***

بدأت الأحاديث تتسرّب شيئًا فشيئًا في مجتمع الآيدولز حول برنامج “سيأتي لاحقًا ”.

لكن القول إن الناس بدأوا يتحدثون عن البرنامج نفسه لم يكن دقيقًا؛ بل الأدق أن الحديث بدأ يدور حول المتسابقين.

أول من أشعل شرارة ذلك كان أحدهم، حين التقط صورة لـإي أون باستخدام كاميرا احترافية.

– “كم من التعديلات أُجريت على هذه الصورة يا ترى؟ هههههه”

– “لو كان يبدو هكذا فعلًا، لكان أحدهم قد ضمّه منذ وقت طويل، ولا سبيل لبقائه كمتدرب حتى الآن.”

– “– “لو كان شكله كما في الصورة فعلًا، فسأعيله أنا بنفسي، أنا العجوز، ومن مالي الخاص"

في البداية، كان الرأي الغالب أن المسألة تتعلق بزوايا التصوير، لا أكثر.

والصورة التي أُثيرت حولها أغلب الأحاديث كانت قد خضعت للكثير من التعديلات بالفعل.

لكن نقطة التحوّل بدأت حين بدأت صور التُقطت بواسطة العامة تُنشر تدريجيًا.

ليس كل من حضر تصوير “سيأتي لاحقًا ” كان منغمسًا في ثقافة مجتمع الآيدولز.

بل في الحقيقية، خلال المراحل الأولى من البرنامج، كانت نسبة الحضور من العامة أعلى.

والصور التي التُقطت عبر هواتفهم كانت بطابع عفوي تمامًا.

– (صورة)، (صورة)، (صورة)

– “يبدو أن هذه هي الصور الواقعية فعلًا.”

– “لكن مظهره غير واقعي…؟”

ومع ذلك، فقد كان وسيماً.

رغم أن الصور لا تحتوي على أي تقنيات تصوير متقدمة، ولا حتى تركيز بصري صحيح، إلا أن جماله كان لافتًا.

ولا تزال الشكوك قائمة في بعض التعليقات:

– “أيمكن أن يكون حقيقياً…؟”

– “سنرى عند عرض الحلقة هههه أنا أراهن على أنني سأُصاب بخيبة أمل.”

– “بقي أسبوع واحد على البث.”

بدأ الناس يشعرون بالفضول.

– “(صورة) ألا ترى أن المظهر الجماعي لفرقة Take Scene أجمل بكثير؟”

– “أوافق، إنه وجه ليون بلا شك.”

– “انظروا إلى ملامحهم، جميعهم يبدون عصريين جداً.”

– “هههههه ها قد جاء من يصرّون على أن صور Take Scene غير معدلة، بينما صورة إي أون فقط خضعت للتعديل.”

– “هل بدأت فرقة Take Scene تجذب قاعدة جماهيرية؟”

– “أليست هناك مجموعة من محبي ليون بالفعل؟ هه ”

– “يبدو الأمر وكأنه حملة تسويق، لا قاعدة جماهيرية حقيقية كأن شركة ليون الترفيهية بدأت بالفعل الترويج له.”

وفعلاً، كانت ليون الترفيهية شركة قوية بما يكفي لإنتاج برنامج تنافسي ودعم فرقة مثل Take Scene.

فهم يمتلكون مظهرًا اختاره بعناية الرئيس التنفيذي تشوي داي هو، إلى جانب قدرات راسخة بُنيت على تدريب طويل.

أضف إلى ذلك أن أغنيتهم الأولى، التي ستحمل عنوان Scene Stealer، قد حصلت على تقييمات داخلية عالية.

وفيما كانت أحاديث الناس عن “سيأتي لاحقًا ” تتزايد شيئًا فشيئًا تحت السطح، بدأ بعض الحاضرين الفعليين في الظهور داخل المجتمعات الإلكترونية.

لكن ما تحدثوا عنه لم يكن إي أون، ولا Take Scene

كان محور الحديث هو هان سي أون.

– “المرتبة الرابعة من فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم أبهر الجميع!”

– “نعم، إنه صهر والدتي المستقبلي آه، العروس طبعًا أنا.”

– “أتطلّع إلى مشاهدة الحلقة لقد أصبت بالقشعريرة حين رأيت الأداء على المسرح ههه”

– “أتمنى أن تُعرض الحلقة بسرعة هل ستُطرح الأغنية أيضاً؟”

– “إن لم تُطرح، فسيكون ذلك بلا أي ذوق إطلاقًا هههههه”

كانت ردود الفعل حول أداء هان سي أون موحدة:

لقد أبهرهم.

لكن الغريب أن القليل فقط كتبوا وصفًا دقيقًا لما فعله على المسرح.

والسبب بسيط: لم يكن أحد يعرف بالضبط ما الذي فعله، فكان من الصعب الكتابة عنه.

نعلم أنه قدم أداءً مذهلاً كفرقة صوتية لأغنية “تحت ضوء الشارع ”.

لكن الأغنية كانت نسخة معدلة (ريمكس) وليست النسخة الأصلية، ولم يكن واضحًا تمامًا ما الذي جرى.

لم يُعرض أي مقطع مصور (VCR) يشرح عملية إعداد الأغنية.

كل ما بقي في الذاكرة هو أنها كانت مذهلة، وأن الجزء الخاص باللازمة كان رائعًا بحق.

بعض الحاضرين حاولوا كتابة مراجعات لما رأوه…

“تحت إضاءة خافتة، كان هان سي أون يجلس أمام البيانو ، وما إن بدأ صوت الطبول والغيتار حتى بدأ في الغناء…”

– “ما هذا بحق السماء؟”

بغض النظر عن طريقة الوصف، لم يكن باستطاعة أحد نقل الإحساس الذي خيّم على القاعة في ذلك اليوم، فتخلّى الكثيرون عن محاولة الكتابة.

ومن ثم بدأ الناس يختصرون الحديث، وكان وصف “لقد أبهرهم” يُردّد على نحو متكرر.

وبفضل ذلك، تحول هذا التعبير مع الوقت إلى ما يشبه المزحة أو الميم:

– “أنا كنت هناك، ورأيت بعيني أن هان سي أون أبهر الجميع هههه”

– “أجل، صحيح أطلقوا عليه الآن لقب ’تشيت سي أون‘ (الذي مزّق المسرح).”

لكن هذه التعليقات لم تكن دائمًا إيجابية بطبيعتها.

ومع ذلك، لم يُظهر فريق إنتاج برنامج “سيأتي لاحقًا ” أي قلق وهم يراقبون ردود الأفعال على الإنترنت.

فبمجرد عرض الأداء، ستتغير الأمور حتمًا.

ثم إن أغلب من كتبوا المراجعات في المجتمعات الإلكترونية لم يكونوا قد حضروا فعليًّا.

فلو روى كل شخص من مئة حضروا تجربته لخمس أشخاص، فسيكون لدينا خمسمئة شخص.

وإذا نقل كل واحد من هؤلاء تجربته إلى شخص آخر فقط، يصبح العدد ألفاً.

وبالرغم من الضجة، لم يكن هناك تسريبات خطيرة أو مفسدة لأحداث البرنامج.

وإن ظهرت مقاطع من المنافسات، كانت تُحذف فورًا باتخاذ الإجراءات اللازمة.

أما ما كان يُقلق فريق الإنتاج حقًا، فهو “مهمة الإنتاج الذاتي”.

بعد إجازة قصيرة، بدأت مهمة الإنتاج الذاتي وكان أداء Take Scene جيدًا.

فـ آي ليفل وريدي تلقّيا تدريبًا في التلحين منذ أيام التدريب، وفايد يمتلك ذوقًا لائقًا في اختيار الأصوات.

لكن ما لم يُعرض في البث، هو أنTake Scene أعادوا العمل على أغنية سبق وأن استخدموها في التقييم الشهري.

لم يكونوا يُظهرون أن الأمر مجرد إعادة تدوير؛ لم يكن ذلك تزويرًا، بل كانوا يعيدون صياغة الأغنية وفق الملاحظات التي تلقّوها مسبقًا.

ورغم أن الأمر لا يُعد تلاعبًا، لكنه سيكون موضع استياء لو عرف به الجمهور.

لذا كان لا بد من إبقاء هذا الأمر مخفيًا.

وفي حين كانو Take Scene يتقدمون بخطوات ثابتة، كان حال ثلاثة أشهر ومئة يوم أشبه بالغموض.

“هل الأمور تسير على ما يرام؟ أم أنهم يواجهون الفشل؟”

لم يكن فريق الإنتاج قادرًا على تحديد ذلك بدقة.

لكن لو خُصصت جملة واحدة لوصف وضعهم أثناء مهمة الإنتاج الذاتي، فستكون:

“هان سي أون يتعرض للتوبيخ!”

كانت هذه هي أقرب صورة للحقيقة.

***

– طق.

– “آآه، يومنا الأول في مهمة الإنتاج الذاتي، فيلم صناعة فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم… أليس كذلك؟ على أية حال، هذه هي بدايتنا.”

قال يي أون وهو يمسك بكاميرا 8 ملم التي وزعها فريق الإنتاج، متحدثًا أمام الكاميرا بتعبير يبدو عليه بعض الحرج.

والسبب في أن الكاميرا كانت مع إي أون كان واضحًا للجميع.

فقط بضع صور التُقطت له بعدسات الهواتف وليس لقطات رسمية، ورغم ذلك فإن حجم الحديث عنه كان غير عادي.

صحيح أن مظهر إي أون كان من الأمور التي أثارت التوقعات، لكن ما سيحدث فعليًا لا يُعرف إلا عند وقوعه.

قد تكون الوسامة عنصرًا مُقنعًا في عالم الآيدولز، لكن ليس كل نجاح في هذا العالم يُبنى على عناصر مقنعة.

فمثلًا، هناك عضو في فرقة فتيان حصل على المركز الأول في تصنيف “أكثر الوسيمين طبيعيًا بحسب جراحي التجميل”، ورغم فشله التام في كوريا، فقد لاقى رواجًا في أمريكا اللاتينية.

على أي حال، لهذا السبب كان إي أون هو من يمسك الكاميرا الذاتية.

بدأت مهمة الإنتاج الذاتي باجتماع تخطيط.

– “أليس سي أون هو القائد؟ أليس من الأفضل أن يدير سي أون الاجتماع؟”

– “آه، نعم سأفعل ذلك.”

رغم أنه كان القائد رسميًا، إلا أنه لم تكن هناك لحظات تطلبت دور القيادة من قبل.

لذا، كانت هناك بعض المخاوف حول ما إذا كان هان سيون سيتمكن من أداء الدور بشكل جيد…

– “للحصول على حق الكلام، يجب رفع اليد، ولا يمكن مقاطعة حديث الآخرين إذا كنتم موافقين، فلنبدأ.”

لكنه كان ماهرًا على غير المتوقع.

بل بدا مرتاحًا في موقع القيادة.

كان ذلك مفاجئًا بالنسبة لمن كان يظنه يفتقر إلى المهارات الاجتماعية أحيانًا.

هكذا بدأ اجتماع الإنتاج الذاتي لفرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم.

– “لن نقوم بإنتاج أغنية جديدة فقط لأننا ننتج بأنفسنا سنركّز على إعادة توزيع أغنية موجودة لتناسب أسلوب ثلاثة أشهر ومئة يوم، ولذلك أعتقد أن علينا أولًا اختيار الأغنية.”

– “هل لديك توجّه معين في ذهنك؟”

– “أفكر شخصيًا في تعريب أغنية بوب شهيرة.”

– “تعريب؟”

– “هيونغ، إن كان لديك سؤال، ارفع يدك أولًا لتحصل على حق الكلام.”

– “آه، آسف لم يكن سؤالًا بل استفسارًا فقط.”

– “حسنًا هل يعرف أحدكم كيف تُنتَج أغاني الكيبوب عادة؟”

نظر الأعضاء إلى بعضهم البعض، لكن لم يبدُ أن أحدًا واثق تمامًا.

فالعديد من المتدربين يركّزون على أداء الأغاني فقط دون فهم كامل لآلية إنتاجها.

وبما أنه لا أحد في فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم قد سبق له الترسيم، فحتى ما يتعلمه المرء من خلال الملاحظة لم يكن متوفرًا لديهم.

ولهذا أنصت الجميع لشرح هان سي اون باهتمام.

فهذا من الأمور التي من الجيد معرفتها على الأقل مرة واحدة، وحتى أولئك الذين كانت لديهم فكرة عامة لم يتظاهروا بمعرفة التفاصيل.

– “طرق التأليف متعددة، لكن الطريقة القياسية غالبًا ما تكون هكذا:”

[التأليف – التوزيع – كتابة الكلمات – توزيع الأجزاء.]

رفع أون سيمي رو يده للحصول على حق الكلام وسأل:

– “ما الفرق بين التأليف والتوزيع؟”

– “إذا خطرت لك فجأة جملة لحنية مثل ‘آ– آ– آ’، فهذا هو التأليف هذا الخط اللحني يُسمى (Top Line)، والتأليف هو عملية خلق هذا الخط لكن ما شكل الأغنية الذي ستخرج عليه هذه الجملة؟ لا أحد يعرف.”

قال ذلك هان سي أون ثم نقر على حاسوبه المحمول عدة مرات، وسجّل لحن الـ”آ– آ– آ” الذي أصدره بفمه على آلة البيانو.

– “لنفترض أن هذا هو الخط اللحني الآن، الموزّع يقرر إلى أي نوع من الأغاني سيتحول هذا الخط.”

وبمجرد أن نقر على الحاسوب مرة أخرى، أُضيفت أصوات سينث وترومبيت مرِحة فوق لحن البيانو، ثم انضم إليها إيقاع طبول راقص مألوف.

تحولت الجملة إلى موسيقى تُسمع عادة في الحفلات والمناسبات.

– “…تروت؟”

– “صحيح لكن موزّعًا آخر قد يفكر بشكل مختلف كأن يقول: ‘ما هذا التروت؟ علينا تحويله إلى تراك هيب هوب!’”

ضغط هان سي أون مرة أخرى على لوحة المفاتيح، وبدأ لحن “آ– آ– آ” يُكرر على شكل حلقة.

ثم أُضيفت طبول هيب هوب ثقيلة بأسلوب المدرسة القديمة، تبعتها أصوات hi-hat متقاربة تُجزئ الإيقاع، وظهرت أصوات نحاسية متقطعة.

هكذا تحوّل كل شيء إلى تراك هيب هوب بطابع قوي من هيب هوب الساحل الشرقي في الثمانينات.

– “هذا هو التوزيع هو قرار بشأن الإيقاع الذي يُخرج به الخط اللحني وكلما كان الموزع أبرع، كلما بدا التراك أكثر أناقة حتى لو كان من نفس النوع.”

– “…”

– “…”

– “هل كان شرحي صعبًا؟”

سأل هان سي أون وهو يميل برأسه بعد أن شعر بتغير في أجواء الفريق.

لكنّ ذلك الجو لم يكن سببه صعوبة الشرح.

– “هيونغ، هل ما قمتَ بعزفه الآن مأخوذ من أغنية معروفة؟”

– “حق الكلام.”

– “آه.”

رفع تشوي جاي سونغ يده، فأشار إليه هان سي أون .

– “كنتُ أتساءل إن كان الإيقاع الذي سجلته للتو من أغنية معروفة.”

– “بالطبع لا لقد ألفت الخط اللحني الآن فقط والإيقاع سجلته فقط للشرح.”

كان رد هان سي أون هادئًا وكأنه لا يولي الأمر أهمية.

لكن أعضاء فرقة ثلاثة أشهر ومئة يوم كانوا في صدمة حقيقية.

فهم جميعًا شباب يحلمون بأن يصبحوا مغنين، ولديهم أصدقاء كثيرون يعملون في الموسيقى.

كم من الهواة في التأليف يعرفونهم؟ وحدهم زملاؤهم في أكاديمية الموسيقى يتجاوزون عشرة أو أكثر، وقد سمعوا العديد من التراكات التي ألّفوها.

حتى أنهم استمعوا إلى تراكات ألّفها مدربوهم في الأكاديمية.

لكن التراك الذي سجله هان سي أون خلال دقيقة أو اثنتين فاق بجودته كل تلك التراكات.

وما لم يكن قد جهز كل ذلك مسبقًا، فهذا يعني أن هان سي أون يملك موهبة مدهشة في تأليف الإيقاعات.

“أليس هان سي اون من النوع الذي لا يقوم بعروض استعراضية كهذه؟”

تساءل الجميع داخليًا، بينما واصل هان سي اون طرح أفكاره.

– “على أي حال، ما أقترحه هو أن نأخذ الخط اللحني من أغنية بوب معروفة.”

– “هل يمكن أن تعطينا مثالًا؟”

– “هممم… تعرفون أغنية Baby لجاستن بيبر، أليس كذلك؟ نأخذ الخط اللحني من الجزء المميز في الأغنية ونركّب عليه إيقاعًا يناسبنا ونبتكر كلمات جديدة ونقوم بترجمتها أو إعادة كتابتها بما يلائمنا.”

– “وماذا بالتحديد الذي نأخذه؟ هل هو لحن ‘Baby–Baby’ في الكورس؟ أم الإيقاع الموجود في نفس المقطع؟”

– “لا فرق أي صوت يخطر ببال الجمهور حين يسمعون باسم Baby يصلح سواء كان اللحن، أو الإيقاع، أو الاثنين معًا.”

وبينما كان هان سي اون يتحدث، بدأ الأعضاء في استخدام خيالهم لاستحضار شعور الأغنية في أذهانهم.

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/31 · 11 مشاهدة · 1938 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025