الفصل ٢٤٧

« طفلة »

"ماذا قلتِ؟ اندلع قتال بين السجناء، ومات أكثر من ثلاثين من حراس السجن؟" تفاجأت إيفلين عندما سمعت كانا، نهضت من مكانها في حالة صدمة؛ لأن فرسان السجن هؤلاء أكثر من كافيين لتدمير جيش صغير، هم أولئك الشياطين الذين أسرتهم في غاراتها على الزنزانات المختلفة، ويطلق على هؤلاء الكائنات اسم شياطين الصدع، وجميعهم أقسموا على خدمة إيفلين

تفهم آنا وكانا أن هذا أمر خطير لأنه لم يحدث شيء مثل هذا من قبل

"نعم يا سيدتي، لا نعرف كيف حدث ذلك، لكن المعارك شائعة بين هؤلاء السجناء، لكن هذه المرة قُتل أكثر من ثلاثين من حراس السجن، ومات أكثر من عشرين سجين" أوضحت آنا وهي تنظر إلى إيفلين؛ بدت مترددة إلى حد ما لأن الأمور لم تكن منطقية بالنسبة لها، لكنها بطريقة ما أتت لشرح هذا الحدث

عند سماع كلمات آنا، أخذت إيفلين تنهيدة عميقة، وأصبحت تعابير وجهها مظلمة لأنها عرفت أن هذا أمر خطير، وهذا المكان مليء بأولئك الوحوش؛ معظمهم من المزارعين رفيعي المستوى وهم مسجونين داخل ذلك المكان، حتى واحد من هؤلاء السجناء فقط، يمكن أن يجلب كارثة للعالم، ولا يمكن إطلاق سراحهم مهما حدث، وهذا أمر خطير بالنسبة لها، لأن القليل من هؤلاء السجناء هم مسجونين داخل ذلك المكان منذ مئات السنين، وقع هذا المكان في يد إيفلين منذ سنوات قليلة عندما مات أحد أمراء الحرب الذين كانوا يحكمون المنطقة الشمالية، وبعد ذلك، قامت أمبراطورة الحرب بتعيين أمير حرب جديد في هذه المنطقة الشمالية، تجمع إيفلين أفكارها وهي تنظر إلى الإثنين

"هل اختفى أحد من السجن؟ هل لاحظتم يا رفاق شيئًا غريبًا أو غير عادي حول البوابة؟" سألت إيفلين وهي تنظر إلى آنا وكانا بتعبير جدي على وجهها، وكانت أولويتها هي التأكد من عدم تمكن أي من هؤلاء السجناء من الهروب من ذلك المكان

آنا وكانا يتبادلان النظرات عندما يسمعان السيدة إيفلين "لا يا سيدتي!"

بعد سماع كلمات كانا،أحكمت إيفلين قبضتها "هناك شيء خاطئ، كيف أمكنهم تنشيط قاعدتهم الزراعية داخل ذلك المكان؟ أشعر بالقلق بشأن هؤلاء السجناء المسجونين بالداخل، وليس لدينا حتى سجلاتهم، أحتاج الذهاب إلى هناك وأتحقق بأم عينيّ" قالت إيفلين وهي تنظر إلى آنا وكانا

عند سماع تلك الكلمات، تبادلت آنا وكانا النظرات "سيدتي، نحن أيضًا سنذهب معكِ، لا يمكننا السماح لكِ بالذهاب بمفردكِ إلى داخل ذلك المكان، ماذا لو كان حدسكِ صحيحًا، ماذا لو تمكن هؤلاء السجناء بطريقة ما من تنشيط قاعدتهم الزراعية بالكامل؟ من فضلكِ دعينا نذهب معكِ" نظرت كانا إلى إيفلين كما قالت

"لا تقلقوا علي، سأتعامل مع هؤلاء السجناء بمفردي، ابقوا هنا وراقبوا البوابة في حالة حدوث أي طارئ، وراقبوا المدن المحيطة، ولا تترددوا في القتل إذا حاول أي شخص مغادرة البوابة .. علي الذهاب، أحتاج إلى الدخول إلى هذا السجن والتحقق من كل شيء بنفسي، حدسي يخبرني أن شيئًا كبيرًا يختمر داخل ذلك المكان، ولا يمكننا أن نسمح بحدوث ذلك" قالت إيفلين، وفي اللحظة التالية اختفت من أمام ناظريّ آنا وكانا

في هذه الأثناء، يقف يوهان عند مدخل القرية، ولكن لدهشته، لم يكن من الممكن رؤية أي شكل من أشكال الحياة داخل ذلك المكان، شق يوهان طريقه داخل القرية وحاول الحصول على المساعدة، لكن لم يفتح أحد باب منزله حيث تم إغلاق القرية بأكملها.

"ماذا بحق الجحيم، لماذا لا يجيبونني، هل هم خائفون مني، ربما سمعوا ضربات البرق تلك، أنا لا ألومهم" قال يوهان وهو يقترب من منزل مصنوع من الخشب ومغطى بالعشب، طرق يوهان الباب وطلب المساعدة، ولكن مثل كل مرة لم يحصل على إجابة، من جهة أخرى، كان جسده عند الحد الأقصى ويحتاج إلى الماء للشرب

"أحتاج إلى الماء، من فضلكم افتحوا الباب، لا أقصد أي ضرر" تمتم يوهان بصوت منخفض، وفي اللحظة التالية بدأ رأسه بالدوران، وسقط على الأرض أمام باب ذلك المنزل

في وقت لاحق، فُتح باب المنزل قليلاً، ويمكن رؤية طفلة لا تتجاوز الثامنة من عمرها تنظر نحو اليوهان المرمي عند أمام المنزل، كانت ترتدي ملابس ممزقة وكان جسدها مغطى بالتراب

كانت خائفة من الخروج، ولكن بعد مرور بعض الوقت، استجمعت بعض الشجاعة واقتربت من يوهان، وكان الجزء العلوي من جسده عاريًا، وكان بالكاد مستيقظًا ولكنه لا يزال يتمتم بشيء ما

اقتربت تلك الطفلة ببطء من يوهان وثنت الجزء العلوي من جسدها لتسمع تمتمة يوهان، كانت خائفة للغاية، لكنها ما زالت تشعر بالفضول تجاه هذا الرجل، وقرّبت أذنيها إلى شفتيه لأنها أرادت سماعه

فتح يوهان عينيه ببطء، لكن المشهد كان ضبابيًا، لكنه تمكن من رؤية شخصية كانت تنظر إليه، وكانت رؤيته لا تزال ضبابية، ولكن بطريقة ما، رأي ظلاً يشبه الطفل

"الماء، أعطني بعض الماء" همس يوهان بصوت منخفض، ونظرت إليه تلك الطفلة بفضول، ومن ثم دخلت إلى ذلك المنزل الذي يبدو سيئًا، وأحضرت الماء في وعاء من الطين

جلست بتردد بجانب جسد يوهان وفتحت بلطف فم يوهان، وبدأت بسكب الماء شيئًا فشيئًا، بدأ يوهان في سحب كل الماء من ذلك الوعاء الفخاري دون وعي، كان عطشانًا للغاية وشرب كل الماء الموجود داخل ذلك الوعاء الفخاري

أصبح وجه تلك الفتاة أحمر عندما رأت يوهان هكذا، ونظرت داخل الوعاء، كان فارغًا تماماً، نهضت وذهبت مرة أخرى داخل المنزل وأحضرت المزيد من الماء ليوهان وبدأت تساعده على الشرب، بعد أن فتح يوهان عينيه ورأى وجهًا لطيفًا لفتاة صغيرة كانت تنظر إليه، نظرة تلك الفتاة ذات عيون حمراء تومض بالفضول، برؤية يوهان مستيقظًا، هربت تلك الفتاة الصغيرة إلى المنزل وأغلقت الباب

دارت نظرة يوهان حول محيطه، فرأى وعاءً فخاريًا وماءً مسكوب على الأرض، فلمس شفتيه.. كانتا مبتلتين، ولم يعد يوهان يشعر بالعطش؛ ظهرت ابتسامة على وجهه عندما فهم ما حدث للتو

*ليلوش: صدقني مش اللي ف مخك يسطا'-'*

2023/09/15 · 138 مشاهدة · 863 كلمة
LELOUCH
نادي الروايات - 2024