لمدة يومين دارت مناقشة طويلة ، في غابة الجان .
واهم ما نتج عنها :
* وضع خطة لكيفية توزع قوات التحالف في الشمال .
* موعد الانطلاق ، وكيفية التنسيق بين الجيوش .
اذ ان ملكة الجان ، ارادت اتخاذ موقف دفاعي حاليا ، لان قوة الاعداء لا تزال مجهولة .
وفي اليوم الثالث ، وقبل ان تكتمل عملية تحصين الحدود ونشر الدفاعات ، حصل اول التحام مع الاعداء .
لم تكن التقارير ايجابية ، اذ ان مساحة كبيرة ، قد تم الاستيلاء عليها .
وكانت خسائر وضحايا الحرب ، معظمها من التحالف .
فتم عقد اجتماع طارئ مع الجينيرالات العشرة المؤقتين لقوات التحالف ، برئاسة ملكة الجان .
اذ ان ملك الاقزام ، و ملكين من البشر ، ولورد لاحدى اخطر مناطق الوحوش ، و ستة غيرهم ، تم تعينهم كجنرالات .
. . . . . . . . . . . . . . . .
في غرفة داخل قصر الجان ، وضعت عشرة كرات بلورية ، وكل واحدة منها كانت تعرض صورة حية لاحد الجينيرالات .
1_ على كل واحد منكم ان يخبرنا كل ما يعرفه عن الاعداء.
تحدث احد ملوك البشر
2_ اذا سابدأ انا ، .. اولا يمكنني القول بانهم يشبهون غولمات الاقزام ، ولكنهم اكثر قوة بكثير ، لا يملكون مشاعر ، انتحاريون ، اعدادهم هائلة ، يستخدمون اسلحة غريبة ، تلك المجسمات الطائرة بسرعات تفوقت على التنانين بعدة اضعاف ، واشعة الطاقة تلك ، والاسوء من ذلك ، يبدو وكانهم يعلمون كل شيء عنا ، فهم لم يدخلوا معركة خاسرة حتى الان .
لم تكن اقوال البقية مختلفة كثيرا ، فقط كل واحد عبر عن غرابة العدو باسلوبه الخاص .
وبعد مراجعة الاوضاع ، علمت ملكة الجان بان التحالف يخسر بسرعة ، فاعطت امرا بالبدئ بوضع خطة هجوم شاملة على جميع الاطراف ، على الاقل هذا سيكون افضل من انتظار هجمات الاعداء .
وفعلا بعد التصويت ، تم الموافقة على هذا القرار بنسبة 7 الى نعم ، و 3 ارادوا الاستمرار في العمل على الدفاع .
. . . . . . . . . . . . .
المنطقة الشمالية ---> خلف احدى الجبال الثلجية
اقلعت سبعة طائرات نفاثة من مطار ليس طويلا كما يمكن ان يكون متوقعا من مطار على الارض
اذ ان هذه الطائرات لم تمشي على مدرج ما قبل الانطلاق ، بل انها فقط ارتفعت الى الاعلى ، ثم انطلقت بسرعة كبيرة .
وعلى الارض بجانب المطار ذو الشكل المربع بشكل عام ، يوجد عشرة آلات تشبه العناكب تقريبا ، لونها اسود معدني.
حجم هذه الآلات يعادل مبنى ذو ثلاثة طوابق ، اي ان ارتفاعها 10 امتار تقريبا .
تحركت هذه العناكب المعدنية العشرة ، مع 100 جندي يشبه البشر ، ولكن لون جلدهم احمر ، ويملكون قرنين على رؤسهم ، ومتوسط اطوالهم هو 2.3 متر .
انطلقت الطائرات ، وعبرت التضاريس الثلجية ، وبعد عدة دقائق ، بدأت البيئة بالتحول الى سهول عشبية خضراء ، ويمكن رؤية العديد من الانفجارات على الارض ، والعديد من الطائرات المشابهة في السماء .
انخفضت الطائرة في المقدمة باتجاه سور قلعة محمية بدرع مانا .
اطلقت الطائرة رشاشا ذو رصاص ازرق اللون ، واشبه باشعة ليزر قصيرة وكثيرة العدد .
واثناء اطلاق الرصاص كان هنالك مدفع يكثف الطاقة ، فانطلق ما يشبه كرة بيضاوية الشكل ، وانفجرت بعد اصطدامها بدرع الطاقة .
ارتفعت الطائرة بعد شن هذه الهجمات ، وفعلت الطائرات التي خلفها نفس الشيء ، وفي طريق العودة ، انتشرت هذه الطائرات ، واطلقت الرصاص على عدة اهداف تقاتل على الارض .
ثم عادت باتجاه المطار مباشرة ، وخلال هذه العملية لم تطلق سوى كرة واحدة متفجرة .
قاتل المحاربين ضد العناكب والجنود ذو البذلات الميكانيكية ، وكانت مجزرة من طرف واحد تقريبا .
اذ ان معظم السحرة كانوا عاجزين عن اصابة الطائرات بسرعتها هذه ، ومعظم المحاربين قتلوا برشاشات الليزر الخاصة بالاعداء قبل ان يقتربوا منهم حتى .
بعد اصابة درع المانا عشرات المرات ، اختفى ، وبدأت الطائرات باستهداف السحرة ومدافع المانا وابراج السحر ، اللذين كانوا يشكلون خط الدفاع الاكثر تأثيرا في المعركة
بعد التخلص من السحرة ، سرعان ما تم احتلال هذه المنطقة ، كما حصل مع العديد من المناطق الاخرى .
باستثناء اراضي الاقزام ، فنظرا لاسلحتهم بعيدة المدى ، وبعض الاسلحة ذو الدمار الشامل ، كانوا قادرين على صد الغزاة ، ولكنهم ما زالوا يخسرون اكثر من الاعداء .
. . . . . . . . . . . . . . . . .
وقف الياس على قمة سور احدى القلاع التي كان مسؤلا عن قيادة قواتها .
كان ينظر الى الآلات بنظرة فضولية للغاية ، فخلال اليومين الماضيين ، حصل على الكثير من احجار المانا لدعم درع المانا .
والاهم من ذلك ، استطاع الحصول على العديد من آلات الاعداء ، والبذلات الميكانيكية التي كان يستخدمها الجنود
حتى انه خرج بنفسه ، ليستطيع صيد احدى الطائرات .
وبعد جمع عدة نماذج عن كل آلة ، قام بارسال هذه الآلات الى رقم اربعة ليبدأ بدراستها .
تقدم جندي بسرعة الى الياس ، ونقل له رسالة من القائد المسؤل عنه .
اذ ان ترتيب القادة كان كالآتي :
عشرة جينيرالات ، ولكل جينيرال قائد فيلق ، ولكل قائد فيلق عدد من قادة الكتائب .
وكان منصب الياس هو قائد كتيبة ، وهي ادنى رتبة.
وهذه الرتب تم توزيعها على الالف شخص اللذين تلقوا دعوات لحضور الاجتماع في غابة الجان .
1_ رسالة ؟ .
2_ انه امر من قائد الفيلق ، يريد منك ان تذهب لمساعدة قلعته فورا ، وعليك احضار جميع احجار المانا التي تملكها .
ضحك الياس بصوت عالي .
1_ هذا مضحك حقا ، رقم ثلاثة .
ظهر رقم ثلاثة بجانب الياس ، وكان راكعا على ركبة واحدة .
3_ في انتظار اوامرك سيدي .
1_ اعطني هذه الرسالة .
امسك الياس الرسالة من الجندي وسلمها الى رقم ثلاثة دون ان يقرأها ، ثم امر الجندي بان يعود الى موقعه .
3_ هل تسمح لي بقتل هذا الوغد ؟
1_ وهل تحتاج الى اذن لهذا ؟ ، .... اريد ان ارى رأسه كزينة على مائدة الطعام لهذا اليوم .
بعد مغادرة رقم ثلاثة ، تقلى الياس عدة انباء اخرى من رقم اربعة .
اولا ، علم بان عشيرته قد تم احتلالها ، وكان هنالك العديد من الخسائر بين افرادها ، لانهم تلقوا الهجوم فجأة ، وقائد العشيرة وكبار الشيوخ كانوا مجتمعين في غابة الجان.
والنبأ الثاني ، هو الرسالة التي تلقاها رقم اربعة من روي .
وكان هنالك نبأ ثالث ، وهو البدئ بتصنيع النسخة الجديدة من الصواريخ ، ومنصات الاطلاق .
فبعد العديد من العمل ، استطاع الياس ان يضيف آلية تتبع للصواريخ ، اذ ان الفكرة كانت بسيطة في النهاية .
كل ما كان على الياس فعله ، هو ربط جميع الصواريخ بالذكاء الاصطناعي في القاعدة الرئيسية ، وهكذا يمكن لهذا الذكاء الاصطناعي ان يقوم بتوجيه جميع الصواريخ بدقة كبيرة.
ونظرا لتزويد الصواريخ بعدة آليات للرؤية ، كالاشعة الحمراء والموجات الصوتية ، والرؤية العادية ، والرؤية الليلية ، لن يفشل الصاروخ في تتبع هدفه ، حتى وان دخل في اسوء الظروف البيئية ، والمواقف المختلفة.
. . . . . . . . . . . . . . .
شعر الياس بالغضب عندما علم بما حصل لعشيرته ، وكان قلقا حيال عائلته ، و اصدقاءه .
وعندما اخبره رقم اربعة بان رسالة روي ، وصلت منذ زمن بعيد نسبيا ، ازداد غضبه كثيرا ، فشتم رقم اربعة لتاخره في احضار الرسالة واخباره ، ثم قرر تغيير خططه السابقة .