اليابان: الساعة11.00 ليلا.........
تعالت اصوات اولائك الرجال حماسا وتشجيعا كانت الارض تهتز تحت اقدامهم، تشجيعا لتلك التي تقاتل امامهم بكل قوة وعزيمة.
فرأيتها تقاتل وهي يكاد يغمى عليها بسبب الجهود الكبيرة التي بذلتها، كانت تضرب بكل قوة تارة بقبضتها اليمنى وتارة بقبضتها اليسرى.
تركز الأضواء الساطعة على آماليا، وكانت تلك اللحظة هي لحظة تألقها، جمعت ما تبقى لها من قوة الى يدها وسددت اللكمة الاخيرة تحت ذقن خصمها بقوة، شعرت بنبضة قوية تمتد في يدها، كانت هذه اللكمة هي نقطة التحول في المعركة.
شاهدت كيف انكسرت دفاعات خصمها وانهارت قدرته على الوقوف، وهو يسقط على الأرض، وبسقوط الخصم سكت الجمهور عن الصراخ كانهم دهشين مما يحدث.
صمت رهيب لثواني معدودة فقط وانفجرت القاعة بصراخات الرجال العالية.
العرق ينساب على جبينها وشعرها المبتل يتساقط على عينيها كانت تتمايل فوق الحلبة تصارع حتى لا تسقط هي الاخرى، لحظة حتى اعلن صوت الجرس انتهاء المباراة وتقدم الحكم يرفع يد آماليا معلنا فوزها.
سارعت الفرق الطبية الى الخصم ليطمئنوا عليها فقد كان في حالة يرثى لها، بينما صعد مدرب اماليا يمسك بها ويهنئها على فوزها.
اللعنة،لقد كنتي رائعة احسنتي عملا.
نظرت له بطرف جفنها، لم تعد حقا قادرة على الوقوف
ايها المدرب، ان كنت لا تريد رأيتي أموت هنا فمن الافضل ان تأخذني من هنا قبل ان يغمى علي.
تدارك مدربها حالتها ونادى شخص ليساعده في حملها، اخذها الى غرفتها ونادى على الطبيب ليتفحصها.
توجه الطبيب إلى غرفة آماليا لفحصها ومعالجة جروح وجهها. كانت هي تعاني من إرهاق شديد بسبب المباراة الشاقة وكثرة الضربات التي تلقتها. بالرغم من ذلك، كانت عيناها تشعان بالفخر والانتصار، لقد كانت مباراة تنتظرها منذ وقت طويل.
هل تشعرين بان هناك اي الم في اي مكان؟او كسور او اي شيء؟
نطق الطبيب لتوجه نظراتها اليه قائلة
قدمي تألم قليلا ،وفكي يألمني ايضا.
فحص الطبيب كل من قدمها وووجها، كانت الجروح والكدمات تملؤ وجهها، على فمها وعلى جبهتها وطرف عينها اليمنى ايضا.
حسنا تحتاجين فقط الى الراحة آنسة آماليا، قدمك بخير الالم ناتج عن التواء بسيط فقط،وفكك بخير سأعالج الجروح فقط.
حسنا هذا جيد، باشر.
انتهى الطبيب من تضميد جروحها غادر الغرفة بعد ان انحنى لها احتراما
دخل مدربها ليطمئن عليها بعد ان رأى الطبيب يغادر.
إذا ليس هناك اي كسور، اليس كذلك؟
كانت مستلقية على الاريكة واضعة مرفقها على وجهها
نعم انا بخير أكياما، ولا توجد اي كسور ايضا.
تفحص وجهها المليء بندوب، ذلك سيترك اثارا حقا،ثم نطق بقلة حيلة:
حسنا لنذهب الى المنزل الان ولتنامي قليلا، ساذهب لاحضار سيارة اجرة.
خرج المدرب من الغرفة تاركا اياها تجهز نفسها،
أكياما هو مدرب آماليا منذ بداية سيرتها في الملاكمة فقد تربت على يده منذ مراهقتها، ذو منظر مهيب وطويل القامة،في 40 من عمره،مظهره يوحي بانه اصغر.
دخل أكياما الغرفة لمناداتها،بعدها غادروا متجهين الى المنزل الذي استأجروه للاقامة فيه، لان مدينتهم التي يعيشون فيها بعيدة عن مكان اقامة المباريات هذه.
لم يكن المنزل بعيدا فلحظات قليلة ووصلوا اليه.
دخلت آماليا المنزل وولجت إلى غرفتها، قفزت متسطحة على سريرها بقوة وشعرت بتعب ينتابها بعد المباراة المجهدة.
لم يكن هناك شيء يشعرها بالاسترخاء مثل السرير الناعم بعد جهد كبير
اااه اللعنة، انا متعبة جدا.
نطق اكياما بعد ان دخل الى المنزل:
فلتنامي الان،سنستيقظ مبكرا لنعود الى المنزل.
اومات له موافقة وذهب هو الاخر لغرفته لينام.
لم تستغرق اماليا كثيرا من الوقت حتى غلبها النعاس ونامت، مرت هذه الليلة بهدوء وسكون لدى آماليا يجدر بها ان ترتاح فغدا ينتظرها الكثير.
..........روسيا: الساعة 9.30 صباحا..........
في ذلك المكان المظلم، لا يرى فيه أي شيء غير نور طفيف من سيجارة. الهواء مليء برائحة الدخان والتوتر، والأصوات الصاخبة تهدأ تدريجياً مع دخوله.
كان يقترب ببطء، خطوة تلو الأخرى،
ضرب الباب بقوة برجله ليدخل الى تلك العرفة، كان يسودها الظلام غير نور من تلك النافذة.
تمركزت انظار الجميع نحوه وعم الهدوء وانقطع الحديث، كان هو، ذلك الرجل، سيلفيو ديسانتيس ذو العقل المحسوب والقلب البارد.
كان يتقدم الى ذلك الرجل الجالس على الكرسي وسط الغرفة بهدوء مخيف، ما ان وصل اليه حتى اخرج السكينة التي كانت مغروسة في فخذه الايمن مع صرخات ذلك الرجل الهيستيرية العالية وبكائه.
جلس القرفصاء ليقابل عيني ذلك الرجل التي تكاد تخرج من مكانها بسبب ما عاناه وتلك الاثار على جسده العاري تثبت ما مر به في هذا الايام القليلة، حتى نطق بصوت هزيل يكاد يختفي:
أرجوك...لا تفـ...عل
الكلمات خرجت كالنجوى من حنجرة ذلك الرجل، ترتجف مع كل حرف، كانت تبث من خلالها العذاب الذي عاناه، كان قاسيًا وقاسيًا بما يكفي لأن يكسر الأجساد والعقول على حد سواء.
نظر له سيلفيو بينما كان يلعب بتلك السكينة بيده وعلى وجهه ابتسامة سخرية، وكأنه يستمتع بصرخاته والتعابير المليئة بالخوف والجزع على وجه هذا الخائن.
هل حقا ظننت انك ستهرب بفعلتك بمجرد ان تعاونت مع مجموعة من الامريكيين الحثالة؟حقا كانت فكرة جديدة لم يفعلها احد قبلك، لكنك تعلم اني سأبيدهم عن بكرة أبيهم وانت معهم، لا تنسى نفسك.
ما قاله الان ارعب الجالس بالكرسي لم يجد اي شيء ليقوله لينقذه من بين يدي سيلفيو.
اخذ السيجارة الموجودة بين شفتيه واخرجها بيده الملطخة بالدماء ونفث دخانها في وجه الخائن ثم اعادها الى فمه.
لحظات حتى توقف باللعب بتلك السكينة وامسكها محكما عليها، وهو ينظر الى عيني الرجل الذي يصرخ بعذاب وبادله الاخر بنظرات خوف والم وانكسار.
غرس تلك السكينة في قلبه ببطء وسط صمت الرجل واندهاشه والدماء تخرج من فمه وانفه بشرارة.
كان يبتسم بشفتيه والسيجارة بينهما وهو يراقب وضع الرجل المزري ومفارقته الحياة ببطئ، تقدم الى غاية اذنه هامسا له بكلمات يكاد يسمعها حتى:
كان غباء منك ان تخون ثقتي بعد كل هذا الوقت، اعطيتك معاملة خاصة لانك كنت رفيقا لسنوات كثيرة لو كنت شخصا اخر لم اكن لاتعب نفسي معه.
اكمل هذه الكلمات واقفا بعدها ثم اخرج تلك السيجارة من فمه وادخلها الى فم الجثة امامه وابتعد الى الوراء وهو يبتسم بجنون، هذه نهاية الخيانة لكل شخص.
هل تنتظرون مني ان انظف هذه الفوضى ام ماذا؟
قال هذه الكلمات وهو ينظر الى الرجال المحيطين به،لم يكونوا سواء رجاله.
نطق رجل وهو يتقدم له باحترام:
لا تقلق سيدي،سننظف كل شيء.
هم مغادرا الغرفة وهو يمسك بمنديل يمسح به الدماء على يديه،كان هذا المكان في مصنع قديم مهجور هو مكانه الذي ينفذ فيها هذه الاشياء.
مشى قليلا حتى وجد نفسه في الخارج، ركب سيارته متجها الى منزله وورائه سيارتان ترافقه.
...............................................
أبي،تعلم اني لن اقبل الزواج من ذلك الرجل ساتزوج اي شخص من تلك العائلة غير ذلك الشخص.
نطقت تلك الفتاة ذات 20 سنة وهي تتوسل والدها.
هل انت غبية؟ابي اسمعني، انا لا ارى اي مانع من الزواج به ساتزوجه هم يريدون ذلك، همم ما رأيك؟!
نطقت الاخت الاخرى وفمها يعلوه ابتسامة واسعة، لحظات حتى تكلم ذلك الرجل يبدو انه في سن الاربعين من عمره:
إيلا، كارين، ألن تصمتا قليلا؟ا نتم تعرفون قراري لماذا تكثران من الحديث؟ اخر شيء سأفعله هو ان ازوجكما الى رجل مثله.
كان هذا حديث يدور بين عم آماليا الذي تخلى عنها ،لوكاس مع وبناته.
عائلتها هذه تعمل مع عائلة ديسانتيس في اعمالهم القانونية والغير القانونية فقد كانت كشريك لهم منذ الأزل.
والآن الجد أليكساندرو ديسانتيس يريد بناء علاقة بين العائلتين لا تقتصر على العمل فقط،بل يريد بناء علاقة عائلية عن طريق الزواج، زواج بين حفيده سيلفيو واحدى بنات العائلة.
ارتاحت عيني إيلا لكلام ابيها، فهي تعلم جيدا من هو هذا الشخص بينما كارين فبان الغضب في عينيها من عدم سماحه لها بالزواج منه فهي فقط واقعة في حب وجهه الوسيم ومكانته وثرائه، حتى نطقت وهي تواجه والدها:
لكن أبي،انا اريد هذا الزواج ما الذي تقوله!
نظر لها وهو يشتعل غضبا ليسكتها قائلا:
اللعنة عليك! هل تريدين الموت بين يديه من اليوم الاول؟هو لن يتردد في فعلها حتى وان كنت شريكا لهم هل فهمتي؟ هو يكره النساء ما الذي تتوقعيه قولي!!
لكن ابي،انا متاكدة من اني استطــ
لم تكمل كلامها حتى قاطعها اخاها دافيد معترضا هو الاخر.
اسمعي يا إيلا، كفاك تخيلاتك الوردية هذه انك ستوقيعينه في حبك ولا ادري، هو لن يكون مترددا في قطع راسك،لذا كوني عاقلة والا لن يعجبك ما سافعله.
اشتد غضبا قبل ان تردف ببعض الكلمات جاسة مكانها بغضب.
اللعنة عليكم جميعا!!
عم صمت قليل حتى اردف ذلك الجالس في طرف الطاولة.
اذا ماذا سنفعل عمي، السيد الكساندرو ينتظر الموفقة وتعلم ماذا سيفعلون ان لم نوافق على هذا الزواج.
هذا كان ليو، ابن عم آماليا من عم اخر.
لا اعلم يا ليو، لا اعلم.
نطق لوكاس وهو متكئ على الكرسي يرخي ظهره عليه ويفكر في حل للمشكلة التي فيها.
دخلت عليهم امراة كبيرة في سن،يظهر على وجهها الخبث والاحتيال، كانت هذه العمة لينا كبيرة العائلة.
لماذا تفكرون لهذه الدرجة، لوكاس شغل عقلك قليل وستجد الحل امامك لكنه بعيد قليلا.
نظر لها الجميع كانهم يحاولون اكتشاف ما تقصده.
ماذا تقصدين يا لينا.
نطق لوكاس وهو ينظر لها بحيرة،لم يفهم ما تقصده.
ما رأيك يا اخي العزيز لوكاس، ان نعيد قطعة من عائلتنا كانت مفقودة منذ زمن.
فكر قليلا الا ما تلمح له واستوعب كلامها، هي تتحدث عن آماليا.
نعم!هذا صحيح
اللعنة لما لم افكر في هذا من قبل.
نطق ليو بحيرة تعلو وجهه
ماذا تقصد عمي؟
تكلم لوكاس والفرحة تعلو وجهه
وجدت حل ابسط لهذه المشكلة، سأقبل هذا الزواج.
ارتعشت ايلا من سماعه يقول هذا الكلام،ما الذي يفكر به لقد قال انه لن يقبل مهما حدث ..
ابي ما الذي تقوله هل جننت!؟
نظر لها دافيد محذرا اياها من نبرة صوتها.
لا تقلقي لن تتزوج احداكم منه، ساحضر آماليا الى هنا، ستكون الخلاص لنا.
ما ان قال هذا الكلام حتى صمت الجميع، اندهشوا من ذكر اسمها بعد وقت طويل جدا، بالكاد يتذكرون ان لديهم ابنة عم تدعى اماليا.
صوت ضرب الطاولة التي كانوا جالسين عليها، وتحولت انظارهم الى تلك المرأة التي احدثت هذا الصوت، فقد ضربت الطاولة ووقفت بشكل قوي.
نظرت للوكاس بنظرة كره وتقزز، حتى اردفت
هل جننت؟اخربني هل جننت ايها اللعين؟!!
مع كل كلمة تقولها فيرلا يعلو صوتها اكثر، هي زوجة عمها الاصغر كانت تحبها لكن لوكاس قام بابعادها عنها، احتدت نظرات لوكاس نحوها، لم تسمح له حتى بالكلام مواصلة صراخها
هل بعد قيامك برميها مثل الكلاب لا اعلم الى اي جحيم، تاتي الان وتريد اعادتها ورميها في جحيم اخر بعد 18 عاما؟!!
الا تخجل من نفسك ايها اللعين القبيح.
تقدمت العمة لينا بسرعة الى فيرلا حتى صفعتها على وجهها مما جعلها تتراجع الى الخلف بخطوات.
ان تجرأتي على التدخل في هذه الامور فساقتلك حقا.
فيرلا لديها ولدين، الاكبر غابريال والاصغر باول.
نهض كليهما من مكانهما ليبعدا والدتهما عن لينا، لينطق غابريال بامتعاض.
عمتي، هذا كثير.
فلتسكت والدتك يا غابريال والا سوف ترى ما سافعله.
نظر لها غابريال باستهزاء قبل ان يردف بغضب قائلا
لماذا،هل ما قالته امي خاطئ؟ انتما رميتماها لا احد يعلم ماذا حل بها والان تريدان احظارها لتزوجاها ذلك الوحش بدل من ابنتاك؟
نظر الجميع الى غابريال، لحظات من الصمت قبل ان ينطق باول بسخرية.
اخي اهدأ، كأن هذا سيحدث، هل تظن يا عمي ان السيد اليكساندرو سيقبل بها؟ ان اكتشف امرك سيقتلك حقا.
استوعب لوكاس ان ما قاله باول صحيح فاشتد غضبا اكثر ليزج على اسنانه اكثر وقال مهددا الجميع.
فلتسمعوا جيدا ما ساقوله، ساحظرها الى هنا وهي ستكون زوجة سيلفيو، ساقول انها كانت في الخارج للدراسة فقط واتت الان لانها هي ارادت الزواج، وان اخطئ احد فيكم بقول عكس هذا الكلام تعلمون ما سافعله، هل فهمتم؟!
انهى كلامه صارخا بهم ومحذرا، رفعت فيرلا انظارها الى لوكاس قائلة
اووو يبدو سيناريو رائع، انه قابل لتصديق، لكني ساراقب كيف سيكشف امركم وتقتل على يده، سيكون مشهدا جميلا.
بعد قولها هذا همت مغادرة الصالة مع ولديها برفقتها، تقدمت كارين من والدها، فبعد مغادرتها كانت وراء الجدران تستمع لما يخططونه، فعند سماعها باسم اماليا عادت الى الطاولة مسرعة والغضب بادٍ عليها
ابي انت ترفض زواجي به، وتعطيه لتلك الذليلة؟!
امسك بوجهها بيديه الاثنين وقال وهو يشرح لها
اسمعي يا كارين،هو رجل خطير لا احد يضمن ما سيفعلـ...
لم يكمل كلامه ونزعت يديه عن وجهها، وغادرت رفقة اختها، جلس كل من لوكاس وليو ودافيد والعمة لينا على الطاولة مكملين حديثهم.
اذا عمي، كيف سنجدها الان؟ اليابان كبيرة كما تعلم.
نطق العم آمرا دافيد
دافيد، فلترسل اشخاصا موثوقين الى اليابان واذهب معهم يا ليو، سأرسل لك عنوان الميتم الذي كانت فيه، اذهب اليه واجمع المعلومات فقد اخبرتهم ان يتابعوها الى اين تذهب بعد بلوغها 18، مفهوم؟
انهى اوامره ليومئ كلاهما مغادرين، فليو سيذهب باول طائرة اليابان.
حسنا،سنلتقي بعد 18 عاما يا ابنة اخي.
___________________________
الفصل الاول انتهى.