وقف ذو الشعر الأشقر أمام الباب و على وجهه ملامح القلق الشديد ! عيناه اتجهت لوالده الذي يوجه خنجره نحو أعز شخص لديه فصرخ باعلى صوته : ابي !! توجهت أنظار الجميع إليه ..

ابتسم نيكولاس بينما يهمس : ميكا . نهض و ابتعد عن هاياتو ليتقدم نحو ابنه . حاول هاياتو النهوض إلا انه لم يستطع بسبب جراحه الكثيرة ، كل ما كان قادراً على فعله هو أن يرفع جسده قليلا و يوجه نظره لميكا بينما يمد يده نحوه و هو يتحدث بصعوبة : لا تقترب منه .. ابتعد .. ميكا !

نظرات ميكا القلقة اتجهت لهاياتو و هو يتفحص بعينيه كل إصابة أصيب بها رفيقه . اتجهت أنظاره بقلق نحو والده عندما سمع صوته يتحدث بابتسامة لطيفة : انتظرتك كثيراً بني .. إذن ؟

نظر ميكا لنيكولاس بارتباك ثم أعاد نظره لهاياتو و عيناه تحمل حزناً شديداً . أدرك هاياتو فوراً أن أمراً سيئاً سيحدث ! هذه النظرات لا تريحه أبداً ! اخفض ميكا رأسه قليلاً و تحدث بصوت ضعيف و مرتجف : حسناً .. سآتي معك ! اتسعت عينا هاياتو بصدمة يينما أكمل ميكا : فقط لا تؤذي هاياتو .. لا تلمسه أبداً ... و أعد مينا لوالديها .

همس هاياتو بصدمة : ماذا ؟... ميكا ! أومأ نيكولاس إيجاباً و مد يده نحو ميكا بابتسامة بينما يتحدث : لنذهب اذن .

نظر ميكا له بحزن شديد .. رفع يده ببطئ نحو يد والده .. كلما اقتربت يده زاد حزنه و ألمه ! نظر كاي لهما بصدمة .. بينما ارتفع صراخ هاياتو : ميكا لا تفعل لا تنفذ ما يقوله لست دمية لديه !

فور أن أمسك نيكولاس يد ميكا سحبه نحوه ليحيطه بكلتا يديه وسط صدمة ميكا ! بدأ جسده بالارتجاف قليلاً و دقات قلبه و أنفاسه تتسارع كلما تذكر ما فعله والده له ! اغمض عيناه بقوة و ملامح الألم على وجهه بينما نظر هاياتو لهما بصدمة و قلق هامساً : ميكا !

رفع نيكولاس يده ليضعها على وجه ميكا بينما يتحدث : أحسنت ميكا .

فجأة شعر نيكولاس ببعض الألم ! تراجع للخلف فوراً تاركاً ميكا و وضع يده قرب معدته ليجد الدماء تخرج منه !!

نيكولاس مفكراً " ماذا ؟! هل هو .."

مد يده في جيبه فوراً فلم يجد ما كان يبحث عنه ! ظهرت ابتسامة ماكرة على وجهه و هو ينظر لابنه ميكا !

كان ميكا يقف أمامه و أنفاسه تبدو كأنه في سباق ! يداه ترتجف بينما يحمل في إحداها خنجراً ملوث بدماء نيكولاس ! و في يده الأخرى المفتاح الذي أخذه من جيبه قبل قليل !

نظر ميكا للمفتاح و هو يتحدث في نفسه " جيد ، لقد حصلت عليه ، الآن أستطيع إخراج مينا ، بقي فقط أن أبعد ابي عن هاياتو ! "

سمع صوت ضحكات نيكولاس فنظر له بارتباك ! تحدث نيكولاس بابتسامة : أحسنت ميكا ، بهذا الحركة أصبحت تشبهه تماماً الان .

همس ميكا بعدم فهم : أشبهه ؟!

نيكولاس : أجل .. انت تشبهه تماماً .. لوكاس ، اخي التوأم !

توسعت عينا ميكا بصدمة ! هل لنيكولاس شقيق ؟ و توأم ايضاً ؟!

أكمل نيكولاس بابتسامة : اول مرة طعنني فيها كانت في هذا المكان و بنفس طريقتك تلك .

تحدث ميكا في نفسه " طعنه ؟! " تقدم نيكولاس نحوه متجاهلا جرحه و مد يده بينما يتحدث : ميكا ، أعد المفتاح .

تراجع ميكا خطوة للخلف بينما يستمر والده بالتقدم نحوه . فجأة ظهر كاي خلف نيكولاس موجهاً ضربةً قوية له لم ينتبه نيكولاس لها بينما صرخ هاياتو : إذهب ميكا !

أومأ ميكا إيجاباً و اتجه نحو المدخل بسرعة حيث حمل مسدسين كان قد احضرهما معه و رماهما نحو هاياتو و كاي بينما يتحدث : سأترك أمرهما لكم !

ثم خرج مسرعاً متجهاً نحو الأسفل . عندما قال -لكم - كان يعلم أن جين معهما أيضاً ، إلا أنه كذب عندما قال - هما - ! فهو يعلم أن نيكولاس سيتبعه ! و كم كان توقعه صحيحاً ! فور خروج ميكا تحدث نيكولاس : ليو ، اهتم بامرهما .

راوغ نيكولاس هجمات كاي و خرج يتبع ميكا فبالإضافة لكونه يرغب بالقبض عليه اليوم ، فميكا يحمل مفتاح الغرفة التي يحتجز فيها مينا ، و أن أخرجها قبل وصوله فخطته ستفشل !... أو ربما هو فقط سينتقل للخطة التالية ؟! ليس و كأنه يهتم بأمر مينا بأي حال ، فكل ما يهمه هو ميكا !

نهض هاياتو بصعوبة هامساً : ميكا !

حمل السلاح الذي رماه ميكا نحوه متجهاً نحو المخرج الذي ذهب منه ميكا و نيكولاس ! اتجه ليو نحوه لمنعه من ذلك إلا أن كاي وقف أمامه قائلاً بحدة : انا خصمك اليوم ليو .

فخرج هاياتو خلف نيكولاس تاركاً كاي يقاتل ليو !

في الممر كان ميكا يجري بسرعة ، نظر بطرف عينه للخلف فرأى نيكولاس يتبعه بابتسامته نفسها ، رغم القلق الذي يسببه له الا انه تحدث في نفسه " هذا جيد " أخرج جهاز التواصل من جيبه و شغله بعد أن كان مطفئاً .

فور أن وضعه في أذنه حتى سمع صراخ ديانا : ميكا ، كيف تفعل هذا ؟ لا تعلم كم اقلقتني ؟ لا تفكر مطلقاً بتكرار هذا الأمر ! و كيف وصلت إلى هناك دون أن تراك كاميرات المراقبة ؟

ظهرت ابتسامة مرتبكة على وجه ميكا و هو يحاول إيجاد عذر ما فتحدث : آسف على اقلاقك ديانا ، لو أخبرت أحد بما كنت سافعله لكان قد لاحظ ابي أن هذا مجرد تمثيل .

تحدثت ديانا بعبوس : عذر أقبح من ذنب .

ابتسم ميكا ثم تحدث : بأي حال ، هل يوجد شخص آخر في المكان غير السيد ديفيل ؟

ردت ديانا : لا .

ميكا : إذن ارسلي بعض الأشخاص للاطمئنان على جين ، اظنه سيفقد وعيه بعد قليل .

ديانا : لقد ارسلت بالفعل ، سيصلون له بعد قليل .

ميكا : جيد ، لقد حدث انفجار هنا قبل قليل لذا يمكنكم اقتحام القصر الان ، طوقوا المنطقة بأكملها بحجة الانفجار و ابعدوا الناس من هنا ثم عالجوا المصابين و حاولوا القبض على ابي و السيد ديفيل .

فهمت ديانا ما يقصده لذا تحدثت بابتسامة : لا تقلق سنعالج هاياتو بسرعة .

اكتفى ميكا بالابتسام بخفة بينما يستمر ركضه نحو الأسفل . و سرعان ما اختفت ابتسامته ليحل محلها القلق من القادم !

أصبح ميكا قريب من الغرفة التي يتقاتل فيها غيلن و ديفيل . دخل الغرفة مسرعاً ليرى ديفيل يوجه سلاحه نحو غيلن يكاد يطلق عليه بينما يقف غيلن أمامه و علامات الصدمة على وجهه !

وجّه ميكا ضربةً لديفيل قبل أن ينتبه له و خدش يده بالخنجر بقوة فسحب سلاحه من يده و رماه بعيداً وسط صدمة غيلن الذي تحدث فوراً : ميكا !! ماذا تفعل هنا ؟!

استمر ميكا بالتقدم بينما ينظر له و يتحدث : سيدي قم بتأخير ابي قليلاً ، و أن جاء هاياتو لا تدعه يتبعني .

خرج ميكا من الغرفة و في نفس اللحظة دخل نيكولاس لها فتوجهت أنظار غيلن المصدومة نحوه بينما يتحدث : نيكولاس !!

ابتسم نيكولاس بلطف قائلاً : مرحباً غيلن لم أرك منذ مدة . وقف غيلن أمامه يمنعه من اللحاق بميكا . إلا أن ديفيل ظهر خلفه ..

...........................................

بعد بضع دقائق .. وصل ميكا للطابق السفلي فرأى غرف كثيرة تشبه الزنزانة التي كان يبقى فيها مع هاياتو عندما كانوا صغار . شعر ببعض الاضطراب بينما عادت ذاكرته تعرض عليه تلك الأيام فبدأ يشعر بألم شديد في رأسه !

وضع يده عليه و اغمض عيناه بقوة .. بينما يتذكر دماءه التي كانت تغطي أرضية الغرفة ، سماعه صراخ هاياتو الذي كان يحطمه أكثر دون أن يتمكن من مساعدته و لو قليلاً ، تعذيب والده الذي كان أشد من تعذيب العصابة بأضعاف ، تجاهل والدته له عندما تراه وسط دماءه دون مساعدته بل و نظراتها وحدها كانت كافية لتسبب له ألماً اشد في نفسه !

فتح عينيه بارهاق بينما يحدث نفسه " هذا أصبح من الماضي .. لن أعود لتلك الأيام .. ساخرج انا و هاياتو و نعيش بهدوء بعيداً عن كل هذا "

تقدم نحو الأبواب يحاول فتحها بالمفتاح ، باب بعد آخر إلى أن يجد الباب المناسب له بينما يستمر بتفكيره ذاك و نظرات حزينة و مرهقة على وجهه " و أيضاً أصبح لدي أخت صغيرة الآن ... سأقوم بحمايتها أيضاً .. لن ادع ابي يؤذيها ... ( ابتسم ) ربما تسمح امي لها أن تزورني قليلاً .. السيد غيلن طيب و لن يمانع هذا ، .... ساعلمها الكثير و ستخبرني عن ما تفعله خلال اليوم ..... ان جاءت لزيارتي كثيراً ربما تتشاجر مع هاياتو فهو يحب أن نقضي الوقت معاً .. لكن هذا سيكون ممتعاً .. كما أن هاياتو في داخله سيحب هذا أيضاً فهو يكره الوحدة رغم إخفاءه لذلك .... سيكون الأمر جميلاً .. اجل ، سيصبح كل شيء افضل . "

دخل المفتاح في إحدى الأبواب فتوقفت سلسلة أفكاره تلك لينظر للباب " هذا هو ، مينا هنا ! " شعر بالقلق و الارتباك على الرغم من رغبته الشديدة برؤيتها بسرعة ! هو متشوق لهذا اللقاء منذ ان علم ان لديه اختاً ! فتح القفل ثم دفع الباب بهدوء ليرى فتاة صغيرة تجلس بمفردها في الداخل !

بقي ميكا ينظر لها بقلق .. شعرها الأسود الطويل يشبه شعر ايزابيلا تماماً .. بشرتها البيضاء و عيناها الزرقاوتان كعيني غيلن و التي تنظر له بقلق و خوف . نظر ميكا لها ، لم يبدو انها مصابة ، تقدم خطوة للأمام بينما يتحدث بابتسامة لطيفة : مينا ؟!

يتبع ...

.......................................................................................................

اتمنى ان يكون قد نال اعجابكم . ما رايكم و توقعاتكم ؟ الصورة في الاعلى من تصميمي تجمع نيكولاس و لوكاس ، نيكولاس لديه شعر اطول من لوكاس . كيف سيكون لقاء ميكا بشقيقته ؟! هل سيستطيع انقاذها ؟! ما مصير هاياتو و جين اللذان أصيبا بشدة ؟! و ماذا سيحدث لنيكولاس ؟!

2021/09/06 · 140 مشاهدة · 1548 كلمة
Rnem
نادي الروايات - 2025