لماذا لا أملك أسلوباً فصيحًا جذاباً، بليغاً، يرقى إلى مستوى تلك اللحظات العظيمة المؤثرة في حياة البشرية.

تلك اللحظات التي وكأنها لم توجد إلا لكي تعبِّر أحياناً عن انتصار الفضيلة عن الرذيلة وعلى الانحلال الخلقي.

وعلى الحسد - لن أقول شيئاً، وسأكتفي بأن ألتزم الصمت، على أمل أن يكون صمتي أبلغ من كل بلاغة.

صمتاً يصفُ ذلك الشاب السعيد فلاديمير سيميونوفيتش ابن أخ أندريه فيليبوفيتش الذي شارف على السادسة والعشرين، والذي وقف من على كرسيه بدوره ورفع كأسه كي يشرب نخب المحتفى بها.

فعلقت به نظرات أبويها المبلّلة بالدموع.

ونظرات أندريه فيليبوفيتش المليئة بالفخر والاعتزاز.

ونظرات ملكة الحفلة المعبِّرة عن الخجل، ونظرات المدعوين المعجبة، بل حتى تلك النظرات التي صدرت عن بعض زملاء ذلك الشاب المتألِّق في المكتب.

والتي لم تكن خالية من الحسد.

لن أضيف شيئاً، ولكن لا بدَّ أن كل شيء في ذلك الشاب - الذي هو أقرب إلى شيخ حكيم منه إلى شاب في مقتبل العمر - أقول كل شيء، من وجهه المحمرّ إلى رتبته كمساعد إداري التي تميزه عن باقي زملائه الشباب الحاضرين.

كل شيء فيه كان يبدو، في تلك اللحظة المؤثرة، وكأنما لا تعوزه إلا الكلمات كي يعبِّر عن قدره الأخلاق الحميدة على أن تسمو بصاحبها إلى أرقى الدرجات.

••••••••••••••••••••••••••••••••

ولن أحاول في الأخير أن أصفَ كيف رفع الأشيب أنطون أنطونوفيتش، وهو رئيس مكتب في إحدى الوزارات.

وزميل لأندريه فيليبوفيتش.

وصديق للأسرة وعرّاب كلارا أولسوفييفنا بالأضافة إلى ذلك.

كإسه وشرب نخب المحتفى بها.

وغّنى بصوت كصوت الديكو، وقرأ أشعاراً في الإلقاء كانت بعيدة عن حدود الياقة واللباقة.

ودُفعت كلارا أولسوفييفنا نفسها إلى أن تقدم نحوه بأمر من والديها كي تُقبله شكراً على طيبته، وظرفة وخفة دمه.

وبعد ذلك قام المدعوون الذين لا شكّ أنهم كانوا قد أخذوا يشعرون بنوع من التقارب والأخوة.

بمغادرة قاعة العشاء بعد وجبة تبادلَ خلالها المسنون حديثاً أخوياً صادقاً يليق بمرتبتهم.

واتّجهوا بنوع من الاحتفالية صوب قاعة أخرى.

يتبع…

2025/07/24 · 9 مشاهدة · 298 كلمة
H.l.a
نادي الروايات - 2025