بدأ يومي الثالث خارج السجن كما تبدأ كثير من الأيام، بتناول الإفطار في قاعة الطعام.
لم أكن من محبي الإفطار في حياتي السابقة، غير أنني منذ سكنت جسد ليو فنغ، وجدت نفسي أتبنى بعضًا من عاداته. بل إنني أصبحت أستمتع بالإفطار حقا. وكثيرًا ما تساءلت: إلى أي مدى ورثت من شخصية ليو فنغ؟ وسيكون مثيرًا للقلق إن بدأت أنطق بعبارات من قبيل: "أنت تغازل الموت؟"
ولكن لا جدوى من الاستغراق في مثل تلك التأملات. كنت أعلم تمامًا ما يمكنه أن يقطع سيل الأفكار هذا: جلسة تدريب مضنية تمتد لاثنتي عشرة ساعة. بعدها، لن يكون ثمة وقت أو طاقة للتفكير في شيء.
"ليو فنغ!" ناداني صوت مألوف، ولم أحتج أن ألتفت لأعرف من هو؛ فلا أحد غيره يناديني في قاعة الطعام على هذا النحو.
إنه الفتى البدين الذي لم أكلف نفسي عناء معرفة اسمه بعد. وقد ندمت على ذلك منذ أن توليت جسد ليو فنغ، فالآن بات السؤال محرجًا. ومع ذلك، كان شابًا لطيفًا ورفيقًا حسن المعشر. بل كان الوحيد الذي يحدثني بما يجري من أمور داخل الطائفة، إذ لم أكن أعر الشائعات اهتمامًا يذكر.
فكيف لي أن أتابع أخبار الناس، وأنا أتدرب عشر ساعات على الأقل يوميا؟
"أهلاً... يا رجل"، أجبته وهو يجلس إلى جواري، وقد كانت كمية الطعام على صحنه متواضعة بشكل غريب.
ترى، هل بدانته نتيجة تقنية ما؟ أم أنه من أولئك الذين يأكلون القليل، لكن على فترات قصيرة ؟
قال وهو يتنهد بعد أن فرغ من طعامه:
"لقد كنت قلقًا عليك عندما جاء التلاميذ الداخليون يسألون أسئلة غريبة. قالوا فقط إنها تحقيقات رسمية. أنت صديقي الوحيد هنا، وكنت سأحزن حقا لو أعدمت بتهمة الخيانة أو شيء من هذا القبيل."
أثرت فيّ كلماته، وشعرت فجأةً بالذنب لأنني لم أعرف اسمه، ولأنني كنت أنانيا منذ وطأت هذا العالم وافكر فقط في نفسي .
كنت صديقًا سيئًا فعلًا.
"أتعلم؟" قلت له، ناظرًا إليه مباشرة. "كنت سأحزن أنا أيضًا إن أصابك مكروه."
ابتسم الشاب وقال: "كنت أعلم أن خلف هذا الوجه المتجهم قلبًا طيبًا."
"أجل، أجل، تابع سخريتك من الرجل القاسي!" قلت وأنا ألوح له بيدي في مزاح.
ضحك، ثم اقترب مني قليلًا وهمس:
"لقد بدأت أسمع شائعات حول السجن منذ علمت أنهم احتجزوك. يبدو أنك تورطت في أمر معقد نوعًا ما."
"هل تنوي أن تخبرني بما جرى، أم ستكتفي بإخباري بأنني في ورطة؟" سألته مازحًا.
"يمكنني أن أتركك في حيرة لبعض الوقت!" قال مبتسمًا، ثم أردف بصوت جاد:
"لكن بصراحة، الأمر فيه مؤامرة كبيرة. لقد قتل العديد من المزارعين، حتى من هم في مرحلة التأسيس. ولم ينج أحد، لا شهود ولا ناجين."
إذًا، لم ينج أحد من الحادثة؟ شعرت براحة كبيرة، فقد غادرت في الوقت المناسب، قبل أن أغرق في مستنقع الفوضى ذاك.
ومع ذلك، كان في الأمر جانب إيجابي واحد: تلك الفتاة التي تركتها خلفي أثناء القتال، لن تعود لتنتقم مثلما تفعل شخصيات الأشرار في الروايات، التي تنجو بأعجوبة وتعود أقوى. كلمة "ربما" هي المفتاح هنا، فلا أحد يعلم ما يمكن أن يحدث.
آمل فقط ألا تكون ابنة مزارع مرعب أو زعيم طائفة ما. لهذا السبب لم أذكرها في استجوابي مع الشيخ الأساسي؛ لم يكن لدي أدنى فكرة عن هويتها. قد تكون مزارعة حر، وقد أكون أنا من يبالغ في القلق.
ومع هذا، وعلى ضوء ما قيل، يبدو أن القرية قد دمرت تمامًا. عبست وأنا أتخيل المشهد. فبالنسبة للبشر العاديين، تكون معارك المزارعين كأنها كوارث طبيعية. كان أمرًا مؤسفًا، فالقرية بدت مسالمة وسكانها طيبون. لكنهم كانوا ببساطة في المكان الخطأ.
مع ذلك، لا أستبعد أن تكون ا
فتاة اليشم، وربما البطل المحتمل الذي كانت تبحث عنه، قد نجوا من ذلك الجحيم.
ثم أردف الفتى البدين، وقد بدا أن لديه الكثير ليقوله:
"كما أن الوضع ازداد سوءًا بعدما تدخل الشيخ الكبير وأمر بتحقيق شامل، بعض أبناء الشيوخ وأحفادهم وأبناء إخوتهم تبين أنهم تورطوا في أنشطة مشبوهة. الشائعات تقول إن الأمر ليس خطيرًا جدًا، فقط بعض الاستغلال المعتاد للسلطة، كما هو متوقع من أمثالهم. لكن الشيوخ المتنافسين استغلوا الفرصة، وبدؤوا يتجادلون في القوانين القديمة للطائفة، ويتهمون أبناء خصومهم بأنهم انزلقوا وراء الشهوات...."
كان الشاب مسترسلًا في شرح صراعات الشيوخ والسياسات الداخلية، وكلّها أمور لا تعنيني. ومع ذلك، كنت صديقًا مهذّبًا، فكنت أومئ برأسي وأتظاهر بالاهتمام كلما أنهى جملة.
وباختصار، كما فهمت من حديثه الطويل، فإن أبناء النخبة في الطائفة كانوا متورطين في مواخير، وكسل، واستغلال ، وكل ما قد يتوقعه المرء من الأسياد الشباب من الدرجة الثالثة الذين لم يتكبدوا عناء الكفاح في حياتهم. لم يكن ذلك مفاجئًا، لكن بعض الشيوخ استغلوا تلك الفضائح ليهاجموا خصومهم.
لقد لمح الشيخ الذي استجوبني في السجن إلى شيء من هذا، لكنني لم أعر الأمر اهتمامًا كبيرًا. فهذه الصراعات لا تعنيني في شيء. طائفة "الشمس الملتهبة" كبيرة، وأفرادها يأتون من خلفيات مختلفة. بخلاف العشائر، لا توجد روابط دم كثيرة بين كبار الشيوخ. لذا، كان من الطبيعي أن تنشأ بينهم صراعات وتكتلات.
لكن كل ذلك لم يكن لي شأن به ،بالطبع ما لم ينحدر الأمر لحرب أهلية . ومع ذلك، كان من المقلق بعض الشيء أن كل هاذه الاضطرابات قد بدآ بالظهور في الوقت ذاته. جعلني الأمر أشعر بالتوتر، وكأن الأمور على وشك الانفجار في كارثة مروعة في أي لحظة.
ولم يكن لي سيطرة على أمر كهذا، كما أنه لم يكن بيدي ما أفعله حيال ذلك. ولهذا، لم يكن هناك داعٍ لأن أجهد نفسي في التفكير بحلول. فمثل هذه الأمور كان يتدخل فيها مزارعون أقوى مني بأضعاف.
في الوقت الحالي، الشيء الوحيد الذي قد يسبب بعض المتاعب هو المكافأة التي وعدني بها الشيخ الكبير تعويضًا عن بقائي في السجن مدة طويلة. لكن حتى مع ذلك، لم أكن على وشك أن أطرق أبوابهم للمطالبة بشيء.
"ما الذي تظن أن عليك فعله الآن؟" سألني صديقي البدين.
"وماذا عساي أفعل غير ذلك؟" أجبتُ وأنا أرفع كتفي بلا مبالاة. "سأواصل حياتي، كما كنت."
بدا عليه القلق أكثر مني بعد أن سمع جوابي. لكن الإنسان في بعض الأحيان، لا بد أن يدرك متى يكون عاجزًا تمامًا.
كان الأمر شبيهًا باكتشاف أن الشركة ستغلق أبوابها، وأنني سأفصل من عملي. لا البكاء، ولا القلق، ولا التذمر سيغير شيئًا. لم يكن هناك سبب منطقي يدفعني لأن أحمل نفسي توترًا إضافيًّا بشأن أمر لا أمل في تغييره. ربما كنت لأقلق أكثر لو كنت أصغر سنًا، لكن الحياة ستمضي كما تريد ، ومعاقبة النفس في لحظات الانكسار لا تزيد الطين إلا بلة.
بعدما أنهيت طعامي، نهضت، وأعدت الصينية إلى العاملين، وشكرتهم، ثم هممت بالخروج، لكن صديقي البدين ناداني:
"إلى أين أنت ذاهب؟"
"إلى التدريب."
…
مرّ الأسبوعان التاليان بهدوء نسبي، وقضيت معظم وقتي في الغابة أتدرب وكأن الغد لن يأتي. وبفضل تقنية "جسد الدرع السلحفاتي"، أصبحت قادرًا على استخدام تقنية "خطوات الثور الهائج" بشكل متواصل، وركزت على معالجة معظم الثغرات التي كشفتها معاركي السابقة.
ومع غروب الشمس في يومٍ آخر من التدريب، دونت آخر الإحصاءات:
الاسم: ليو فنغ
العمر: 16
الموهبة: C (53 فرع )
الزراعة: صقل الجسد (دو 8 نجوم)
القوة – 7.9 ← 8.1
السرعة – 7.9 ← 8.2
التحمّل – 8.2 ← 8.6
التشي) : .....
التقنيات:
– قبضة الناب المخترق (رتبة فانية)
– خطوات الثور الهائج (رتبة فانية)
– جسد الدرع السلحفاتي (رتبة فانية)
جميع إحصاءاتي أصبحت الآن في مستوى صقل الجسد دو 8 نجوم، أو لعلها كانت كذلك من قبل وأخطأت في الحساب. على أي حال، بدا أن مستوى تحملي قد قفز قفزة كبيرة، رغم أنه بدأ بالتباطؤ مؤخرًا، نظرًا لضرورة موازنة القوة والسرعة معه. كما أن تقنية جسد الدرع السلحفاتي ما تزال من الرتبة الفانية، ولا يمكنها أن تصنع المعجزات. ومع ذلك، فقد دفعتني إلى منتصف مرحلة دو 8 نجوم، وهو إنجاز يفوق توقعاتي. كانت تقنية رائعة فعلًا.
وبهذا المعدل، فخلال نصف عام على الأكثر، يفترض أن أتمكن من اختراق حدودي والدخول إلى دو 9 نجوم. وربما أسرع، حسب شدة عنق الزجاجة الذي سأواجهه لاحقًا.
ومن المفارقات أن سرعة تقدمي فاقت سرعة ليو فنغ الأصلي، حتى عندما كان يستخدم الحبوب، رغم أنها كانت من النوع الرخيص المتوفر في متناول الجميع . تلك الحبوب كانت تترك جسده مثقلاً بالشوائب، ويحتاج إلى وقت طويل للتخلص منها طبيعيًّا. كان في عجلة من أمره لدخول القسم الداخلية، ولم يمنح جسده أي فرصة للراحة. أما أنا، فقد تدربت على مجموعة أكثر تنوعًا من التقنيات، مما أتاح لي نموًا متوازنًا إلى حد ما.
ثم فتحت الكتاب الثاني ودونت فيه ما استخلصته من قراءتي ومن ذكريات ليو فنغ.
(سأقوم بحذف النجمة وكل الرتب الفرعية ستكون دو 1، دو 2 ، دو 3...... )
عندما يبلغ المرء دو 1 من صقل الجسد ويبدأ طريق الزراعة، لا يعني ذلك أنه يصبح أقوى فورًا. ولكنه يتخلص من الشوائب التي تعيق نموه، وتزول عن جسده القيود البشرية المعتادة. وبعدها، يصبح قادرًا على دخول مسار الزراعة إما عبر التدريب الجسدي المكثف، أو بمساعدة الحبوب .
ومع حلول الليل، نهضت من على أرض الغابة وعدت إلى المهاجع. لم يكن من الحكمة أن أبقى طويلًا في العزلة داخل الغابة، خاصة بعد أن رفعت عني الشبهات مؤخرًا.
وباستخدام تقنية "خطوات الثور الهائج" بوتيرة منخفضة كي لا الحق ضررًا بالأرض، اندفعت بين الأشجار، وكل شيء من حولي بدا وكأنه يتلاشى بسرعة.
وفي جيبي، بدأ "سبيدي" يتحرك، وكأنه يستفيق من سباتٍ طويل.
يبدو أنه صار لا يستيقظ إلا ليأكل... أو ليقضي حاجته. ترى، هل أثرت عليه تقنية جسد الدرع السلحفاتي أيضًا؟ لم يذكر الكتاب شيئًا عما تفعله هذه التقنية في السلاحف التي يتدرب معها المزارعون. آمل فقط ألا تكون هناك آثار جانبية خطيرة. ربما هو مجرد صغير سلحفاة يحتاج إلى الكثير من النوم لينمو.
عندما وصلت إلى المهاجع، قابلت بعض الطلاب الذين كانوا يتحدثون، وبعضهم كان يراقب محيطه. بشكل خفي، تخطيتهم ودخلت غرفتي في السكن، مكان بسيط يحتوي على سرير، وخزانة، ومكتب. كانت اللفائف مرتبة على المكتب بشكل منظم، وكان السرير مرتبًا بشكل مثالي رغم زياراتي النادرة.
خلعت ملابسي وانهرت على السرير، وجاء النوم بسرعة.
…
في اليوم التالي، توجهت مباشرة إلى الكافيتيريا، أنهيت طعامي ثم توجهت بسرعة إلى المكتبة مع كوبين من الشاي في يدي. عند وصولي، لمحت بعض الوجوه المألوفة، وكان العامل القديم يلوح لي وهو يومئ برأسه نحو أمين المكتبة.
هل يريدني أن أذهب وأتحدث مع أمين المكتبة؟ هل حدث شيء؟
عندما اقتربت، انحنى أمين المكتبة وهمس، "أمس، جاء أحد تلاميذ القسم الداخلية يبحث عنك. ذكر شيئًا عن مكافأة."
مكافأة؟ لم أكن أعلق آمالًا كبيرة عليها بعد مرور أسابيع. "أين يجب أن ألتقي به للحصول عليها؟"
"أخبرته أنني سأحفظها هنا لك," همس لي مرة أخرى، وأشار لي أن اقترب أكثر. "لكن سأعطيك إياها بعد ساعات العمل عندما لا يكون هناك تلاميذ آخرون."
تساءلت لماذا لا يعطيني إياها الآن، لكنني نظرت إلى المكتبة ولاحظت أن التلاميذ الآخرين كانوا غارقين في دراستهم.
"حسنًا، يمكنني أن أستغل الوقت في القراءة أثناء الانتظار," أجبت.
على الرغم من مظهره الخشن، كان أمين المكتبة طيبًا نسبيًا مقارنة بمعظم المزارعين، وكان يؤدي واجباته بكل اجتهاد. لا بد أن المكافأة كانت كبيرة إذا كان العامل القديم قد رأى أنه من الضروري أن يحتفظ بها سرًا.
بينما كنت أفكر في خياراتي للقراءة، انتبهت إلى كتب التقنيات. ربما أكون محظوظًا وأعثر على شيء مشابه لتقنية جسد الدرع السلحفاتي؟
…
للأسف، ومع حلول الظلام وخروج الجميع من المكتبة، لم أتمكن من العثور على أي تقنية سرية مخفية تنتظر اكتشافها. يبدو أن الاكتشاف الأول كان حقًا حدثًا نادرًا.
بحلول ذلك الوقت، كنت قد تعودت على العديد من التقنيات القتالية بحيث لم تكن هناك تقنيات فانية يستخدمها التلاميذ الخارجيون لم أتعرف عليها. ومع ذلك، كانت المكافأة التي كنت أنتظرها في متناول يدي. وبمجرد مغادرة آخر تلميذ، اقتربت من مكتب أمين المكتبة وسألته، "هل يمكنني أخذ الشيء الآن؟"
أغمض أمين المكتبة عينيه، وأصدر هالة لامعة أرسلت قشعريرة في جسدي.
"جيد، لا أحد يراقبنا," قال أمين المكتبة بينما كان خاتمه يلمع، مكونًا كيسًا أكبر من حجم قبضتين معًا. "هناك مئة حجر روح بداخله."
لحظة، شعرت بالذهول بينما كنت أستوعب كلماته. في القسم الخارجية، يحصل التلميذ على حجر روح واحد شهريًا . مئة حجر روح تعني تقريبًا عقد من الزمن من الموارد لتلميذ خارجي!
كانت المكافأة سخية، تفوق توقعاتي بكثير. ومع ذلك، في عالم يقتل فيه الناس من أجل الموارد، يمكن أن تكون وفرة الثروة عبئًا. كنت مثل خروف سمين معروض مجانا ليلة العيد.
"اللعنة," تمتمت تحت أنفاسي.
"من خلال تعبير وجهك، أستطيع أن أخبر أنك فهمت حجم الموقف," قال أمين المكتبة.
"وقال 'اللعنة'، وهذا مؤشر واضح على مدى الورطة التي هو فيها," تنهد العامل القديم. كان الشخص الوحيد الآخر الموجود بجانب أمين المكتبة، ومن الغريب أنني كنت أثق في الرجل العجوز. بعد كل شيء، ما الذي قد يحتاجه في عمره هذا من موارد الزراعة؟
ظل أمين المكتبة غير مبالٍ بتعليقات العامل القديم وأدلى بتعليقه، "سيكون هناك العديد من التلاميذ الذين سيرغبون في رؤيتك ميتًا. على الرغم من أن قواعد الطائفة قد لا تدعم القتل، فإن أي من الشيخ الكبار لن يتدخل شخصيًا لتطبيق هذه القواعد في القسم الخارجية، لذا عليك أن تكون حذرًا. بعض التلاميذ قد يذهبون إلى أبعد الحدود لإزالة أي دليل. رغم أن الغرباء قد يرون طائفة الشمس الملتهبة معتدلة مقارنة بمنافسيها، إلا أن زعيم الطائفة يدعم أساليب البقاء للأصلح."
في عالم مثل هذا، كان من المحتمل أن زعيم الطائفة نفسه قد استخدم هذه الأساليب في شبابه. رغم أنه كان من عائلة بشرية عادية، فقد ارتقى عبر الرتب متفوقًا على العديد من أبناء العشائر وأقارب الشيوخ ليصل إلى أعلى المناصب. وعلى الرغم من أن موهبته الاستثنائية لعبت دورًا، إلا أنه لا يمكن تجاهل الجهد الكبير الذي بذله لتأمين منصبه.
تنهدت، وقبلت كيس حجارة الروح. وعندما فتحته، انبعث منه توهج ساطع ينبعث من الحجارة الزرقاء السماوية التي كانت بداخله.
"موارد زراعية لعقد من الزمن," قلت وأنا أغلق الكيس. "سيكون من الصعب العثور على تلميذ خارجي لن يقتل من أجل هذه."
"ذلك صحيح," أخذ العامل القديم رشفة من شايه وكأن الأمر لا يعنيه.
التفت إليه وقلت، "إذا مت، روحي ستطاردك إلى الأبد . ستكون أنت ضحيتي الرئيسية."
أكتفى الرجل العجوز بالكتف. "ربما يمكنك لروحك ان تسكن مكنستي وتقوم ببعض الأعمال المنزلية. سيكون ذلك أكثر فائدة."
------------------------------