حتى كيم سونغ-وو، الذي سخر من اختياري للأغنية في وقت سابق، اقترب مني.

“واو، هيونغ كنت مذهلًا لم أتخيل قط أنك ستغنيها بهذه الطريقة.”

“شكرًا.”

“هل يمكنني أن أسأل أين تلقيت تدريبك؟”

“تدريب منزلي.”

“عذرًا؟”

ظل يحاول فتح حوارات صغيرة، متصرفًا بود… لكن آسف، انتهى أمرك.

بعد أن رأيت أداؤه قبل المهمة، عرفت—لا يملك أي سمة فريدة.

لو كنتُ الحكم ، لما اخترتُ شخصًا مثله حتى لو كان موهوبًا.

على أي حال، سبب حديثه معي الآن هو لأنه أنهى أدائه بالفعل.

أما الذين لا يزالون في الانتظار؟ جميعهم يتجنبونني.

“……”

“……”

في الواقع، أظن أن هذا هو التصرف الصحيح.

هم لا يستطيعون تغيير أي شيء الآن، لكن بإمكانهم تغيير طريقة تفكيرهم.

لو كنت حكمًا، لمنحت نقاطًا أكثر على التركيز بدلًا من المهارة في هذه المرحلة.

أي شخص يستطيع أن يمحو أدائي من ذهنه ويركز كليًا على أدائه، يمتلك قوة ذهنية عالية.

بينما كنت أفكر بذلك، استؤنف التصوير.

“المتسابق الخامس، لي إي-أون.”

لي إي-أون.

ليس شخصًا أذكره من حياتي السابقة.

لكن على الأرجح سأذكره من الآن فصاعدًا.

هو وسيم للغاية.

من اللحظة التي رأيته فيها، لم أستطع إلا أن أتساءل: “لو كنت أبدو هكذا، كم ألبومًا كنت سأبيع؟”

لكن… الأداء نفسه؟ عادي تمامًا.

من الواضح أنه بذل جهدًا كبيرًا، لكن لم يكن هناك أي موهبة طبيعية ظاهرة.

رقص بعزيمة، وصوته لم يكن سيئًا—لكن نبرة صوته؟

خشنة.

من الصعب دمج نبرة كهذه في فريق.

لو كنا سنضمه إلى الفريق، لكان من الضروري أن يكون هو محور الأغنية… لكنه ببساطة لا يمتلك المهارات التي تؤهله لذلك.

وأسوأ ما في الأمر، أن نبرة الصوت تلك لا يمكن إصلاحها.

بعض النبرات يمكن تدريبها أو تعديلها أما هو؟ فلا أمل.

ومع ذلك…

“واو…”

“ما هذا بحق الجحيم.”

بوجه كهذا، هل هو بحاجة أصلًا لأن يكون آيدول؟

هو ليس عالقًا في حلقة مثل حالتي، مضطر لبيع الألبومات فقط من أجل البقاء.

“شكرًا جزيلاً!”

استمرت العروض.

لقد كرّست نفسي أكثر من أي أحد آخر لاكتشاف المغنين الموهوبين، وقضيت وقتًا طويلًا في صقل هذه القدرة.

في بدايات حيوات التكرار، لم أفكر حتى في اكتشاف المبتدئين.

كنت أقول: “أنا أعرف مسبقًا من سيصبح نجمًا سأستغل هذه المعلومات فقط.”

لكن الأمر لم يسر على هذا النحو.

انضممت إلى فرقة كان لها سجل نجاح مذهل في حياتي السابقة—وانهارت.

مع أنني كنت أفضل بمراحل من مغنيهم السابق.

ولم تكن تلك المرة الوحيدة.

قمت بالإنتاج لمغنٍ بلغ ألبومه الأول مليوني نسخة مباعة وكان مبنيًا على تراجيديا—لكن تحت إدارتي، لم يبع سوى 800 ألف.

حميته من كل الألم والمعاناة… ومع ذلك.

الألبوم التالي حقق 4 ملايين نسخة، لكنه بعد ذلك أصيب باضطراب هلع مفاجئ واعتزل.

في الخط الزمني الأصلي، كان فنانًا مستقرًا أصدر 7 ألبومات خلال 9 سنوات.

بعد كل ذلك، لم يكن أمامي سوى القبول بالحقيقة.

توقيع عقد مع نجم مستقبلي لا يعني أنك ستحصل على نفس النتائج.

منذ ذلك الحين، كرّست نفسي لاكتشاف المواهب الجديدة—وقد طورت مهارة لا بأس بها في ذلك.

ومن هذا المنظور، من بين المتسابقين اليوم، من أرغب حقًا بضمهم إلى فريقي؟

لا أحد.

ولا واحد منهم استوفى معاييري.

طبعًا، بعضهم كان جذابًا.

أول من ظهر كان كو تاي-هوان، والسادس كان أون سيمي-رو

هذان الاثنان كان لديهما كاريزما وإمكانات، ويعرفان كيف يركّزان.

خصوصًا تاي-هوان، الراقص لا يزال يفتقر للصقل الفني، لكنه قد ينفجر إذا التقط الإيقاع.

هو لا يدرك ذلك، لكن إحساسه بالإيقاع ممتاز.

أما سيمي-رو فهو جيد بالفعل.

من بين العشرة متسابقين، باستثنائي، فهو بسهولة أقوى مغني

لكنني لا أرغب به كزميل في الفريق.

قد يظن البعض أنني متغطرس إذا سمعوا هذا.

لكن لا مفر من الأمر.

بالنسبة لي، الزميل في الفريق ليس مجرد شخص أؤدي معه.

إنه شخص يجب أن يسير معي نحو الهدف الجنوني المتمثل في بيع 200 مليون نسخة ملموسه من الألبومات.

يجب أن يمتلك طموحًا لا يتزعزع، وتفاؤلًا، وموهبة نادرة ذات سقف عالٍ.

وفوق ذلك، يجب أن يكون مجتهدًا، متزنًا، وغير سهل التأثر بالإغراءات.

ولا أحد من متسابقي “سيأتي لاحقًا ” تنطبق عليه هذه المواصفات.

على الأقل، ليس بشكل محتمل.

“……”

بدأ الاكتئاب المزمن الناتج عن التكرار في الزحف مجددًا.

ما زلت أعتقد أن “سيأتي لاحقًا” فرصة جيدة—هذا لم يتغير.

لكن المنطق ينهار بسرعة أمام المشاعر.

ربما كل هذا بلا فائدة فعلًا.

هل يمكنني حقًا أن أحقق شيئًا من برنامج تافه مزوّر نتيجته معروفة مسبقًا؟

ربما سيكون من الأفضل أن أنضم إلى وكالة كبرى وأبحث عن المواهب من الداخل.

أو ربما…

ربما علي فقط أن أتخلى عن هذا الحلم السخيف بأن أصبح آيدولًا.

عاصفة الأفكار جلبت معها موجات من الحزن.

حاولت طردها بالمنطق، لكن المشاعر السلبية لا تزول بتلك السهولة.

وأخيرًا…

بدأ الإحباط يتسلل.

فرووووم—!

كأنني سمعت صوت محرك سيارة من مكان ما، مع أن هذا لا يعقل.

نظرت حولي، لا زلت داخل مركز المؤتمرات.

لكن لو أغمضت عيني وفتحتها من جديد…

لشعرت وكأنني سأكون في مفترق طرق.

————————

متى كانت أول مرة أدركت فيها “قوانين العودة بالزمن”؟

آه، صحيح.

في حفل ما بعد توزيع الجوائز الذي نظمته مجلة بيلبورد.

على الأرجح خلال الحياة الثانية عشرة.

حتى ذلك الحين، كنت أظن أن العودة بالزمن تحدث بشكل طبيعي.

كنت أفترض أنه إن قررتُ شخصيًا أن بيع 200 مليون ألبوم لم يعد ممكنًا، سأعود بالزمن.

لأن هذا ما كان يحدث دائمًا من قبل.

مثلما حدث عندما حصلت على المركز الثاني في برنامج " المرحلة رقم صفر "

شعرت حينها أنه، مهما فعلت، لا أستطيع الهروب من الصورة التي رسمها ذلك البرنامج لي.

وأن تلك الصورة ستمنعني دائمًا من الاقتراب من حاجز الـ200 مليون.

فرووووم—!

وفجأة، وجدت نفسي واقفًا عند تقاطع طرق.

لكن الحقيقة… لم تكن تلك هي القاعدة.

“زيون، هل تعتقد أن ألبومك الثالث سيحقق الماس؟ عشرة ملايين نسخة؟”

كان سؤالًا طرحه أحد الصحفيين في ذلك الحفل.

سؤال عابر.

لا يحمل أي سوء نية مجرد فضول صادق—وربما نبرة أمل، كأنه يريد كتابة مقال جيد.

ومع ذلك، في اللحظة التي سمعتُ فيها السؤال، شعرت أن كل شيء… فارغ.

التأقلم مع الحياة في الولايات المتحدة بعد مغادرة كوريا استغرق وقتًا طويلًا.

عندما انتقلتُ هناك لأول مرة في الحياة الثامنة، لم أستطع حتى الخروج من الساحة الفنية تحت الأرض.

لم أدخل التيار الرئيسي إلا في الحياة التاسعة.

الوصول إلى قائمه بيلورد لأفضل 100 أغنيه استغرق وقتًا ألبوم الـ200 لم يكن سهلًا على الإطلاق.

من الحياة 8 حتى 13—ما يقارب 60 سنة.

لم أعد أعدّ بدقة، لكن نعم، تقريبًا كذلك.

وأخيرًا، بعد كل ذلك، نجحت.

المركز الأول لأفضل 100 اغنيه في بيلورد المركز الأول في قائمه افضل 200 اغنيه في بيلورد.

تم الاعتراف بي كنجم عالمي في أمريكا قمت بجولة حول العالم.

أصبحتُ عنوانًا رئيسيًا في كوريا، ورمزًا للفخر الآسيوي.

قصة نجاح لا تشوبها شائبة ولا مجال لإنكارها.

لكن رغم ذلك…

“ثم ماذا؟”

لم يكن لدي حتى ألبوم ماسي واحد

رغم كل ما بدا عليه الأمر من إنجازات، لم تبع ألبوماتي الأولى والثانية سوى 8 ملايين نسخة مجتمعة.

وحتى لو حقق ألبومي الثالث الماس، فسيكون المجموع أقل من 20 مليون.

لأصل إلى 200 مليون؟ كم ألبومًا سأحتاج؟

10؟ 20؟

كم سنة سيستغرق ذلك؟

هل سأظل مشهورًا حتى ذلك الحين؟

هل سيظل الناس يهتمون؟

“لماذا لا تجيب؟ لا تقل لي أنك لست واثقًا، زيون؟”

لا أذكر ما قلته ردًا على ذلك.

لكن لم يكن ذلك مهمًا.

لأن جسدي كان بالفعل ينزلق مجددًا داخل الثقب الأسود.

بدأ المشهد من حولي يتشوه ويضطرب، يندفع بسرعة حولي.

في البداية، كانت الألوان زاهية، ثم تحولت إلى البرتقالي، ثم إلى الأبيض.

ثم—

فرووووم—!

كنت عند تقاطع طرق مجددًا.

وحينها، أدركت القاعدة الحقيقية للعودة بالزمن.

أنا أعود… عندما أستسلم.

الأمر لا يتعلق بما إذا كان بيع 200 مليون ألبوم ممكنًا حقًا.

بل يتعلق بما إذا كنتُ أؤمن بإمكانية ذلك.

الاستسلام قرار طوعي.

حتى لو كنت قادرًا على تحقيقه، فإن اللحظة التي أفقد فيها إرادتي—انتهى الأمر.

وما هو أسوأ، أن الاستسلام قد يحدث لا شعوريًا.

لمن يعيش حياته مرارًا وتكرارًا، الاكتئاب يأتي بسهولة وخيبة الأمل تزيد الأمر سوءًا.

الخيبة تقود إلى اليأس، واليأس يؤدي إلى الاستسلام.

لقد فقدت العدّ لعدد الحيوات التي مررت بها.

ذات مرة، عبرت الهجرة في الولايات المتحدة، وفجأة، لمحت، ثم… تقاطع طرق.

ومرة أخرى، خرجت من المستشفى وكان العم هيون-سو يودعني—ثم رمشت… تقاطع طرق.

إذًا نعم…

هذه العودة اللعينة بالزمن قاسية.

———————————————

“…السيد أون؟”

“……”

“هان سي-أون!”

رمشت بعيني.

اختفى صوت السيارة، وكان الجميع ينظر إليّ.

دون أن أدرك، كان جميع المتسابقين الآخرين قد صعدوا بالفعل إلى المسرح.

“هل غفوت؟”

“عذرًا، شعرتُ ببعض الدوار.”

“هل تعاني من حالة طبية؟”

“لا، أنا بخير.”

“تفضل بالصعود إلى المسرح.”

صعدت بسرعة، لكن كان هناك شيء غير طبيعي.

بغضّ النظر عن مدى جودة أدائي سابقًا، كان من المفترض أن أتلقى توبيخًا في مثل هذا الموقف.

حتى وإن لم تُعرض اللقطة لاحقًا، عادةً ما يُظهر الحكّام نوعًا من الحزم.

وإن لم يكن ذلك، فلماذا كانت الكاميرا الرئيسية تتابعني؟

هل هذا من أجل مونتاج خبيث لاحقًا؟

لكن سرعان ما أدركت—أن الأمر لم يكن كذلك.

بل بسبب والديّ.

في هذه المرحلة الزمنية، أنا ذلك الشاب المأساوي الذي دخل والداه في حالة غيبوبة قبل شهر فقط.

ومع هذه الخلفية، بصبح الأمر مادة ممتازة للمحتوى.

لكن لا يهمني.

اشفقوا عليّ كما تشاؤون.

اشعروا بالرضا عن أنفسكم وأنتم تقارنون حياتكم بحياتي.

نادوني بـاليتيم الأنيق ، وانشروا إشاعات بأني تسببت في الحادث للحصول على تأمين والديّ.

لا يهمني من أنتم، ولا ما تفكرون به.

طالما أنكم تشترون ألبوماتي.

طالما أنكم تنقذونني.

فهذا هو كل ما يهم.

بعدها، بدأ الحكّام الذين كانوا يلقون كلمات جوفاء في إعلان نتائج ما قبل المهمة.

“المركز الأول، بالعلامة الكاملة وهي 40، هان سي-أون.”

“شكرًا لكم.”

انحنيت، لكن بصراحة، لم يكن أداءً يستحق درجات كاملة بالإجماع.

هكذا تعمل برامج الاختبارات هذه—يتحمسون لكل ما هو جديد، ويحبون تسليط الضوء على ورقتهم الرابحة المختارة.

“المركز الثاني هو…”

كان أون سيمي-رو.

اسمه كوري خالص، لذا من السهل تذكّره.

أعتقد أن معناه “الحالة التي لا تتغير.”

وإن تغيّرت بعد ترسيمه، هل تصبح أوف سيمي-رو؟

…لا. لا ينبغي لي قول ذلك.

يبدو كلامًا عتيقًا.

“المركز الثالث هو…”

وبما أن عدد المتسابقين عشرة فقط، فقد انتهى إعلان التصنيفات بسرعة، وظهرت النتائج على شاشة المسرح.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/15 · 42 مشاهدة · 1575 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025