الفصل ٢٣٦

« حيازة السعر »

استدار يوهان ونظر نحو ياسمين حيث كانت واقفة هناك وهي تنظر إليه بنظرة جادة، حينها، أومأ يوهان برأسه واقترب منها، بعد كل شيء، لم يجرِ محادثة معها منذ أن عاد، بالتأكيد كان لديها أشياء كثيرة في ذهنها أرادت الحديث عنها

"هل أنتي بخير؟ هل هناك أي شيء يزعجكِ، ياسمين" سأل يوهان لأنه شعر بتوتر ياسمين، وكانت مترددة في الحديث

لكن بعد لحظة، أخذت نفسًا عميقًا وقررت أخيرًا كسر حاجز الصمت بينهما

"هل يمكنك أن تأتي معي يا يوهان، لدي شيء مهم أحتاج أن أناقشه معك، ولا أعرف متى سأحصل على فرصة أخرى للحديث عنه" رفعت ياسمين رأسها وهي تنظر إلى يوهان، كانت نظرتها عميقة وحازمة

عندما رأى يوهان تلك التعبيرات على وجهها، أومأ برأسه ردًا على ذلك، بعد كل شيء، فهو لا يشعر برغبة في رفضها

"حسنًا، لا مشكلة، قودي الطريق" أجابها يوهان بابتسامة؛ وعندما سمعت رد يوهان، أخذت نفسًا عميقًا لأنها شعرت بالارتياح

قالت: "دعنا نذهب" وبدأت بالسير نحو إتجاه محدد داخل القصر، وبعد بعض الوقت، أخذته إلى داخل غرفة موجودة في مكان منعزل داخل القصر

"تعال إلى الداخل، يوهان" قالت ياسمين، وبسماع ياسمين، أومأ يوهان برأسه ودخل الغرفة، لحظة دخوله، أغلقت ياسمين الباب من الداخل ونظرت إليه بوجه محمر

"هل أنتِ بخير؟ هل تشعرين بالمرض؟" قال يوهان بينما كان متوترًا بشأن الظروف الحالية، فجأة، بدأت أنواع غريبة من الأفكار تخطر في ذهنه، علاوة على ذلك، كانت ياسمين تتصرف بشكل مريب إلى حد ما

قالت ياسمين وهي تنظر إلى يوهان: "كانت هذه غرفة أمي" عند سماع هذه الكلمات، عاد يوهان إلى رشده ونظر حوله، كانت الغرفة فسيحة جدًا، وكان هناك العديد من اللوحات والكنوز التي يمكن رؤيتها داخل تلك الغرفة

رد يوهان على ياسمين: "هذه الغرفة واسعة وجميلة جدًا؛ في الواقع لابد أن والدتك تنجذب نحو الفنون وهذا النوع من الأشياء"

عند سماع كلماته، ابتسمت ياسمين بحياء واقتربت منه، "هذا لا شيء، تعال معي وسأريك شيئًا أكثر إثارة للاهتمام" وأخذت يوهان إلى زاوية الغرفة حيث يوجد رف كتب

ابتسمت ليوهان، و دفعت كتابًا معينًا قليلًا إلى الأسفل، وحدث شيء غير متوقع، في اللحظة التي فعلت فيها ذلك، بدأ رف الكتب ينشق إلى جزأين

تفاجأ يوهان برؤية هذا، كانت هناك غرفة سرية خلف رف الكتب، ابتسمت ياسمين عندما رأت تلك التعبيرات على وجه يوهان

"دعنا نذهب، ليست هناك حاجة للمفاجأة بعد، أريد أن أريك شيئًا أكثر إثارة للاهتمام وأكثر دهشة" ابتسمت ياسمين ليوهان عندما قالت تلك الكلمات

أومأ يوهان برأسه ردًا على ذلك، وفي اللحظة التالية دخل كلاهما داخل تلك الغرفة المخفية

في ذات الوقت..

يمكن رؤية امرأة مستلقية على السرير وتنظر نحو سقف الغرفة

"ماذا أفعل هنا؟ اللعنة، لا أستطيع النوم، هل يجب أن أذهب لمقابلة السيدة ديا؟ لكن يجب أن يكون يوهان هناك ويجب أن أعطيهما بعض المساحة الخاصة" تمتمت ناتاشا بهذه الكلمات، لم تستطع النوم بعد أن حاولت عدة مرات بالفعل، شعرت بالوحدة لأول مرة في حياتها عندما أتت إلى هنا، لقد كانت تقيم مع يوهان في الأيام الماضية ولكن بعد ذهابه لعدة ساعات أصبحت متألمة؛ لأنها أرادت رؤيته مرة أخرى والبقاء بجانبه

"لا أستطيع النوم الآن، أريد أن أرى يوهان، وأنا لم أقابل السيدة ديا بعد، هل يجب أن أذهب إلى هناك وألقي التحية؟ نعم، يجب أن أذهب إلى هناك وأقابلها" تمتمت ناتاشا عندما نهضت من السرير ولكن في اللحظة التالية بعد التفكير سقطت على السرير مرة أخرى

"ولكن ماذا سأقول عندما أقابلها؟ هل من المقبول الذهاب إلى هناك؟ أنا في حيرة من أمري، ولكن لا يوجد شيء أفعله هنا، وهذا المكان يجعلني أشعر بالجنون" تمتمت ناتاشا، وبعدها استجمعت شجاعتها وغادرت الغرفة

في هذه الأثناء، دخل يوهان وياسمين إلى الغرفة السرية، وفي اللحظة التي سقطت فيها نظرة يوهان على المحيط تفاجأ بأن هذه الغرفة أكبر بثلاث مرات من الغرفة الرئيسية التي غادراها منذ لحظات

وقالت ياسمين: "هذا هو إرث والدتي الذي تركته لي، ولكن هذه الأشياء التي تراها هي ثمن زواج أمي"

وقعت نظرة يوهان على ياسمين بينما كانت تتحدث عن والدتها، وعرف أن ياسمين لا تزال تفتقد والدتها ومشتاقة إليها، هذه الكنوز وكل شيء داخل هذا المكان منظم جيدًا ونظيف، وهناك أكثر من مئات الصناديق الزجاجية يمكن رؤيتها داخل هذه الغرفة ويمكن رؤية أنواع مختلفة من الأسلحة والكنوز في داخل تلك الصناديق

أدار يوهان رأسه نحو ياسمين وأخذ تنهيدة عميقة عندما أدرك أخيرًا سبب إحضار ياسمين له إلى هذا المكان، ربما تفكر في منح هذه ليوهان بعد ما فعله لهذا القطاع ولكن يوهان ليس مهتماً بهذا النوع من الكنوز الذي يخص والدتها، ولا يريد أن يجني أي فائدة مما فعله، بعد كل ما شىء هو فعل ذلك لنفسه ولم يكن يريد شيئاً من أحد

نظرت ياسمين إلى يوهان عندما لاحظت نظراته واتخذت خطوات قليلة نحوه "يوهان أريدك أن تأخذ---"

"أنا لست مهتماً يا ياسمين، إذا كنت تفكرين في إعطائي هذه الكنوز، ببساطة سأرفض، هذه الأشياء تخص والدتك وأنا ممتن لأنك أخذتني إلى هنا وأريتي هذه الغرفة التي تخص والدتك" يوهان قاطع ياسمين، كما قال تلك الكلمات

عندما سمعت يوهان، فوجئت، ولكن بعد لحظات، جمعت أفكارها وهي تنظر إليه بوجه حازم

*ليلوش: بقية الفصول لاحقاً بإذن الله'-'*

2023/09/09 · 125 مشاهدة · 797 كلمة
LELOUCH
نادي الروايات - 2024