استيقظ دامهو في وقت مبكر من الصباح، قبل شروق الشمس. بدأ يتحرك بنشاط وحيوية، وكان أول ما قام به هو غسل الأرز وتحضير الطعام.
في تلك اللحظة، اقتربت يونسوها منه.
"استيقظت مبكرًا. هل هناك ما يمكنني مساعدتك به؟"
"لا، شكرًا."
كان رد دامهو قاطعًا وحاسمًا، مما جعل يونسوها تشعر بالإحراج قليلاً.
استمر دامهو في تجهيز الخضروات وتتبيلها دون أن يكترث بها.
راقبت يونسوها دامهو بإعجاب ودهشة. فمنذ انضمامها إلى جماعة وودانغ، لم تقم بإعداد الطعام مرة واحدة.
كانت في مكانة عالية كابنة لزعيم طائفة وودانغ، ولم يكن من المتوقع منها القيام بأعمال الطهي. كانت تركز على تعلم فنون القتال، وهو ما كانت تعتقد أنه أفضل لجماعتها.
أما دامهو، فكان تلميذًا أول في جماعة هواسان، ومع ذلك كان يعد الطعام بنفسه، مما جعله يبدو مختلفًا وغير تقليدي في نظرها.
كان لدى دامهو أسباب خاصة لتولي هذه المهمة بنفسه. عندما بدأ في تعلم فنون القتال بشكل جدي، تولى معلمه هيونسو جينين مسؤولية الطهي، ليمنحه الوقت الكافي للتدريب. أراد دامهو أن يعد وجبة لمعلمه قبل أن يغادر الجبل.
جهز دامهو الطعام بعناية، وكان يفعل ذلك بخشوع شديد لدرجة أن يونسوها لم تستطع سوى المشاهدة.
عندما انتهى من الطهي، عاد تشينهو جينين. كان قد خرج لاستنشاق هواء الصباح الباكر واستقبال الطاقة النقية من جبال هواسان.
"رائحة الطعام تبدو شهية."
انحنى دامهو بتواضع.
خرج هيونسو جينين من الغرفة في تلك اللحظة.
"أوه، رأسي يؤلمني."
"معلمي."
"هل استيقظت بالفعل؟ أم أنني آخر من استيقظ؟"
كان هيونسو جينين يضغط على رأسه بألم، مما جعل تشينهو جينين يبتسم.
"هل تشعر بتحسن؟"
"نعم... أو ربما لا."
جلس هيونسو جينين على السرير وهو يمسك برأسه. ضحكت يونسوها وتشينهو جينين على صراحته.
أحضر دامهو صينية الطعام إلى السرير.
"بعد تناول الطعام، ستشعر بتحسن."
"شكرًا لك، هويا. الجميع، تفضلوا بالطعام."
"أنا ممتن للغاية."
جلس تشينهو جينين أولًا، تلاه يونسوها. كان المشهد على الطاولة مختلفًا عن الأيام السابقة، حيث كانت الأجواء مفعمة بالحيوية.
رفع دامهو ملعقته وتوقف للحظة، متأملًا المشهد أمامه. تبعته أنظار الجميع.
تطايرت بتلات الزهور مع الرياح وسقطت على الطاولة، مما أضفى لمسة جمالية على المكان.
"هذا هو أجمل منظر في العالم. لم أرَ مثل هذا المنظر في حياتي."
ضحك تشينهو جينين بصوت عالٍ.
بعد الانتهاء من تناول الطعام، تولى دامهو أيضًا مهمة غسل الصحون. قام بذلك دون أن يشكو أو يتذمر.
راقبت يونسوها دامهو بعناية.
"هل هو التمرين عشر آلاف مرة؟"
كانت تتذكر كلام معلمها تشينهو جينين، الذي لا يقول مثل هذه الأمور عبثًا.
شعر دامهو بنظرات يونسوها فرفع رأسه.
"هل هناك شيء على وجهي؟"
"لا، لا شيء."
هزت يونسوها رأسها، وعاد دامهو إلى غسل الصحون. شعرت يونسوها أن هناك شخصًا ما يذكرها به.
'يبدو مثل الأخ جين، لكن...'
هزت يونسوها رأسها لتنفي هذه الفكرة.
'هذا مستحيل. لا يوجد شبه بينهما. لا في الشكل ولا في الطباع. لابد أنه مجرد وهم.'
أقنعت نفسها بأنها مخطئة.
في جماعة وودانغ، ظهر موهبة نادرة مثلما حدث في جماعة هواسان بظهور ميونغ جين. كان اسمه جين مو يونغ، وكان يُعتبر الموهبة الأعظم في المئة سنة الأخيرة في جماعة وودانغ.
كان يتلقى تدريبات مكثفة من جميع كبار الجماعة، وكان يُظهر مهارات فائقة في فنون القتال.
كان جين مو يونغ مختلفًا تمامًا عن دامهو. كان دائم الابتسامة، ومهذبًا مع الجميع، ومخلصًا لجماعته.
لذلك، كان الجميع يحبونه ويحترمونه. كانت يونسوها واحدة من هؤلاء الذين يكنون له الاحترام.
رغم أنه لم يكن هناك أي شبه بين جين مو يونغ ودامهو، إلا أن يونسوها لم تستطع إلا أن تشعر بتلك الطمأنينة عندما تراه.
نظرت إلى يدي دامهو الخشنتين والمليئتين بالندوب.
'كيف لم ألاحظ هذه الآثار من قبل؟'
عادةً ما تراقب المحاربين الآخرين لتحديد مستوى مهاراتهم من خلال مظهرهم. لكنها لم تفعل ذلك مع دامهو.
أدركت يونسوها السبب في ذلك.
'كنت أركز فقط على عرجه. شعرت بالشفقة عليه ونسيت أنه محارب في جماعة هواسان.'
لامت نفسها على هذا الخطأ. كان ذلك بسبب نقص خبرتها.
أدركت الآن لماذا أحضرها معلمها إلى هنا.
'أراد معلمي أن يعزز خبرتي.'
شعرت يونسوها بامتنان كبير تجاه معلمها. أدركت كم كانت محظوظة أن يكون لها معلم مثله.
كانت رحلتها إلى هواسان تحمل لها الكثير من الفوائد.
"تشونغينغ الصغير."
"......"
رفع دامهو رأسه ونظر إليها. ابتسمت له يونسوها.
"هواسان جميلة جدًا."
أومأ دامهو برأسه.
عندما وصلوا إلى قاعة تشيونغونغ، كانت الشمس قد ارتفعت في السماء. كان تلاميذ جماعة هواسان مصطفين في الساحة.
"معلمي، سنرافقكم."
تقدم موكيونغ نحو هيونسو جينين. كان خلفه أونيونغ وثلاثون تلميذًا آخرين.
"هل سينضمون جميعًا؟"
"نعم."
"أمر الزعيم، صحيح؟"
"نعم."
ابتسم هيونسو جينين بسخرية.
كان التلاميذ الذين يقفون خلف أونيونغ من أفضل المواهب في جماعة هواسان.
'يبدو أن الزعيم مصمم على المخاطرة. يرسل أفضل المواهب في جماعة هواسان في رحلة محفوفة بالمخاطر.'
كان هؤلاء يمثلون مستقبل الجماعة. كان الزعيم يأمل في تحويل الأزمة إلى فرصة، ويمنح تلاميذه فرصة للتعلم والنمو تحت حماية جماعة وودانغ.
هز هيونسو جينين رأسه ليطرد هذه الأفكار. مهما كانت الحقيقة، كان عليه أن يشارك في الرحلة.
كان عليه أن يحمي تلاميذ جماعة هواسان.
أشار هيونسو جينين بيده.
"تعال هنا، هويا."
تقدم دامهو.
تحدث أونيونغ بصراحة.
"هل سينضم تشونغينغ أيضًا؟"
"نعم."
"هذا خطير جدًا، معلمي. من الأفضل أن يبقى في جماعة هواسان."
عبّر أونيونغ عن مخاوفه.
"لا بأس."
"نحن نعاني بالفعل من حماية معلمي. إذا حدث شيء، قد لا نستطيع الاهتمام بتشونغينغ."
كان حديث أونيونغ باردًا وخاليًا من المشاعر، مما جعل موكيونغ يتصبب عرقًا.
"ما هذا الكلام أمام معلمي؟"
"أنا أقول الحقيقة، أخي."
"معلمي لديه أسبابه. توقف عن الحديث."
"حسنًا."
تراجع أونيونغ، لكن عينيه لم تعبرا عن الموافقة.
نظر موكيونغ إلى دامهو.
"لا تأخذ كلامه على محمل شخصي."
"لا أهتم."
كان دامهو صادقًا، لكن موكيونغ شعر بالأسف.
انحنى موكيونغ نحو هيونسو جينين.
"أعتذر، معلمي."
تنهد هيونسو جينين بعمق.
"لا بأس."
نظر موكيونغ إلى التلاميذ الآخرين.
"هل أنتم مستعدون؟"
"نعم!"
أجاب التلاميذ بصوت واحد.
"إذاً لننطلق."
تقدم موكيونغ، وتبعه تلاميذ جماعة هواسان.
تبعهم هيونسو جينين، ثم نظر إلى قاعة تشيونغونغ.
رأى هيونتشون جينين يقف في الطابق العلوي، ينظر إليهم بعمق.
'الزعيم.'
كانت نظراته عميقة وغير قابلة للتفسير.
انحنى هيونسو جينين ثم بدأ بالنزول من الجبل.
ظل هيونتشون جينين واقفًا يراقب حتى اختفت صور التلاميذ.
كان دامهو ينظر إلى المسار الذي سلكه بعيون جديدة. كانت هناك مسارات صعبة ومليئة بالتحديات.
رأى موكيونغ يقترب ويضحك.
"لماذا تنظر بهذه الطريقة؟ كأنك لن تعود أبدًا."
"......"
"مجرد مزاح. لا تقلق."
وضع موكيونغ ذراعه على كتف دامهو.
"أليس هذا المكان رائعًا؟ هواسان عندما تتفتح الأزهار... كيف لا يمكن أن نحب هذا المكان؟ لذا لا تقلق. سنعود بأمان، وسنرى الأزهار تتفتح مرة أخرى."
لم يجب دامهو، لكن موكيونغ لم يلاحظ برودة نظراته.
'أنا لا أحب هواسان لأجل الأزهار. حتى لو تفتحت الأزهار، فإن هواسان بدون معلمي لا تعني لي الكثير.'