تسللت إلى خيمة حصين وأخذت كل ما قد أحتاجه من أسلحة وغير ذلك ! ثم وبدون سابق إنذار فوجئت بحصين في وجهي صارخا وهو يقول لي ماذا تفعل ؟ ارتبكت ولم أدر ما أقول ، لكني استجمعت رباطة جأشي وقلت :

– إني مغادر..

– أعلم أنك غاضب مني ولكن في كل الحالات فليس لك مأوى تلجأ إليه ..

– ليس لك أنت يا عديم الأصول ، ولكني سأذهب إلى أي مكان إلا

إلى أزد التي خانتني وأذاقتني الذل والهوان ، وأخفت عني حقيقة وحدي كنت أجهلها !

– اسمع! إن رحلت الآن فلي المصلحة في ذلك ! ولكني أحذرك من تباعات ذاك القرار التي توشك أن تصدره أو خلتك قد فعلتَ !..

★ بعد ذلك الحديث أخذت بعضا مسحوق فقدان الذاكرة الذي بمقدوره محو أحداث آخر يوم ، محاولا رشه عليه ، قبل أن أتفاجأ به و قد بعثره في أنحاء الأرضية ! تحول السباب إلى شتائم ثم لكم وقذف

بالأيدي ، ولكم كان من حسن حظي أنني فقأت عينه اليمنى ، ورمين به خارج الخيمة ليصب في ٱعتقاد الناس أن سبب حادثة عينه كانت بسبب خروجه في غير الوقت المحدد ، وبالطبع لم أكن لأنسى رشه

بمسحوق فقدان الذاكرة ذا قدرة محو اليوم الأخير ، وأخيراً تهيأ لي مطلبي ومسعاي ! سأرحل أخيرا من هاته الأرض الدنسة

{ ما لم يعلمه همدان }

★ أما عن حصين فإنه استيقظ بعد أن مده شخص أسود الوجه كحلك الظلام ، تبدو على قسمات وجهه سِمات شر دفين ، تقدم هذا الشخص الغامض ليسقي حصين ترياقا جعله يستيقظ و يستعيد ما فقده من ذكريات ، ثم قال موجها كلامه لحصين :

– الآن انتهيت ..

– بعد كل ما أحدثته من شرخ وخرق بين صديقي وابنه تقول إن كل شيء قد انتهى ..!

– لعلك تذكر اتفاقنا ، أليس كذلك يا شيخ قبيلة أزد حصين ؟

– بلى أتذكره ، ليس بوسعي سوى انتظار الآتي .

– لم أتوقع قط أنك ستبلي حسنا كما فعلتَ . في الواقع لقد أتممتَ جانبك من الاتفاق على أفضل مايرام ، حتى إنك لتكاد تتجاوز المطلوب .

– نعم بالفعل ، وكف عن إطراءاتك المضلِلة ، قد حان الوقت لتفي بجانبك من الاتفاق .

★ قهقه الرجل الأسود وهو يقول بتهكم مثير للسخط والغضب:

– سيدي الجليل ، سيد أزد وشيخها ، أتراني إلها لأقوم بتنفيذ تلك المعجزة التي وعدتك بها ، ما كنت لأظنك غبيا بهذا القدر يا حصين!

★ وسرعة تفوق إدراك العقل البشري ، التف الرجل الغامض الأسود وراء ظهر حصين وطعنه في ظهره طعنة بلا هوادة ، ليصرخ الشيخ صرخة تقضُّ القلوب

والمضاجع قائلا { ما كان لي أن أثق بشيطان يختفي خلف قناع البشر } ليسقط وسط بركة من دمائه الحمراء الداكنة .

بالطبع سمع الناس صرخته ولكن ما من مجيب ، فمن ذا المجنون الذي سمع بأذنه تأكيد حقيقة اللعنة ثم يخرج مدركا بأنها النهاية !!! .

2024/06/02 · 27 مشاهدة · 458 كلمة
نادي الروايات - 2024