ظلام شديد ساد المكان، صوت أنفاس مضطربة و ألم شديد يكاد يقتل صاحبها ! يداه مقيدتان للخلف ولا يستطيع المقاومة ! وآخر يقف أمامه مبتسماً، كأنه يستمتع بألمه ومعاناته ! امتدت يده ليضعها على وجه ذلك المقيد فانتفض جسده بخوف و الدموع تكاد تسقط من عينيه ! صوت بدأ يعلو في المكان منادياً: ميكا, أستيقظ.. ميكا !

فتح جفنيه بسرعة و نهض من السرير بحركة لا إرادية غير واعي بما حوله بعد و عيناه الزرقاوان غرقتا بالدموع كبحر مظلم كئيب. ثوان حتى امتدت يد تمسح الدمع عن جانب وجهه لينساب صوت هادئ لمسامعه : أنسيت تناول الدواء قبل نومك، ميكا ؟

اتجهت عيناه نحو رفيقه ذو الشعر الأسود ليبدأ اضطرابه بالتلاشي تدريجياً مستعيداً وعيه و تركيزه فاخفض رأسه ببعض الحزن على الرغم من شعوره بالراحة اكثر الآن و مسح دموعه سريعاً : ربما، أظن ذلك.

أبعد ذو الشعر الأسود يده و عيناه الحمراوين عكستا ندماً انتابه و هو يحدق بوجه الأشقر : آسف لعدم تذكيرك به أمس.

أعاد ميكا رفع رأسه ليبتسم له بخفة : أنا من نسبه هاياتو، هذا ليس خطئك. أيضًا، أحب الاستيقاظ على صوتك.

ابتسم هاياتو لأخر عبارة فأردف ميكا : كم الساعة الان ؟

- السادسة و النصف

توسعت عينا الأشقر بدهشة فنهض بسرعة ليتجه نحو خزانته : ماذا ؟! الطريق طويل للمدرسة، سنتاخر هكذا ! انهض و غير ثيابك بسرعة.

رمى هاياتو جسده ليستلقي على سرير الأشقر بملل : اهدأ ميكا، لنركب الباص فقط و ستحل المشكلة، حتى أننا نستطيع العودة للنوم أكثر بعد.

كان المعني ينظر له بطرف عينه بقلة حيلة وهو يغلق أزرار قميصه المدرسي : وبأي نقود تخطط لشراء غداء اليوم ؟

ابتسم هاياتو مشيراً لعلبة زجاجية متوسطة الحجم فوق مكتبهما : نقود المنزل بالطبع.

تنهد ميكا مبتسماً بخفة فاردف هاياتو بحيرة : ماذا ؟ خصمت لنا المالكة نصف المبلغ وخصم ثمن غداء كل يوم لن تؤثر عليها أيضاً.

أغلق ميكا خزانته مجيباً : لا يمكن هاياتو، انهض وإلا ستأخذ دروساً إضافية اليوم.

استقام هاياتو فوراً جالساً على السرير بفزع : ماذا ؟ لا اقبل بهذا ! يكفي أنك تجبرني على الاستيقاظ مبكراً والذهاب للمدرسة كل يوم وكتابة كل ما يطلبه أولئك العجائز ! لن أسمح لك بفعل المزيد !

ضحك ميكا بخفة لانفعال رفيقه ثم خرج من الغرفة قائلاً : سيجهز الفطور خلال خمس دقائق، أسرع.

اكتفى الأخر بالعبوس بخفة صامتاً فأغلق باب الغرفة واتجه للمطبخ لإعداد فطور لهما. شقة صغيرة شبه متهالكة في منطقة سابورو باليابان كانت هي منزلهما منذ أربع سنوات، لم تحتوي إلا على حمام و غرفتين، أحداهما كانت المطبخ و الأخرى غرفة نومهما. هذا المكان القديم ذو الإضاءة الخافتة لم يكن يأوي بين جدرانه أحداً غيرهما منذ أربع سنوات. لطالما كره هاياتو القيام بأعمال كهذه لذا كان إعداد الطعام مهمة ميكا دائماً. طعام بسيط بمكونات قليلة وجدها في الثلاجة كان فطورهما المعتاد وسرعان ما جاء هاياتو ليأكلا و يسرعا لمدرستيهما. قطعا الطريق جرياً بسبب تأخرهما نصف ساعة فبالكاد استطاعا الوصول قبل الثامنة ليذهبا إلى فصلهما مباشرةً، بعد جلوسهما تقدمت فتاة معهما في الفصل إلى ميكا لتقول بصوت متردد و ابتسامة خفيفة : ميكا !.. هذا دفترك، شكراً لك لا عطائي إياه.

مدت يدها نحوه تعطيه الدفتر فأخذه ميكا بابتسامة و أجاب : العفو .

استدارت الفتاة لتبتعد عنهما ببعض الارتباك تحت أنظار هاياتو المنزعجة ! كان ميكا فتاً ذكياً و دائماً ما يحصل على علامات مرتفعة بجميع الدروس ، و هو لم يرفض من قبل ابداً مساعدة أحد زملائه او إجابتهم على أي سؤال لكن ما جعل الطلاب الآخرين يخشون سؤاله أو الاقتراب منه كثيراً هو هاياتو ! فعلى خلاف ميكا اللطيف و الهادئ كان هاياتو يبدو غاضباً دائماً و لا يبتسم لهم ابداً و قليلاً ما يتكلم معهم ، كأنه يخبرهم أن لا يقترب أحد منه ! و دائماً يكون مع ميكا فقط منذ انتقالهما إلى هذه المدرسة قبل ثلاثة سنوات و نصف ! و ما ازعجهم اكثر هو أن هاياتو لم يكن يسمح لأحد بالاقتراب من ميكا أيضاً ! فكان يحدق بغضب بأي شخص يقترب منه ! لم يفهموا لما ينظر لهم هكذا ! نظراته تبدو وكأنه يهددهم بقتلهم أن لم يبتعدوا سريعا ! و هذا جعل الجميع يبتعد عنه و عن ميكا أيضا فلا رغبة لديهم بالتورط مع تلك العينين خصوصاً بعد تلك الشائعات التي انتشرت عنهما !

«

هما معاً مجدداً، ألا يتركان بعضهما ابداً ؟»

«أعلم أنه ابن خالته الوحيد وأنه مريض بحاجة للاهتمام لكن ما يفعله مبالغة ! هما يزعجاني حقاً »

«ليس انت فقط، الجميع يتفق على هذا لكن لا احد يجرأ على فعل شيئ

»

أثناء استراحة الغداء و كالعادة ذهب ميكا و هاياتو إلى الحديقة الخلفية للمدرسة لتناول طعامهما . كانت حديقة صغيرة ، لا يأتي أحد اليها ، كانت مكاناً هادئاً و مناسباً لهماً . جلسا على العشب يأكلان و يتحدثان . عندما يكونان بمفردهما كانت شخصية هاياتو تتغير تماماً لتظهر ابتسامته و هو يتحدث بمرح ! و كأن الشخص ذو الملامح الغاضبة في الفصل شخص آخر ! و هذا الوجه منه لم يكن يراه أحد الا ميكا. و بعد انتهائهما ، أثناء عودتهما للفصل مر بجانبهما ثلاثة أولاد بمثل عمرهما لكن من فصل آخر . اشاح ميكا بنظره بعيداً عنهم بينما ظهرت نظرة باردة على وجه هاياتو جعلت اثنان منهم يتوتران بشدة و لم يظهر الثالث ردة فعل بينما يستمرون بالسير . بعد أن تخطوهما وقف الثالث و استدار يحدق بميكا و هاياتو و هما يبتعدان ! توقف رفيقاه بسبب توقفه و هما ينظران له ، قلقا من أن يكون ما يفكران به صحيحًا فتحدث أحدهما : كاي ، لننسى امرهما ، دعنا نذهب .

بعد ثوان قليلة تحرك المدعو كاي يسير أمام رفيقاه و علامات الإزعاج على وجهه ! ينسى ؟ ، كيف يستطيع أن ينسى ! من مستحيل ان يفعل ! الإشاعات التي انتشرت عنهما بعد مجيئهما بأشهر قليلة فقط ! الحادثة التي لم يرها أحد و لا يعرف حقيقتها الكاملة إلا هم ! احتدت ملامحه وهو يفكر ، هل يرى الطلاب الآخرين نظرات هاياتو هذه مخيفة ؟ إذا ماذا سيقولون عن تلك التي رآها قبل ثلاثة سنوات ؟ لا ينكر انه كان سببا بما حدث لكن بعد ذلك اليوم بدأ يشعر بالفضول أكثر لاكتشاف حقيقتهما !

.~.~.~.~.~~.~.~.~..~.~..~..~.~..~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~.~ قبل ثلاثة سنوات

انتقل طالبان جديدان إلى هذه المدرسة . ميكا موراساكي و هاياتو اكاشينا ، قريبان سافرا والديهما معاً للعمل ، يعيشان مع شقيق هاياتو الأكبر و الذي انتقل معهما إلى هذه المدينة للدراسة في الجامعة . هكذا كانت المعلومات لدى المعلمين و الطلاب الآخرين حول هذين الطالبين . إلا أن أحد لم يرى شخص من عائلتيهما يأتي للسؤال عنهما ! و مع بداية الامتحانات و استلامهم لدرجاتهم ، برز ميكا في الفصل أكثر فقد كانت علاماته جميعها كاملة ، كان ذكياً جداً ! و هذا اشعل الغيرة و الكره بقلب من كان الأول في الفصل. كاي على الرغم من تفوقه في الدراسة كان فتاً قوياً يحل مشاكله بالقتال ! هو لم يحب ميكا و هاياتو منذ البداية ، لم يحب نظرات هاياتو تلك غير المبالية و المتعالية أو تصرفه بإبعاد الجميع عنهما ! و أكثر ما ازعجه تفوق ميكا عليه ! لذا بدأ بازعاج ميكا و ايذائه كلما رأى فرصة مناسبة لذلك. لم يعلم هاياتو بالأمر فقد حرص ميكا على عدم إظهار شيء له و حافظ على ابتسامته مما زاد كره كاي له ! ابتسامته تلك لا تعجبه ، يشعر بالانزعاج عند رؤيتها ، أراد أبعادها ، كان جميع الطلاب يخشونه إلا ميكا و هاياتو ، لم يرى الخوف بعيني ميكا من قبل و هذا جعله يرغب برؤيته أكثر !

في أحد الأيام .. كان كاي و رفيقاه قد احتجزوا ميكا بإحدى غرف المدرسة غير المستخدمة ! كانت الإضاءة خافتة و ألواح زجاجية كبيرة على الجدار ! كان ميكا يجلس على الأرض ، مبتل بالكامل ! بينما يقف كاي و رفاقه أمامه ! على الرغم من ما يحدث حاول بكل جهده عدم إظهار أي ملامح تدل على الخوف او الحزن ، مما أغضب كاي أكثر ! امسكه من ياقته و رفعه للأعلى ليتحدث بغضب : لماذا لست خائفاً ؟ كيف تحافظ على هدوئك هكذا ؟

لم يقل ميكا شيئا فأخرج أحدهم سكيناً من جيبه بابتسامة خبيثة : لنرى أن كان سيستمر هكذا الآن !

رفع ميكا رأسه ببطئ لينظر لمن يحمل السكين فبدأت ملامحه تتغير تدريجياً ! نظر كاي لمن معه بصدمة ليقول : مهلا انتظر ، هذا ...!

لم يكمل كلامه بعد حتى بدأ ميكا بمحاولة التحرر منه قائلاً : توقف ، هذا يكفي ، اتركني !

تفاجأ كاي بهذا فمهما فعلوا به كانت هذه اول مرة يحاول ميكا مقاومتهم فيها ! بسبب مقاومته هذه تقدم رفيقهم الثالث و امسكه بقوة محاولاً تثبيته ببنما يدفعهم ميكا بقوة أكثر فأكثر إلى أن تمكن من ابعادهم عنه ! كان كاي يمسك قميصه بقوة و عندما دفعه ميكا سحب قميصه و فتح قليلاً فظهرت آثار على جسده ! سقط على الارض بقوة بسبب دفعه لكاي و رفع قميصه بسرعة لمنعهم من رؤيتها ! تحدث من كان يمسكه قبل قليل : مهلا ، ما تلك الآثار على جسدك ؟!

نظر ميكا له بارتباك ليتحدث الذي يمسك السكين : أي آثار لم أرى شيئاً ؟

أمسك الأول ذراع ميكا لمنعه من الهرب بينما حاول ميكا التحرر و هو يتحدث : اتركني ، ابتعد عني !

تقدم الآخر محاولاً فتح قميص ميكا بينما بقي كاي يحدق بهم بدهشة ! كان ميكا يستمر بالصراخ : توقف ، اتركي !

ثوان حتى فتح ذلك الفتى قميصه ليتحدث بدهشة : ما هذا ؟!!

كان جسد ميكا مغطى بالجروح و بعض آثار الحرق و إصابات كثيرة أخرى ! حدق الثلاثة بتلك الاثار بدهشة بينما بدأت يد ميكا ترتجف بخفة و ذاكرته تعرض عليه ما لا يريد تذكره ! رفع رأسه ليقع بصره على ألواح الزجاج التي عكست صورته ! لكن ما رآه ميكا كان مختلف ! كان مغطى بالدماء بدل تلك المياه ، الندوب على جسده و تلك السكين التي يحملها رفيق كاي زادت من صدمته و الخوف الذي ظهر واضحاً على وجهه و هو ينظر إلى انعكاسه ! بدأ يهمس بصوت مرتجف بينما أنفاسه اضطربت : توقف .. اتركني ..! بدأ تنفسه يصبح أصعب و صوت يرتفع في رأسه تدريجياً فاتسعت عيناه بخوف شديد ! في هذا الوقت ، هاياتو و الذي كان ينتظر ميكا في الفصل شعر بتاخره فنهض و ذهب للبحث عنه في أرجاء المدرسة مفكرا بما يفعله رفيقه الآن ؟ ملأ الخوف قلبه عند سماعه لتلك الصرخة ! يستحيل أن لا يميز هذا الصوت ! ركض بأقصى سرعته نحو مصدرها و دفع الباب بقوة صارخاً : ميكا !

توسعت عيناه فور رؤيته لينبض قلبه بقوة أكثر ! كان ميكا يجلس على الأرض ، مغمضاً عيناه بقوة ، يداه تغطي أذنيه و يحيطه ثلاث فتيان ! ذهب هاياتو مسرعاً نحوه و انخفض واضعاً يديه على كتفي ميكا و هو يتحدث بقلق شديد : ميكا ، ماذا حدث ؟ لا تخف ، انا هنا ميكا !

ألا إن ميكا لم يظهر أي استجابة له ! ملامح وجهه الخائفة زادت من قلق هاياتو عليه و غضبه على من سبب هذا له ! نهض و استدار نحو الثلاثة الواقفين خلفه لينظر لهم بغضب شديد فأزداد ارتباك من أمامه أكثر !

تقدم خطوة للامام يتحدث : انتم من فعل هذا ؟...ستندمون..!

إلا أنه توقف عندما شعر بيد تمسكه من الخلف ! استدار بسرعة لينظر لميكا الذي كان ممسكاً ذراعه هامساً : توقف ، هاياتو !

امسكه هاياتو فوراً ليساعده على الوقوف بينما يتحدث : ميكا هل أنت بخير ؟

تمسك ميكا بقميص هاياتو بقوة و هو يومأ له إيجاباً بينما لم يكف جسده عن الارتجاف ! نظر هاياتو لهم بغضب ليبتعدوا عن طريقه فتقدم هاياتو ليذهب و يأخذ ميكا معه إلى عيادة المدرسة حيث جلس ميكا على السرير و هاياتو أمامه .

شعر هاياتو بالذنب لأنه تأخر بإيجاد ميكا أو ربما لأنه سمح له بالابتعاد عنه قليلاً ! بينما كان ميكا حزيناً بسبب ما حدث و لأنه تسبب باقلاق رفيقه الوحيد ! تحدث هاياتو بقلق : هل أنت بخير ؟ هل أحضر لك الدواء ؟!

أظهر ميكا ابتسامة منكسرة و تحدث : لا تقلق ، انا بخير فقط احتاج للراحة قليلا ، ايمكنك تركي بمفردي؟!

كانت جملته الأخيرة أكثر ما آلم هاياتو فهو يعلم أن هذا يعني أنه ليس بخير ابدا ! لكن ماذا يمكنه أن يفعل ؟ هو عاجز تماماً عن مساعدته في وضع كهذا ! يساعده من الخارج دائماً لكن كيف له أن يساعده من الداخل ايضاً ؟ كيف يشفي قلبه و ينسيه ما مضى أن كان هناك أشخاص كهؤلاء يذكرونه بالماضي ؟ تحدث هاياتو بحزن : حسنا ، أن احتجت لشي أخبرني !

اومأ ميكا إيجاباً و فور مغادرة هاياتو الغرفة عادت أفكاره لتأخذه للماضي ! بينما كان هاياتو غاضباً بشدة كلما تذكر أولئك الاولاد ! هو لن يسامح من يلمس شعرةً واحدةً من صديقه الوحيد ، فكيف فعلوا هذا ؟

وعد نفسه انه لن يدع ميكا يتألم مجدداً لكنه أخفق بتحقيق ذلك ، لو كان ألماً جسدياً لكان استطاع تجاهلهم ربما لأجل ميكا لكنهم أعادوا فتح جرح عميق لم يكد يشفى بعد ! كلما تذكر نظرات ميكا الخائفة تلك يشعر بغضب اكبر ! هو لن يسامحهم على هذا مطلقاً ! نظرة باردة مغلفة بالحقد و الغضب ظهرت على وجهه وهو يسير في ممرات المدرسة وحيداً !

في مكان آخر كان الثلاثة يسيرون معاً و يتحدثون عن ما حدث قبل قليل لكن كاي لم يكن يستمع لهم .. تفكيره كان مشغولاً بتلك الآثار التي رآها على جسد ميكا ! ماذا كانت ؟ و ما سببها ؟

قاطع سلسلة أفكاره توقف رفيقيه فجأة ! نظر للإمام حيث ينظران ليجدوا هاياتو يقف أمامهم على بعد عدة خطوات .

تراجع رفيقاه خطوة للخلف عندما وقع بصرهم على نظرات هاياتو المخيفة تلك ! بدا كأنه مستعد لقتلهم الآن !

بينما بقي كاي واقفا يحدق به ! كان الممر خاليا تماما من اي شخص غيرهم ، نظراته فقط كانت كافية ليعرفوا انه على وشك الانفجار بهم !

ألا إن كاي تحدث ببرود : ماذا تريد ؟ ضرب هاياتو الخزانة بجانبه : و تجرأ على الكلام أيضاً ؟!

تقدم ببطئ نحوهم مكملاً : إلا تشعر بالذنب لما فعلته ؟ ميكا لم يؤذي أحداً من قبل لما تفعلون هذا به ؟

كاي : و لماذا أشعر بالذنب ؟ نحن لم نسبب له خدش ، لم نستخدم تلك السكين ابدا !

بدأ هاياتو يزيد سرعة تقدمه : لم تستخدمها ؟ انت فعلت ما هو أسوأ ! إمساكه بتلك الطريقة و عدم الاكتراث لصراخه و ... !

وجه هاياتو ضربةً نحو كاي و الذي بدأ يتجنب ضرباته و يردها له و تدخل رفيقاه أيضا لمساعدته ! كان كاي يعلم أن هاياتو بالتأكيد شخص قوي و لن تكون هزيمته سهلة .

لكن الأمر فاق توقعه ! لم يكونوا ابداً نداً لهاياتو الذي تمكن من هزيمتهم ثلاثتهم معاً !

و بعد مدة قصيرة .. كان كاي مصابا بشدة و بالكاد يقف بينما رفيقاه على الأرض !

تقدم هاياتو نحوه ببطئ و امسكه من ياقة قميصه ، عيناه عبرت عن غضبه الشديد ، مخيفةً اكثر من اي وقت مضى ! فتحدث بتهديد : لا تنسى هذه الكلمات أبداً ، أن لمست شعرةً واحدةً من ميكا مجدداً ، ساقتلك ! لا تقترب منه أبداً !

رماه للخلف بقوة و ابتعد عنهم بينما بقي كاي ينظر له ! لاحقاً تم أخذ الأولاد الثلاثة للمشفى بسبب تلك الإصابات ! كانت صدمة كبيرة للمعلمين ! من يفعل شيئاً كهذا لطلاب في المدرسة ! قال الولدان أن هاياتو من فعل هذا إلا أن كاي أنكر الأمر و عندما فكرا فيه اعتقدا ان هاياتو قد يؤذيهم مجدداً أن أخبروهم عنه لذا قررا نسيان الأمر أيضاً و الابتعاد عنهما فقط !

و بعد هذا انتشرت إشاعات مختلفة عن ميكا و هاياتو ! أن هاياتو قد تشاجر مع كاي لأجل ميكا ، و البعض ذو الخيال الواسع قال إن هاياتو كان قاتل في عصابة ما بسبب ما فعله بأولئك الاولاد ! و البعض صدقوا ما قيل لاحقاً أن لا علاقة لهاياتو و ميكا بالأمر !

لكن كل هذا بقي مجرد إشاعات و لم يعلم أحد الحقيقة الكاملة فلم يقل كاي ماحدث ليس بسبب تهديد هاياتو ، بل كلما ذكر هذا الأمر امامه يتذكر نظرات هاياتو التي بدت كنظرات قاتل حقيقي و ميكا و تلك الآثار على جسده ! ما هو سببها ؟ لما شعر بالخوف الشديد عندما رأوها و صرخ هكذا ؟! يفترض أنهما يعيشان مع شقيق هاياتو الأكبر ! هل يفعل شيئا لميكا ؟ لا يبدو أن هاياتو يعاني مثله ! فازداد فضوله لمعرفة ما يخفيانه !

و ها قد مرت ثلاثة سنوات على تلك الحادثة .. قد لا يعلم أحد الحقيقة الكاملة حول ما حدث لكن ما يعلمونه أن عليهم إلا يتورطوا مع هاياتو أبداً !

كاي و رفاقه لم يقتربوا من ميكا مجدداً و لم ينظر ميكا لوجههم ابداً منذ ذلك اليوم بينما اكتفى هاياتو بإظهار نظرته الباردة تلك كلما رآهم كأنه يخبرهم انه لم ينسى ما حدث بعد و ربما لن ينسى أبداً !

يتبع ..

...................................................................................................................................

هذه مجرد مقدمة و الاحداث ستبدأ من الفصل الثاني ، أتمنى أن تكون قد نالت اعجابكم .

2021/07/19 · 960 مشاهدة · 2687 كلمة
Rnem
نادي الروايات - 2025