أؤمن بقوة الموسيقى.

وبسبب هذا الإيمان، أؤمن أيضًا بأن الموسيقى الجيدة لا بد أن تنجح في النهاية.

لكن بصراحة، لم يعد الأمر مجرد إيمان.

لا بد أن يكون هذا صحيحًا.

لأنه إن لم يكن كذلك، فإن هذا التراجع الطويل الذي أمرّ به—وهذه الدورة التي لا تنتهي—ليست سوى رحلة عبثية تعتمد على الحظ فقط.

ولهذا السبب قضيت وقتًا طويلًا في صقل مهاراتي في التأليف، والآن، أظن أنني قد أتممتها.

ليس كل أغنية أكتبها تصبح ضربة ناجحة.

لكن لا أحد يعبّر عن الموسيقى التي أتخيلها أفضل مني.

مع ذلك، ما أتخيله الآن ليس لحنًا أو صوتًا.

بل أصدقائي.

أولًا، عازف الطبول في فرقة GOTM.

أندرو غَن.

عزفت الطبول وأنا أتخيل أندرو غَن.

در در در در دم!

أندرو شخص جاد ومتزن، لكنه يعشق الموسيقى الفانكية.

معظم عازفي الطبول يفضلون الركل (kick) أو الطبل الرئيسي (snare)—لكن هو؟ كان غريب الأطوار، يعشق “الهاي-هات”.

أما إيقاعه؟ لا يُضاهى.

يعزف نغمات خفية بخفة الريشة، ثم يطلق دويًّا كالرعد كان ذلك مدهشًا بحق.

في أغنية “المحترفون”، صممت خط الطبول ليعكس طابع أندرو.

وبالطبع، لا أجيد عزف الطبول، لذا برمجته باستخدام آلة افتراضية.

ززززززنغ—!

أما الغيتار الكهربائي، فعزفته بنفسي، مستحضرًا ديف لوغان.

ماذا عساي أن أقول عن هذا الرجل… مثالي ساخر؟

رأسه مليء باليأس والسوداوية، لكنه في العلاقات الإنسانية، كان ألطف شخص على الإطلاق.

حتى عندما كان الجميع يهتف بأن GOTM ستكتسح جوائز الغرامي، وأننا قد فزنا مسبقًا…

كان يقول:

“لن نفوز نحن لسنا من النوع الذي تختاره الغرامي.”

لقد استسلم مسبقًا في داخله.

أسلوب ديف في العزف على الغيتار صاخب.

صحيح أن الغيتار غالبًا ما يكون الآلة الأبرز في الفرقة، لكن ديف؟ رفع ذلك إلى مستوى جديد.

مزيج من التباهي والحزن الفوضوي.

في وقت ما، حاولت أن أكبح تلك العادة، فأعطيته مهمة عزف الإيقاع فقط، وطلبت منه أن يضرب الأوتار وحسب.

لكن حتى في ذلك، كان يعزف بكل حماسة—يتمايل ويتأرجح كالمجنون.

مجنون تمامًا.

لكن هذا بالضبط ما جعله مناسبًا للغيتار، الذي يُلقّب بأوركسترا الأوتار الست، إلى هذا الحد.

ثم جاء دور خطوط الباس والكيبورد.

[الباس : يعني الجُمل أو الخطوط الموسيقية التي يعزفها عازف وهي النغمة المنخفضة التي تُشكّل الأساس الإيقاعي في الموسيقى ]

كان من السهل نسبيًا محاكاتها.

لكن المدهش هو كيف تطورت الأغنية.

كنت أظن أنني سأخرج بمقطوعة ذات إيقاع قوي ، لكنها تحوّلت تدريجيًا إلى شيء مشدود الإيقاع وإلكتروني.

قد يصفها عامة الناس بأنها “إيقاع قوي ” بسبب الإيقاع العام، لكن هذا مضلل.

في عالم التأليف، الفنك والإيقاع شيئان متباعدان كالسّماء والأرض.

وفي النهاية، خرجت الأغنية قابلة للرقص.

لم أكن أنوي تأليف أغنية على نمط فرق الآيدول، لكن إن أضفت لحنًا بسيطًا وجذابًا فوق الـpre-hook والـchorus، فستناسب تمامًا.

وبما أنها خرجت أصلًا عن إطار الفنك الخالص، فلا بأس أن أوجّه الأغنية كليًا نحو إيقاع 2/4.

الساحة الكورية حاليًا تميل كثيرًا نحو الإيقاعات ذات الجذور الإفريقية.

ربما… قد تكون هذه أغنيتي الأولى كآيدول.

أنا دائمًا أغني الأغنية التي أؤلفها كأنها ترنيمة لروحي السابقة.

لأنني الوحيد الذي يتذكرها، ويجب أن تبقى على الأقل أغنية واحدة من كل حياة.

رويدًا رويدًا، بدأت الأصوات تتداخل.

—————

لي هيونسوك، مالك استوديو LB، كان منتجًا من الدرجة الأولى في أوائل الألفينات.

من بين الأغاني التي قام بإنتاجها كانت هناك مقطوعات يعرفها حرفيًّا كل شخص في البلاد.

كان يُعامل كأنه من الملوك.

ثم جاءت موجة الآيدولز، وسلاحهم المفضل: أغاني الهوك (hook songs).

فجأة، أصبحت الساحة الموسيقية تحت سيطرتهم.

أما لي؟ فقد تُرك خلف الركب.

أغاني الآيدولز التي كتبها لم تلقَ رواجًا.

والقليلة التي باعت… فشلت فشلًا ذريعًا.

إنها القصة الكلاسيكية: منتج خرج عن مجاراة العصر، فحوّل مدخراته ومعارفه إلى مشروع استوديو.

وسارت الأمور على ما يرام.

الاستوديو ازدهر محفظته امتلأت وقلبه أصبح أخف.

بدأ بمساعدة الموسيقيين المستقلين، مما أكسبه سمعة “الأخ الكبير” في الساحة.

جمَع كومة سميكة من بطاقات رجال الأعمال من شركات الترفيه، كل منها تقول: “اتصل بنا إن وجدت شخصًا موهوبًا.”

ولم يأتِ في هذا الأسبوع إلا لأن الموظف المؤقت لم يتوقف عن قصفه بالمكالمات.

يصرخ بأن “وحشًا” قد ظهر.

“عمي!”

“في الاستوديو، أنا الـ’رئيس’.”

“الرئيس!”

“…ماذا؟”

“فقط استمع لهذا إنه جنوني!”

عندما ارتدى لي هيونسوك السماعات التي ناولته إياها ابنة أخيه، راودته فكرتان متناقضتان.

أولًا—لا يمكن أن يكون هذا الفتى “هان سيون” وحشًا بحق.

هناك أكثر من 10 شركات ترفيه كورية معروفة وهناك 20 أخرى أخرجت فنانين بارزين و20 أخرى مستقرة ماليًّا و20 غيرها بالكاد تستمر.

وهذه فقط الشركات الشرعية.

مع الشركات الناشئة، يصل العدد إلى المئات.

وكلهم يائسون للعثور على العبقري القادم.

وحش في العشرينيات؟

لا بد أنه قد تم اكتشافه والتوقيع معه بالفعل.

لكن… ابنة أخيه تدرس الموسيقى.

رغم أنها لا تزال طالبة، إلا أنها محترفة تحت التدريب لن تتحمّس لموسيقى سيئة.

رغم أن الصدق يقتضي القول إنها تعتبر ألبومات آيدولها المفضل “قمامة”.

وبناءً على ذلك، ضغط لي زر التشغيل.

خمس دقائق.

هذا كل ما احتاجه الأمر ليفقد صوابه.

“…ما هذا بحق الجحيم؟”

“جنون، صحيح ؟ جنون، صحيح ؟!”

“انتظري أحتاج أن أسمع المزيد.”

لكن صدمته لم تخف بل تصاعدت.

لم يكن الأمر متعلقًا بالجودة فقط—بل بالتنوع.

كيف لشخص واحد أن يُنتج هذا الكم من الأصوات والأجواء المختلفة؟

لحن الغيتار الناعم في البداية استحضر صورة غلاف ألبوم.

بحر أزرق صافٍ يتدفق على شاطئ أبيض—نقي ومشرق للغاية.

ثم فجأة، اخترق ريف الغيتار كأنه خنجر جليدي.

هجومي كأنه سيف مبارزة يخترق صدرك—حاد كالنصل.

مهما أضفت فوقه من إيقاعات طبول، كان ريف الغيتار يطالب بالصدارة.

تخيل لو أنه تم تدويره وأعطي لمغنّي راب.

سينفجر نجاحًا.

ثم جاء صوت الباس.

كان يشبه فيكتور ووتن.

لولا بعض النوتات الخاطئة أحيانًا، لكان ليظن أنه لم يُعزف حتى من قِبل كوري.

الإيقاع كان لا يُصدق.

أما التنقلات؟ سلسة.

لا ارتكاز خارجي—فقط اتساق داخلي.

وهذا يعني: ذهنيًّا، هذا الشخص موسيقي مكتمل بالفعل.

لقد ظهر عبقري.

لطالما آمن بأن عبقريًّا حقيقيًّا سيظهر يومًا ما في ساحة الإندي الكورية.

والآن… ذلك العبقري داخل استوديوه الخاص.

“لقد ظل يُنتج الأغاني لأكثر من 30 ساعة متواصلة—أخذ فقط غفوة سريعة على أريكة الصالة هذا جنون.”

“وقلتِ إنه وسيم؟ وفي العشرين من عمره؟”

“نعم شكله كآيدول.”

“…لم تفعلي شيئًا مثل… سرقة تآليفاته الموسيقية أليس كذلك؟”

“هل جننت؟! بالطبع لا!”

هذا يحصل أحيانًا.

يسمع المنتجون لحنًا في الاستوديو فيسرقونه لأنفسهم.

شائعة واحدة عن هذا، وينتهي أمر الاستوديو.

لي هيونسوك لم يكن يظن فعلًا أن ابنة أخيه سرقت شيئًا.

لكنه كان يشعر بالإغراء.

الألحان كانت جيدة لدرجة أنه اضطر للسؤال… فقط ليمنع نفسه.

“عمي، تتذكر تلك الشركة اللي زارتنا؟ قالت إنها تريد تشكيل فرقة وطلبت ترشيحات.”

“أتذكر.”

“دعنا نرشحه! إنه وحش!”

“…هممم.”

الصناعة بالتأكيد ستريده.

لكن شخصًا بهذه الموهبة؟

نوع “الفرقة” التي تريدها تلك الشركات… دعنا نكون واقعيين.

يعنون بها “فرقة آيدول”.

حيث المظهر أهم من الصوت، والبرامج الترفيهية أهم من كتابة الأغاني.

هل سيناسب هذا الفتى؟

ربما القليل من الدعم وسيصبح منتجًا مذهلًا بدلًا من ذلك.

وإن أراد أن بصبح نجمًا يمكنه تكوين فرقة موسيقية مستقلة، يصنع فيها موسيقاه بحرية، بعيدًا عن تحكّم الشركات.

صحيح، لكي تصبح نجمًا خارقًا في كوريا، تحتاج إلى الظهور الإعلامي.

لكن إنهاء موسيقاك أولًا ثم الظهور للعامة أمر مختلف تمامًا عن البدء كمتدرب في شركة.

على الأرجح لا يجيد الغناء—من الواضح أنه مكرّس بالكامل للآلات.

إن استطعت فقط إيجاد مغنٍ قوي له…

قد يُصبحان مثل الثنائيات الأخوية الشهيرة.

وبينما راودته تلك الفكرة، فُتح باب الاستوديو.

دخل هان سيون.

وكانت ابنة أخيه على حق.

كان وسيمًا.

رغم الإرهاق الناتج عن سهره طوال الليل، كان وجهه يملك سحرًا طبيعيًّا.

تقدّم نحو المكتب.

“هل يمكنني طلب توصيل هنا؟”

“آه، نعم إذا أكلت في الصالة…”

“شكرًا.”

“أ-عذرًا، أيها الشاب.”

“نعم؟”

حتى صوته كان جميلًا.

ربما يستطيع الغناء بعد كل شيء.

“أنا صاحب هذا المكان من أين تعلمت الموسيقى؟”

“تعليم ذاتي.”

“…حقًّا؟”

“نعم فقط واصلت المحاولة.”

“كل ما عزفته—هذه كلها ألحان أصلية؟ هل تبني جلسة موسيقية؟”

“نعم لماذا؟”

“آه، لا شيء فقط… أحاول دعم الموسيقيين الموهوبين…”

“أنا أقدّر ذلك، لكني بخير.”

رائع لأبعد حد.

لي تحدث مع عدد لا يُحصى من الفنانين من قبل، لكن لم يسبق لأحد أن رد عليه بهذه الطريقة.

حتى وإن لم يكن يعلم أن هيونسوك كان منتجًا شهيرًا في السابق، فهو لا يزال مالك استوديو كبير.

ثم تدخلت ابنة أخيه.

“عمي هو اللي ألّف تلك الأغنية فرشاة الأسنان!”

[ حرفيًا قالت كذا ]

البالاد الروك التي اجتاحت كوريا في أوائل الألفيناترفازت بجوائز موسيقية أُعيد إنتاجها مئات المرات غُطِّيت في كل برامج الاختبار الغنائية حتى الأطفال هذه الأيام يعرفونها.

وبالفعل، تغيّرت نظرة هان سيون.

ربما كان فظًّا قليلًا في البداية، أو ربما ظنّ أن اقتراب هيونسوك منه كان مجرد عملية احتيال.

“هل أنت تابع لشركة؟”

“لا ، ليس بعد.”

“إذًا أظن أنني أستطيع مساعدتك ليس للضغط عليك كي تنضم، ولكن—”

فجأة، نظر هان سيون نحو المدخل.

“ذلك الملصق هناك.”

“ملصق؟”

استدار هيونسوك مجرد منشور آخر معلّق بجانب الباب.

لم يُعره اهتمامًا كان يقول للموظفين فقط أن يعلقوا هذه الأشياء أو يزيلوها عند انتهاء موعدها.

“هل يمكنك ترشيحي لذلك؟ مكتوب أن الترشيح يُعفيك من الجولة الأولى.”

“بالطبع.”

ربما مسابقة تأليف أغانٍ تنظمها مدينة سيول، أو أكاديمية موسيقى، أو وكالة صغيرة.

ابتسم.

هذا الفتى واضح أنه لا يدرك مدى موهبته.

لكن عندما نظر إلى الملصق الذي كان هان سيون يشير إليه—

نظر مرة.

ثم ثانية.

ثم أخيرًا، خرجت الكلمات من فمه قبل أن يتمكن من إيقاف نفسه:

“…ما الذي يجعلك تريد الانضمام إلى هذا الهراء السخيف…؟”

• نهـاية الفصل •

حسـابي انستـا [ i.n.w.4@ ]

2025/07/11 · 2 مشاهدة · 1456 كلمة
Lolly
نادي الروايات - 2025