في غابة سوداء ، وقف رقم سبعة ، و البقية خلفه ، و كانوا ينظرون الى الارض امامهم ، لم يكن هنالك اي شيء مميز بهذه الارض و الاشجار السوداء حولها .
تحدث الرقم اربعة عبر السوار .
1_ سأبدا بتشغيل آلة النقل عن بعد ، ابتعدوا قليلا .
2_ تراجعوا .
نظرا لان المسافة كانت بعيدة للغاية ، فان آلة النقل عن بعد سينتج عنها بعض التشوهات المكانية التي لن يرغب اي احد بالاقتراب منها .
فجأة ظهرت شرارات كهربائية ، و اختفت بنفس السرعة ، و يمكن رؤية قطعة معدنية اسطوانية الشكل .
تحدثت ميليسا بحماس واضح على وجهها الطفولي .
3_ هل ارسلوا لنا قنبلة كبيرة من القاعدة ؟ ، هل سنحدث انفجارا عظيما ، انا ساقوم بتفجيرها .... ماذا لماذا تنظرون الي هكذا ، لقد طلبت ذلك اولا ، هذه قنبلتي ، اذا لم اقم انا بتفجيرها ساخبر سيدي انكم لا تسمحون لي بفعل اي شيء .
تحدث رقم ثمانية بصوت ضعيف .
4_ رقم ستة
5_ اترك الامر لي .
في اللحظة التالية ، وجدت ميليسا نفسها بين الغيوم ، وبدأت بالسقوط في الهواء .
طوال الساعة التالية ، كانت ميليسا كلما اقتربت من الارض ، ستجد نفسها بين الغيوم .
لم تكن خائفة ، بل استمرت باخبار رقم ستة عبر السوار ، ان تقوم بنقلها الى مسافة اعلى .
و اثناء السقوط الحالي ، كان هنالك تنين ابيض اللون ، يطير في المسافة ، و عندما طار بجانبها فكر باستغراب ، "" ماذا يفعل هذا الانسان هنا ! "" ، توقف التنين قليلا و راقبها لبعض الوقت ، ثم لاحظ وجود سحر للفضاء يقوم بنقلها الى ارتفاع عالي كلما اقتربت من الارض .
"" هذه الفتاة المسكينة ، لا بد ان بعض البشر الحقراء يقومون بتعذيبها "" هذا ما كان يظنه التنين ، لانه سمع صوت صراخها و لانه لم يستشعر اي نوع من المانا بداخلها ، لذلك ظنها انسانا عاديا .
"" لا تقلق ايها المخلوق الضعيف ، سانهي عذابك هذا "" ، و في اللحظة التالية ، فتح التنين فمه و ابتلع ميليسا .
في نفس الوقت ايضا ، نظرا لانها دخلت جسد التنين ، لم تستطع رقم ستة استخدام سحر الفضاء داخل جسد التنين ، لاسباب عديدة ، اولها هو وجود روح في هذا المكان ، مما يمنع احداث تشوه الفضاء ، و ثانيا الكمية الكبيرة من المانا الموجودة بجسد التنين ، و التي تمنع مرور اي نوع من الطاقة الغريبة ، و ايضا سيشعر التنين بمحاولة نقل المانا ذو سمة الفضاء الى جسده ، و قد يهاجمهم مباشرة بعد محاولة مهاجمته .
تحدثت رقم ستة بفرح .
5_ لقد تخلصنا منها .
رد رقم ثمانية مصدوما
4_ ماذا فعلتي !!؟ ، لن يسمح لنا سيدنا بان نقوم بقتل اي احد منا ، هل تريدين اغضابه ؟
5_ اهدأ ايها الصغير ، لن اجرؤ على مخالفة اوامر سيدي بالتأكيد ، و لن اقوم بأي شيء سيزعجه ، كل ما في الامر ان هنالك تنينا كان يمر من هنا ، و يبدو انه جائع ، فقام بالتهامها .
الجميع : !!!!
في هذه اللحظة شعر الجميع بالسعادة و الارتياح ، لانهم تخلصوا منها دون ان يكون لهم اي علاقة بذلك .
بعد عدة دقائق في مكان آخر وقف التنين الابيض على قمة جبل ، و قام باخراج ميليسا من فمه ، و وضعها على الارض ، قبل ان يستدير ليغادر ، ولكن ميليسا التي جلست على ركبتيها دون حراك و دون اصدار اي صوت ، مليئة بلعاب التنين ، بدأت بالبكاء فجأة و بقوة .
فكر التنين بحرج "" هل تبكي بسبب لعابي ام انها خائفة مني .. لقد وجدتها ، لا بد من انها تبكي بسبب شعورها بالحرية و وصولها الى الارض ، بعد كل التعذيب الذي كانت تمر به ""
بعد التأكد من انه ليس السبب ، قرر التنين الاستدارة و المغادرة ، لكن كلمات ميليسا اوقفته بارضه .
تحدثت ميليسا هذه الكلمات اثناء بكائها
1_ لماذا .. لماذا فعلت ذلك كانوا سيفجرون ذلك المكان ، لماذا ابعدتني .. لن استطيع رؤيته ينفجر .
توقف التنين قليلا ، و شعر انه فعل شيئا فظيعا ، يبدو ان هذه الفتاة كانت ستحصل على انتقامها ، لكنه منعها من رؤية الاشخاص الذين قاموا بتعذيبها و هم يموتون ، و قد يكون منعها من الانتقام اصلا .
تردد التنين قليلا ثم بدأ بالمغادرة ، لكن صوت بكاء هذا المخلوق الضعيف جعله يشعر بالسوء ، فنظر الى نفسه باستحقار وفكر بغضب "" منذ متى بدأت التنانين بالتنمر على الضعفاء "".
2_ تعالي ايتها الفتاة الصغيرة ، ساريك مشهدا لن تنسيه طوال حياتك .
اخذ التنين ميليسا وعاد الى طائفة الضباب الاخضر ، و عندما اصبح على بعد 10 km ، بدأ بتجميع الطاقة في فمه ، ثم اطلق شعاعا قصيرا من الطاقة البيضاء المتفجرة ، وعندما اقتربت من اراضي الطائفة ، ظهر درع قوي من المانا ، لكن الشعاع كسره بسهولة ، و عندما لامس الارض حصل انفجار ادى الى نسف نصف اراضي الطائفة ، وقتل جميع من كان موجودا ضمن نطاق الانفجار .
2_ هل انت راضية الان ؟
اختفت الدموع من عينيها ، وبدأت بالتصفيق و القفز من شدة الفرح ، و ذلك لسببين ، الاول هو رؤية هذا الانفجار العظيم ، و الثاني هو لانها كانت تظن بان الياس سيثني عليها بالتأكيد ، عندما تخبره انها احضرت تنينا ليصنع انفجارا اقوى من انفجار القنبلة التي كان سيفجرها.
قام التنين بوضع ميليسا على الارض ، و غادر بعد ان ارتاح ضميره.
ركضت ميليسا باتجاه الغابة السوداء ، لتفتخر بنفسها امام اخوتها، وعندما حاولت التواصل معهم ، لم تستطع اجراء اي اتصال عبر السوار ....، يبدو وكأنهم لم يعودوا موجودين في هذا العالم .
نظرت ميليسا الى الدمار في المسافة وبدأت بحك رأسها بحرج "" هل قتلوا بسبب الانفجار ؟""
حسنا ليس هذا ما حصل ، قبل دقيقتين.
كان الرقم ثمانية يقود البقية ، في ممرات تحت الارض ، وعندما وصلوا الى الغرفة التي تحتوي على اجهزة تمنع صنع شقوق فضائية داخل هذه الغرفة .
،ويبدو انها الوحيدة التي تملك العديد من انظمة الحماية وحارسين قويين خارج الباب المؤدي الى الداخل .