2 - هدية في وقت متأخر من الليل


شاب : اخبرتك لا اريد منك شيئا ..
كل ما اريده هو رأسيهما لا اكثر ولا اقل ..


الملك : اخبرني بأسمك اذا ايها الشاب ..

شاريوس : شاريوس ..
أسمي هو شاريوس ..

الملك : حسنا يا شاريوس سأثق بك

كيف ستوقف الاربعين الف جندي اذا .. ؟!


و ما الذي تريده .. ؟!

ما الذي يمكنني ان اقدمه لك لتفعل ذالك .. ؟!



شاريوس : لن اطلب منك الكثير ..
اريد سيفا.. و ساحضر لك رأسيهما ..

الملك : و ماذا عن الاربعين ألفا ..؟

شاريوس : امنحني ألف جندي فقط ..
ألف جندي فقط شرط ان يكونو افضل الجنود الموجودين في العاصمة حاليا ..
ان منحتني الأف جندي يمكنني ان اوقف الاربعين الفا بسهولة ..


طرح الملك تلك الاسئلة من دافع الفضول ..

و اجاب عنها شاريوس بدون تردد و بشكل عفوي .



الوزير : هل تسخر مننا .. ؟

شاريوس : و هل ابدوا لك انني اتيت للسخرية .. ؟

الوزير : سيدي انا لا يمكنني ان اثق به ..

قائد الجيش : سيدي اتفق مع الوزير ..
لا يمكننا ان نثق بذالك الحثالة ..


ربما يحاول خداعنا و ربما يكون جاسوسا اتي من " سيريان " ..



شعر بنوع من الاستياء و الغضب مما سمعه منهما ..

فتحدث لكليهما بثقة ..


شاريوس : دعوني اوضح لكم الامور اولا ..

ما كنتم تتمنونه لن يحدث ..


اظن انكم فكرتم بطلب الدعم من " أيزان " لكن ذلك لن يحدث ..

حتي و ان وافق ابن العاهرة ذاك علي ارسال الدعم فسيصل الدعم بعد فوات الاوان ..


حتي و ان كنت خائنا كما تقولون او جاسوسا كما تدعون ..

فليس لديكم اي خيارات اخرى الا ان تثقوا بي ..


التزم كلاهما الصمت و لم يقوى احدهما علي الرد ..

التزما الصمت لبعض الوقت الي ان كسر الملك ذلك الصمت قائلا ..



الملك : اعطوا الامر للجنود ..

جهزوا له ما طلب ... اما سيفك انا سأحضره لك لاحقا



الوزير : لكن يا سيدي ..

الملك : لم يعد هناك داعى للنقاش .. لقد اتخذت القرار و انتهي الامر

جهزوا له ما طلب و تأكدوا من ان يكون الجنود الذين سيغادرون معه من افضل جنودنا ..


و بصوت متردد رد كلاهما ..


الوزير : أمرك يا سيدي ..


قائد الجيش : أمرك يا سيدي ..



الملك : سأثق بك ايها الشاب ..


سأمنحك كل ما طلبت و لكن في مقابل ذلك ..
قم بأيقاف تقدمهم و احضر لي رأسيهما ..


ابتسم بثقة ليرد علي ما قاله الملك له ..

شاريوس : لا تقلق ايها العجوز ..
سأفعل ذالك بكل سرور ..


نظر قائد الجيش لشاريوس كما لو انه كان حاقدا او غاضبا عليه لسبب ما ..

بينما تابع الملك حديثه لشاريوس قائلا



الملك : بقي 5 ايام تقريبا ليصل الينا جيش " سيريان "

كم سنستغرق من الوقت لتجهيز الجنود .. ؟!


ابعد نظره عن شاريوس ليوجهه الي الملك قائلا ..

قائد الجيش : سيستغرق تجهيزهم قرابة الاربعة عشرة ساعة يا سيدي ..

و ربما اقل ..



شاريوس : اي انهم سيكونون جاهزين غدا

بعد شروق الشمس ببضع ساعات .. ؟!

قائد الجيش : اجل ..
ان سار كل شئ كما يجب سيكونون جاهزين عند شروق الشمس


سيكونون مكونين من خمسمئة من الفرسان ..

ثلاثمئة و خمسون من الرماه و مئة و خمسون من السحرة ..
و جميعهم افضل الجنود المتواجدين في العاصمة الان ..


الملك : هذا جيد ..

متي تنوي ان تنطلق اذا .. شاريوس .



شاريوس : حسنا سننطلق غدا صباحا ..
سننطلق غدا عندما يجتمع الجنود اذا .


انوي التحرك غدا صباحا
كلما تحركنا بشكل ابكر كان ذلك افضل ..


و ايضا سوف يمكنني العدد القليل من الجنود من التحرك بشكل اسرع ..

خلال ثلاثة ايام سنكون تقريبا بجانب قرية " يورا " ستكون ساحة المعركة قريبة من تلك القرية .


كان قائد الجيش مدركا تماما لطبيعة تلك المنطقة

رد بصوت منفعل و متردد لشاريوس قائلا ..

قائد الجيش : لكن تلك المنطقة عبارة عن ارض عشبية و سهول ...

يمكن رؤية كل شئ فيها بوضوح .. سيكون المكان غير مناسب لنصب كمين ..


شاريوس : لا داعي للقلق ..

لكن الاهم من ذلك .. هل تلك القرية خالية ..

ام ان بها بعض القرويين .. ؟!


الوزير : لا تقلق ستكون تلك القرية خالية ..

لن يقوما بمهاجمة ساكنيها كما فعلا بقرية " كورونا "


من البداية قمنا بأخلاء معظم القرى التي كانت تقع علي خط سيرهم ..

و قمنا ايضا بأتخاذ بعض التدابير بأخلاء معظم القري التي كانت قريبة من خط سيرهم ..


التزم شاريوس الصمت ..

التزم الصمت لبعض من الوقت و تغيرت تعابير وجهه ليبدوا عليه الغضب .


شاريوس : سأنتظر بحديقة القصر الي ان ينتهي تجهيز الجنود ..


الملك : حسنا ..

و نحن سنحاول تجهيز الجنود في اسرع وقت ممكن ..


شاريوس : شكرا لك ايها العجوز ..

لا تقلق .. لن اخذلك .


غادر القاعة و تم اغلق الباب ما ان خرج ..

التفت الوزير لقائد الجيش و اسغرق منهما الامر وقتا ليجمعا شجاعتهما للحديث مع الملك بحيرة ..


الوزير : سيدي لما .. ؟!

لما وثقت به .. الم تشك بأنه قد يقوم بخيانتنا ..

الم تفكر بأنه قد يقوم بخداعنا .. ؟!


قائد الجيش : سيدي ..

حتي و ان كان يقول الحقيقة ..


ما يحاول ذلك الفتي القيام به اقرب للانتحار ..

ارسال افضل الف جندي لدينا سيكون ذلك هدرا من وجهة نظرى ..


كان من الافضل محاول تحصين المدينة علي الاقل ..

كان من الافضل محاولة تحصين المدينة علي الاقل لنضمن اخلاء كافة المدنيين .


الملك : و بعد ذلك ماذا .. ؟!

ننتظر موتنا بهدوء .. ؟!


حتي و ان قمنا بتحصين المدينة و محاولة كسب بعض من الوقت ..

ستكون النتيجة معروفة .. قد نكسب يوما او يومان .. او حتي قد نكسب اسبوعا او اسبوعان ..

لكن في نهاية المطاف لن يدوم الامر طويلا و سيقتحمان المدينة ..


و تدركان تماما انهما لن يكتفيان بقتل الجنود فقط ..

و لن يكتفيان بقتلي ايضا .. سيكون الامر مسئلة وقت فقط حتي يلحقان

بمن هرب من المدينة و سيقتلانهم ايضا ..


تدركون انه كان علي حق .. كان علي حق فيما قال ..


حتي و ان تمكننا من ارسال احدهم الي " أيزان " فليس لدينا اي ضمانات بأرسالهم الدعم ..

حتي و ان ارسلوا الدعم فسيصلون بعد فوات الاوان .. سيصلون الي المدينة و سيجدونها ركام .


الملك : قررت ان اثق به بمحض ارادتي ..

و انا فقط من سيتحمل نتيجة ذلك القرار ..


سواء كان يقول الحقيقة ام لا ..

سواء ان انتصر ام لقي حتفه .. لن الوم اياُ منكما


قائد الجيش : ان كان ذلك قرارك يا سيدي ..


الوزير : ليس لدينا اي خيارات اخري سوي ان نتبع قرارك حتي النهاية يا سيدي ..


قائد الجيش : ايا تكن النتيجة ..

الوزير : نحن بجانبك دوما يا سيدي .


ابتسم بهدوء بسبب تلك الكلمات وحدها التي صدرت عنهما ..



و في الخارج و بينما كان شاريوس يتجول في ارجاء القصر

كان محط انظار الخدم و العاملين فيه ..


جميعهم و بدون استثناء كانوا ينظرون له بأحتقار ..


" كيف لذلك الحثالة ان يتواجد هنا .. "

" ما الذي يفعله الحراس .. ؟! "

" اي احد ليقبض عليه بسرعة .. ؟! "


هذا ما كانوا يتهامسون به فيما بينهم او ما كانوا يفكرون فيه حينها ..

كان يتجول بخطى ثابتة بأرجاء القصر كما لو انه كان يستكشفه لاول مرة ..


و بينما كان يتجول بالارجاء كانت تلك الفتاة تراه من شرفة غرفتها بينما كان يتجول ..

ظلت تنظر له لوقت طويل بينما كان يتجول .. رآت ما كان يفعله الخدم و العاملون بالقصر ..

و رآت كيف كانوا يتصرفون اتجاه رؤيتهم له ..


صرخت احدي الخادمات التي رأت تلك الفتاة بجانب النافذة ..


" سيدتي عليك بالابتعاد من هناك ..

سمعت ان ذلك الفتي المختل متواجد في القصر ..

ارجوكي اغلقي تلك النافذة .. "


..


التزمت الصمت كما لو انها لم تستطع سماع صوت خادمتها ..

كانت تلك الخادمة تبكي و هي تقترب منها بهدوء ..

و ظلت تقترب منها الي ان اصبحت خلفها ثم عانقتها ..


" قمت بتربية أخواتك و اعتنيت بكل واحدة منهن ..

قمت بتربية كل واحدة منكن ..


فعلت ذلك كما لو انني كنت والدتكن ..

كنتن اقرب لبناتي اكثر من سيدات لي في هذا القصر ..


و الان و بعد ان فقدت ابنتين لي ..

لا يمكنني تحمل فكرة فقدان الثالثة ..


اتوسل إليكِ .. اغلقي تلك النافذة .. "


شعرت بها و هي تبكي من خلفها ..

و ما كان منها الا و ان اغلقت تلك النافذة ..

و رغم اغلاقها للنافذة الا ان تلك الفتاة لم تسطع قط ابعاد عينها عن ذلك الدخيل ..

الذي ظنت انها تعرفه قبل وقت ليس ببعيد ..


مرت بضع ساعات ..

و انتهي شاريوس من التجوال في القصر .. و انتهي به المطاف جالسا في حديقة القصر ..

و خلال تلك الساعات كانت ساحة القصر تمتلئ شيئا فشيئا بالجنود و بشكل تدريجي ..

و بوتيرة ثابتة كانت تمتلئ بالجنود ..


اقترب احدهم من شاريوس بينما كان ما يزال جالسا في الحديقة

ينظر لذلك العدد المتزايد من الجنود ..


اقترب منه قائلا ..

" الملك يريد الحديث اليك .. "


ذهب شاريوس لقاعة العرش مرة اخري و ما ان دخل هذه المرة

وجد الملك جالسا وحده لا احد بقربه ..

فأشار الملك اليه قائلا ..


الملك : اقترب ..


اقترب شاريوس بهدوء و حرص الي ان اصبح علي مقروبة منه ..

ما ان اقترب منه انتفض الملك من عرشه يحمل سيفا طويلا نوعا ما ..

ترك العرش خلف ظهره و بداء ينزل بخطوات هادئة و ثابتة ..


اقترب منه ليعطيه ذلك السيف ..

فتقدم شاريوس اليه ليمد يديه و يقبل ذلك السيف من الملك بهدوء ..

حصل عليه و قام بنزع السيف عن غمده و ابتعد عن الملك بضعة خطوات للوراء ..


ترجع شاريوس بضعة خطوات للوراء و ظل يحرك السيف يمينا ويسارا ..

فوجده اخف من ما كان يعتقد ..


نظر للسيف و ظل يتفحصه فتحدث للملك قائلا ..


شاريوس : أأنت واثق من ذلك ..

هذا السيف عليه شعار الاسرة الحاكمة ..

انه ليس شيئا يمكنك منحه لشخص مثلي بهذه السهولة ..



الملك : اعلم ذلك ..


هذا السيف كان متوارثا في عائلتنا لاجيال طويلة ..

من الملك لوريثه و من الوريث لوريث جديد .. كانت تلك عادة بالنسبة إلينا ..

و لكن لم ارزق بأي وريث ..


خذه .. يمكنك اخذه ..

عد الى حيا و لا تمت .. و احضر معك رأسيهما كما وعدتني ..


شاريوس : لا تقلق ايها العجوز ..

لن اموت .. و ليس لدي نية بالموت كذلك



.

.

يتبع


ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية

و ياريت يكون الفصل نال اعجابكم


تصحيح اخير لخطاء ارتكبته في الفصل الاول

اسم القرية الي اتذكر اسمها "رونا"

لكن في الفصل داه صححت الخطاء و اسمها " كورونا "


2018/10/12 · 808 مشاهدة · 1733 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024