في الممر الضيق الذي يربط المكتب بمخرج المبنى ، كانت أصوات الخطوات تصدى في المكان دون أي ضجيجٍ آخر

سار شين نو خلف الحارس الذي يقوده نحو أعضاء المهمة التي سينجزها بينما كانت الأفكار تتحرك داخل عقله بأستمرار

' أنه يختبرني... '

مهمةٌ كهذه ، حيث يجب على شين نو قيادة مجموعةٌ كبيرة من الأشخاص بهدف الحصول على غرضٍ معين قبل الأعداء ، ستختبر قدرات شين نو على القيادة و حكمه العام على المواقف

أن جولدن شوي رأى فقط قدرات شين نو و ذكائه ، لكنه لم يرى إلى الآن قدرات القيادة لدى شين نو ، يمكن أعتبار هذه المهمة مثل الأختبار الأخير لشين نو لكي يعلم جولدن شوي كيف يستغل قدرات شين نو الكاملة

' على أي حال ، هذه المهمة تسير في صالحي ، أستطيع أن أستغل هذه الفرصة لكي أبدأ بتنفيذ الخطة الأولية... '

بينما كانت جميع أنواع الأفكار تتسابق داخل عقل شين نو ، قاده الحارس نحو ساحةٍ خلف إحدى المباني القريبة ، يستطيع شين نو سماع أصوات الحديث القادمة من الساحة قبل الوصول إليها

في اللحظة التي داخل الحارس و شين نو إلى الساحة صرخ الحارس لينبه الجميع بوصولهم

" أنتباه!!! "

عند سماع الأمر القادم من الحارس الذي لاحظه الجميع عند دخوله ، توقفوا عن الحديث و الدردشة و وقفت المجموعة بأنتظامٍ كامل أمام الحارس و شين نو

اومأ الحارس برأسه قليلاً و تحدث بصوتٍ عالي بينما يضع يديه خلف ظهره

" تعلمون جميعكم عن المهمة التي ستذهبون إليها! ، لقد تم توزيع المعلومات الأساسية على الجميع بالفعل! "

" بالنسبة لقائدكم في هذه المهمة! ، فسيكون هو هذا الشخص بجانبي!! "

ألتفت الجميع ناحية شين نو عندما أنتهى الحارس من حديثه ، كانت وجوه أغلب الأشخاص متفاجئةً ثم أصبح القليل منها منزعجاً ، لكن الحارس لم يهتم و أكمل

" سأترككم الآن للحديث مع قائدكم و التخطيط للمهمة! ، ستنطلقون بعد ساعتين من الآن! "

في اللحظة التي أنتهى فيها الحارس من الحديث أومأ لشين نو قليلاً و غادر المكان دون المزيد من الحديث

ألتفتَ شين نو و تجولت نظرته في الساحة و أحصى العدد التقريبي للأشخاص المشاركين في المهمة

يوجد تقريباً 100 شخصٍ في الساحة ، يبدو أن توزيعهم يتساوى مع توزيع قوات العدو مع 10 أشخاصٍ تترواح قوتهم من بداية نواة الزو حتى منتصفها و بقية القوات نفس توزيع العدو على الأغلب

تقدم شين نو خطوةً إلى الأمام و وضع يديه خلف ظهره و تحدث بصوتٍ عالي

" أدعى شين نو ، سأكون مسؤولاً عن قيادة هذه المهمة مثل ما سمعتم من الحارس! "

صمت شين نو و لاحظ تعبيرات الجميع ، من الواضح أن الأغلب منزعجٌ لأن قائدهم هو شابٌ صغير ، لكن الأكثر أنزعاجاً هم الأشخاص الذين تدريبهم مساوي لشين نو و أقوى لأنهم يرفضون فكرة كون شين نو قائداً عليهم

يفهم شين نو هذه الأفكار بالطبع ، لكنه لا يهتم بهذا الأمر و لا يريد أن يضيع الوقت في محاولة إثبات نفسه لهم و ما شابه

لكن بالطبع عليه أن يجعلهم يفهمون من القائد حالياً حتى لا تحدث مشاكل في المهمة لاحقاً ، ضيق عينيه قليلاً و أكمل حديثه

" لا أريد أن أضيع وقتي لذلك سأقول هذا مرةً واحدة "

أنتشر صوت شين نو البارد في الساحة بأكملها بينما أكمل

" أي شخصٍ يعصي أمراً لي أثناء المهمة أو يتهرب من تنفيذ الأوامر سيتم التعامل معه على أنه خائنٌ و يعدم مباشرةً "

" أي نوعٍ من التخاذل أو التباطئ في أداء المهمة سيتم المعاقبة عليه بعقوبةٍ تتراوح من الجلد و تصل إلى الأعدام "

" أيُ شخصٍ يهدد مصلحة المهمة أو يؤخر من أتمامها سيعدم مباشرةً "

" هل كلامي واضح؟ "

أستطاع الجميع الشعور بنية قتل شين نو التي أغلقت الساحة بالكامل و سببت القشعريرة لجميع المتواجدين ، كان العرق البارد قد تكون على جلود الأضعف بينما تذكروا نوع الشخص الذي يقف أمامهم ، حتى لو كان صغيراً فهو في النهاية في مستوى نواة الزو ، القوة هي التي تتحدث هنا و ليس العمر

بالنسبة للأشخاص في نفس مستوى زراعة شين نو فقد كانوا يشعرون بضغطٍ أكثر ، كان هذا لأن شين نو كان يحدق فيهم مباشرةً ، لقد شعروا أنهم إذا تحركوا حركةً واحدة ، فسينتهي أمرهم بالموت!

هذا الشعور الذي تغلغل إلى عظامهم ينبههم أن الشخص الذي أمامهم خطير ، خطيرٌ جداً!

من خلال هذا الشعور يمكنهم التخمين أن شين نو قد قتل الكثير من الأشخاص في السابق و ليس شخصاً بسيطاً

بعد الصمت المميت الذي أستمر لبضعة دقائق خفت نية القتل في الجو و تحدث شين نو مرةً أخرى

" جيد ، يبدو أنه لا يوجد أعتراضٌ على كلامي السابق "

" أستريحوا إلى أن يحين موعد أنطلاقنا "

تحدث شين نو ثم غادر المكان مباشرةً ، ثم بعد مغادرته مباشرةً أنهار الأشخاص الأضعف على الأرض بينما أطلق معظم المتواجدين نفساً من الراحة لأنهم كانوا تحت ضغطٍ خانق

بالنسبة لشين نو ، فقد كان يتجه نحو غرفةٍ هادئة لكي ينتظر موعد بدأ المهمة...

...

كانت أشعة الشمس الحارقة تنتشر لتغطي الأراضي القاحلة تحتها بينما تزيد من درجة حرارة المنطقة

كانت الرمال تنتشر نحو الأفق دون أن تكون نهايتها واضحة بينما تطغى الحرارة على أي أثرٍ للحياة

تقع هذه الصحراء غرب مدينة الشعب ، و تمتد لتغطي معظم الأراضي الغربية من أمبراطورية روتاتورا

بينما كان الصمت يطغى على هذه الصحراء في معظم الأوقات إلا أنه في هذه اللحظة يمكن سماع الكثير من أصوات الحوافر المميزة

تكونت في الأفق سحابةٌ كبيرةٌ الرمال ، يبدو أن سببها هو مجموعةٌ كبيرة من الأشخاص الذين يقودون نوعاً من الاحصنة الفريدة

كانت هذه المجموعة التي يقودها شين نو ، عندما حان موعد المهمة تم نقلهم جميعاً عبر نفقٍ خاص إلى خارج مدينة الشعب حيث كان في أنتظارهم هناك مئة حصانٍ من نوعٍ خاصٍ يتحمل حرارة الصحراء و تضاريسها

كان شين نو يرتدي حالياً القناع الذي حصل عليه من جولدن شوي ليخفي هويته ، كانت أعينه القاتمة هي الشيء الوحيد الظاهر من القناع

في هذه اللحظة رفع شين نو يده في الهواء بينما أبطئ من سرعة الحصان الخاص به

فهم بقية المجموعة الخلفه الأمر و أبطئوا إلى أن توقف الجميع خلف شين نو الذي توقف أيضاً

نزل شين نو من الحصان و أمر

" أجمعوا الأحصنة ، روك ، تعرف ما عليك فعله "

ترجل الجميع من أحصنتهم و تم تجميع الأحصنة في مكانٍ واحد ، تقدم رجلٌ ضخمٌ و أسمر قليلاً و وضع كلتا يديه على الأرض

تدفق الزو من يديه إلى الأرض و أرتفعت أربعة جدرانٍ من الأرض لتحيط بالأحصنة داخلها

اومأ شين نو و تقدم للأمام ناحية تلةٍ بعيدةٍ قليلاً بينما تبعه الجميع

كان روك أحد الأشخاص الذين في مستوى نواة الزو و تخصص في هجمات عنصر الأرض ، طلب شين نو منه مقدماً حصر الأحصنة حتى لا تهرب بينما يكملون المهمة لأن الأحصنة هي طريقهم للفرار

عند وصول شين نو إلى أعلى التلة تكشف أمامه منظر موقع المهمة

كان هناك كهفٌ صخريٌ كبير ينبثق من تحت الأرض بينما تحيط به الرمال من كل مكان

كان هناك الكثير من الأشخاص الذين يدخلون و يخرجون من الكهف بينما يقودون عرباتٍ مليئةً بأحجار الزو الخام و يبدو أن أصوات العمال في الداخل تثبت وجود المزيد في الداخل

كان هذا هو المنجم الذي كانت مهمتهم فيه

راقب شين نو المكان بهدوءٍ بينما تفحص كل بقعةٍ قريبة من المنجم

كان أغلب الأشخاص الذين يدخلون و يخرجون من الكهف في مستوى تقوية الجسد فقط ، كانوا في الأساس العمال المسؤولين عن أستخراج أحجار الزو الخام

بينما انتشر بعض الأشخاص الأقل بينما يشرفون على عملية التعدين ، كانت زراعتهم في مستوى تدفق الزو و سيد الزو

و جلس في المنتصف تحت خيمةٍ صغيرة شخصان بينما كانا يتأملان بصمت ، كان الأثنان في مستوى نواة الزو و من الواضح أنهما مسؤولان عن الحفاظ على أمان الوضع في الخارج

أما بالنسبة لبقية قوات الأعداء فعلى الأغلب أنهم دخلوا المنجم بالفعل للبحث عن المادة الخاصة

بعد أن فحص شين نو الوضع لبضعة دقائق تراجع مع قواته قليلاً عن التلة بينما خاط خطةً سريعةً داخل رأسه

ألتفت نحو شخصٍ قريبٍ منه في مستوى نواة الزو و أمر

" أتجه ناحية الشرق و فجر التلة هناك دون الكشف عن نفسك لجذب الأنتباه "

أومأ هذا الشخص رغم الشكوك التي كان يحملها داخله ثم توجه ناحية الجهة التي أشار إليها شين نو

أدار شين نو رأسه مرةً أخرى و أمر بقية الأعضاء

" لا يسمح لأحدٍ أن يتحرك او يتخذ خطوةً حالياً ، أنتظروا إلى تسمعوا الإشارة من ذلك الشخص الذي أرسلته إلى تلة حتى تهجموا على المكان بأكمله "

" تذكروا ، لا تهجموا قبل الإشارة مهما حدث و مهما رأيتم "

بعد أن تحدث شين نو بهذه الكلمات غادر ليلحق بالشخص الذي أرسله لتفجير التلة دون أنتظار استجابة الأعضاء

لم يملك بقية أعضاء الفريق خياراً آخر سوى طاعة الأوامر و أنتظار الإشارة

من ناحيةٍ أخرى ، وصل الشخص الذي أرسله شين نو لتفجير التلة بالفعل إلى المكان المحدد ، أخذ نفساً عميقاً و تمتم لنفسه

" آمل أنه يعرف ما يفعله... "

ثم بعدها مباشرةً أنتشر الزو عبر كامل جسده و تدفق من خلال يديه ليفجره على التلة أمامه مباشرةً

" جووووووم!!!!!! "

مع انتشار الصوت المدوي ألتفت جميع الأشخاص الذي كانوا يعملون في الكهف و خارجه إلى جهة الصوت

وقف الأثنان الذان كانا في مستوى نواة الزو و صرخ أحدهما

" ليرجع الجميع إلى العمل!! "

بمجرد سماع صوته الذي كان مشبعاً بالزو أجبر الجميع نفسهم على العودة إلى العمل و تجاهل الأضطراب الغريب

" يجب ان نذهب للتحقق من الضجة ، ما رأيك ، جون شوي؟ "

ألتفت جون شوي الذي صرخ إلى الرجل بجانبه و اومأ بينما يسأل

" تانشو ، هل أذهب للتحقق من الأمر أم تذهب أنت؟ "

" سأذهب أنا ، على الأغلب أنه مجرد وحشٍ عابر "

تقدم اشخص المسمى تانشو و طاف نحو المكان الذي تم تفجيره بسبب الهجوم قبل قليل ، كان الغبار ينتشر في كل مكانٍ بينما يعيق الرؤية الطبيعية

في اللحظة التي أقترب فيها تانشو من عضو فريق شين نو الذي كان مختبئً ، تحرك ظلٌ عبر الغبار المتاطير و وصل إلى خلف تناشو بصمت

" ما-!؟ "

في اللحظة التي كان تانشو على وشك الصراخ فيها تم إسكات أنفاسه مباشرةً و طار رأسه ليسقط على الرمال الجافة

ثم بعد مرور بضعة ثواني أخرى خرج ظلٌ من سحابة الغبار مسرعاً بينما يصرخ بأعلى صوته

" الأعداء!!! "

" هناك من يهجم علينا!!! "

كان جون شوي يراقب الوضع في تلك البقعة بتركيزٍ بالفعل ، في هذه اللحظة رأى تانشو يخرج من ساحبة الغبار بينما كانت ملابسه ممزقةً و الدماء تسيل من فمه

بمجرد سماع كلمات تانشوا أرتفع ناقوص الخطر داخل قلب جون شوي بينما حرك الزو داخل جسده بسرعة

في اللحظة التالية يمكن سماع صوت صرخةٍ غاضبةٍ تنتشر في كل مكانٍ قريبٍ من المنجم

" هجووووووم!!!!!!! "

في اللحظة التالية انتشرت الكثير من الهالات التي جعلت قلب جون شوي يبرد ، دون تردد توجه نحو داخل الكهف بينما تبعه تانشو

بالنسبة لبقية الأشخاص الذين بقوا خارج المنجم ، لم يعد لديهم وقتٌ للأنسحاب داخل المنجم ، انتشرت قوات الثوار بالفعل و قتلت كل شيءٍ و شخصٍ في المكان

أنتشر الصراخ و الدماء في المكان بينما كانت قوات الثوار تقتل بلا رحمة ، لكن لم يدخل احدٌ منهم المنجم

بعد بضعة دقائق تم قتل جميع الأشخاص في المكان دون أن يبقى أحد و أجتمع جميع الأشخاص في مستوى نواة الزو للمناقشة

كانوا يناقشون لأن شين نو أختفى!

هذا صحيح ، منذ بداية الهجوم حتى الآن لم يكن هناك أثرٌ لشين نو ، عندما كان الجميع يناقش فكرة ترك شين نو و الأستمرار بالمهمة دونه ، تحدث الشخص الذي أرسله شين نو لتفجير التلة في البداية

" لا داعي للقلق "

" أن القائد داخل أراضي العدو بالفعل "

...

في هذه اللحظة ، داخل المنجم المظلم ، كان جون شوي و تانشو يحلقان داخل المنجم بأسرع ما لديهما للوصول إلى القوة الهجومية الرئيسية التي دخلت بحثاً عن المادة الخاصة

كان جون شوي في المقدمة بينما يحمل وجهه تعبيراً غاضباً و عاجلاً ، بينما تبع تانشو خلفه بتعبيرٍ مرعوبٍ و شاحب

لكن ، في وسط ظلام هذا الكهف الدامس ، أرتسمت إبتسامةٌ خفيفةٌ لثانيةٍ واحدة على وجه تانشو قبل أن تختفي و يعود تعبيره السابق

كانت تلك الإبتسامة مخيفةً و باردةٍ إلى أقصى درجةٍ ممكنة

' لنبدأ لعبة الغميضة... '

2022/02/23 · 213 مشاهدة · 1943 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2024