ما أن توقفت الرؤية حتى هرع وو شوان لداخل القصر متجها مباشرة نحو غرفة ذات باب ناصع البياض ليجد أمامه امرأة جميلة بعيون واسعة مضيئة كالنجوم، متكئة على السرير مع القليل من العرق على جبهتها، تحمل بين يديها طفلاً. ما إن رآها حتى انتقل مباشرة أمامها واحتجز زوجته مع طفله الوليد بين ذراعيه لبضع دقائق.
بعد ذلك، حول نظره تجاه طفله؛ لقد بدا صامتًا بشكل غريب، بعيدًا كل البعد عن شكل طفل في سنه، مع عيون عميقة وحكيمة وابتسامة خفيفة، عكس العيون الفضولية للأطفال. بينما كان يراقب الطفل، كان عقل ابنه يفكر في شيء آخر:
"تسع تناسخات، ملايين السنين، حاملاً أمل روح يائسة تبحث عن الخلاص..."
تنهد، "كذلك تم إنشاء بنية 'مبشر التناسخ'... بنية مقدسة مكتسبة تقارن مع أقوى هيئة جسدية في القائمة السماوية، هذه المرة، ربما سأحقق هدفي."
عندما تذكر هدفه، تقلبت ملامح وجهه الصغير بين الحزن والضياع وكذلك الحنين، لكن ما تلا ذلك كان تصميمًا وقوة إرادة لا تنضب.
# تضم القائمة السماوية أقوى 3000 بنية تحت السماء.
حول الطفل نظره إلى والديه، وعندما رأى ملامحهما... توقف كل شيء بداخله.
إنهما هما.
نفس النظرات، نفس الهالة، نفس النظرة التي نظرا إليه بها في أول حياة.
هم لا يعرفونه... لكن قلبه يعرفهم.
هي... التي كانت تعانقه حين تظاهر بالخوف في الليل.
هو... الذي علمه كيف يلوح بالسيف قبل أن ينطق باسمه.
تمتم مع نفسه: "لا... هذا مستحيل. هل الزمن... هو من دار بي؟
أم أنا من التف به؟ لعنة... تحولت إلى نعمة؟ أم عكس ذلك؟
لا يحملون سوى نفس... الوجوه في الذاكرة."
فجأة سمع صرخة من أعماق روحه: "توقف..."
ثم عاد إلى رشده. لو استمر في هذا الطريق لتحولت ذكرى والديه إلى شيطان قلبه.
"لقد سبق وفكرت في هذا الموقف عبر التناسخات السابقة... لكن في كل حياة عندما أولد لا أستعيد ذاكرتي إلا عندما يُؤخذ بي بعيدًا على أيدي أحد شيوخ الطوائف للزراعة، أو تموت أمي لحظة ولادتي، مع كون أبي أصلاً مختفيًا... أو حتى وُلدتُ من جوهر السماء والأرض. هذا أول تناسخ بعد حياتي الأولى حيث أرى والديّ."
"عندما فكرت في هذا الموقف في تناسخاتي السابقة، عندما أجد والديّ... حيث نفس النظرات، نفس الشعور... قررت أن أعيش كسيد للحاضر، مهندس للمستقبل."
بعد نطقه لهذه الكلمات، تمزقت ذكريات الماضي المتجسدة.
لم يقم بحبسها، لم يدفنها... فقط حررها.
فقط تركها تمضي كتعاقب الليل والنهار.
مضت عصور وأزمنة منذ اتخاذه لهذا القرار، لأنه كان يعرف، بوضوح لا يرحم، أن إحيائهما لم يعنِ إعادة الذكريات.
"من الأفضل عيش الحاضر كما هو... ربما ذات يوم يتذكران." تمتم مع نفسه، رغم علمه أن هذا شبه مستحيل.
من خلال هذه الجملة نعلم أن وو مينغ لا يزال متشبثًا بالماضي، يا ترى أهذا شيء جيد؟ أم شيء سيدفعه للهاوية مرة أخرى؟
على الرغم من أن زوجته قد أنجبت للتو، لم يظهر عليها حالة ضعف. بغض النظر عن القليل من العرق على جبهتها، لا يوجد شيء آخر. بعد كل شيء، كانت متدربة في مرحلة الأعلى، عانقت طفلها بحنان مع زوجها.
فجأة، من الفراغ، ظهر رجل عجوز ذو هالة قديمة، يحيط به القليل من الضباب يخفي مظهره. يرتدي رداءً رماديًا مع سيف فضي صدئ بطول ثلاثة أقدام معلق على خصره.
"أنا سيد العشيرة لهذا الجيل، لقد رأيت السلف العاشر." عند رؤيته، انحنى وو شوان وبقية الشيوخ على عجل.
هذا الرجل العجوز الذي ظهر هو واحد من الأسلاف الذين يظلون غالبًا في الأرض المنسية، مختبئين في الظل، لا يظهرون إلا عندما تواجه العشيرة موقفًا يهدد وجودها أو نعمة لصعودها. آخر مرة تواصلوا فيها مع العشيرة قبل بضع عصور كان مفاد الرسالة:
"المحافظة على وضع منخفض وتقليل تدخل العشيرة في العالم حتى ولادة من يبجله تيار الأرواح والوجوه البائسة، بدون بداية ولا نهاية، مجرد فوضى."
كان هذا سبب تصرف عشيرة وو بشكل متحفظ في العالم الخارجي.
رمش وو مينغ قليلاً بعينيه مع تلميح للفضول داخلهما:
"السلف العاشر للعشيرة؟ هذه الهالة القوية والشاسعة، أقوى من هالة السيادي الكاذب، هل هو واحد من خالدي الأرض؟ أم أعلى؟ يا لها من هالة نبيلة ومتعالية."
تحرك الرجل العجوز ثم وقف أمام السرير ونظر إلى الرضيع وتمتم مع نفسه:
"جسد يحمل هالة التناسخ، لدرجة ظهور نهر التناسخ تبجيلاً له، كذلك روح غامضة شديدة النقاء تحمل أنفاس الزمن."
ثم ضحك السلف العاشر بصوت حر وغير مقيد:
"عصور مضت ونحن نراقب من الظلال، حان وقت سطوع النور على عشيرتنا."
حينها قالت يون شي: "ماذا عن إعطاء اسم لابننا؟"
بينما كان وو شوان مترددًا بشأن تسمية ابنه، ظهر في الفراغ بجانب الطفل تشابك بلا لون بين النور والظلام، تاركًا مكانه كلمتين: "وو مينغ".
تجمد السلف، ووجهه انطفأ، ضحكته انحسرت وصوته أصبح همسًا:
"كُتب اسمه... لم يُسمع بهذا إلا في الكتب القديمة التي تركها السلف المؤسس، كما أنه ذُكر بضع مرات أثناء التواصل مع البُعد العلوي."
"ليولد مع اسمه الحقيقي، إنه ذو فضل كبير."
" كذلك ، هذه... ليست عيون مولود، بل عيون من سار بين الحياة والموت، من راقب بداية ونهاية عصور."
تساءل أحد الشيوخ بنبرة قلقة: "هل يمكن أن يكون هذا الطفل تناسخًا لكيان من خلفية كبيرة؟"
بعد سماع هذا، ظلت يون شي معانقة طفلها، بل زادت من شدة عناقها.
قالت: "لا يهم أي نوع من الوجود كان في حياته السابقة أو ما هو أصله، كل ما أعرفه هو أنه طفلي."
في هذه اللحظة، قال الجد العاشر بنظرة مترقبة:
"بالطبع، هو المختار الموعود لعشيرتنا الذي طال انتظاره لعصور."
عندما سمع وو شوان وبقية الشيوخ كلمتي "المختار الموعود"، أخذوا نفسًا عميقًا، قبل أن يقول وو شوان:
"السلف العاشر، هل تقصد أن ابني هو المذكور في رسالة الأجداد قبل بضعة عصور؟"
أجاب السلف العاشر بنبرة متحمسة لا تليق بمنصبه:
"نعم، كان مفاد العرافة التي قام بها أحد كبار العشيرة من البُعد العلوي:
حين يشق الزمان، ويظهر نهر بلا بداية ولا نهاية، من رحم الصمت وُلد من لا ينطق اسمه بل يُرى، من لا يتبع مسارًا، هو جسر البداية والنهاية، من بيديه ينهار التناسخ... أو يكتمل."
ثم أضاف:
"حسنًا، لقد ناقشت الأمر أنا وهؤلاء الزملاء القدماء، سيتم استخدام موارد العشيرة لتدريبه كأولوية حتى يتمكن من القتال من أجل طريق السيادة لهذا الجيل. كما تم تسليم منصب العدم السالب إلى وو مينغ."
"ماذا؟ أو ما؟" صُدم شيوخ العشيرة.
إذا كان فقط استخدام موارد العشيرة لتدريبه، فلا بأس، في النهاية، الموارد وُجدت لتُستخدم.
لكن منصب العدم السالب مختلف.
فهو يحمل رمزية عميقة داخل العشيرة.
أغلب أصحاب منصب العدم السالب السابقين نجحوا في إثبات الداو وتحقيق السيادة.
هذا المنصب ظهر بضع مرات فقط طوال تاريخ العشيرة، في كل مرة حمله أحد إلا وحقق إنجازات عظيمة.
هناك آلاف الشباب في عشيرة وو في كل جيل.
لكن تسعة أشخاص فقط حصلوا على مكانة العدم الموجب.
بمعنى آخر، هؤلاء التسعة فقط هم المؤهلون للتنافس على من ستدعمه العشيرة بشكل كامل. هنا الدعم لا نقصد به فقط الموارد، لكن أيضًا الحماية... المعلومات... القوات العاملة...
هؤلاء التسعة، كل واحد منهم، يمكن اعتباره عبقري جيل.
لكن فوق العدم الموجب، يتربع منصب العدم السالب.
حتى وو شوان الذي سيطر على الجيل السابق، كان منصبه فقط العدم الموجب الأول. أما باقي الشيوخ الموجودين في الغرفة فقد كانوا جميعًا ذوي مكانة العدم الموجب.
بدءًا من الشيخ الأول - العدم الموجب الثاني... إلى الشيخ الأخير - العدم الموجب التاسع.
قالت الشيخة الثالثة، صاحبة وضع العدم الموجب الرابع في الجيل السابق، وهي امرأة بدت كشابة في بداية الثلاثينيات ذات تعبير ناري ومتوحش:
"السلف العاشر، هذا القرار سيتسبب في استياء باقي التسعة..."
جميع أصحاب منصب العدم الموجب مروا باختبارات خطيرة ومهددة للحياة قبل الحصول على هذه المكانة.
لكن وو مينغ حصل على منصب العدم السالب مباشرة بعد ولادته. سيتسبب هذا في عدم رضا أصحاب منصب العدم الموجب التسعة.
رغم كون وو مينغ المختار الموعود، لكنه يجب أن يلعب بعدل، على الأقل حتى ينمو. أليس كذلك؟
قال السلف العاشر بنبرة صارمة:
"حسنًا، يحلونها بينهم في المستقبل عندما يكبر، ثم نرى من سيفتح فمه مرة أخرى بعد القتال."
نظر السلف العاشر إلى وو مينغ نظرة ذات معنى، ثم أجاب .