في السجن، استمعت آنا إلى كل التفاصيل التي رواها رايز. يمكنها أن تقول إنها قصة رواها مرات لا تحصى، ولم تفوت أي تفاصيل عما حدث. كان وصفه الحي، أثناء شرحه، دليلاً على حدوث ذلك بالفعل، أو على الأقل كان يعتقد أنه حدث بالفعل. أما بالنسبة لحالته الشبابية الحالية ووجوده في باجنا، فلا يبدو أن هذا هو الوقت المناسب للاستفسار عن ذلك - كما أنه لا يبدو حاسمًا في المخطط الكبير للأشياء.
يبدو أن الحكاية قد وصلت إلى نهايتها، حيث واصل رايز اللعب بطية صدر السترة دون أن يقول المزيد من الكلمات. في هذه المرحلة، اعتقدت آنا أنها قد تثني القضبان وتهرب، لكن رايز استمر.
قال رايز: "الهدية الأخيرة من زوجتي، ما كان موجودًا في غرفة الغسيل، كانت هذه السترة التي أرتديها الآن. لقد صنعتها بمناسبة الذكرى السنوية لنا. إنها هدية كبيرة جدًا مع سحر المضيف شخصيًا بواسطتها، بينما كانت تتم جميع أعمال الصياغة في أوقات فراغها في العمل أيضًا.
"إنه أهم شيء لدي لها."
كانت هذه هي المرة الأولى التي ترى فيها آنا هذا التعبير على وجه رايز. لم يكن الغضب، بل الحزن كان يزحف إليها. لم تعجبها هذه النظرة؛ كانت تفضله عندما كان غاضبا.
"لذا قلت في البداية أنك تكره كل هؤلاء السحرة الكبار، أليس كذلك؟ من قصتك، أستطيع أن أخمن أن إيدور وتروبين أصبحا سحرة كبار بسبب مناصبهما. أنا أفهم كراهيتك لهم ... وربما إيبارين أيضًا؟ المدير من خدعك وأخرجك من منصبك، لكن لماذا تكره البقية أم أن ذلك لمجرد أنهم جميعًا جزء من نفس المجموعة؟" سألت آنا.
سرعان ما اختفت النظرة الحزينة على وجه رايز وهو يتوتر، وهو يمسك القماش على ركبتيه بقوة أكبر.
"في وقت كل ما حدث، لم يكن السحرة الكبار موجودين بعد. كانت هناك فكرة تتبلور بين حكومات الدول من أجل حل السلام، وقد طرح إيدور هذه الفكرة."
"أما بالنسبة للفكرة، فقد كانت ولادة السحرة الكبار. مجموعة نخبة من الناس حتى فوق البلدان، وكلهم لديهم القدرة على تغيير ما يمكن أن يحدث. كلهم قد طوروا سحرهم إلى مستوى 9 نجوم، قمة ما يمكن تحقيقه بالسحر، لم يعد هناك من يستطيع منافستهم بعد الآن إيدور بإبداعاته السحرية، إيبارين كمدير للأكاديمية المركزية."
"تروبين، ساحر لم يكن لديه أي أفكار ثانية بشأن القتل ويمكنه إسكات أي شخص يختلف معه، وجيزين، أكبر مورد للمواد السحرية القانونية وغير القانونية."
اتسعت عيون آنا عندما سمعت ذلك.
"تقصد... أنه كان متورطًا في وفاة زوجتك!"
"اكتشفت لاحقًا أنها أخبرته بكل شيء خلف ظهري. وقد دفع ذلك جيزين إلى إبلاغ الآخرين والتصرف قبل حدوث أي شيء. كانوا جميعًا يعملون معًا لحماية هذا العرش السحري الذي بنوه."
"وصدقي أو لا تصدقي، لم تكن هذه نهاية معاناتي معهم. لقد حدثت مع إيناكس، وهو واحد آخر من السحرة الكبار، بالإضافة إلى المزيد من الاشتباكات معهم، لكن هذا ليس شيئًا ينبغي أن تذكره اليوم... الآن، أريد أن أتذكر الذكريات الجيدة."
لقد تحول الحزن والغضب إلى ابتسامة على وجه رايز وهو يحدق في السقف.
"سأفعل أي شيء للانتقام من هؤلاء الأشخاص، فهم لا يستحقون أن يعيشوا حياة سعيدة من الأعلى، دون خوف من أن يتمكن أي شخص من الإطاحة بهم. الآن، أنا على طريق استعادة قوتي، وهذه القوة الجديدة التي وجدتها في باجنا سأستخدمها للتغلب عليهم.
"سأقيم حفل الزفاف هذا، ورينا امرأة لطيفة. من المؤسف يبدو أنها أُجبرت على هذا الزواج من جانبها، ولكن لأنها معي، إذا وجدت في المستقبل شخصًا ترغب فيه". على الأقل لن أعترض طريقها في القيام بذلك، الشيء الوحيد هو أنه لن يكون من المناسب بالنسبة لي أن أرتدي هذا.
كان هناك صمت في زنزانة السجن التي تشبه الكهف مرة أخرى، وفي النهاية، أدركت رينا أنها كانت في وضع حرج بعد أن سمعت كل شيء. لذا، رفعت قدميها وداستهما على الأرض عدة مرات، معلنة ذلك حتى يتمكن الآخرون من سماعها.
ثم واصلت السير في القاعة، وظهرت أمامهما ومعها مفتاح، ووضعته في الزنزانة وفتحته.
"أعتذر عما حدث لكما. لم يخبر والدي الأعضاء من أنتم، ويبدو أنه يريد الاحتفاظ بالخبر كمفاجأة لليوم الكبير."
قالت رينا وهي تنحني بأدب: "أنا آسفة جدًا لما حدث لكما".
نفضت كل من آنا ورايز الغبار عن ملابسهما بينما وقفا وخرجا من الغرفة.
وقال رايز: "لا بأس، لقد أعطاني الوقت للتفكير، لقد ركزت تمامًا على شيء واحد وشيء واحد فقط، لذا كل شيء على ما يرام".
كانت رينا تجد صعوبة في الحفاظ على التواصل البصري مع رايز. أولاً، لقد سمعت كل ما قيل، بما في ذلك تعليقه الذي وصفها بأنها شخص لطيف. لم تفهم ذلك، لكن الكلمات في النهاية، التي تقول إنه سمح لها بفعل ما تريد، كانت تجعلها ترغب فقط في الشوق إليه أكثر، ومع ذلك لم يكن الأمر على ما يرام.
موقع نادي الروايات
ترجمة: Zarvxi
"كن مستعدًا للغد. سيكون حفل الزفاف في مدينة ريبتون، وسأستعد في ريبتون، بينما ستغادر أنت من عشيرة نيڤرفول، لذلك سنلتقي نحن الاثنان هناك.
"فيكستين، نظرًا لأنه يعرفك، سوف يساعدك في ما تحتاج إلى القيام به، ولكن هناك شيء آخر تحتاج إلى توخي الحذر بشأنه أيضًا، سيرافقك شقيقاي أيضًا."
لقد سمع رايز عن إخوة رينا. شخصيتان كانتا قويتين للغاية في عشيرة نيڤرفول، وفي كثير من النواحي مما يعرفه، تصرفا مثل والدهما، ويفعلان ما يحلو لهما بسبب قوتهما العظيمة.
أجاب رايز: "سأفعل".
——
وصل اليوم التالي وأقام رايز وآنا في إحدى الغرف الأقرب إلى قمة الهاوية. كان الجو أكثر برودة هناك مقارنة ببقية المكان. لم يكن الأمر يقتصر على استعداد رايز وآنا لحفل الزفاف فحسب، بل كانت القاعدة بأكملها تقوم بالتحضيرات أيضًا.
سوف يأتون معه إلى ريبتون، بعضهم يدخل المدينة، والبعض الآخر يقف في الخارج. نظرًا لأن العشيرة بأكملها كانت تستعد، فقد بدا الأمر وكأنهم ذاهبون إلى الحرب، بدلاً من الذهاب إلى حفل زفاف.
دخل الغرفة، كان فيكستين الذي تمكن من الابتسامة على رايز وكان يحمل شيئًا في يده.
"ما هذا؟" سأل رايز.
أجاب فيكستين: "الملابس الخاصة التي أعدتها الآنسة الشابة". "لقد اعتقدت أنك ستشعر براحة أكبر عند ارتدائها."
قام رايز بتمديد الملابس، ورأى أنها قطعة قماش أنيقة ذات لون أحمر داكن، أقرب إلى اللون البني. كانت هناك أنماط دوامية على الأكمام وحول الخصر.
لقد بدا رائعًا ومناسبًا لمظهر محارب باجنا. لم يكن هناك قطعة قماش فحسب، بل كان هناك أيضًا قناع خاص ليرتديه أيضًا. السماح له بالحفاظ على سرية هويته.
"هذا مطلوب لأن هذا سيكون زواجًا بين ساحر الظلام وعشيرة نيڤرفول، هويتك يجب أن تظل سرًا."
كان رايز سعيدًا برؤية العناصر؛ كانت رينا بالتأكيد ذات معرفة.
بعد تغيير ملابسه ووضع القناع الناعم على وجهه الذي يغطي الجزء العلوي فقط من وجهه وليس فمه، أصبح جاهزًا.
"أعتقد أنني سأتزوج اليوم."
موقع نادي الروايات
ترجمة: Zarvxi