في الكوخ جلس الفتى في وضع تأملي علي الحصيرة صغيرة


جلس هناك بهدوء بدون أي اهتمام


والغريب أن فوق رأسه كانت هناك كريستالة بحجم الإبهام تدور بهدوء


ومع أنها لا تبدو مؤذية إلى أن تبعث بشعور وكأن كل دورة تنهيها كانت مثل فتح عالم جديد هذا الشعور الغريب كان غريزيا



فششششششششش


فجأة هالة بدون لون أو جسم مادي خرجت من جسد الفتى ، ليس هو وحده بل حتى الكريستالة بدأت تبعث نوعا غريبا من ضباب



كان هذا الضباب أبيضا ونقيا مثل ثلج ، وكأن هذا الضباب لا يمكن أن يلوث أبدا بالأمور دنيوية


هذا الضباب كان يدور بهدوء حول الفتى من جميع الإتجاهات



فجأة يبدو وكأن هذا الضباب قد اندمج مع هالة الفتى لتشكيل هالة بيضاء ضبابية

بدأت هذه الهالة تدور ببطء حول الفتى وكأنها تحرسه وتحميه





فشششششش




فجأة فتح الفتى أعينه بهدوء و برود




الغريب أن عيناه كانتا مختلفتين فليمنى كانت فضية لامعة مثل الشمس أما لأخرى فقد كانت مظلمة و حالكة السواد مثل الثقب الأسود




بمجرد أن فتح الفتى عينيه الباردتين انطلقت منهما هالة غامضة












"أنا وحدي فوق الأبدية" تنهد الفتى بهدوء










هذه الهالة أعطت شعورا بأنها فوق كل شيء في العالم ، وأنها أنبل شيء كان في الوجود








هي الخالدة أما الباقي مجرد كائنات فانية لا تستحق الذكر










القارات السبعة عشر _ أكوان الفناء التسعة _ مدافن اليأس الخمسة عشر _ عوالم السماوية….








مرت هذه الهالة بكل شيء قارة ، عالم ، مجرة ، سماء ، كون…






وأي مكان تزوره إلى و جعلت كل الكائنات ترتجف





****


العوالم السماوية






بين الجبال المهيبة و الغابات الكثيفة كان هناك عشيرة قديمة جعلت من هذا المكان مركزا لها




في أعمق جزء من هذه العشيرة كان هناك رجل عجوز ذو شعر أبيض من الشيخوخة و بعض تجاعيد في وجهه


مع أن وجهه فيه بضع تجاعيد فهذا لم يمنعنا من رأيت ملامحه الجدية و كأن هذا العجوز قد مرة بمئات المعارك إن لم يكن بالألاف


فشششش



فجأة فتح العجوز عيونه التي تبدو وكأنها لنسر قبل أن يتقيأ بعض دماء


ليس هذا فحسب بل بدأ يرتجف بدون حسيب و لا رقيب مع ملامح خوف تعلو ملامحه



"ما الذي يحدث بحق الجحيم ما هذا؟؟؟ " كان هذا يرتجف وهو يتحدث



"هذه الهالة؟؟" فجأة بد وكأن العجوز و كأنه أحس بالهالة الغامضة قبل أن يرتجف قلبه



"هذه الهالة طاغية لا يبدو أنها من هذا العالم هل يمكن.." فجأة فكر العجوز في أسطورة معينة قبل أن يرتجف قلبه






هذه لأسطورة عفى عنها الزمن لا أحد يعلم كم حقبة مرت عليها لا أحد يستطيع تعقبها ولكن هناك شيء واحد متأكدون منه و هو إسم تلك الحقبة















"حقبة الحرب الأبدية"




تقول هذه الأسطورة أن تلك الحقبة كانت أكثر ازدهارا على الإطلاق و سبب في ذلك كان شخصا واحدا














"إمبراطور القتال"




في تلك الحقبة القديمة شخص واحد أعلن الحرب على سموات الخالدة و الأكوان 32




وحده ذبح طريقه في مواجهة تريليونات من الجيوش







وحده جعل السموات ترتجف و لأراضي تصرخ و البحار تصمت




تحت قوته جعل أقوى الكائنات ترتجف






وحده ضد أقوى الوجودات



وحده ضد السماوات


وحده ضد الجميع





وحده نظر إلى كل الكائنات الحية بالازدراء








هذا هو "الإمبراطور القتال"






ومع ذلك إختفى من دون أثر






تاركا وراءه أسطورة خالدة لن تموت أبد ظهر




و لأن ظهرت هالة المرعبة التى تبدو و كأنها فوق الجميع



وهكذا فقط بدون سابق إنذار ، ماذا يعني هذا؟؟؟


هذا يعنى أن ذلك الوجود الذي غسل السموات ذات مرة بدماء و شكل جبالا من الجثث و جعل الكل يرتجف تحت قوته قد ظهر من جديد


كيف لي هذا العجوز أن لا يرتجف؟؟؟؟




في الواقع ليس فقط هو بل كل الوجودات القوية بدأت ترتجف خوفا



كيف لا يخافون و ذلك الشخص عاد لظهور؟؟؟


كيف لا يرتجفون و نجم الكارثة يضيء عليهم؟؟؟





******

في صحراء العظام



ما تزال هذه الصحراء كما هي







كان الشخصان ما يزالان يرتحلان فيها بهدوء








فجأة وكأنهما إستشعرا بهذه الهالة الغامضة كلاهما رفعا رأسيهما لي السماء





"قائدة…" تكلم شخص حامل السيف




"أنا أعلم…"رد لأخر








*********

في القارات 17



في أعماق جبل معين كان هناك كوخ صغير يبدو وكأنه لشخص فقير

كان هذا الكوخ محاطا بأشجار من كل مكان تتحرك في نسيم الهواء

في باب الكوخ جلس عجوز ذو شعر رمادي طويل مع ملابس رمادية ، يمكنك ملاحظة أماكن تم خياطتها ، وأماكن أخرى مائلة إلي لأبيض مما يبين كم مرة تم غسلها

كان جالسا علي كرسيه المتحرك بدون حراك و كأنه ميت

وشش

فجأة فتح العجوز عينه ، كانت عيونه رماديتان مائلتين للأبيض ومع ذلك عندما فتحها كان و كأن العالم إستيقظ ، أعطاك شعور مميز وكأنه رأي كل شيء بما في ذلك وادي الزمن الذي لا ينتهي بتلك العيون الرمادية




"يبدو أنه لن يترك أي شيء في سلام" تكلم العجوز بهدوء وهو يحول نظره لي سماء مرصعة بنجوم







"عجلة المصير لا تتوقف ، الحياة تتدفق مع زمن ، الأبدية تحكم سماء و العدم ملعون من مصيره" تنهد العجوز مجددا لما قال الجملة الأخيرة




"صديق القديم هذا كل ما أستطيع مساعدتك به أدعوا لك بالنجاح" تكلم العجوز بهدوء قبل أن يحول رأسه لسماء المرصعة بالنجوم و يتنهد لآخر مرة ثم يغلق عينيه بهدوء





*************************************

شكرا لمرورك



يمكن إعتبار هذا الفصل علي أنه بداية الرواية




مع تحيات




Dark crow



2019/04/27 · 829 مشاهدة · 816 كلمة
نادي الروايات - 2024