2 - بداية سقوط "الجزء الثاني"

جندي : هيا ... تحرك ..

حان الوقت ليتم عرضك علي المجلس .


ما ان دخلت الي قاعة المحاكمة كان المكان مليئا بالناس بالفعل
رغم انني كنت مغمضا عيناي الا انني كنت اشعر بما يدور حولي
ذالك الشعور انا اعرفه جيدا ..

جميع من في القاعة و بلا استثناء كان ينظر الي كما لو انه يتمني لي الموت
كانوا ينظرون الي كما لو انني سلبت منهم شخصا عزيزا عليهم جميعا ..
رغم انني لم ارتكب اي ذنب كل ما تمنيته هو ان ابقي حيا دون ان اخاف من الموت


وبدائت المحاكمة حال دخول اعضاء المجلس السبعة للقاعة

الي ان بداء احدهم بالحديث الى


فليلتزم الجميع الصمت و لتبداء الان المحاكمة ..
قبل قليل وصلنا تقرير من رونن
واحد من حراس الملك السبعة يفيد انك حاولت مهاجمة اخيك و قتله
هل هذا صحيح .. ؟

اجبت علي سؤاله لى بهدوء .. و كنت اتحدث اليه و انا ابتسم ..


ساقط : و ماذا في ذالك.
انه اخي و حياته تنتمي لي وحدي
انا فقط من يقرر ان كنت ساقتله او ابقيه حيا ..

رد : و ماذا عن تلك الفتاة انها بريئة
و لا تمت لك بأي صلة او حتي قرابة .. لم هاجمتها

ساقط : نه خطأها هي من البداية ..
كان عليها اختيار مكان أخر لتذهب و تلعب فيه
اختارت مكانا خاطئ و اختارت التوقيت الخاطئ لتتواجد فيه

رد : هل حاولت قطع اجنحتك و سرقة اجنحة اخيك ؟

ساقط : اجل .. ظننت انني ان فعلت هذا سابقي حيا
و لن اموت او يحكم علي بالاعدام

رد : و ماذا عن اخيك الا يهمك امره ..

ساقط : امره لا يعني لي شيئا
سواء بقي حيا او لقي حتفه لم يكن امره يعني لي شيئا .

"نظر اعضاء المجلس الي بعضهم بعضا قبل ان ينطقوا بحكمهم

كان الامر واضحا و لم يكن هناك داعي للتفكير .. حتي انا كنت اعلم ما كان قرارهم .."

رد : بالأجماع ...
بالأجماع نحن نجدك مذنبا في كل الاتهامات التي وجهت اليك
و بالاجماع ايضا نحكم عليك بالموت ..!

ساقط : الن تتركوا لي فرصة للدفاع عن نفسي حتى ..

رد : الامر سيكون مضيعة للوقت
لسنا بحاجة للتفكير بالامر حتي ..

انظر جيدا لنفسك .. انت حتي لا تشعر بأي ندم لما فعلت
لست نادما ابدا علي مهاجمة اخيك او حتي مهاجمة فتاة بريئة
لست الا "ساقطا" يحاول التصرف بكبرياء .


"يبدوا انها النهاية ..
مهما قلت او حاولت التحدث اليهم لن ينصت اي منهم لي...
مع ذالك اظن انني لست مستائا انها النهاية الملأمة لشخص مثلي"


"في ذلك الوقت ظننت انها النهاية حقا
ظننت ان كل شيئ سينتهي لحظة نطقهم بالحكم

الي ان صاح احدهم بصوت عالي قائلا انا اعترض..!
كان الصوت عالي حتي ان كل من في المكان كان قادرا علي سماع صوته"

بعالمي سلطة المجلس مطلقة .. و قراراتهم و حكمهم لا جدال عليها

ولا يحق لاي كان ان يعترض عليها .. الا شخصا واحدا

له سلطة مساوية للمجلس هذا ان لم يكن له سلطة اعلي منهم ..

لكن لم هو هنا ... لم ذالك العجوز هنا ..؟!


الملك : انا اعترض ..

"امتلئت القاعة بالارتباك و الحيرة
و جميع المتواجدين كانوا يتسألُن لما الملك يحاول حماية الـ"ساقط"..
نظر اعضاء المجلس لبعضهم بعضا مرة اخري و بداء احدهم بالحديث الي الملك"


مـ.... مولاي
هل لي بالسؤال لم تعترض علي الحكم يا سيدي ..؟

الملك : كل ما في الامر انني لا اريد رؤية من حولي يموتون ..!

حتي و ان كان ساقطا سيبقي ذالك الفتي أبني ..!
لن اتخلي عنه .. لن اتخلي عنه و عن أخيه


رد : لا يمكن لأحدنا مخالفة أوامرك يا مولاي لكن ..
انه قانون عالمنا لم يتجرأ احد قط علي تغييره او الاعتراض عليه ..

الملك : حتي و ان كان القانون علي خطاء ..؟

رد : ما الذي تقصده يا سيدي ..؟


"كان يتحدث ابي ... بينما كان ينظر لي ... "


الملك : لا .. لا تهتم لما قلت
كل ما في الأمر انني اردت تغيير ذاك القانون ..
أريد ان آرى بعيناي هاتين اي نهاية يريد ان يكتبها بيديه ..



رد : اذا هل تسمح لي يا مولاي بان أسئل
ان كان لديك حكم اخر لننفذه علي ذالك الـ"ساقط" عوضا عن قتله ..؟

الملك : اه لدي بالفعل اقتراح
لينفي الي "المقبرة" ...
لينفي هناك و يقضي ما بقي من حياته هناك ..


ساقط : ابنك ..
تقول لأنني ابنك ... لن تتخلي عني او عنه ..

انت حتي لم تكن تهتم لامري .
لا انت حتي لم تكن تعير أى منا الاهتمام ..

و الان تريد القول انك تهتم ..؟!


ايضا لم كان علي ان اعاني هكذا ..
لمذا يتم تقرير مصيري من قبلكم .. ؟!


فقط بسبب ان لون اجنحتي مختلفة او لأنها لا تشعركم بالأرتياح ..
لم علي ان اعيش في خوف مستمر من الموت .. او ان انفي بينما اخي هو من يبقي حيا
تذكُر وجهه الغبى ذالك يجعلني حاقداً عليه اكثر و اكثر ..


"كنت مغمضا عيناي و انا أتحدث اليهم ذلك الوقت
لكنني سمعت صوتا اثناء المحاكمة و كان صوتاً حزينا يمكنني ان اعلم لمن يكون
انه اخي.. كان يبكي ..

انه صوت بكأه بلا شك
بقيت ما بقي من الوقت ملتزما الصمت .. و حاولت النظر الي الارض
لم ارد منه ان يراني علي هذه الحال وقتا اطول ..


نظر اعضاء المجلس الي بعضهم بعضا مرة اخري
الي ان نطق احدهم بالحكم مرة اخري"


اذا ... توصلنا الي حكم اخيرا ..
قررنا نحن المجلس ان نحكم علي الـ"ساقط" بأن ينفي
و ان يسجن في "المقبرة" لما بقي له من حياة

لتسجن هناك و تتعفن مع مرور الوقت ايها الحثالة ..


استغرق التحضير لنقلي من عالمي الي المقبرة بعض الوقت ..

فتحت الابواب ..


ساقط : في البداية لم اعرف ما الذي كانوا يتحدثون عنه بحديثهم عن "المقبرة"
لكن لحظة دخولي الي المقبرة ادركت سبب تسميتها بذاك الأسم ...



.
.
.



يتبع ....



القصة من تأليفي اتمني فعلا انها تنال اعجابكم

و اتمني كذالك ان طريقتي في الكتابة تكون مناسبة


و ياريت تعذروني علي اي اخطاء املائية





2018/08/12 · 821 مشاهدة · 965 كلمة
4p7
نادي الروايات - 2024