في أرض قاحلة الرمال هي حاكم هذا المكان لا نبات ولا انهار و لا شيء ، كل شيء ميت هنا



ومع ذلك لم تعد الرمال هي المسيطرة على هذا المكان




والسبب؟؟




بسبب الحرب الطاحنة التى تحدث هنا تركت فقط شيئين


أولهم دماء الجيوش و ثانهم جثثهم


في هذا المكان لا توجد ما يسمى رحمة أو شفقة فقط مذابح مدمرة


هناك قانون واحد يسيطر هنا




اذبح من يعترض طريقك



كان هناك جيشين كبيرين لا يمكن عد عددهم ربما بالملايير ، حتى ولم تصل لذاك العدد فهي على لأقل في مئات ملايين



كان نصفهم يرتدي دروعا فضية محفور عليها رمز غريب يبدو وكأنه مروحة مشتعلة


بينما النصف الآخر يرتدي دروعا من نوع غريب من الخشب ، مع أنه خشب فهو صلب جدا لدرجة يمكن مقارنته بالدرع الفضي لدى الخصم


كان هذان الجيشان يلتحمان مثل أمواج تسونامي المتصادمة ، أي شخص يلوح بسيفه إلى وقطف رأس خصمه



زينت هذه الحرب لأرض بأحشاء و دماء الجيشين


ومع ذلك هذه الحرب الطاحنة لم تدم طويلا قبل أن تتوقف




أوقف كلا الجيشين أسلحتهم قبل أن يحول كل منهم رأسه لسماء






مع أن لون ورائحة دماء منتشرة في المكان فهذا لم يمنع الجيشين من رأيت اللون الأزرق السماوي في السماء



ومع ذلك في هذه اللحظة بضبط تحولت سماء إلى ظلام قاتم السواد بدون أي نجوم معلقة فيه ، يبدو و كأن كل من النجوم و المجرات قد تم ابتلاعها من قبل الظلام



لا بل حتى السماء نفسها قد تم إبتلاعها من طرف هذا الظلام



باختصار يبدو وكأن هذا الظلام قد ابتلع كل شيء







يبدو أن هذه القوة المرعبة قد تخطت حتى قوانين السماوية المطلقة








وقف الجيشين هناك وهم يرتجفون ، لا يستطيعون رأيت بعضهم البعض ، بل حتي لا يستطيعون رأيت أيديهم



" ماذا يحدث؟؟" صرخ أحد الجنود في رعب




"من أين جاء هذا الظلام؟؟" تكلم جندي آخر في خوف








"هل هذا عقاب السموات؟؟" تكلم جندي آخر في رعب







" هل يسمعني أحد؟؟" صرخ جندي أخر




"...."




ومع ذلك لم يرد عليه أحد و كأن صوته قد اختفى


في الواقع حتى صوته قد ابتلعها الظلام




"ههههه فل يخرجني أحد من هنا" فجأة صرخ أحد الجنود ، من نبرته و كأنه قد بدأ يجن




كل الجنود دخلوا نوبة جنون و رعب




الوحدة ، الضعف ، الخوف ، الغضب، الحزن ، اليأس ……


كل حواسهم معطلة عقلهم لم يفهم ما يحدث مما جعل لا وعي خاصتهم يطلق العنان لمشاعره السلبية






وهذا تسبب في جعل هذه المشاعر تتحرك في داخلهم




خائفون من هذا الظلام


ضعيفون أمام هذا الظلام


غرقوا في اليأس بسبب هذا الظلام


يبدو وكأن هذا الظلام قد امتص آخر أمل لهم في رأيت ضوء الشمس مرة أخرى



ببساطة هذا الظلام أغرق كل شيء في اليأس الأبدي




ومع ذلك فهذا الحدث المرعب لم يدم طويلا قبل أن يبدأ في تلاشي



لا




لم يكن يتلاشى بل كان يتكاثف في نفس النقطة






مع أن الظلام قد بدأ يتناقص فالجنود لم يستشعروا بذلك والسبب ؟؟؟





بكل بساطة هذه القوة المطلقة تخطت بكثير إدراكهم مما تركهم مثل أغبياء لا يفهمون شيئا






سأعطيك مثالا بسيطا




لنأخذ شخصا قد و صل إلى مستوى معين من القوة أمام شخص فانى




هل يستطيع الفانى تحديد مستوى قوة الشخص الآخر؟؟؟



بطبع لا



و السبب في ذلك أن قوة هذا الشخص قد تخطت إدراك الفانى






وهذا ما يحدث هنا بضبط






فهذا الظلام الغامض لم يسمعوا أو يرو مثله من قبل ، بل حتى أنه تخطى تريليونات السنوات الضوئية كل نوع القوة قد رأو أو سمعوا عنها من قبل







لا أحد يعلم كم مرة من الوقت مر وكأن الوقت نفسه كان خائفا من الإقتراب






…….


وأخيرا بعد مرور وقت غير معلوم قد بدأت علامات الضوء تخترق هذا الظلام





لا





بل الظلام نفسه أطلق صراحها



وأخيرا رأت هذا الكائنات ضوءا








وأخير أحس بالأمل









وأخيرا فهموا معنى أن تضرب أشعت الشمس دافئة جسمهم









وأخيرا فهموا معنى أن تكون غارقا في قاع اليأس و يمد أحدهم حبلا لينقذك


هذا ضوء كان مثل إعلان لحياة جديد لهذه الكائنات دنيئة




مع أن هذا الظلام قد إختفى إلى أن كلا الجيشين لم يكن حاضرا لعيش هذا الأمل



لأنهم قتلو أنفسهم والسبب وبكل بساطة لأنهم لم يستطيعوا تحمل ذواتهم




خسروا أمام شيطانهم الداخلي





وأخيرا تكاثف هذا الظلام




الشيء الغريب أنه تكاثف في هيئة أنثى



كانت أنثى رائعة الجمال



كان لديها شعر أبيض طويل وحريري وصل حتى خصرها، مع وجه أبيض مثل ثلج ، وشفاه صغيرة حمراء مثل الكرز مع حاجبين رفيعين تحتهم عيون زرقاء براقة و متلئلئة لدرجة حتى النجوم ستخجل أمام هذه العيون ، بدون أن ننسى فستانها الأبيض طويل




ومع ذلك فقد كان هناك شيء غريب وهو الأقراص الغامضة التى تدور حولها



كانت هذه الأقراص تبعثوا شعورا غريبا وغامضا وكأن كل جزء من هذه لأقراص يحمل حكاية قديمة



حاولت الفتاة رأسها لليمين و اليسار قبل أن تبدأ عيونها تصبح رطبة و تقول



"فل ترقد أرواحكم في سلام" كانت نبرت الفتاة يملؤها الحزن و إحساس بذنب




فجأة رفعت الفتاة يديها الصغيرتين مثل اليشم للأمام



فشششششششش




حفرت الأرض بطريقة غريبة قبل أن تدخل كل جثة في أحد الحفر



في الواقع كانت الفتاة تدفن أجسادهم



بعد أن إنتهت انحنت قليلا لتعبير عن احترامها قبل أن تغادر





****************************************************


شكرا لمرورك



رمضان مبارك سعيد إن شاء الله يدخله علينا وعليكم بصحة و الخير و البركة و يغفر لنا ولكم سائر ذنوب و أعمال



أعتذر على كثرة الأخطاء الإملائية


مع تحيات


Dark crow

2019/05/07 · 677 مشاهدة · 842 كلمة
نادي الروايات - 2024