4 - يوم طويل على إحدى الأمهات (2)

" دعيني أستوعب الأمر ، رسائل غريبة... ابن فقد عقله... آه، الأرض كانت تلمع؟!"

" حسناً... في ما بعد اكتشفــ"

" أنا لا يهمني ما رأيته سيدتي طالما أن كل ما قلته يبدوا من صنع مخيلتك !"

" أرأيت ؟ لهذا لم أرد اخبار أحد، لا أحد سيصدق "

" بالطبع لا أحد سيصدق عزيزتي! " الزوج تدخل

" نعم ، أنت تحتاجين علاجاً أكثر مما يحتاجه ابنك! "

" عفواً...؟ " الأم كانت تنظر إلي كأنها على وشك خوض قتال، ثم التفتت إلى زوجها " مهلاً أنت صامت؟ زوجتك تم إهانتها للتو! "

" أنا أتفق معه "

" ما ــــ ؟ "

سأختصر الأمر ، السبب الذي يجعلنا، نحن العاقلين في هذه الغرفة، متأكدين من أن كلام الأم محض افتراء أو أنها تخيلات أو أياً كان ليس له علاقة بالواقع هو أن لا شيء مما ذكرته، سواء كان رسائل أو اتصالات، موجود في سجل أنشطتها في ذاك اليوم، كنا نتأكد من هذا من خلال حسابها الخاص و كل ما وجدناه أنها تلقت رسائل عادية جداً من ابنها، زوجها و ثم احدى صديقاتها، لا رسائل غريبة مجهولة المصدر أو أي شيء، كل ما قالته كان من مخيلتها، هذا ليس كل شيء، لنفترض أن ما قالته صحيح، حسب كلامها فنظام المنزل قد كان مغلقاً تماماً عندما عادت إلى البيت، عندما طلبت من نيك التأكد من الأمر، اتضح أن عدد التوقفات أو الأعطال الفنية في شبكة الأنظمة في المدينة كانت صفراً خلال ليلة الرابع عشر من الشهر الحالي

" لو كان ما حدث صحيحاً، لماذا لم تتصلي بي أو بالشرطة؟ أعني منذ البداية أليس هذا ما سيفعله أي شخص طبيعي؟ " الزوج توجه بالسؤال

" حاولت...! بعد أن استعدت هاتفي من كريس هذا أول شيء قمت به! "

" دعيني أحزر... لم تكن هناك إشارة؟ "

" بفففهههه..." نيك قد ضحك

" أنا أقول الحقيقة!"

" نعم، نعم، كنت سأصدقك ربما قبل عشر سنوات من الآن "

" اععه"

" اوه انتظر لحظة، هناك شيء مثير للاهتمام هنا!" قلت ذلك بينما كنت اتفقد سجل أنشطتها في الأيام الأخيرة " لنرى، في اليوم الخامس عشر ـــــ اوه انها بعد منتصف الليل بقليل لذا هذا كان في تلك الليلة هاه؟ "

" ذ ـــــ ذلك! " الأم بدت محرجة

" إذاً في تلك الليلة بعد منتصف الليل ـــــ "

" ليس عليك قولها بصوت عال! "

" حسناً ، في تلك الليلة بعد منتصف الليل، أنت اتصلتي بالشرطة أخيراً، مكتوب هنا ـــــ " قمت بجعل الشاشة تواجهها هي و زوجها بالإضافة للسيد نيك."- أنك اتصلتي بهم لاخبارهم بأن كل الزجاج في بيتك قد تحطم، الرسالة التي وصلتك منهم تقول أنهم عاينوا المكان و وجدوا أن كلامك غير صحيح ـــــ اوه! هم يعاتبونك أيضاً على هذا هاه؟ "

" دعني أشـ. "

" آه نعم، الأشياء اللامعة على الأرض كانت شظايا الزجاج المحطم هاه؟ فهمت... لكن كيف كان شكل الزجاج و هو يصلح نفسه بنفسه؟"

" اععه!... أنا تركت المنزل و أثناء الطريق عادت الإشارة فاتصلت بهم كنت آخذ كريس للمشفى، لسبب ما كانت أصابعه مجرو ــــــ"

" هممم؟"

" هـ لا! هذا ليس ما تفكر فيه! هو لم يحطم الزجاج بيديه أو شيئاً كهذا.!"

" من قال أني أفكر في هذا، على أي حال هناك تسجيل كاميرا المراقبة في منزلكم طيلة اليوم، تريدين إلقاء نظرة؟ "

" فـ. فعلت ذلك بالفعل. " الأم طأطأت رأسها

" و... ؟ "

" لم - لم يكن فيها أي شيء مما حصل "

" و هذا يعني... ؟ "

" لا يعني شيئاً! أنا واثقة مما رأيت! صدق أو لا، أنا قمت بواجبي باخبار الجميع لذا ليست مشكلتي! " الأم نهظت من مقعدها و وضعت يديها على مكتبي بينما كانت تصرخ، زوجها يبدوا مستغرباً قليلاً حتى الآن، لكن ليس لدرجة القلق، ربما

" ما - ماذا تفعل...؟ " الأم سألت

" همم ؟... اه ، هذا ؟ أنا أكتب إذناً طبياً لك لتلزمي الراحة لفترة من الوقت، أعتقد أن ضغط العمل قد يؤدي لهذه الحالات أيضاً، بعض الراحة و ستكونين بخير."

الأم تنهدت بعمق كأنها استسلمت من شيء ما ثم عادت للجلوس، عيناها كانتا مغمضتين ، يبدوا أنها لا تريد الحديث معي أكثر من هذا

" امم... بشأن... " الأب قد بدأ الكلام بصوت منخفض

" همم؟... اوه صحيح ، يمكنكم العودة لمنزلكم الآن، سمعت أنك عدت للمدينة هذا الفجر لذا لا بد أنك منهك الآن، لا تقلق سيدي، سنهتم بالفتى جيداً ، رأيت حالات كهذه كثيراً، لذا لا داعي للقلق سيكون بخير"

" تعني أنه سيبقى هنا؟... كم من الوقت؟" الأم سألت بعد أن فتحت عيناها

" لا أعلم ، ثلاثة أو أربعة أيام؟... لست متأكداً، الأمر يرتبط بالمريض ــــــ "

" هو ليس مريضاً! أنا متأكدة! " الأم بدت جادة

" حسناً ، ما أعنيه سأفعل ما باستطاعتي... "































بعد أن غادر الجميع الغرفة، بقيت وحدي أتثاءب هناك في انتظار عودة نيك

" آسف على التأخر "

" لا بأس لم تمر حتى خمس دقائق، أنت أيضاً متحمس لرؤية الفتى كما يبدو "

" أيضاً؟... هل أنت كذلك؟"

" قليلاً فقط"

قلت ذلك بينما نهظت عن الكرسي و توجهت نحو الباب، في الرواق كنت أسير و بجانبي السيد نيك

" في رأيك هل كان كلام الأم صحيحاً... ؟ " سألته

" مهلاً... ظننتك لا تصدق... لا، أعني كيف يمكن التصديق أصلاً؟ "

" همممم... أنا لا أصدق، لكن أتعلم؟ أنا أريد أن أصدق. "

" لماذا ؟."

" هناك سببان، إحداهما سخيف و الآخر أسخف منه"

" هاه... ؟"

" بأي واحد تريدني أن أبدأ؟. "

"... الأول؟ "

" الأقل سخافة؟... حسناً ، كما تعلم، عندما كنت صغيراً كنت مولعاً بالغموض و قصص الأشباح، و أيضاً، أنا أريد أن أكون شخصية رئيسية في قصة ما، أتعلم؟ أحياناً أفكر لو كانت هذه قصة، هل سأكون بطلها؟ هل سيظن أحد ما أني أبدوا رائعاً إن كان يقرأ هذا الكلام ؟... نعم ،الآن ،أظن أن علي أن أبدوا رائعاً بينما أسير عبر هذا الرواق ... "

" فقط لأتأكد... ما هو السبب الذي يمكن أن يكون أسخف من هذا ؟ "

" حسناً ، أنا لا أحب دور الشخصية الساذجة التي لا تصدق شيئاً ما إلا بعد أن تتأكد من صحته بطريقة مؤلمة، اوه كقصص الرعب، لذا أفضل أن أصدق و يخيب أملي لاحقاً على أن لا أصدق و أندم على ذلك، أيضاً كما في قصص الرعب، إن كانت هناك قصة لا يصدقها أحد و من ثم ــــ "

لقد كدنا نصل وجهتنا، بالأحرى الباب كان على بعد أمتار منا قبل أن تندفع المرأة - التي كانت المسؤولة عن علاج ذراع الفتى سابقاً - من داخل الغرفة، توقفت أنا و السيد نيك مكاننا

" أين هو؟" قالت

" من...؟" نيك سأل

" من غيره؟ المريض!" صرخت المرأة في وجهه

"أظن أن أمه لن يعجبها ما وصفـ ..."

" هذا ليس وقت المزاح! هو ليس هنا ، لقد رحل! "

" اه، ليست مشكلة هناك كاميرات مراقبة في كل مكان بالتأكيد سنـ ــــــ "

" لا! أعني النافذة! هي كانت مفتوحة! و لا يمكنه الخروج من الباب لقد أقفلته بعد خروجنا ! "

" هو مصر على الانتحار بعد كل شيء، هاه ؟"

المرأة لم تنطق بكلمة، فقط صوت أنفاسها الثقيلة كان مسموعاً

" أنت لا تمزحين... ؟ في أي طابق نحن... ؟"

2019/03/22 · 370 مشاهدة · 1146 كلمة
Zodiac21
نادي الروايات - 2024