" و بهذا القتال أنتهت البطولة ، سيشارك أصحاب المراكز الثلاث الأولى مع التلاميذ الأساسيين في مسابقة محافظة شينان بعد خمسةِ أيام "

أعلن سيد الطائفة عن نهاية البطولة ثم غادر بهدوء بعد أن أعطى شين نو نظرةً أخيرة ، بالنسبة لبقية الشيوخ كانوا يتقربون من نان لين لأن شين نو تابعٌ لها و أرادوا أن تعرفهم عليه ، خاصة بالنسبة للشيخ الأكبر أراد تجنيد شين نو في فصيله ، لكن نان لين لم تقبل عروضهم و لم ترفضها ، فقط قالت أن شين نو يحتاج إلى التركيز على المسابقة القادمة

و الشخص المسؤول عن هذه الضجة ، شين نو ، كان يتكلم مع آزار بعد أن نزلا من الساحة ، و بعد بضعة كلمات ، غادر ليتجه لمسكنه بينما تفتح الحشود طريقاً له...

داخل المسكن ، كان شين نو ينظف الجروح التي عليه و يبدل ملابسه ، ثم خرج و تحدث مع نان لين و أخبرها أن تطلب من سيد الطائفة حجر زو عالي الجودة ، تفاجئت نان لين من طلب شين نو لأنها تعرف ان سيد الطائفة لن يعطي شيءً ثميناً كهذا بسهولة ، ثم تذكرت عرض شين نو اليوم و هزت رأسها ، بالطبع سيعطيه لعبقريٍ مثل شين نو ، غادرت بعد أنتهاء شين نو من أوامره

ثم توجه شين نو للفناء الخلفي ، كانت هناك بركةُ ماءٍ صغيرة يوجد بالقرب منها مقعدٌ خشبي و مائدةٌ صخرية ، كان المكان محاطاً بأشجار الكرز الجميلة التي بعثة السكينة و الهدوء و أعشابٌ خضراء مختلطةٌ مع زهورٍ عطرة منتشرة حول البركة ، جلس شين نو على المقعد الخشبي و سكب لنفسه بعض النبيذ الحلو و تأمل في البركة بهدوء

كان منظر جلوسه في هذا المكان الخلاب كما لو أنه منظرٌ من الجنة ، كما لو أن خالداً كان ينظر نحو الوجود كله و يتأمل فيه

أستمر شين نو في جلوسه و كان يأخذ رشفةً من نبيذه كل فترة ، و هكذا غطى الليل العالم ، و عند وصول الليل ، أنهى شين نو أخيراً آخر رشفة نبيذ ، و حدق في إنعكاس القمر في البركة ، كما لو أن القمر لم يكتفي من أن يراه الجميع في السماء ، قرر النزول إلى الأرض لتحدق جميع الكائنات بجماله و عظمته...

هكذا بدأ شين نو الكلام مع نفسه بصوتٍ خافت أثناء التحديق في هذا المنظر

" ما الهدف...؟ "

" ما هدف السير في طريق الزراعة...؟ "

" هل هو للحصول على الخلود...؟ "

" لكن ما هو الخلود...؟ "

" هل هو العمر غير النهائي...؟ "

" هل هو القوة غير النهائية...؟ "

" هل هو العلم غير النهائي...؟ "

" هل هو كل هذه الأمور...؟ "

" هناك من يزرع ليعيش أطول و أكثر ، و هناك من يزرع ليحصل على القوة للهيمنة على كل شيء ، و هناك من يزرع بسبب فضوله لهذا العالم الشاسع و هذا الطريق الغادر... "

" لكن ، هل بعد أن تحقق هذه الأهداف ستسمى بالخالد...؟ "

" إذا نظرت إلى الوجود بأكمله و تصفحت تاريخه ، ستجد أن الخلود مصطلحٌ غامضٌ و أثيريٌ جداً ، لأنه مهما زادت قوتك سيكون هناك دائماً أشخاصٌ أو كائناتٌ على الأقل بنفس قوتك ، إذا لم تجدهم فهذا يعني فقط أن عليك البحث أكثر فالعالم شاسعٌ جداً ، و مهما زاد عمرك في النهاية سيكون هناك حدٌ له ، حتى لو عشت لمليارات السنين و حتى أكثر ، في النهاية مثلما تعيش النجوم منذ بداية الكون ، ستنطفئ في النهاية عند نهاية عمرها ، و مهما زادت معرفتك في هذا العالم الشاسع ، يستحيل أن تعرف كل شيء عنه ، لأنه في كل لحضة تولد معلومة جديدة... "

" إذا فكرت و لاحظت جيداً ، ستجد أن جميع الوجود بلا أستثناء مقيدٌ بقاعدةٍ مطلقة ، لا يهم كم انت قوي أو كم طول عمرك أو معرفتك ، في النهاية أنت... "

" ستموت "

" في النهاية انت ستعيش حياةً واحدةً فقط... "

" إذاً الخلود ليس قوةً مطلقة ، أو عمراً مطلق ، أو معرفةً مطلقة... "

" أنه ليس حتى شيءً واحداً ، الخلود هو تجسيدٌ لرغبة الكائن القصوى ، الشيء الذي يتطلع له قلب الشخص... "

" في هذه الحالة ، الخلود الذي أريده ليس القوة أو المعرفة أو العمر... "

" الخلود الذي أريده و أسعى له ، الهدف الذي سأسير في طريق الموت و القتل من أجله ، الهدف الذي سأصبح من أجله الشيطان أو الآله... "

عند وصول شين نو لهذه الكلمات ، لمع بريقٌ خفيف و ضعيف داخل عينيه الشبيه بالهاوية ، بريقٌ يبدو كما لو أنه يتحدى الحياة و الوجود بأكمله

" هو من أجل عيش هذه الحياة لأقصى حد ، من أجل ترك ذكرى وجودي في هذه الحياة ، سأصل لأعلى مستوى من الوجود ، و أترك بصمتي ليس فقط في العالم ، سأترك بصمتي و ذكراي في طريق الزراعة بأكمله! ، سأعيش في الوجود لمرةٍ واحدةٍ فقط ، لذا سأترك في هذه الحياة شيءً يتذكرني به الوجود بأكمله! "

لمعت أعين شين نو بالطموح ، اليوم أظهر قدراته عن قصد ليرى الشيوخ و سيد الطائفة مقدار موهبته ، و هكذا سيقدرونه و يجلبون موارد أغلى له في هذه الأيام الخمس الأخيرة لكي يظهر موهبته في المسابقة ، لكن قتاله مع آزار ريد حرك شين نو ، بعد أن وصل لهذا العالم تدرب و بدأ طريق الزراعة من جديد ، كانت ستكون هذه ضربةً قويةً و خطيرة لأي شخص كان في مستواه ، فهو كان يملك قوةً من النخبة في حياته السابقة ، و الآن بعد قتاله مع آزار ريد و خسارته ، صحيح أن هذا لم يزعزع إرادته و ثباته ، لكن شين نو أراد أن يوضح لنفسه مجدداً ما هو هدفه في هذا العالم ، ما هو الطريق الذي سيّسير فيه ، هذه هي القمة التي سيقف عليها وحيداً

" في ليلةٍ مقمرةٍ و هادئة "

" أُحدقُ في القمرِ و أشربُ النبيذ "

" أُحددُ أهدافي و أوضحُ طريقي "

" لو نظرَ الآلهُ لي سيبجلُني "

" لو نظرَ الشيطانُ لي سيخافُني "

" تبدأُ رحلتي للخلود بقربِ بركةِ ماءٍ صافية "

" فهل ستنتهي بالقربِ من بحرِ دماءٍ مُظلم؟ "

هكذا مرة الليلة بهدوء و سكون بعد أن أنهى شين نو شعره الذي أستلهمه من شغفه و المنظر الذي أمامه ، و لم يغادر و أمضى الليلة جالساً أمام البركة يتأمل فيها...

هكذا مرة الأيام الخمسة و أستلم شين نو الموارد التي أرادها في اليوم الذي تلى طلبه فيها ، تجمع مع التلاميذ الأساسيين البالغ عددهم تسعة و مع آزار و شين نو و صاحب المركز الثالث ، أصبح عددهم 12 ، ركبوا جميعاً على صقرٍ ذهبي عملاق مع سيد الطائفة بينما لحقهم بعض الشيوخ مع وحوشهم الطائرة الخاصة ، توجهوا أخيراً نحو مسابقة محافظة شينان .

__________________________________

سيكون فصلاً واحداً اليوم ، و أتمنى أن تكتبوا رأيكم عن هذا الفصل لأن بالنسبة ألي هو و الفصل 28 أفضل فصلين في المجلد الأول 👀🖤

2021/07/07 · 919 مشاهدة · 1092 كلمة
Szx
نادي الروايات - 2025