صاح سبويلر بصوت عالي بينما يلاحق اللص " اللعنة عليك اعد تلك الحقيبة " صياح سبويلر كان ذو نبرة غاضبة جدا و هذه المرة الاول له بالفعل ان يغضب هكذا
كان اللص سريع جدا و لكن سبويلر لم يخسر له ابدا من هذه الناحية .. يمكن القول بأن السبب الوحيد الذي يجعل سبويلر لا يمسك باللص هو ان اللص يعرف هذه الشوارع بشكل جيدا جدا
كان اللص يتملق بين الشوارع كالجرذ مع ملابسه المهترئة لكن من الواضح بأنه فقير .. كما انه من حيث الطول و البنية الجسدية قد خمن سبويلر بأنه ما زال صغير و لم يتعدى بالفعل ال 14 سنة
طوال الطريق كان سبويلر يشاهد تغير الشوارع التي يدخل اليها هذا اللص و مع ذلك لاحظ شيء ازعجه كثيرا و هو ان تلك الشوارع و مع تقدمه الى الاعماق تكون ذات مظهر سيء و مقرف على عكس ما شاهده عند النافورة
لذلك تسائل سبويلر في قلبه " هل الفرق لم ينتهي حتى في مثل هذه المدينة الضخمة و المشهورة جدا " مع انه كان يجري منذ فترة طويلة الا ان جسده لم يتعب " اللعنة فقط لو استطيع ان اطلق العنان لكل ما لدي "
استمر الامر على هذه الحال لمدة طويلة من الزمن ... الظلمت السماء و ظهرت النجوم كما ان القمر قد انار السماء و الارض معا
لو ان هذا المشهد كان في نافورة مدينة خسوف الشمس لكان ذو منظر عظيم لكن لسوء حظ سبويلر انه قد شاهد مثل هذا المشهد في شوارع مدينة خسوف الشمس الفقيرة " ما هذا المشهد الذي تراه عيوني اللعنة " في الحقيقة مثل هذا المشهد المقرف و المقزز لم يكن يتصور ولا حتى في خياله بأنه قد يراه في مثل هذه المدينة
جثث تملأ الشارع .. لمختلف الاعمار .. طفل رضيع .. طفل صغير .. فتى مراهق .. رجل بالغ ... رجل عجوز .. نساء و رجال من مختلف الاعمار .. جثثهم كانت تملأ الشارع
دماء سوداء كانت تلطخ الشارع كان من الواضه بأنها قد جفت منذ فترة طويلة .. منازل مدمرة ... رائحة مقرفة تأتي من الجثث .. سبويلر لم يتعود على مثل هذه المشاهد فقط .. بل انه تجاوز مثل هذه المشاهدة منذ فترة طويلة
لكن الصدمة بأن مثل هذا المشهد كان في مدينة عظيمة كـ مدينة خسوف الشمس .. قد يتصور بأن يشاهد مثل هذه المشاهد في مدن صغيرة و التي تعتبر فقيرة جدا لكن الوضع الان مختلف تماما
" لا استطيع التوقف هنا حاليا علي ان امضي قدما لكيث احصل على تلك الحقيبة و الا سوف يحدث شيء لا يحمد عقباه " تجاهل سبويلر الجثث و الراءحة المقرفة و تابع الركض
مع انه قد توقف لفترة قصيرة الا ان اللص لم يبتعد كثيرا بما ان نهاية هذه الشارع كانت مسدودة لن يستطيع اللص الهروب ابدا
" ماذا ايها اللص لماذا توقفت هنا الا تستطيع ان تقفز و تعبر الى الجهة الاخرى " بعد ان استمر بالركض لفترة قصيرة وصل سبويلر بالفعل الى نهاية الشارع و هناك قد شاهد اللص و هو يقف من دون حراك
" ماذا هل اكل القص لسانك " بعد ان شاهد اللص عن قرب اجزم سبويلر بأن هذا اللص ما هو الى فتى صغيرة
" هاهاها .. انا فقط لا اريد ان اضحك بصوت عالي ايها الاحمق احتراما لتلك الجثث " تحدث اللص اخيرا و قد كان صوته يدل على انه مجرد فتى و ليس شخص بالغ
" هوه .. و ما الذي يجعلك تضحك " بما انه مجرد فتى صغير اراد سبويلر ان يتحدث معه من دون ان يقاتله
" يالك من احمق من الواضح بأنك بالغ و مع ذلك لم تستطع اللحاق بي .. اذا لماضحك على هذا فعلى ماذا اضحك هاهاهاها " بما انه مجرد فتى بالتأكيد سوف يجد بأن مثل هذا الوضع مضحك و مع ذلك سبويلر لم يغضب
" ممم .. حسنا ايها الفتى عليك ان تعيد تلك الحقيبة لانك اذا رأيت ما بداخلها لن اتراجع عن قتلك " لم يكن سبويلر طيب القلب لهذه الدرجة لان ما في داخل تلك الحقيبة هو شيء مهم بالنسبة له اكثر حتى من حياته لذلك لن يتردد ابدا في قتل اي شخص يحاول ان يراه
" هاهاهاها ... وااه .. ان هذا مخيف جدا يا رجل ... " استهزء اللص بسبويلروفتحالحقيبة" اذا دعني ارى ما بداخلها " قبل ان يفتح الحقيبة بالكامل حدث شيء غير متوقع و هو ان سبويلر بالفعل قد وصل اليه و امسك بالحقيبة و سحبها من يده
" ايها الفتى .. هل تظن بانني سوف اخسر لك من حيث السرعة .. كل مافي الامر انني لم اكن استخدم حتى نصف سرعتي الحقيقية " في لمحة عين اقترب من اللص و اخد منه الحقيبة
" اللعنة كيف اصبحت سريع فجأة هكذا " المسافة التي بين سبويلر و الفتى لم تكن قصيرة و مع ذلك بللحظة كان قد وصل اليه لذلك هذا جعله مندهش
" ايها الفتى المزعج " امسك سبويلر باللص من حلقه و رفعه للاعلى " اتركني ايها الحقير " صراخ اللص بانزعاج
" و اذا لم افعل ذلك هاهاها " ضحك سبويلر وضرب اللص على وجهه براحة يده
طق
كان لهذه الضربة صوت خافت و صغير و مع ذلك كانت قوية جدا " قلت لك انك سوف تندم " كان سبويلر يتوقع من اللص ان يبكي بما انه مجرد فتى صغير لكن لم يحدث هذا
" هوهو انت لست شخص عادي " على عكس ما توقع سبويلر امسك الفتى بيده و قام بالضغط عليها بقوة مما اجبر سبويلر على ان يفلته
" اذا حسبتني شخص عادي سوف تندم هيهيهي " كان اللص يضع على جسده معطف اسود مما جعل من الصعب التعرف عليه لكنه قام بنزعه في النهاية
و ظهر شكله الحقيقي ... مع شعر ذو لون ابيض و ملابس حالكة السواد ذات نقوش غريبة و قناع قد رسم عليه رسمة مخيفة سوف تجعل اي شخص عادي يخاف منها و مع ذلك سبويلر لم يهتم
ما لفت انتباه سبويلر هو ذلك الخنجر الذي يعلقه على ركبته " هوهو .. انت بالفعل اصبحت تثير اهتمامي ايها الفتى "