الفصل الأول
المعلومات المطلوبة : اختبار الروح الخاص بالوادي المقدس
بدأ التقرير
مرتين كل عام، تقوم عشائر الوادي المقدس بإجراء اختبار على أرواح أطفالهم .فتيان و فتيات ذوي ست و سبع و احيانا ثمان صيوف يتراصون أمام حكماء عشائرهم . مرتدين ملابس أكبر من سنهم عبائات بعدة طبقات بألوان قاتمة للاولاد ، و لفافات حريرية للفتيات . يصطف الأهالي قرب الجدار، مترقبين معرفة حقيقة روح طفلهم .
واحد تلو الاخر، يتقدم الأطفال ليقفوا أمام حكيم عشيرتهم الاكبر .و يمسك الأخير وعاء أجوف أكبر بمرتين من وعاء عشاء طبيعي ، بداخله ماء راكد . لكنه ليس مجرد ماء ، يعلم الأهالي هذا . أنها مادارا ، قوة روحية خالصة ، منقاه بالكامل . المادة التي تصنع منها الأرواح .
تتقدم الفتاه الأولى في الصف و تغمس يدها في الوعاء ، ارتعشت من برودة المياه . و خرج شئ ما من جوهرها ، وهو شئ لم تشعر به من قبل ، و تغير السائل
بالنسبة لها التصقت المادارا بيديها، محيطة بأصابعها كانها قفاز ضيق . ابتسم الحكيم الأول ، و أعطي لها شارة خشبية منقوش عليها درع ، و اعلن عن طبيعه روحها . روحها روح معزز ، حارسه ، و ستحمي العشيرة بقوتها العظيمة . تعود المادارا الى الوعاء كما تعود الفتاة إلى أهلها حاملةً الشارة معها .
تهرب المادارا من يد الفتى الذي تلاها ، كما لو أنه يدفع الماء بعيداً . نظر الفتى إلى الحكيم الأكبر ، خائفاً أنه قد فشل في الاختبار بطريقة ما، لكن لا وجود للفشل هنا . تم إعطائه شاره خشبية منقوش عليها سهم .
كل طفل في الصف ينتمي الى واحدة من أربع فئات : تتشبث المادارا به أو تهرب منه تتجمد أو ترتعش و يحصلون على شارتهم على حسب أي واحدة. الدرع للمعزز الذي يحمي العشيرة من اعدائها بقوة ذراعيه .السهم للضارب ، الذي يهاجم أعداء العشيرة من بعيد . الصولجان للحكام الذي يتحكم بالقوي الغير مرئيه و المطرقة للحداد ، بتقنياته يصنع الاسلحة و يأتي بالقوة للعشيرة كل من في الوادي المقدس يمكن تقسيمهم الى تلك الفئات الأربعة .
و ليندون من عشيرة الوي و عائلة الشي يعرف أي شارة يريدها .
المطرقة ، آخذ يترجى السموات أثناء تقدمه الى الوعاء، جل ما يريده هو أن يصبح "صناع أرواح" كأمه ، يصنع أدوات عجيبة وسحرية باستخدام المادارا و يتلاعب بأصل الأرواح و البقايا
ارجوك اعطني المطرقة.
هو يعلم أن الماء يجب أن يتجمد . يعلم الجميع أن اخبار الطفل عن ما الذي يمكن أن يحدث قد يجلب الحظ السيء ، لكن ترى أمه أن الجهل هو تهديد أعظم من النحس.
"وي شي ليندون،" قال الحكيم الأكبر أثناء تحرك ليندون للامام . وقف الحكيم بشكل مستقيم و نحيل ، كأنه عكاز لامع، مع لحية هشة ممتدة الى الارضيه "مد يدك الى الامام و ارينا روحك"
استقامت والدة ليندون خلفه، لكنه لم ينظر اليها كل تركيزه على الوعاء الآن . مردداً
تجمد تجمد تجمد
.
لكن لم يبرد السائل ، لم يتصلب لم يتحرك حتى .
التصق حاجبا الحكيم مع بعضهما بينما مال إلى الوعاء، شارته الخاصة - المصنوعة من اليشم الاخضر حاملة لنفس المطرقة التي طمح لها ليندون - متدلية فوق الوعاء . باستياء ، امسك معصم ليندون و ابعده عن الوعاء، المياه الطبيعية كانت لتبقى على يد ليندون لكن هذه مادارا فلم يتبقى أي منها على يده.
كما لو أنه يغمس الغسيل في حوض ، يغمس الحكيم يد ليندون و يخرجها مراراً و تكراراً . أدرك ليندون أن هناك شئ خطأ و احساس فظيع بدأ يتنامى بداخله .
في الجانب الآخر تتبادل أمه الهمسات مع أحد الحكماء الآخرين .
عدة أهالي بدوءا هم الآخرون بالتهامس ولا يمكن لهذا أن يعني أي شيء حسن ، "لا يوجد انتماء لروحه" قال الحكيم الأكبر في النهاية و من كانوا قريبين منه ليسمعوا ما قاله سُمِع انقطاع نفسهم "أنه فارغ. بلا روح"
نظر ليندون الى أمه، و الاخيرة فقد وجها لونه . لم يسمع تلك الكلمة من قبل ، بلا روح ، لكن لم تبدو كلمه حسنه . عمره الان سبع اصياف، كان كبيراً كفايه ليعرف الحقيقة وحده . لن يحصل على أي شارة، رغم قربها الشديد منه.
"أي شارة سأحصل عليها أيها الحكيم المُشرف؟" سأل بشكلٍ محترم كما لو أنه لا يفهم .
حدق الحكيم الأكبر إلى ليندون " لا تستحق هذه الشارات يا شي ليندون" لم يستخدم اسم العشيرة لابد أنه غاضب ، لكن يعلم ليندون أنه إذا تجاهلت غضب الكبار، فهو يزول
"إذا لم تكن ستعطيني واحدة أستطيع أن …" مد لينون يده الى الشارة المنقوش عليها المطرقة .لكن الحكيم ضرب يده، "تلك لا تخصك!"
"ألا أستطيع أن آخذ واحدة؟" الأمر منطقي بالنسبة الى ليندون يخبره الوعاء أي شارة يمكنه أخذها ، و الوعاء لم يخبره شئ لذا يمكنه أن يختار بنفسه .
إذا امتلك شارة ربما أمه لن تكون خائف لتلك الدرجة. لا يعلم معنى أن تكون بدون شارة .الجميع يملك شارة .
يستدعي الحكيم أحد أتباعه " سوف نقوم بصنع شارة لك يا شي ليندون لنرى العالم ما هي ماهيتك"
ما هي ماهيتك و ليس من أنت .
"وي شي سيشا ، اقترح أن تأخذي ابنك الى الاختبار القادم . لعل السماوات تشفق عليه " سيشا ، والدة ليندون ، احاطته بذراعيها و قامت بالإيماءة للحكيم "و حتى تشفق السماوات، عليه سيكون بلا روح".
قامت أمه بسحبه خارج القاعة متجاهلة موجة من الهمسات من أقارب في نفس العشيرة . وتقوم باخفائه بجسدها حتى هربوا .
"لماذا لم احصل على شارة يا امي؟" سألها عندما خرجا "لأن السماوات تتمنى لنا العار" ردت عليه بنبرة صوت شرسه ، هنا تعلم ليندون أن روحه شئ يدعوا للخجل و حتى يحصل على شارة سيستمر بجلب العار الى عشيرته .
لذلك يحتاج إلى شارة .
بعد ست اشهر في الاختبار وضع نقطة من دم أمه على كف يده، المادارا الموجودة فيها جعلت الماء يهتز لثانيه فقط ، ثم رجع إلى الركاد .
اختبر مجددا عندما كان عمره ثمان سنوات ، لكن هذه المرة جاء مستعداً تسلل الى القاعة عبر الظلال و رسم دائرة سحر بسيطة تحت الطاوله في القاعة، هو ليس بخطاط . لكن هذه من ابسط الأنماط التي عرفها، و قد نسخها بشكل حذر من أحد كتب أمه . و في الصباح التالي ، عندما أتى موعد اختباره قام بتقطير بعض المادارا -أكثر كمية استطاع التحكم بها و هو ذو ثمان سنوات بلا أي تدريب مسبق- الى النمط .
و اهتز الماء في الوعاء و الذي قد يمنحه شارة صولجان . ليس المطرقة الذي كان يأمل الحصول عليها ، لكنه لم يستطع التفكير في طريقة لتجميد الماء . لكن أي شارة ستكون كافية ، أي روح أفضل من لا شيء.
في النهاية لم يهتز الماء وحده اهتز الوعاء و الطاولة و تطلب الأمر لحظات معدودة من الحكيم لينظر تحت المفرش و يكتشف النمط.
لكن هذه المره جاء الحكيم مستعداً أيضا و أتى بشارة له .
فيها رمز في المنتصف، لكنه ليس مطرقه.
تبدو الشارة كالاخريات شكل سداسي مصنوع من الخشب الناعم لكن لا يوجد صورة في المنتصف لا سهم لا صولجان لا درع ولا مطرقة .
مجرد رمز تذكره ليندون من دروس أمه ، كلمة في اللغة القديمة تعني "فارغ"
فارغ كما هو بداخلك ، أخبره الحكيم
عندما كبر الأطفال الآخرون تركوا شارتهم الخشبية . أصبح تحكمهم بالمادارا أفضل أصبحت مهاراتهم أفضل و نمت يومً تلو الآخر . اسرع من وصل إلى النحاس كان عمره تسعه و آخر من وصل كان عمره ثلاثة عشر .
عندما أصبح عمر ليندون خمسة عشر كان ليندون هو الوحيد المتبقي مع شارته الأصلية ، لازالت خشبية و لازال فارغ .
كل نصف عام عندما ينتهي الأطفال من اختباراتهم ، يتسلل لندون الى الداخل و يحكم على روحه بنفسه و يأمل أن تشفق عليه السماء كما قالت أمه . حتى الآن قد حاول سبعة عشر مرة و لم تتحرك المياه حتى الآن.
موضوع مقترح : ثقافة العشائر في الوادي المقدس، المتابعة؟
تم الرفض، انتهى التقرير