رواية ساقط

كانت تتقدم بخطى بطيئة و هادئة بأتجاه الحاجز ..

الاتجاه الذي كان يتواجد فيه كلا من نيفيريا و الساقط ..

ظلت تتقدم بخطى بطيئة و هادئة .. بدت بالنسبة لها مسافة طويلة .

لكن رغم طول تلك المسافة لم تتردد تلك الصغيرة بالتقدم ..

ظلت تتقدم وعيناها ممتلئتان بالدموع ..

بينما نيفيريا مشغول بقتال الساقط الذي كان يزداد قوة بكل دقيقة تمر اكتملت بالفعل الاجنحة الاربعة

اصبح لدي الساقط الان ستة اجنحة اخيرا من اصل عشر ..

نيفيري الذي كانت الافضلية له في بداية القتال ..

و الذي بداء يواجه الساقط بتساوي قبل دقائق خلت من الان ..

الان هو بوضع دفاع تام ..

فلقد اصبحت حركة الساقط اكثر سرعة مما كان عليه قبل دقائق خلت من الان ..

نيفيريا : سحقا .. انه بمستوي مختلف الان ..

هل تمزحون معي .. كيف من المفترض بي قتاله الان دون قتله ..

ان لم اقاتله بجدية .. انا من سيموت و ليس هو .. !

انظار الجميع موجهة إليه .. إيجيس و من معه ينظرون الي قتال نيفيريا و الساقط عن كثب ..

بينما السماوي نظره منصب الي والده ..

السماوي بجانب والده الذي كان قد لفظ اخر انفاسه بالفعل .. و لكن ثمة خطب ما به ..

فعلي عكس ما حدث للساقط جسد الملك لم يبداء بالانهيار بعد موته .. !

يدرك السماوي ان ثمة خطبا ما و لكنه لم يعد يدري بحقيقة ما يجري ..

يمر الوقت ببطئ منذ ان بداء كلاهما القتال .. و اخيرا تغير مجري القتال بينهما ..

ازدادت سرعة الساقط اكثر فأكثر .. اصبحت حركته اكثر سرعة مما كان عليه سابقا ..

وقوته الجسدية باتت اكثر قوة مما كان عليه سابقا ..

نيفيريا الان بوضع لا يمكن ان يحسد عليه حقا ..

مهما حاول الحراك او التخلص من ذلك الحصار .. يجد نفسه محاصرا من جديد ...

نيفيريا : .. سحقا .. أليس من المفترض به ان يكون غير قادر علي الابصار .. ؟!

كلما حاول نيفيريا الحراك يجد الساقط بقربه ليوجه إليه الهجمات ..

مهما كان الاتجاه الذي يحاول نيفيريا التراجع إليه يجد الساقط بقربه من جديد ..

حتي عندما كان يحاول ان يقوم بتوجه هجمات إليه ..

بدا و كأن الساقط كان يعلم ما سيفعله نيفيريا حينها ..

نيفيريا : ردود افعاله اصبحت اكثر سرعة ايضا .. ؟!

لا ذلك ليس برد فعل .. انه يتصرف كما لو انه يستطيع ان يرى المستقبل .. !

سحقا .. سحقا ..

القتال بينهما اخذ وقتا اطول بكثير مما كان يتمناه نيفيريا ..

انه الان حقا بوضع لا يمكن ان يحسد عليه ..

نيفيريا : ليس لدي خيار أخر ...

لم يكاد ان يكمل جملته و اذا به يلتفت للخلف .. يلتفت الي الاتجاه الذي اتى منه سابقا ..

الاتجاه الذي كان يقف به إيجيس الذي وضع الحاجز حول الساقط ..

تستمر تلك الصغيرة بالتقدم بأتجاه الحاجز و عيناها ما تزال ممتلئة بالدموع ..

تستمر بالتقدم الي الحاجز بهدوء .. تتقدم الي الحاجز بينما "إيجيس" لا يسعه فعل شئ لمنعها ..

إيجيس لا يمكنه الاختيار ..

لا يستطيع الاختيار بين تركها لتتقدم او يقوم بأيقافها و يترك الحاجز لينهار ..

تستمر تلك الطفلة بالتقدم الي ان تعبر الحاجز اخيرا .. تعبر الحاجز و تتحول الانظر إليها أخيرا ..

"إيجيس" و من معه من الستة الاخرين ..

نيفيريا ينظر لها و بصوت يملئه الذعر تحدث لها ..

نيفيريا : ايا .. ابتعدي عن هنا الان ..

يتحدث لها و لكن بدا الامر وكأن هناك خطبا ما بها .. بدت و كأن صوته لم يصل إليها ..

كانت تبكي بينما كانت تتقدم ببطئ .. عبرت الحاجز ببطئ و ظلت تتقدم ببطئ ..

الساقط الذي كان يقاتل نيفيريا يبتسم .. يبتسم و اخيرا يتغير اتجاه نظره منه و إليها ..

بينما ابتسامته تلك بدت واضحا للجميع انه لا يقصد بها خيرا ..

يحاول نيفيريا منعه من الالتفات إليها لكن الاوان قد فات علي مساعدتها او انقاذ حياتها ..

او هذا ما كان يظنه نيفيريا حينها .. فقد كانت بعيدة جدا عن يديه ليحاول حمياتها ..

كانت بعيدة جدا بالنسبة إليه ..

تغير مكان الساقط خلال لحظات من جانب نيفيريا .. واصبح يقف خلف تلك الطفلة ..

يقف خلفها بلاحراك ينظر لها بصمت بينما كانت هي تلتفت لتنظر له ببطئ ..

تلتفت لتنظر له بينما كانت ما تزال تبكي و هي تنظر له ..

كل شئ يتحرك ببطئ بالنسبة لنيفيريا الذي كان يعلم جيدا ما سيجري لها ..

الساقط يحرك يده اليسري ناحية جسد تلك الطفلة ..

بينما نيفيريا لا يكاد يصدق ما تراه عيناه .. ينظر بذعر لما اصاب صغيرته امام عيناه ..

بدا بالنسبة له و كأنه كان عاجزا عن حمايتها ..

الصمت يملئ المكان .. بينما غضبه كان يزداد ..

و الجوهرة التي كان نيفيريا يبقيها معه يتغير كذلك لونها ..

يتغير لونها شيئا فشيئا الي لون ارجواني قاتم ..

"لتترك كراهيتك تتحكم بك .. أغضب .. أغضب أكثر و أكثر ..

ولتدع غضبك يسيطر علي تصرفاتك و طريقة تفكيرك ..

ألعن هذا العالم و أكره كل مافيه ... أقتله .. أقتله و لا تدع له فرصة أخري للبقاء .."

كان تلك الاصوات تتردد الي ذهنه بينما بدا غاضبا و بشدة ..

السبعة ينظرون الي ما يجري امامهم بخوف و صمت ..

إيجيس : ...

سيلين : مطر .. ؟!

رونن : لا .. ذلك ليس بمطر ..

إيجيس : انها مانا .. !

كانت تلك قطرات من المانا تهطل و بغزارة داخل الحاجز ..

كانت قطرات من المانا تهطل بغزارة داخل الحاجز و كان من الواضح ان نيفيريا كان سببها ..

هيئته كانت تتغير ببطئ مع هطول تلك الامطار داخل الحاجز ..

اصبحت هيئته اكثر شبها بشيطان اكثر مما تبدوا لبشري ..

بشرته سوداء داكنة و عيناه ارجوانايتان بلون اسود ..

و الجوهرة التي كانت بحوزته تغير مكانها لتصبح بمنتصف جسده ..

تتوهج الجوهرة بلون عيناه .. تتوهج الجوهرة بلون عين نيفيريا ...

الساقط بمكانه يقف بلا حراك بجانب جسد تلك الطفلة ..

عاد ليغمض كلاتا عينيه اخيرا ..

ليلتفت خلفه ليوجه نظره الي نيفيريا الذي بدا غاضبا بشدة ..

بينما نيفيريا عيناه تركزان علي الساقط ولا احد سواه ..

وبصوت غاضب .. تحدث إليه ..

نيفيريا : انت ميت ..

أكتملت ثمانية اجنحة للساقط من اصل عشرة ...

.

.

يتبع

ياريت الفصل يكون نال اعجابكم