1 - الحالم طوال اليوم (والفطائر المحلاة)




" صباح الخير .. "


مدد اطرافه في الهواء وساق قدميه الحافية للخارج،

نفحاتنيسان البارد استقبلت جسده الهزيل وبجامته الرقيقة



والثلج الخفيف تلاقى بشعره الاشقر المصبوغ..



" تيمين، تعلم أنّ لديك اختبارًا اليوم. صحيح؟ "


صوت مألوف صدح في سماء مدينته والابنية

اهتزتتشارف على الوقوع


جامعًا كلتا يديه في محاولة لحماية رأسه، ساقاه اطلقت

لنفسها العنان بالهروب



باختفاء الصوت اختفى تأثيره المريع على عالمه الخاص


وهمس قاتم ظهر بجانبه



" أتعرف محلًا لبيع الفطائر قريبًا من هنا؟ "


الشاب الشاحب قفز لللجانب الآخر ليحدق بصاحب الصوت ويتساءل


هل لدينا محل فطائر حتى؟



كان على وشك رفع كتفيه كـ لا اعلم قبل ان تتهاوى الأرض من تحت ساقيه ويهوي نحو قاع البئر السحيق.


‘لا شيء منطقي!‘



شعور الالم في رأسه ايقظ تساؤلات غريبة لم يستطع كبحاها


‘ لمَ لَم يسقُط ذلك الشاب معي؟‘


بغيظ مكتوم أنّ بتعب وزحف خارج الغطاء



" صباح الخير تيميناه ~ "


عرضت يدها ليستقيم ويميل ناحيتها بنعاس زائد


" مبكّرة على غير العادة -"


استهزأ وتثاؤب طويل حجز فمه من اكمال السخرية


" أبدًا.. انها السابعة والنصف بالفعل ~ كلانا متأخر "


بضحكة خافته اخبرته وقد دفعته للحمام بالفعل



"يا الهي! يا الهي! ! "


انتحب.



بعد تحية والده وأخيه الكبير بعجل، الصبي الاصغر

ركض في مكانه امام والدته يتساءل حول متى شقيقته ستنزل



" تايلين؟، لقد سبقتك .. لديها تسليم مشروعٍ اليوم . "



مع صراخه المحبط لم يسمع التتمة وتمنى بكل

وسيلة ممكنة ان يلحق بالحافلة..



عقله لم يكن يعمل بالشكل الصحيح مؤخرًا ونظرًا لانشغال

توأمهالانثى لم يكنا باستطاعته تحديد اين الخطأ



بالطبع هو كان ينام كثيرًا مؤخرًا، وبالطبع النوم ليس المشكلة!



تيمين لن يمانع ان ينام الدهر بطوله ..


باستثناء انه يمتلك جامعة وصفّ رقص لحضوره


" تلك الخائنة تركتني وهربت.. "



تذمر بعبوس يزيل اثر ركضه عن جبينه ومنذ انّ محاضرته الاولى ذهبت

ادراج الرياح مع ظهر الحافلة الاخيرة


تيمين لم يجد بُدًّا من الانتظا لأخذ القطار



محاضرته التالية كانت قريبة من الكافيتيريا ورائحة الفطائر غزت

انفهلكن للسبب ذاته الذي لم يسمح له بأخذ القطار

لميستطع شراء الفطائر



من حسن حظه كونه يدفع للحافلة من خلال البطاقة والا لعاد ادراجه

للمنزل حيث المحفظة والهاتف مرميا في مكان ما ..



شهر آب على الأبواب، ربما هذه الفكرة الوحيدة التي تخطر في باله مع

الشمس الساطعة في هذا الوقت المبكر من اليوم



تيمين اراد عالمًا خاصًا به! حيث يعيش حياة سرمدية

في مكان استوائي قرب الشاطئ


او ربما جزيرة بورا بورا ستفي بالغرض



بأصوات معدته النهمة التف مغادرًا غرفة الصف مواسيًا نفسه

بتعاطف مبالغ بأن شقيقته ستتفقده ببعض الطعام عاجلًا أم آجلًا



أي نوع من التوائم ستكون إن لم تفعل؟





تيمين استطاع بارهاق انهاء مناقشة الاستاذ الطويلة،

كان يبسم محاولًا اخفاء تعبه وجوعه الشديدين حين معدته انفجرت



لقد كان الصوت عاليًا للحد الذي سمعه كل من في الفصل

وهوابتسم بشكل اوسع حين المعلم امسك رأسه مخرجًا صيحة احباط

بينما الطلاب من حوله يحاولون كتم ضحكاتهم بالغصب



الكيمياء ليست مادته المفضلة،

هوحتى لا يعلم لِمَ يأخذها؟ ليس هناك شيء

واحد قد يستفيده منها! يا للظلم!


ربما تايلين كانت محقة حين نصحته بتركها لوقت لاحق..




سلاسل الشمس الدافئة داعبت جفناه فوق الحقل

المملوء بورد البنفسج، انه الورد المفضل لتايلين،

لربما عليه قطف البعض لها..


" تيمين ! "



فتح ستار عينيه بخمول لتقابله الغيوم الكثيفة،

منالواضح كونها ستمطر في اية لحظة،

شعور الانتعاش غمره من رأسه حتى اخمص قدميه

المرتخية فوق العشب باهمال



" تيمين ها~ "


ظل غريب أطل فوق رأسه يحجب القطرات الطفيفة،

لم يبد حقيقيًا فرفع يده بمحاولة للمسه



" تيمين-آه "



القطرات الواقعة فوق ذراعيه بدأت تخزه كالابر الصغيرة

اللامتناهية وقدميه بدأت تغوص في الوحل ببطء



" من أنت؟ "


تمتم بمجرد لمسه للبشرة الباردة وعيناه التقطت السماء تتفكك



" انت تستيقظ الآن.. ربما في المرة القادمة.


تيمين- شي "



" تيمين-آه.. "


الشعور البارد في اصابعه اختفى ووحل مكانه ملمس ناعم وطري..



بعد نقاش حاد مع جفنيه الشاب اخيرًا استطاع التقاط وجه توأمه ويده التي امسكت وجنتها



" استيقظت ؟ "

" اممم اجل(؟ )"

" جيد، لقد ظننت انك لن تفعل . "



عبثت بفروة رأسها ليإن بانزعاج لا يريد العودة للنوم الآن مبارة



" اتصلت كثيرًا ولم ترد.. لقد كنت قلقة! "


أنبته تساعده للوقوف وتعدل حركد يديه المتخدرة



رائحة الفطائر التي حصل عليها تايمين من تايلين تسربت الى انفه قبل معدته ليتظاهر بالاغماء معانقًا شقيقته في غرفة الرقص الخالية



" على الرغم من اني تركت لك دراجتي! "


صاحت باندفاع متهجمة لكل الحظ السيء الذي رافق شقيها منذ الصباح



صرخة احباط هربت منه مع اغماءة دراماتيكية لعدم استماعه لوالدته صباح اليوم


وبعد اتفاق بلقاء نهاية الدوام تايلين ودعت شقيقها تتبع جونميون شريك مشروعها الجديد..


الامر الذي لم يرق لتيمين العابس بوجه ملطخ بالتوت.



العقارب في يده اشارت نحو الخامسة واربع وعشرين دقيقة حين تثاءب للمرة العاشرة تحت الشمس محاولًا انتظار تايلين بصبر



"آ سفة، تأخرت عليك ! "


" لا مشكلة.. لم يكن عليك الركض كذلك! "


عبث بشعرها الاحمر يلتقط حاسبها المحمول من كتفها وينتظر لنفسها ان ينتظم



الشعور بالضربة الخفيفة على ظهره جعله يلتفت مقابلًا زميل عرضه الخاص لحفلة تخرج السيمباي الخاصين بهم



" من الفتاة من الأمس؟ "



جيمين اظهر ابتسامة متكلفة ينتظر الاجابة وعيناه جابت ملامح الاخر الثابتة



" توأمي^^ "



" هذا يفسر الشبه "


تمتم شاردًا، يفكر بتقديم نفسه لاحقًا هذا المساء



" عذرًا .. "


اعين الشّبان تحركت للباب حيث كان الوقت المعتاد لظهور الفتاة واختفاءها تيمين



" تالين! لدي خبر سيعجبني . "


تيمين سحب شقيقته التي القت تحية سريعة على الموجودين طوال الطريق حيث كان يحادث جيمين



" متأكدة من انه فعل "


ضحكة ساخرة خافتة هربت منها وانتظرته ليكمل



" سيكون لدي- لدينا " اشار للشاب في الخلف " فقرة رقص اثناء تخرج السيمباي هذا العام! "


حتى ان حاول اخفاء فرحته المفرطة يداه المهتزة فضحته



" سيكون هذا رائعًا !"


وجسدها انضم اليه بالاهتزاز من الحماس



" اعلم! عليك أن تأتي!! "


على الرغم من انه بدا كأمر أكثر من طلب الفتاة أمأت عدة مرات باشراق مؤكدة


" يستحيل ألّا أفعل !"



" اعتني بأخي رجاءًا ."




الساعة اشارة للخامسة حين تيمين شعر بالتعب..



معظم زملائه خرجوا بالفعل والبعض الاخر يأخذ استراحة لتناول الطعام، بنفسه المتقطع تناول حقيبته يخرج ما اعدت توأمه من اجله.



مؤخرا هي لديها الكثير من المشاريع المتجددة، مما يعني العمل مع جونميون لوقت اطول.



تيمين لم يحب ذلك لكنه لم يعلق منذ ان اخيار الشركاء كان من فعل الدكتور المسؤول عنهم وليس اختياريا..



ستار النافذة كان منزاحًا بخفة فتتسلل منه ما حفنات الشمس القيليلة


تقتحم وسط الغرفة بدون خجل



تيمين وجد انه من اللطيف خلع حذائه والاستمتاع بالشمس تداعب اصابع ساقيه.



" مرحبا ؟ "


احدهم سأل، يتحرك بحذر نحو ذات البقعة حيث الراقص يعبث



" اهلًا . "


بعد اخذ قضمة كبيرة من المعجنات بالجبنة



" المكان لطيف هنا.. لم اعمل انك ترقص "


الشاب الأسمر بدأ بمحادثة غريبة، وبسبب ان تيمين كان مشغولًا بطعامه اكثر من ان يعلق؛ لذا رفع كتفيه وعاد تناول غدائه



" هذا فظ نوعا ما.. تيمين آه .. "



" انا لا اعرفك لذا انت مخطئ "


تمتم وعرض قطعة صغيرة للشاب الواقف ليجلس بجانبه القرفصاء


" اليس لديك فطائر؟ "


تذمر بعبوس لطيف يجعل تيمين يبحث داخل علبته


" ولست تيمين آه! "


2017/12/07 · 372 مشاهدة · 1147 كلمة
Kimalaajj
نادي الروايات - 2024