انتهى الياس من الحديث مع رقم سبعة ، ثم وقف ورمى كرة صغية قامت بتفتيت الجثة تحته ، مشى عدة خطوات ثم توقف ونظر الى العبيد المحبوسين في الاقفاص وفكر "" ان تركتهم هكذا سيموتون من الوحوش البرية ، وان اطلقت سراحهم وتركتهم هنا سيموتون ايضا ""

عاد الياس الى الاقفاص ، وعندما اقترب منها ، بدا العبيد بالرجوع الى زاوية القفص وهم مرعوبون منه .

ا_ لن اقوم بقتلكم ولا ايذائكم ، ساحرركم من هذه الاقفاص واقوم بحمايتكم حتى المدينة التالية التي كنت ذاهبا اليها مسبقا ، ان اردتم الذهاب معي فاهلا وسهلا ، وان اردتم الذهاب بمفردكم لن امنعكم .

دمر الياس الاقفاص واخرج العبيد ، كان هنالك حوالي 30 شخصا ، واغلبهم من النساء ، بالنسبة للرجال كان هنالك خمسة وهربوا خوفا من الياس مباشرة بعدما اطلق سراحهم ، وغادرت بقية النساء ايضا عدا فتاة صغيرة ، تبدو في سن 13 .

ا_لماذا لم تهربين ايضا ..

.

ب_ ليس لدي مكان للذهاب اليه ، اتمنى ان تقوم بقتلي دون الم ، لا اريد العيش بعد الان .

ا_ هذا تفكير يائس حقا ، هل قاموا بتعذيبك ؟.

ب_ تعرضت قريتي لموجة من الوحوش التي جائت من الغابة العظيمة ، وبعدما قتلت والدتي التي كانت ترعاني ، امسك بي تجار العبيد و قبضوا على الاشخاص الذين كانوا معي ايضا ، وبعد وضعنا بالاقفاص ونقلنا لمدة طويلة حصل هذا .

ا_ موجة الوحوش ، تذكرت شيئا عن هذا ، اذا يبدو ان والدتك ماتت منذ وقت قريب ، لهذا انت يائسة من الحياة ، لن اقوم بقتلك ، ولن اسمح لك بقتل نفسك ، عليك الاستمرار بالعيش .

ب_ لماذا يجب ان اعيش ؟

ا_ هذا لا يحتاج الى سؤال ، هنالك الكثير من الاطعمة الفريدة التي عليك تذوقها قبل الموت ، و هنالك الاماكن الجميلة التي عليك زيارتها ايضا ، وهنالك الكثير من الحثالة كتجار العبيد الذين عليك القضاء عليهم ،وايضا هنالك الوحوش التي انت بحاجة للقضاء عليها ايضا ، صدقيني هنالك اشياء كثيرة لفعلها ، عليك ان تعيشي لاجل والدتك على الاقل ، فان كانت حية لما سمحت لك بالانتحار .

ب_ اذا لماذا انت تعيش ؟ ، ما هو هدفك من هذه الحياة .

ا_ ليس هنالك هدف ، اريد فقط الاستمتاع بالحياة التي اعيشها واستكشاف الاشياء الجديدة والغريبة ، وايضا اريد قتل بعض الحثالة من وقت لآخر ، اذا ما رأيك هل تذهبين معي الى المدينة التالية ، ام اقوم بتقييدك واخذك الى هناك ، لا تخافي لن افعل اي شيء سيء لك ساطلق سراحك في المدينة واعطيكي بعض المال ، وساعطيك منزلا ، ويمكنك البدأ بالبحث عن هدف للحياة .

ب_ حسنا لست بحاجة لتقييدي ، ساذهب معك .

ا_ هذا جيد ، لكن اولا علينا ازالة طوق العبيد هذا .

قام الياس بتدمير الطوق حول رقبة الفتاة ، واكمل رحلته ، وبعد عدة ساعات وبينما كانوا يمشون سمع الياس صوت معدة الفتاة الجائعة ، فتوقف للاستراحة وبدأ بتحضير بعض اللحم المشوي .

ا_ لم تخبريني باسمك حتى الان .

ب_ كلوي

ا_ تناولي طعامك ، وسنخيم هنا الليلة ، وعندما تبدأ الشمس بالظهور سنكمل المسير .

ب_ لماذا لا تملك حصانا ، او وحشا لتركب عليه .

ا_ احب المشي اكثر ، ولا احب تربية الوحوش.

ب_ ما هو اسمك .

ا_ الياس .

تناولوا الطعام وذهبت كلوي للنوم على العشب ، لم يجلب الياس معه خياما او ما شابه ذلك ، لانه لا ينام في العادة عندما يسافر ، وليس بحاجة لتناول الطعام ، وهذا بسبب قوته العقلية الكبيرة وطاقته الروحية ، وايضا لا يحتاج للطعام بسبب الطاقة السوداء وطبيعة جسده التي تسمح له باخذ الغذاء من الطاقة السوداء مباشرة .

وبالرغم من ذلك ، يتناول الياس الطعام ، بسبب عادته القديمة ، ولانه يحب تناول الاطعمة اللذيذة ، مثل ميليسا تماما ،ولكن ليس بشكل مبالغ فيه .

قبل ان يظهر ضوء الشمس بنصف ساعة ، استيقظت كلوي بسبب كابوس ، لذلك بدأوا المسير مبكرا ، وبعد ساعات عديدة ، عندما بدأت الشمس تغيب وصلوا الى مدينة كبيرة .

توجه الياس الى احدى الاحياء المتوسطة لشراء منزل ، وعندما رات كلوي الياس يسال عن منزل للبيع ، تذكرت ما اخبرها اياه الياس سابقا .

امسكت كلوي بيد الياس .

ا_ لا اريد البقاء هنا .

ب_ اذا الى اين ستذهبين ؟

ا_ سارافقك .

ب_ لا يمكنك ذلك ، انا اعيش في مكان لا يقبل الغرباء .

_ اريد مرافقتك ، ليس لدي مكان اذهب اليه ، ولا اريد العيش بمفردي .

شدت كلوي يدها الممسكة بيد الياس ، فدخل الياس في تفكير عميق ، "" سيكون من الصعب عليها العيش بمفردها ، حسنا ساجعل رقم سبعة يعتني بها عندما اعود الى العاصمة ""

ب_ حسنا ساسمح لك بمرافقتي ، دعينا نستاجر غرفة اولا ، علينا الاستحمام ، وبعدها سنذهب لشراء بعض الملابس لك ،ثم نتناول بعض الطعام .

انتهوا من تناول الطعام باحد المطاعم الفاخرة ، ثم توجه الياس الى سيرك رأى له عدة منشورات في الشوارع .

في حديقة كبيرة كان هنالك الكثير من الناس والمتاجر المؤقتة ، يبدوا كمهرجان ، راى الياس الكثير من الباعة الجوالين ، وراى اشخاصا يقدمون عروضا بهلوانية ، وكان هنالك حتى حلبة للمقاتلين ، واكثر شيء ملفت للنظر هو خيمة السيرك العملاقة ، قطع الياس تذكرتين ثم دخل وجلس بين الجمهور الكبير الذي ينتظر العرض .

راى الياس العديد من الكائنات الغريبة ، التي تم تدريبها لتقوم بعروض جديدة لم يرها من قبل ، ورأى عدة اشخاص يقومون بحركات بهلوانية صعبة ، وكان هنالك سياف يقوم بمراوغة سريعة لعدة كرات من سحر المياه وهو مغمض العينين.

قدر الياس ان هذا السفاح لديه تقارب للرياح ، بسبب حركته السريعة ، ولانه يستطيع الشعور بحركة الهواء من حوله ، لذلك ليس بحاجة للرؤية لتجنب المقذوفات المائية.

انتهى العرض وكان الياس يراقب كلوي ، ويبدو انها كانت معجبة بالاشياء التي راتها لاول مرة في حياتها ، لكنها لم تتحدث اطلاقا فقط راقبت بصمت ، لكن حماسها لما حولها كان واضحا لالياس .

ا_ هل ما زلت تريدين الموت ؟

فكرت كلوي لبعض الوقت ، ثم تحدث بصوت ضعيف للغاية ، لن يستطيع الانسان العادي سماعه ، لكن حواس الياس على مستوى اخر .

ب_ ساستمر بالعيش

ابتسم الياس ولم يقل شيئا اخر .

2022/11/06 · 1,030 مشاهدة · 987 كلمة
Ibrahim.Da
نادي الروايات - 2025