8 - توأم الحرب " الجزء الثاني "

اصبحت قرية " يورا " علي مرمي من البصر ..

اصبحت علي مقروبة كبيرة منهم ..

وصلوا اخيرا لها ..

علي عكس الليلة الماضية أختار ان يستريح جنوده هذه الليلة داخل المنازل التي كانت فارغة بتلك القرية ..

و بينما يمر الوقت ببطئ و تكاد ان تغرب الشمس عما قريب .. و القلق يساور عدد كبير من الجنود ..

اصبح من الصعب عليهم الحديث .. و علي عكس الليلة الماضية ..

التزم الجنود جميعهم الصمت .. بينما البعض الاخر اخذ يتلوا اخر صلواته ..

اقترب شاريوس من بعض الجنود و تحدث ..

شاريوس : اعلم ان بعضكم ما يزالون متعبين من عناء السير لوقت طويل ..

لكن لدي طلب ..

اريد بعضا منكم ان يذهبوا للاستكشاف ...

اريدكم ان تتقدموا الي الامام و ان تستطلعوا عدد الجنود الذين سنقابلهم غدا ..

اريد معرفا عدد الفرسان الذين اتوا مع توأم الحرب .. اريد معرفة عدد المشاة و الرماة ايضا ..

و سيكون جيدا ان اخبرتموني ما ان كان لديهم سحرة أتو برفقتهم ام لا ..

نظر الجنود بعضهم الي بعض ..

استمروا بالنظر لبعضهم البعض .. و بدا التردد واضحا علي وجه كل جندي ..

هذا طبيعي .. فطلبه لهم اقرب للذهاب الي الموت مباشرة ..

استمروا بمراقبة بعضهم بعضا ..

الي ان كاد ان يشعر باليأس .. شعر ان لا احد منهم لديه الرغبة بالذهاب و كاد ان يخبرهم بألا يفعلوا ..

الي ان تحدث ثلاثة منهم ..

" نحن سنذهب .. نحن سنذهب .. ليس هناك داعي لتجبر احدا غيرنا ليذهب .. "

" كل ما علينا فعله هو معرفة ما لديهم من الجنود فقط .. اليس كذلك .. ؟! "

اجابهم بلا تردد ..

شاريوس : سيكون معرفة عددهم امرا جيدا ..

ولكن ان شعرتم ان حياتكم ستكون في خطر انسحبوا بلا تردد ..

اجاب ثلاثتهم بدون تردد

" حسنا "

لم يمضي الوقت حتي تجهز الجنود الثلاثة للمغادرة ..

لم يأخذ اي منهم حمولة كثيرة حتي لا تؤثر علي سرعة تحركهم ..

و لم يمضى كثير من الوقت .. حتي انطلق الجنود الثلاثة مسرعين ..

انطلقوا بأتجاه الجنوب .. الاتجاه الذي سيأتي منه جيش توأم الحرب .. و معهما أكثر من أربعين ألفا من الجنود ..

يمر الوقت ببطئ شديد .. وسماء الليل تغطيها الغيوم و تحجب ضوء القمر و النجوم ..

شاريوس الذي اعتاد علي البقاء بعيدا عن جنوده لاول مرة يبدوا عليه القلق لارساله ثلاثة من جنوده الي مكان خطر ..

يمر الوقت ..

و لم ينم معظم الجنوج .. لم ينم اي منهم قط ..

فجميعهم يعلمون ان جيش سيريان قد يصل خلال لحظات سيأتون و بدون سابق انذار ..

و من بعيد ثلاثة احصنة تهرول عائدة من اتجاه الجنوب ..

مر الوقت اخيرا .. و عاد الجنود الثلاثة سالمين ..

عادوا مسرعين و بيدوا ن لديهم ما يقولونه ..

نزل احدهم مسرعا من علي جواده ليتجه الي شاريوس و يبدوا عليه الهلع ..

" اا...انهم يتقدمون بسرعة ..

انهم يتقدمون الينا بسرعة .. سيصلون إلينا غدا عند شروق الشمس ..

و جيشهم اكبر من أربعين ألفا .. انهم اكثر من خمسين ألفا .. "

نظر إليه بهدوء ثم تحدث ..

شاريوس : اتيتم معي و جميعكم أتي و هو مستعد لكي يموت ..

أربعون ألفا او خمسون .. لن يشكل عشرة ألاف اخرين فارقا بالنسبة لي ..

لكن ما هو مهم بالنسبة لي شئ وحيد .. هل تمكنتم من معرفة ما لديهما ..

حاول الجندي التقاط أنفاسه .. و ظل يتنفس بصعوبة استمر علي هذه الحال بعض من الوقت الي ان هداء اخيرا ..

" لديهما ما يقارب العشرة ألاف من الفرسان و عشرون من المشاة و مثلهم من الرماة ..

ليس لديهم اي ساحر برفقتهم ...و جيشهما مقسم الي قسمين فقط ..

الجناح الايمن يقوده الاكبر و به خمسة ألاف من الفرسان و عشرة ألاف من المشاة و نفس العدد من الرماة ..

بينما الجناح الايسر يقوده الاخ الاصغر وله نفس العدد من الجنود

كلاهما يتقدمان بسرعة .. حتي مع حلول الليل ما يزالالن يتقدمان الي الان ..

و ايضا .. اظن انهم لاحظانا .. لذلك لم نرد ان نخاطر بالاقتراب او البقاء بقربهم لوقت اطول .. "

انتهي الجندي من الحديث و جلس علي الارض بيأس .. جلس علي الارض و بدا واضحا انه فقد الامل بالنجاة ..

بينما شاريوس تركه خلف ظهره ليغادر .. تحدث أليه احد الجنود الذين سمعوا بما حدث ..

" الي اين .. ؟! "

التفت اليه بعينه اليمني ليقول بصوت هادئ كما اعتاد ..

شاريوس : سأذهب لاستريح .. سأستيقظ عند الشروق .. !

لم ينطق أي من الجنود بحرف .. و لم يعقب أحدهم علي ما قاله توا ..

اختار شاريوس ان يكون بعيدا عنهم و اختار ان يختلي بنفسه لبعض من الوقت ..

يمر الوقت ببطئ و الجنود نال منهم الارهاق لكن خوفهم منعهم من النوم او نيل قسط من الراحة ..

بينما شاريوس جلس علي اطراف القرية بأتجاه الجنوب .. الاتجاه الذي سيأتي منه توأم الحرب و جيشهما ..

يمر الوقت ببطئ .. ببطئ شديد .. و تلك الذكرى عادت لتطارضه من جديد ..

قرية يغطيها الثلج و الجليد و الدماء .. كانت قرية تحترق و جميع من فيها كان يصرخ ..

بينما صوت والدته يصيح بصوت عالي .." أهرب .. أهرب من هنا .. شاريوس "

بداء بالهرب بينما كان احدهم ممسكا بيده .. بداء بالهرب و كان يحاول مغادرة تلك القرية التي كانت تحترق ..

كان يجري و برفقته ذلك الطفل بيده .. و ما هي الا لحظات حتي ألتفت الي قريته ليراها لاخر مرة بحياته ..

ألتفت اليها ليراها و هي تحترق من بعيد .. وجد قريته تغطيها النيران و يغطي ارضها الجثث و الدماء ظل ينظر لقريته أسفا لما حل بها ..

الي ان لاحظه ذالكما الاثنين .. و ما هي الا لحظات حتي وصلا اليه .. صدم حقا لرؤيته لهما ذلك اليوم ..

جسده يرتجف من شدة الخوف .. امسك احدهما بالصغير الذي كان يمسك بيده و اخرج سكينا ..

اخرج سكينا ليشير بها الي عنق ذلك الصغير بينما الاخر ابتسم و كانت ابتسامته تلك توحي بالشر ..

ابتسم له بشدة قائلا .. " كننا ننوي قتلكما .. و لكن اظن ان لدي فكرة افضل .. "

اخرج سكينا هو الاخر و امسك بها بيده اليمني .. امسك بالسكين بيده اليمني و تحدث له قائلا ..

" ان صرخت .. ان صرخت سنقتله .. " و ما هي الا لحظات حتي اشار بسكينه ناحية عينه اليسرى ..

فتح عينه مرة أخري و هذه المرة تكاد ان تشرق الشمس ..

تكاد الشمس ان تشرق و الارض كانت تهتز .. تلك الاهتزازات كانت اعلانا لوصولهما للقرية ..

جنود سيريان يتقدمون ببطئ و بخطي ثابتة .. و الارض من تحتهم تهتز من كثرة عددهم ..

بينما أستمروا بالتقدم .. كانت انظار شاريوس و جنوده موجهة اليهما .. كانت انظار الجميع موجهة اليهما " توأم الحرب "

كانا بمقدمة جيشيهما و كلاهما يشبهان الاخر الا بأختلافات طفيفة .. كلاهما ضخم البنية و عريض الكتفين .. لهما ملامح وجه متشابهة ..

و لهما بشرة سمراء و بسبب ظلمة المكان تكاد ان تكون بشرتهما سوداء داكنة ..

لكن ثمة اختلاف حدث عن ما كان يتذكره شاريوس ..

فأحدهما اصيب بندوب حادة علي وجهه .. اصيب الاخ الاكبر بأصابات علي وجهه و يبدوا ان تلك الندوب ..

كانت تستمر الي اسفل جسده ايضا ..

استمر جنود سيريان بالتقدم الي ان اعطي كلا الشقيقان الامر للجنود بالتوقف ..

نظرا الي بعضهما البعض فضحكا بشدة ..

" هل هذا هو جيش " كيريان " حقا .. ؟! "

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال عاجبكم

وياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية

2018/10/29 · 664 مشاهدة · 1206 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024