا، وجه غليظ مع الفك القوي البارز واللحية البيضاء الخفيفة، الشفتين المحددة، مع الأنف الرفيع، اعين برموش بيضاء كثيفة، وكتلتي الالماس الحادة و الباردة.

معالم وجهة من السهل تميزها، من السهل ان تميز رجلا ضخم و طويل، عريض المنكبين و ذو جسد منشق، يمتلك الشعر الأبيض و الاعين الباردة والحادة ذات لون الماسي، حواجبه سميكه، حاجبة الايسر كان مقطوع لذا الحافة، ولباس من معطف أسود طويل، مع ريش لذا الياقة بلون ابيض تخالط مع شعرة المجعد قليلا، يحمل حقيبة ظهر كبيرة بها فراش نوم للترحال، وعلى خاصريه تدلا حزمين متقاطعين، يحملان عبوة ماء، قناع الغاز، بوصلة، و غمد سيف.

ولكن، ما ميز ذلك الشخص بشكل واضح عن اي شخص، فهو ذلك الشق المخيط على وجة، من الاذن اليمنى حتى اليسرى، ذلك الشق عبر فوق انفه كالجسر بين اذنية، المخرمتين بعدة ثقوب لاحلاق ذهبية و سوداء مستديرة.

كان كالذئب الأبيض الوحيد، يتجول في المجهول، لمن يراه، فسيعتقده شخص يتنقل بلا وجهة، فهذا ما كان يحدث في العالم، انه قد يكون نادرا للغاية ان تعثر على شخص يسافر لوحده، و يقصد وجهة محدده.

لم يعد هناك مكان قد يرغب به البشر في هذا العالم، كل شي اصبح صحراء مدمرة، يوجد فقط تلك القرى الصغيرة القذرة المتفرقة على مسافات واسعة و متباعدة، قد تأخذ اسابيع لتصل من واحده للاخرى.

استمر، استمر بالمشي بهيبة ك الملك، وقريبا، وصل لقرية، قرية صغيرة بمنازل و ابنية تعيدك لفترة رعاة البقر والغرب الوحشي، عندما راى حواف القرية، مد يده البيضاء-اليمنى- وسحب من داخل قميصه الأحمر نصف غطاء اسود، ليغطي به نصف وجهة، تحديدا، لقد خباء شقه المميز، و اعدل معطفه لخبئ سيفه ايضا.

على ابواب القرية، كان هناك جماعة صغيرة من الاطفال، يلهون باللعب بالتراب و العصي، انه لمن النادر ان ترا اطفال يعرفون كيف يبتسمون، فهذا العالم، سلب برائة الاطفال، لن يكون من المفاجئ رؤيت طفل لم يتعدا الخامسة يحمل سكينا، او ان يقتل طفل احدهم من اجل الطعام.


لقد اصبح هذا العالم عالم وحشي، الطعام والماء اصبحو للناس كالزمرد و الالماس.

عند رؤيت الاطفال للزاير القريب، هربو بسرعة لمنازلهم المتهالكه، وصرخو في الشوارع محذرين اهل القرية[غريب يقترب! غريب يقترب!]

عندما وصل، رفيقنا الذئب الابيض، كانت القرية اصبحت ك قرية الاشباح، الاهالي هربو لمنازلهم مغلقين البيبان بالصخور و الحطام، انهم مجرد بضعة عجائز الذين بقو خارجا.، غير خائفين من الموت بعد ان وصلو لسن الهلاك.

الرجل ابيض الشعر، الذئب الابيض، اكمل و وصل لباب الحانة، تلك الحانة القديمة ذات اللافته التي سقطة احد مساميرها، ولكن اسمها كان مميزا"حانة حفلة البيض"


عندما دخل، دخل بعض التراب معه، المكان هادء و معتم، صوت الازعاج الوحدي هو صرير الباب القديم.

في الداخل، رائحة قوية من الشراب القديم و الغبار منتشرة كعطر الزهور القوي، ارض خشبية متكسرة، شقف على وشك التهدم باي لحظة فوق رؤوسهم، الطاولات مقلوب فوقها الكراسي، و كان يوجد جماعة من الرجال في طاولة واحده، كانو صامتين، وخلف طاولة السقي كان هناك رجل ضخم و سمين قليلا، اسمر واسود الشعر بلحية كثيفة بنظرات احد عدساتها متكسره، يمسك بكتاب ويقرائه بهدوء، عندما راى زبون يقترب منه، رفع حاجبه، لا يزال هناك بشر على قيد الحياه؟، انزل كتابة مع نظراته.


وقال بصوت غليظ لا يحمل ذرة احترام"ماذا تريد؟"

ضربت حذاء الذئب الارض بوقع متناغم، جلس على كرسي امام طاولة السقي، وتحدث"غرفة، لا ابواب لها او نوافد، وبعيده قدر الامكان عن الازعاج"


عندما سمع الساقي صوت ذلك الرجل شبية الذئب الابيض، دهش، كان صوت رجولي و قوي، ياعطي احساس نبيلا وباردا، ولكن مادهشه، ما قام الذئب الابيض بالدفع به من داخل معطفه.


بعد تفكير حول امر اربكه، مد يده وامسك تلك النظرات سوداء الايطار و قديمة الطراز، نظر لها وتفحصها، بدت كتحفه فنية بنقوش فضية على جوانبها، وعداسات دائرية نظيفة يرى من خلالها ك قطرة الماء.


تحدث الساقي بانبهار رافع حاجبية و مخفض جانبي شفتية"يالها من تحفة فنية جميلة، معها، ان كنت سابيعها ل جامع كنوز في مستعمرة تارا فقد احصل على عشر عبوات ماء نقي على الاقل، خد، ايها الذئب، ان غرفتك هي رقم ثلاثة على اليسار في الخلف من هنا"


بعد ارتداء النظارات وتجربتها، شعر وكانه عاد لشبابة قبل ان يضعف نظرة بسبب الهواء الملوث في الخارج، وقف الذئب، وهم بالرحيل للخلف حيث أشار الساقي مع المفتاح.


ولكن كان هناك بعض الاشخاص الذين ارادو خوض نقاش من نوع خاص مع الذئب الابيض، وكانت فاتحته هي سكين صدا طار ليثبت على اطار الممر الخلفي بعد مرور الذئب، يتبعه صوت حاد و خشن"مهلا يا صاح! انت لم تدفع مقابل الايجار!"


جماعة الرجال وقفو وانتشرو ك جماعة كلاب جائعة، و توسطهم رجل، او بالاحرى مراهق قصير و نحيف، كان قصير للغاية، ربما يصل فقط لاسفل خاصر ثاني اقصر رجل في هذه المجموعة.


الذئب، مرر يده ببطء نحو مقبض سيفة الاسود و الابيض، ولكن قبل ان يتصرف بهدوء و يلتف، سقط الرجل القصير ارضا بسكين في منتصف جبينه، يليها صوت غليظ وقوي من الساقي الذي لا زال في مكانه، يقراء كتابه بنظراته الجديدة"لا اذكر بان حانتي اصبحت ملك لجراء كلاب هزيلة، اوه صحيح، لن ذلك لم يحدث اصلا! دعوني انصحكم ايها المبتدئون، ان اردتم البقاء احياء، فلا تزعجو من هو اقوئ منكم، والان غادر حانتي يا كومة القذارة!"


احد الرجال، بغضب عارم سحب سكين من جيبة، واندفع نحو الساقي بتهور"اللعنة عليك ايها ال--"


لم يكمل، لن راسه سقطة منفصل عن جسده، ليسقط الجسد في جهة، و الرأس في جهة، لم يعد الذئب نصل سيفه من نوع الروماني القديم الفضي، لغمدة الابيض، لقد انتظر بهدوء فريسة اخرى ليقطع رأسه، ولكن احد الرجال و الذي كان ضخم واصلعا، تصرف بشكل غير متوقع حيث ابدا استجابة لنصيحة الساقي"توقفو، شوف نغادر هذه القرية الهالكة الان، ودون نقاش"


قبل ان يرحل الرجل الضخم، نظر نحو الذئب، وقال" انا اعرف شكلك، و استطيع تميز صوتك، ساسمع نصيحة هذا العجوز الان، ولكن ليس للابد، تذكر هذا ايها الذئب"


خرج و دفع الباب ليصدر صوت الصرير المزعج، لحق به بقية الرجال، منهم من كان يتذمر، ولكنه هولاء الاشخاص رمو خارج المجموعة لاحقا.


نظر الذئب نحو الساقي، بعد اعادت سيفه لغمدة، مع الصوت الحاد لاحتكاك الحديد، بادله الساقي النظرات قليلا وقال بينما يقف"آيها"


الذئب الابيض، آيها، انزل قناع فمه، واقترب ومد يده اليمنى للساقي"سلمان"


صفعا يديهما للاعلى و بقوة كالقبضة، وتحدث سلمان بفرح"مرة ست سنوات، وانظر لحالك، لا تزال تملك هالة الرجل النبيل!"


آيها تحدث بهدوء، وبدل الذهاب فورا لغرفته، فقد اتكأ على الجدار، وذراعية تشابكة على صدرة"دعك مني يا عجوز، لحيه؟ حقا؟ ماذا حدث للرجل الذي قال لي مره بان اللحية تصنع العجائز و ليس الرجال؟"

سلمان ضحك بضعف، يهز رأسه ويعود لخلف طاولته" ااه، انت محق، لقد قلت ذلك وانا لا اكذب، ولكني وقتها لم اكناعلم بان اللحية تجعلني وسيما اكثر"


آيها التف للممر، وقال بصوت ساخر بارد"مغرور"


سلمان نظر لطريق آيها بنزعاج مخفض كتابه"تبا لك!"


فتح باب الغرفة المتهالك بالمفتاح، وعلى طلبه تقريبا، لم يكن للغرفة نوافذ، بدل من ذلك، كان هناك صدع في الجدار، الارضية متاكله، و ورق الجدران القديم تساقط ك قشر الموز، لم يكن هناك سوى سرير صغير بمخده فقط.

آيها وضع حقيبته بجانب السرير، سحب كيس نومه وخلع معطفه ورماه فوق الحقيبة، جلس على السرير وهو يخلع قفازية الابيض و الاسود، مظهر اثار حرق بهما.


وحل الليل، اراد النوم بعد ايام طويلة من الترحال المتواصل، استلقى على الفراش بيديه خلف رأسه، ونظر نحو الصدع في الجدار، السماء، لا توجد بها نجوم، لا قمر، فقط الغيوم السامة، والصمت.


بستعمال كيس نومه ك غطاء، ببطاء اغلق جفنية، ونام.



............


مرحبا جميعا، اسمي زيرو.


انها مرتي الاولى لانشر روايتا لي هنا، في نادي الروايات، ولا اريد شيء غير ان اطور مستواي الخاص في الكتابة لاصبح محترفه ان شاء الله.


اعطوني ارائكم، وشكرا..






2017/10/12 · 317 مشاهدة · 1382 كلمة
NO.zero
نادي الروايات - 2024