4 - ماضي و مأساة " الجزء الاول "


غادر شاريوس الاسوار الخارجية التي كانت تحيط بالعاصمة الملكية ..
غادر الاسوار و معه ما يقارب نصف ما كان معه من الجنود من البداية ..


مئتين و ثلاثة و اربعون فارسا ..
و مئة و ستة و تسعون من الرماة .. بالاضافة الي عشرة من السحرة ..
ما مجموعه خمسمئة جندي تقريبا ..


بقيت ثلاثة ايام فقط علي المواجهة ..
ينوي شاريوس مواجهة توأم الحرب بالاضافة الي اكثر من أربعين ألف جندي
بينما هو لديه نصف ما طلبه من الجنود في البداية ..



بداء كل شئ قبل ثلاثة عشر عاما من الان ..

توفي حاكم " أيزان " بسبب مرضه و لم يكن لديه الا وريث واحد للحكم .. تولي هو بالفعل الحكم ..
كان اسم الحاكم الجديد لأيزان هو " راين هارت " و لقد اعتاد شعب أيزان علي مناداته بـ" الملك الشاب " ..
و لم يمضي الكثير من الوقت علي حكمه فزدهرت بلاده اكثر من ما كانت عليه ..


و علي غير المتوقع تولى حاكم جديد حكم " سيريان " ايضا ..

استولى علي العرش من اخوته بالقوة .. و لكي لا ينافسه احد من اخوته علي العرش مرة اخرى ...

قام بقتل شقيقيه و قام بحبس شقيقته كذلك .. حكم سيريان منذ ثلاثة عشر عاما الي اليوم
حاكم بلاده بالنار و الحديد ... و لم يترك مجالا لما يسمي بمعارضين ..


كان يقتل معارضيه و يذبحهم بوحشية ..
و لم يدم الامر طويلا حتي قام بأخماد كل شرارة للمقاومة في بلاده ..


خلال وقت قصير بعد ان قام بأخضاع شعبه اصبحت انظاره موجهة الي المملكتين المجاورتين له تماما ..
" كيريان " و كذلك " أيزان " اراد حكم المملكتين و جعلهما ملكا له ..


فقام بمهاجمة كلا من " كيريان " و " أيزان " ..
كان يدرك تماما ان كلا المملكتين لن يقوما بمواجهته معا ..
كان يعلم ذلك تماما و لقد كان علي حق ..


عوضا علي ان تتحد المملكتين لمواجهة " سيريان "

اختار كل من حاكم " كيريان " و حاكم " أيزان " القتال منفردين ..

و فوق كل ذلك لم تكن الحرب مقتصرة علي قتال " سيريان " فقط
فسرعان ما اختار كل ملك قتال المملكتين المجاورتين له دفعة واحدة ..


لم تدم الحرب لوقت طويل حينها ..
استمرت لما يقارب عاما او اقل .. خسر الكثيرون حياتهم خلال تلك المدة القصيرة فقط ..
و لكن رغم تلك الخسأر لم يكن ذلك كافيا لايقاف تلك الحرب بعد ..


كان لحاكم كيريان ثلاثة أبناء ..
ثلاثة اناث .. اكبرهن كانت الاميرة " إيلين " و اصغرهن كانت " الاميرة " إيلا "


لم تنل اعجاب الاميرة الكبرى تلك الفكرة البتة .. لم تعجبها ابدا فكرة ان تستمر الحرب لوقت اطول ..
قامت بأرسال دعوة لكل من ملك سيريان و ملك أيزان للقدوم الي العاصمة..
في محاولة منها لوضع نهاية لتلك الحرب ..


تمكنت من اقناع والدها ايضا بذلك .. فقامت بجمع الملوك الثلاثة علي طاولة واحدة في محاولة منها
لوضع نهاية لتلك الحرب .. كانت تعلم ان الحرب ان دامت لوقت اطول فستكون نتأجها كارثية ..


اجتمع الملوك الثلاثة و حاولت الاميرة الكبرى الحديث ..
حاولت معرفة سبب بداية الحرب و سبب رغبة حاكم " سيريان " في استمرار تلك الحرب ..


ظنا منه ان النتيجة كانت لتكون بلا فائدة ..

رفض حاكم سيريان عرض الاميرة بأيقاف الحرب او اي عرض للهدنة ..

و فوق كل ذلك تحدث قائلا ..


" يمكنني ايقاف تلك الحرب بشرط وحيد ..

سأوقف الحرب ان خضعتم جميعكم لي .. "



غضب " راين هارت " من ما قاله حاكم سيريان ..
و كذلك الحال كان مع حاكم " كيريان " .. غضب كلاهما بسبب ما قاله " الطاغية " ..
و انتهت المفاوضات بشكل سلبي علي غير ما كانت تتمناه الاميرة الكبرى ..


شعرت بالاستياء ان محاولتها قد فشلت و لكن كانت هناك فرصة ثانية لها ..
خلال المفاوضات اعجب بها " الملك الشاب " و احبها عندما رآها اول مرة ..


لم يستطع تقبل فكرة انه لن يكون قادرا علي رؤيتها ..
و كانت تلك بداية جديدة بالنسبة لها ..


لم يتطلب الامر منه الكثير من الوقت حتي قام حاكم " أيزان " بزيارة لعاصمة كيريان ..
جاء الي كيريان في محاولة منه لجعل الاميرة الكبرى ملكا له ..


جاء فقط ليعرض عليها طلبه لها بالزواج ..
في البداية كادت ان ترفض الاميرة عرضه لها بالزواج ..
لكنها سرعان ما قامت بتغيير رأيها ..


فكرت جيدا في الامر قبل الرفض ..
مرارا و تكرارا .. لم يكن لديها خيار الا ان توافق علي طلبه لها بالزواج ..


كانت تعلم انها ان وافقت فسيكون ذلك افضل حل متاح امامها لإيقاف الحرب ..
كان ذلك حلها الوحيد لايقاف تلك الحرب بأقل الخسأر ..


و كانت تدرك ايضا ان زواجها من حاكم " أيزان " سيكون في مصلحة كلا البلدين ..
و عوضا عن القتال منفردين فسيتحول القتال الي مملكتين ضد واحدة ..


كانت تعلم ايضا انها ان تمكنت من انجاب وريث فسيكون يوما ما حاكما لكلا الممل كتين ..
حاولت ان تستغل تلك النقاط و نجحت بالفعل ..


قبلت بعرض " الملك الشاب " لها بالزواج ..
و سرعان ما تحولت احداث الحرب الي منحنى مختلف عن ما كان يفترض به ان يكون ..


ملك سيريان " الطاغية " كان منزعجا من فكرة قتاله لكلا المملكتين معا ..
كان يعلم ان ذلك لن يكون في صالحه و كان يعلم انه لن يدوم الامر لوقت طويل حتي ينتهي حكمه ..
او حتي حياته بسبب ما حدث مع " أيزان " و " كيريان " ..

حاول بشتى الطرق ان يجد حلا .. لكنه لم يستطع ..


لكن احد رجاله كان بالفعل لديه حل لتلك المشكلة ..

كان قائد جيشه هو من ساعده و اقترح عليه تلك الخطة ..
اقترح عليه قائد الجيش ذاك امرا ما كان ليتوقعه ..


كان اقتراحه بسيطا لكن كان مقنعا ..

" ان كنت خائفا من قتالك لمملكتين دفعة واحدة ..
اذا كل ما هو عليك فعله هو استغلال الامر بشكل جيد ..
ان قمت بأستغلال اوراقك و لعبت بكل ورقة بشكل جيد عندها ستستغل الامر .. "


كانت تلك هي الكلمات التي قالها قائد الجيش " للطاغية " حينها ..
شعر " الطاغية " بالفضول فطلب من قائد جيشه ان يشرح ما كان يقصده ..


كان اقتراح قائد الجيش بسيطا و هو ان ينتظر الطاغية الي ان يحين الوقت ..
طلب منه ان ينتظر الي ان يحين وقت وضع الاميرة الكبرى لاول وريث لها ..


و ان تمكن " الطاغية " من الاطاحة بـ" الملك الشاب " و زوجته الاميرة الكبرى

عندها سيكون الوريث وحيدا تماما ..


فهم " الطاغية " ما كان يقصده قائد جيشه بسهولة ..


لم يمضي الكثير من الوقت علي ذلك ..
مرت بضعة اشهر بعد ان تزوجت الاميرة الكبرى بملك " أيزان " ..
مرت تسعة اشهر تقريبا و ستضع الاميرة اول مولود لها قريبا ..



أعطى قائد الجيش في " سيريان " امرا لجنوده بالذهاب الي " أيزان " ..
لم يستطع اي من جنوده ان ينفذ ذلك الطلب .. فلقد كان ذلك اقرب الي الانتحار ..
الي ان وافق اثنين فقط علي ما أمر به قائد جيش " سيريان " ..


كان ذالكما الاثنين اللذان وافقا علي طلبه هما توأم الحرب ..
كانت طلباتهما بسيطة .. مقابل اقتحامهما لمملكة " أيزان " سيحصلان علي المال ..
الكثير من المال و طلبا ان تتم ترقيتهما او ان يعملا مباشرة تحت امرة قائد الجيش ..


وافق " الطاغية " علي طلبهما ..
فأعطي لهما موافقته لهما بالذهاب ..


اقتحما الحدود و استمرا بالتوغل اكثر و اكثر داخل مملكة " أيزان " ..
و كانت اول قرية قابلتهما هي قرية " كورونا " قاما بمهاجمة تلك القرية وحدهما ..


كانت تلك الرؤية تراوض شاريوس بينما كان يتقدم برفقة جنوده ..


قرية تحترق و اطفال و شباب يموتون امام عينيه ..

اصوات صراخ كانت تملئ المكان و كان احدهم يقف بجانبه بينما كان يحاول الهرب ..


" شاريوس ..

سيد شاريوس .. هل انت بخير .. ؟! "


كان احد الجنود يحاول الحديث اليه و لكن شاريوس لم يكن منتبها ..

سرعان ما انتبه لما كان يجري حوله فتحدث بهدوء للجندي قائلا ..


شاريوس : لم اكن انتبه .. هل حدث شئ .. ؟!


رد الجندي الذي كان بقربه ..


" لا لكن تكاد ان تغرب الشمس قريبا .. و معظم الجنود بدائوا يشعرون بالتعب ..

نحن نسير منذ ساعات طويلة و اظن ان الوقت قد حان ليستريح الجنود لبعض الوقت .. "


كان هناك شئ اخر يشغل بال شاريوس و كان يبدوا واضحا انه كان كذلك ..

سرعان ما استجمع تركيزه ليرد علي الجندي قائلا ..


شاريوس : معك حق ..

هناك نهر قريب من هذه الانحاء .. سنخيم بالقرب منه الليلة ..

و غدا سنعود لنكمل المسير ..


رد الجندي قائلا ...


" اظن ان ذلك المكان سيكون مناسبا ..

نسيت ان اخبرك بشئ اخير ..


لا اظن اننا سنستغرق ثلاثة ايام للوصول الي هناك ..

لن يستغرق مننا الامر ثلاثة ايام لنصل الي قرية " يورا " سنصل الي هناك خلال يومين فقط "



عاد لطبيعته و ابتسم بشدة ..

ابتسم بشدة و تحدث للجندي الذي كان برفقته قائلا ..


شاريوس : سيكون ذلك جيدا ..



.

.

.


يتبع


ياريت ان الفصل يكون نال عجابكم .

و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية ..




2018/10/17 · 694 مشاهدة · 1480 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024