استيقظ شي تو رفقة صداع قوي رأسه حيث أنه واجه صعوبة في النهوض بسبب الألم
شعر شي تو أنه مستلقي على بركة من الوحل كما أنه قد التقط رائحة كريهة للغاية ساعدت على استعادته الوعي بسرعة
قاوم شي تو الألم واستيقظ من مكانه واكتشف أن سريره كان مليئا بمادة سوداء لزجة مغطاة برماد أسود
استعاد شي تو ذكرياته عما حصل قبل أن يغمي عليه وتفقد جسده بسرعة لكنه صدم بالنتائج
كان أساسه في المستوى الأول لعالم التجميع ضحلا في البداية لكنه الآن أصبح مستقرا بشكل مثيل للدهشة حتى بالنسبة لشي تو فهو لم يرى أساسا بهذه الصلابة من قبل
رغم أن النتائج كانت تدعوا إلى السعادة لكنها أيضا تثير التساؤل، من أين أتت الطاقة الكافية لتعزيز مؤسسته؟ كان الافتقار إلى الطاقة هو السبب الأساسي لعدم تركيز شي تو على أساسه لذا كيف حصل هذا؟
لم يتوقف الأمر هنا لكن شي تو اكتشف أنه قد اخترق الجسد البرونزي وكان مثاليا أيضا !!
فجأة فكر شي تو في احتمالية معينة والتقط حبوب تدمير الحياة الثلاثة وكما توقع لقد تم استنزافها بالكامل وأصبحت عديمة الفائدة
تحتوي حبوب تدمير الحياة على تشي الموت الذي يقضي على كل أشكال الحياة وبمستوى شي تو الحالي فإن محاولة امتصاصه لا تختلف عن مغازلة الموت لذا احتفظ بها كوسيلة لإنقاذ الحياة
لم يكن هناك سوى شيء واحد بحوزة شي تو يستطيع فعل شيء كهذا وهو الخاتم الأسود على يده اليمنى
بما أن الخاتم كان قادرا على القضاء على دودة الخطايا السبعة ومنحه القدرة على حرق حياته والذي يفترض أنه مستحيل فإن هذا يعني أيضا أن الخاتم يستطيع التلاعب بتشي الموت
ما حير شي تو حقا هو طبيعة هذا الخاتم وكيف يستطيع فعل كل هذا؟ حتى مع معرفة شي تو يفترض أن هذا مستحيل
" هيه "
تنهد شي تو ودفع هذه الأفكار إلى مؤخرة رأسه لأنه بمستوى تدريبه الحالي لا يمكنه التحقق من كنز كهذا وليس لديه خيار سوى سؤال والد أليس لاحقا
استحم شي تو مجددا وتفقد الوقت ليتفاجأ أنه نام لعدة أيام وأن موعده مع جان فلي على بعد ساعتين فقط
طلب شي تو بعض الملابس من خدمة الغرف وغادر بعد أن دفع الحساب
حاليا كان على شي تو الابتعاد عن الأنظار لذا غير وجهه مجدا إلى المتسول قبل أن يغادر نحو النادي
.......................................................
يعتبر نادي شان فور للسباقات من أقدم الأندية في باريس والذي يفخر بتاريخ طويل والكثير من الألقاب العالمية لكن مثل ما هناك بداية هناك نهاية والمجد لا يدوم إلى الأبد
حالية نادي شان فور في تدهور مستمر ولم يحقق أي إنجازات منذ أكثر من عشر سنوات لا في السيارات بكل فئاتها ولا في الدراجات
عادة من المستحيل أن يملك هذا النادي فرصة للاستمرار في نشاطاته في باريس لكن لحسن الحظ امتلك النادي عضوين مع خلفية كبيرة سمحت لهم بالمواصلة والاحتفاظ بالنادي الواسع ومضماره الكبير
وقف شي تو أمام بوابة النادي منذ حوالي خمس دقائق في انتظار وصول جان فلي
لم يشك شي تو في قدوم جان فلي أو أنه كان يخدعه لأن هذا ليس من طبيعته ولو لم يأتي فهذا يعني أن شيئا كبيرا قد حصل
لم يخب ظن شي تو وبعد عشر دقائق أخرى من الانتظار وصلت سيارة لامبرغيني وركنت أمام شي تو
نزل جان فلي من السيارة وكان سعيدا برؤية شي تو في انتظاره لأنه حتى اللحظة الأخيرة كان يشك في قدومه بسبب السمعة التي حصل عليها خلال اليوم الذي أمضاه في رفض كل العروض لهذا السبب لم يخبره باسمه في ذلك الوقت
اقترب جان فلي من شي تو ومد يده لمصافحة
" سعيد أن أتيت حقا، أعتذر عن التأخر في تقديم نفسي أدعى جان فلي وأنا مدير هذا النادي "
ابتسم شي تو بالمقابل ومد يده لمصافحة جان فلي
" أنا شي تو، سررت بالتعرف عليك سيد جان فلي أم أناديك رعد الطريق؟ "
طبعا كان شي تو يعرف من هو جان فلي فإلى جانب كونه رئيس شركة متعددة الجنسيات مع ثروة تنافس أمة فقد كان متسابقا شهيرا في السابق بل كان من بين الأفضل في العالم كله للأسف تعرض لحادث مؤسف ولم يعد قادرا على القيادة السريعة في السباقات
أشرقت عينا جان في مفاجأة سارة
" هوو؟ إذا كنت تعرف من أنا؟ لم أعرف أنني مشهور هكذا ومزال هناك من يتذكرني " بدا جان فلي متفاجأ للحظة لكن هذا استمر للحظة فقط
" لا بد أنك تمزح سيد جان فلي، أي شخص محب لسابقات السيارات في هذا العصر لا يمكن ألا يعرف رعد الطريق جان فلي؟ كل إنجازاتك مازالت محفورة في التاريخ حتى أن لديك بعض الأرقام القياسية التي لم تكسر بعد " تحدث شي تو مع جان فلي ببعض الإعجاب
" لا عجب أنك وافقت بسهولة بعد أن رفضت الجميع سابقا اتضح أنك تعرف من أنا، هذا مخيب للآمال "
بدا أن جان فلي قد فهم شيئا ما وظهرت خيبة الأمل على وجهه لأنه اعتقد أن شي تو يحب سباقات السيارات حقا لكن اتضح أنه كان يعرف هويته التي تتجاوز كل من حاول مساعدته سابقا
اتسعت ابتسامة شي تو وأصبح أكثر رضا عن جان فلي، قراءة التقارير شيء ورؤية الشخص بنفسك شيء آخر
" السيد جان لا تسئ فهمي أنا لم أقبل عرضك لأنني أعرف من أنت بل قبلت بسبب سمعتك، قد أكون شخصا عاديا لكنني لست غبيا، جميع من حاول مساعدتي سابقا يريدون فقد تحسين صورتهم، إن قبلت أحد عروضهم فمن يعرف كيف سيتخلصون مني لاحقا؟، من المستحيل على أمثالهم أن يحتفظوا بعامي مثلي إلى جانبهم "
" هاهاهاها، لقد قللت من تقديرك حقا أعتذر عن سلوكي الوقح قبل قليل "
أعجب جان فلي قليلا بصراحة شي تو لكن هذه لا يعني أنه يصدقه لأن اللسان الفضي موهبة خطيرة وعادة يملكها المستولون والمحتالون
" لا بأس، الشك في مثل هذه الحالة أمر طبيعي " أجاب شي تو بتفهم
" حسنا دعنا من هذا الحديث ولندخل أنت محظوظ أننا بحاجة لبعض المدربين ذوي الخبرة لكن كل ما أستطيع فعله هو ترشيحك فقط الحصول على الوظيفة يعتمد بالكامل على قدراتك "
أراد شي تو أن يقول بعض عبارات الثقة لكن صوتا مزعجا قاطعه
" الرئيس جان، ما الذي تفعله؟ لم تجلب مثل هذا المتسول هنا؟ لا تقل حقا أنك تصدق أن لديه خبرة كافية ليكون مدربا هنا؟ "
اقترب رجل في مثل عمر جان فلي وبدا منزعجا من وجود شي تو ولم يرد حتى النظر إليه
وصل ماسون للتو لكنه فوجئ عندما سمع جان فلي يقول أنه سيرشح شي تو كي يكون مدربا في النادي
بالنسبة لماسون المتسابق الفخور كانت هذه إهانة للنادي، حتى لو كانوا في وضع سيء لا يوجد داعي للسماح لأي شخص بالدخول إلى النادي صحيح؟
" الرئيس جان أنظر إليه، كم عمره؟ على الأكثر لديه خبرة متوسطة في السباقات وبالنظر إليه على الأكثر فقد شارك في بعض سباقات الشوارع مع سيارات بالية، وإن كان لديه بعض المهارة فلم لم نسمع عنه؟ ألا نراقب كل السباقات الرسمية وغير الرسمية؟ "
عبس جان فلي لأن كلماته لم تعجبه ولم يتفق معها
" ماسون لا يجب عليك قول هذا ألست أنت نفسك بدأت من سباقات الشوارع؟ هل نسيت أنني من التقطك قبل ثلاث سنوات من الشارع؟ رغم أنك لم تكن حتى بارزا بين متسابقي الشوارع إلا أنني اخترتك هل نسيت؟ "
" أنا لا أنكر هذا أبدا ولا أسخر من هذا الشخص لكن هناك فرق بين أن تجلب متسابقا اكتشفت موهبته من الشارع وأن تجلب مدربا من الشارع "
حجة ماسون منطقية للغاية حتى جان فلي لن يتقبل الأمر لو كان في حذاء ماسون لكن حدسه أخبره أنه قد اكتشف أيقونة ومن النادر أن يخطأ حدسه في ما يتعلق بمواهب السيارات أو أنه لن يستطيع جمع العديد من المواهب الناشئة خلال السنوات الماضية للحد من تدهور النادي ومنحه فرصة للصعود مجددا