كان الجميع يحدق في الفتى الذي كان يحمل سيفه على بعد شعرةٍ من رقبة الفتاة ، و لم يستطع احدٌ ربطه بالفتى الصغير الذي كانت هالته ضعيفة و صغيرة جداً قبل بدأ القتال
الآن هالة شين نو تبدو كما لو أنها سيفٌ حاد و بارد مستعد لقطع آلاف الأعداء و الغوص في دمائهم .
" الفائز هو التلميذ شين نو "
رغم الصدمة التي كانت مرسومةً على وجوه الجمهور ، إلا أن الحكم المسؤول عن قتال شين نو أستعاد نفسه و أعلن فوز شين نو مباشرةً
أستيقظ جمهور التلاميذ من ذهولهم و أنتشرت صيحاتهم الحماسية في جميع أنحاء الطائفة
" لا أصدق هذا!! هل رأيت كيف وصل هناك؟! "
" حركةٌ واحدة! بحركةٍ واحدة أستطاع هزيمة خصمه التي كانت في بداية مستوى القمة!! "
" في الواقع ، هل لاحظت تلك الهالة؟! شعرت أن هناك سيفً سيخرج منه و يقطع رأسي إذا حدقت به طويلاً! "
بينما كان التلاميذ يصدرون الصخب في مقاعد الجمهور ، كان الشيوخ و الشخصيات المهمة المتواجدة في جهة كبار الشخصيات تملك وجوهاً شاحبة تماماً بعد رؤية هجوم شين نو
" إذا لم أكن مخطئاً ، أستعمل شين نو خطوات الشبح ليشكل وهماً أتجه ناحية الفتاة من الأمام ، بينما كانت الفتاة مركزةً على الوهم ، كان شين نو يتوجهُ خلفها "
" ليس هذا فقط ، من المعروف أنك ستستطيع أنشاء أوهامٍ لك بأستعمال خطوات الشبح فقط عندما تصل للمستوى السابع ، و حتى في ذلك الحين ستكون الصور الوهمية التي تنشئها المهارة خفيفة ، ستعلم أنها مزيفة بمجرد النظر لها ، لذلك صنفت كماهرةٍ متوسطة ، لكن... "
أوقف الشيخ كلامه هنا لبضعة لحظات ليكمل شيخٌ آخر الكلام
" الصورة التي أنشئها شين نو للتو كانت مطابقةً للأصل تماماً من حيث الشكل ، و لأنه يستطيع التحكم في هالته ليبقيها ضعيفةً دائماً ، لم نلاحظ أختلاف الهالة ، حتى لو أفترظنا أن شين نو قد وصل للمستوى السابع في خطوات الشبح ، و ركز كل طاقته على إنشاء نسخةٍ واحدة فقط ، لن تكون بهذه الدقة و الجودة "
" و ذلك يعني أن أتقان شين نو لمهارة خطوات الشبح قد تجاوز المستوى السابع ، لكن ذلك ليس الشيء المميز هنا ، لأنه حتى لو وصلت للمستوى الثامن أو حتى التاسع ، لن يكون الوهم بهذه الدقة و الجودة... "
كان جميع الشيوخ ينظرون في أعين بعضهم البعض و الرعب مكتوب عليهم
" هل وصل حقاً للمستوى العاشر في خطوات الشبح؟ ألم ينظم للطائفة قبل أقل من خمسةٍ أشهر؟! "
لم يستطع الشيوخ قبول هذا الأمر ، يتطلب تدريب المهارة و أتقانها وقتً و خبرة و موهبة و حتى حظاً ، و حتى مع كل هذا ستحتاج مهارةٌ مثل خطوات الشبح على الأقل لسنة أو شيءٍ كهذا لأتقانها ، ذلك بالطبع إذا كان الذي يدربها عبقري كبير
الآن أستطاع شين نو تدريبها للكمال بأقل من خمسة أشهر؟ ، هذا جنون!
" و أيضاً ، هالته كانت قوية و حادة جداً ، كما لو أنه ولد ليحمل السيف ، لا أصدق أنه تدرب فقط لبضعة أشهر على السيف "
بينما كان الشيوخ الداخليين يتناقشون فيما بينهم ، كان الشيخ الأكبر و الشيخ الثالث و بعض الشيوخ الآخرين أصحاب القوة و المواقع الكبيرة في الطائفة يحدقون في شين نو بنظرةٍ مدروسة و معجبةٍ حقاً ، و كان سيد الطائفةِ واحدً منهم
" هاه ، لا أصدق أن فتى في ال14 أستطاع خداع أغلبية الشيوخ الداخليين و الفخريين لدى الطائفة ، هذا سخيفٌ حقاً عند سماعه "
تنهد الشيخ الثالث و كانت نظرات الأعجاب واضحة في وجهه
" ما الذي تعنيه أيها الشيخ الثالث؟ ، متى خدعنا شين نو؟ "
كان هناك شيوخ قريبون سمعوا الشيخ و الثالث و أحتاروا عند سماع تنهده
" فالتركزوا جيداً ، عندما هجم شين نو ركزتم فقط على مهارته و هالة سيفه ، لكن أنتم فوتّم شيءً مهماً جداً "
هذه المرة كان الشيخ الأكبر هو الذي تحدث ، و كانت نظرته مشابه لنظرة الشيخ الثالث
" هاه؟ شيءٌ مهم؟ ، ما هو هذا الشيء الذي سيكون أهم من وصوله للمستوى العاشر في خطوات الشبح بأقل من خمسة أشهر؟ "
" همممممم ، ربما يقصد فن سيفه؟ رغم أنني لم أرى شيءً مميز ، غير أنه دمج مهارة خطوات الشبح مع تحركات سيفه قليلاً ، لكن ذلك لا يقارن بأنجاز خطوات الشبح... "
" أنتظر لحظة... ، لا تقل لي أنه...!!! "
فكر أحد الشيوخ بينما كان يحدق في شين نو ، و فجأة إزدادت الصدمة على وجهه لتصبح رعبً ، ثم حول نظرته ناحية الشيخ الأكبر مباشرة
" هذا صحيح "
أومأ الشيخ الأكبر بعد رؤية نظرة الشيخ و شرح
" عندما أطلق شين نو هالته ، كانت حادة و قوية ، و مهاراته كانت قوية جداً في أستعمال السيف و خطوات الشبح ، لكن الشيء الأهم من كل هذا ، و الذي لم يلاحظه أحد تقريباً ، عندما أطلق شين نو هالته ، أصبحت قاعدة زراعته واضحة... "
توقف الشيخ الأكبر هنا للحظة و أخذ نفساً خفيف
" ذروة المستوى المتوسط من تدفق الزو "
رنت كلمات الشيخ الأكبر في رؤوس الشيوخ ، و للحظة أصبحت تعبيراتهم فارغة و غبية
" هاااااا؟!! "
كان الشيوخ مصدومين لأقصى درجة ، ربما اليوم كان أكثر يومٍ صدموا فيه في حياتهم
" أنت تقول ، أن فتى في ال14 أخترق لتدفق الزو ، و بعد ثلاثة أشهرٍ فقط ، وصل للمستوى السادس من تدفق الزو؟!!! "
بعد هذه الصدمة التي مروا بها ، لم يعرف احدٌ ماذا يقول ، و بعد لحظةٍ من الصمت ، سُمع صوت الضحك في جميع أنحاء مقاعد كبار الشخصيات
" السماوات تبارك طائفة حافة الجبل ، هاهاهاها "
" مبارك لسيد الطائفة على ظهور عبقرية مذهلة لدى الطائفة! "
" أيام الطائفة الذهبية قادمة! "
كان جميع الشيوخ سعداء ، لأنه كلما كان شين نو أكثر عبقرية ، كان سيفوز بمركز أعلى في مسابقة محافظة شينان ، و سبب فرحهم رغم أن عبقرية مثله سيختفي من يدهم ، هو أن مملكة السيوف التسع تكافئ الطائفة على كل عبقري يربح في المسابقة ، و كلما كان التلميذ أكثر عبقرية ، زادت المكافئات و الموارد
بعد أن أعلن الحكم فوز شين نو ، أغمد شين نو سيفه و عادت هالته لتكون ضعيفة و غامضة ، و سار للمكان الذي كان واقفاً فيه وحيداً ، فقط آزار أتى بجانبه و بدأ الحديث معه بحماسة
بعد أن تعافى الجميع من هذه المباراة ، استمرت البطولة ، أستمر آزار بالفوز بدون قتال ، لأنه من المعروف أن آزار هو أقوى تلميذ داخلي ، و بعد الشائعات عن أختراقه ، لم يتجرأ أحد على الوقوف أمامه
أما بالنسبة لشين نو ، و بالرغم من أن المشاركين قد أتخذوا حذرهم من وهمه و سرعته ، إلا أنه أستمر بالفوز بخطوة واحدة أو أثنين ، أحياناً يستعمل الوهم ، و أحياناً يهجم حقاً بنفسه ، الذي جعل خصومه حائرين حول متى يكون هو ، و متى يكون وهماً...
و هكذا بعد مرور يومٍ كامل ، وصلت البطولة إلى المباراة الأخيرة .
شين نو ضد آزار ريد
وقف شين نو بمواجهة آزار ، كان الأثنان يحدقان في بعضهما البعض بهدوء
" إذاً ، لقد وصلت لهنا دون القتال في مبارةٍ واحدة "
" آه ، أن جميع التلاميذ جبناء حقاً ، لم يقبل أحدٌ مواجهة حركةٍ واحدة حتى ، و بصراحة ، لا أعتقد أنهم يستطيعون "
إبتسم آزار بحماس و عيناه تشتعل برغبة القتال ، و رغم هذا بقي شكله هادئً كالعادة ، إذا لم تركز على عينيه ، لم تعرف أنه كان متحمس
إبتسم شين نو قليلاً ، و أخرج سيفه الأسود من غمده و أمسكه بيديه متجهزاً بينما فعل آزار نفس الشيء ، و رغم أن الحكم قد أعلن عن بداية المباراة إلا أنهما لم يتحركا إلى الآن...
كان الوقت صباحاً ، و كان الجو لطيفاً مع رياحٍ قويةٍ قليلاً ، مرت رياحٌ في أنحاء الساحة لترفر ملابس شين نو و آزار
ثم!
إختفى كلاهما ، ليظهرا على بعد أمتارٍ قليلةٍ من بعضهما و على وشك التصادم...