" صبرت و تحملت الألم لسنوات .. كلما حاولت صنع حلم جديد آراك تحطمه مجدداً ... تركتني وسط ظلام شديد لا أرى خلاله شيئاً .. و الضوء الوحيد الذي وصلني .. سلبته مني أيضاً ! لكن لكل شيء نهاية .. و هذه نهاية قدرتي على التحمل . وصل شريط حياتي لنهايته ! سأذهب لكنني لن اذهب بمفردي بل ساخذكم جميعاً معي ! "

...........................

في غرفة خالية مظلمة لا ينيرها سوى ضوء شاشات كامرات المراقبة .. وقف أمام الحاسوب الرئيسي بارتباك و قلق ! ابتلع ريقه بصعوبة و تنفس بعمق !

" حسناً انا استسلم ، لقد انتهى كل شيء ! سأموت بأي حال لذا .. سافعل هذا ! و سأرى نهاية ما تخطط له ! "

سحب الكرسي ليجلس أمام حاسوب كبير و بدأ يضغط الأزرار بسرعة فتوقفت كاميرات المراقبة واحدة تلو الأخرى و تحركت المدافع لتتجه فوهاتها نحو البرج وسط المدينة !

ضغط أمر الإطلاق ألا إن كلمة سر اعترضته و دون اي تفكير وضع كلمة عشوائية فرن جرس الإنذار !

أهتز هاتف جينا مصدراً نغمة مزعجة جعلت كل من في الغرفة ينظر لها ! نطق هيت بانزعاج : ما هذه النغمة جينا أنها ليست جميلة أبداً ! النغمة السابقة أفضل !

التقطت جينا الهاتف بينما تتحدث بجدية : انها ليست نغمة اتصال ، شخص ما اخترق الأنظمة !

دخل ديفيل الغرفة مسرعاً و نطق بقلق : جينا ماذا يحدث ؟ جميع المدافع موجهة نحو البرج !

نهض جاك و هيت فوراً بصدمة فتحدث هيت بسعادة : هجوم ؟ أخيراً !

نظر جاك له بحدة فصمت هيت فوراً ! جاك : جينا إذهبي للحاسوب الرئيسي و اكتشفي من أين جاء الاختراق ، ديفيل إذهب للخارج و حذر الجميع و كن مستعداً لأي هجوم قد تكون منظمة غيلن خلف هذا ، و هيت أبقى في الداخل و أحرس المكان و خاصةً ميكا ! لا تدعه يخرج من غرفته !

انطلق الجميع لمواقعهم كما امرهم جاك وسط تذمر هيت : لما انا أبقى هنا ؟ أخيراً بعد أن حدث اختراق تمنعني من الخروج !

تجاهل جاك تذمراته و خرج بسرعة فاظهر هاتفه ليتصل بنيكولاس ! لو كان مجرد اختراق لما اتصل به لكن بما أن المدافع تحركت فهذا يعني أنه شخص يعلم أنه اخترق حاسوب عصابة و هناك احتمال كبير أنها الشرطة او منظمة ضوء القمر و التي كانوا متأكدين انهم لن يستسلموا او يتخلوا عن ميكا خاصةً أن هاياتو معهم !

و في غرفة نيكولاس وصل ذلك الخبر اليه فاستدار ينظر لميكا بطرف عينه فكان يجلس على السرير بابتسامة خفيفة يمزق طرف الغطاء كما يفعل منذ بدأت تصرفاته تتغير !

تحدث نيكولاس عبر الهاتف : حسناً سأذهب للمختبر تحسباً لحدوث شيء ! رد الطرف الآخر : أنا اتجه إلى هناك الآن ، أسرع فقد نتعرض لهجوم بأي لحظة !

أغلق نيكولاس الهاتف و فتح درج مكتبه ليخرج خنجرين منه ثم اغلقه ، نهض ليجلس بجانب ميكا واضعاً يده فوق يدي ابنه ليتحدث بابتسامة : ميكا توقف عن تمزيق الغطاء هذا سيء ! ساخرج قليلاً ، ان حدث شيء لا تتحرك أبداً ، فهمت ؟!

اومأ ميكا إيجاباً بابتسامة لينهض نيكولاس و يخرج من الغرفة قبل أن يقفلها و يبتعد فابتسم ميكا بمكر !

....................................

كانت ديانا تعمل على الحاسوب بسرعة و قلق فصدر صوت جين عبر جهاز التواصل : ديانا ماذا يحدث ؟ العصابة تستعد للقتال ! نحن لم نصل للموقع بعد !

ردت ديانا باضطراب و قلق : لا أعلم انا لم أفعل شيئاً ! صدر صوت هاياتو بانزعاج : قلنا أن ترسلي إشارة عن وجود عطل و ليس اختراق !

أجابت ديانا بقلق و خوف : اعلم و لست انا من فعل هذا ! صدر صوت لوكاس عبر جهاز التواصل : حسناً اهدؤا ، لا ترتبكي ديانا ، انت تستطيعين حل المشكلة عليك فقط ...!

توقف لوكاس عن الكلام فجأة فنطقت ديانا بقلق : لوكاس ؟ ماذا علي ان أفعل ؟ لوكاس ؟ كاي ! هاياتو ؟!

لم يجبها أحد و انقطع الاتصال بثلاثتهم بينما صدر صوت جين بقلق شديد : ديانا لقد خرج ديفيل و ..!

فجأة أضاءت الشاشة بجانبها فتوسعت عيناها بصدمة ناطقةً : حاجز الفولاذ ؟ و عزل للاتصال ؟

صدر صوت جين القلق : ديانا ؟! ردت ديانا فوراً بينما تعود للعمل على الحاسوب : لابد أن هناك شخص يقوم باختراقهم الآن ، تم إغلاق المداخل بحاجز الفولاذ و عزلت الشبكة داخل البرج و لوكاس في الممرات أسفله لذا لن نستطيع التواصل معه !

اجاب جين : و من سيفعل هذا ؟ ماذا سنفعل الآن ديانا ؟ اجابت ديانا بارتباك : و لماذا تسألني انا ؟ انت قائد المنظمة !

رد جين : انا لا أرى كل ما يحدث هنا بينما انت ترين لذا تستطيعين تحديد الموقف ، عليكِ أن تقرري ما الخطة التي سنتبعها !

نظرت ديانا للشاشات بارتباك و قلق هامسةً : انا ؟ .. لماذا ؟! نطق جين بقلق : ديانا اسرعي ! ردت ديانا بارتباك : أعتقد .. إن علينا الانتظار قليلاً ... ديفيل فقط من خرج و الاخرون ما يزالون في الداخل مع لوكاس .. لذا ... !

بدأ صوت ديانا بالارتجاف . لا تستطيع إعطاء الأوامر فقط بكل بساطة عندما تكون مسؤولاً عن حياة الكثيرين ، أي أمر خاطئ قد يقتل الجميع !

رد جين : لكن أن انتظرنا قد يتعرض لوكاس و الآخرين للخطر ! لقد دخلوا بمفردهم على افتراض انهم لن يقاتلوا سوى شخص أو اثنين !

نظرت ديانا للحاسوب بقلق و ارتباك شديدين و لم تعد تعلم كيف تعمل حتى ! إنها ضعيفة و لا تثق بنفسها كثيراً و هذه المهمة غير مناسبة لها أبداً كما تظن هي !

صدر صوتها بارتباك و قلق : إذن .. نفذ الخطة الثالثة !.. ابدأ الهجوم الآن ! ثوان حتى أجاب جين : حسنا سافعل !

بدأ جين بتوجيه الجميع حسب خطة لوكاس الثالثة حيث بدأوا بالهجوم على العصابة في المدينة بينما اتجه جين نحو البرج فوراً !

.............................................

في الممرات اسفل البرج .. ركض هاياتو و كاي و لوكاس بأقصى سرعتهم لدخول البرج فبعد انقطاع الشبكة علموا فوراً أن حاجز الفولاذ سيغلق !

ابعد كاي يده عن جهاز التواصل بعد أن استسلم منه و نطق : لا اتصال من ديانا أو جين ، لقد اكتشفوا أننا هنا ! هل نتبع الخطة الخامسة لوكاس ؟!

(( الخطة الخامسة : التحرك وفق افتراض أن جينا فعّلت الحاجز للحماية و أن نيكولاس و الآخرين جميعهم داخل البرج ))

صمت لوكاس قليلاً ثم أجاب : لا بل الثالثة .

(( الخطة الثالثة : التحرك وفق افتراض أن ديانا فعّلت الحاجز لتفريق الأعداء و أن أغلبهم في الداخل ))

نطق هاياتو : لماذا ؟ ديانا قالت إنها ليست من فعل هذا ؟! رد لوكاس : هذا شعوري و ليس شرطاً أن تكون ديانا ! هناك شخص اخر قام بالاختراق !

وصلوا للحاجز و الذي كان على وشك الإغلاق فمروا من أسفله في آخر لحظة ! نهض هاياتو بسرعة و رد : حسناً سافعل ما تقول !

............................................

في الطريق نحو الطابق الأرضي ، ركضت جينا بينما تنظر لهاتفها مفكرةً " تبا الحاجز أيضاً ؟ لقد فصلوا ديفيل عنا ! لا .. هم حقاً فرقونا تماماً ! هل هذه خطتهم ؟ هذا يؤكد أننا نتعرض للهجوم و من شخص ذكي ايضاً ! كان يعلم أن هناك كلمة سر و تعمد أن يكتب شيء خاطئاً ليجعلنا نفترق هكذا ! "

أغلقت الهاتف بانزعاج " تبا ، لا وقت لدي للعودة لذا أظن أنني سأتماشى مع الموقف فحسب ! "

انعطفت في الممر ثم فتحت باب إحدى الغرف لتدخل . جلست بسرعة امأم الحاسوب و بدأت بالعمل دون أن تلاحظ من كان يقف خلف الباب !

صورةٌ انعكست على شاشة حاسوبها لشخص يحاول إطلاق النار عليها من الخلف فنهضت بسرعة مبتعدة عن مسار الرصاصة و التي أصابت إحدى الشاشات فحطمتها !

أخرجت سلاحها فوراً و وجهته نحوه فابتسمت بمكر عند رؤيته و نطقت : انت ؟ .. إذن ليس هناك اي هجوم او اختراق من الخارج ! لم اتوقع ان تفعل هذا أبداً ، ليو !

كان يصوب سلاحه نحوها بنظرات مرتبكة ، قلقة و في ذات الوقت حاقدة ! ابتسمت جينا و تحدثت : إذن هل أنت تخونني الآن و تضحي بحياتك ؟ أم أنها خطة من ميكا و تأمل أن تنجح ؟

نظر ليو لها بقلق دون أن يتحرك : امي ، انا لم أحب يوماً ما تفعلونه و لم أكن أرغب بالمشاركة بهذه الأعمال ! عندما أخبرني ميكا عن خطته أدركت كم كنت جباناً ببقائي انفذ اوامركم طوال الوقت للحفاظ على حياتي فقط ، أدركت كم أن هدفي كان تافهاً تماماً ، اضحي بحياة العديد من الأطفال لاعيش ! لهذا .. لم أعد أرغب بهذه الحياة ، ساساعده و اوقفك هنا !

ابتسمت جينا بسخرية و ردت : إذن انت تختار الخيارين . اختبأ ليو خلف الباب ليحتمي من رصاصات جينا . ثم أخرج جزء من ذراعه ليطلق عليها فاختبأت خلف إحدى المناضد ألا إن ليو رمى قنبلة صغيرة و خرج من الغرفة بسرعة ليقف خلف جدار في نهاية الممر مغمضاً عيناه بقوة يحتمي من الانفجار ! لكن ... أعاد نظره نحو الغرفة بصدمة ! لم يحدث أي شيء !

خرجت جينا من الغرفة تبتسم و هي تبحث بعينيها عن ليو قائلةً : أتظن اننا حقاً سنخبرك عن مكان القنابل الحقيقية ؟ لا تثق بكل شيء نقوله لك ليو !

اتسعت عينا ليو بصدمة ، و زاد قلقه صوت شيء يتدحرج نحوه فإذا بها القنبلة الحقيقية تنفجر بجانبه !

....................................

على عكس الفوضى التي بدأت تملأ البرج . كان صاحب هذه الخطة يجلس بالغرفة بهدوء يبتسم !

أنساب إلى مسامعه صوت خارج غرفته فاتسعت ابتسامته و همس : وصل أخيراً ، لقد مللت من الجلوس .

التقط ميكا الغطاء الذي مزق طرفه مسبقاً فأصبح من السهل تمزيقه لأشرطة و هذا ما فعله !

أخذ شريطين عريضين و ربطهما معا بإحدى يديه ليصبحا اقوى و أخرج من أسفل وسادته مفتاح كان قد أخذه من ليو قبل عدة ساعات فقط لكي لا يكتشف والده أمره ففتح الباب و خرج بهدوء ! سار في الممر قليلاً حتى رأى شخصاً يقف من بعيد ينظر في الاتجاه المعاكس له !

كان هيت يتذمر في نفسه حول أن جاك وضعه في آخر مكان يمكن أن يحدث قتال فيه ! دون أن يلاحظ من كان يقترب منه بهدوء !

و دون سابق إنذار التف القماش حول رقبة هيت بقوة شديدة مانعاً الهواء من الوصول لرئتيه ! وضع هيت يده على القماش يحاول أبعاده عنه دون فائدة و قد ظهرت علامات الاختناق على وجهه !

مد يده محاولاً إمساك من يقف خلفه حتى نجح بهذا فامسك ميكا بقوة و رماه على الأرض أمامه !

سعل هيت بقوة ثم رفع رأسه لينظر لمن حاول قتله قبل قليل ليتفاجئ بميكا يجلس على الأرض يبتسم بينما تحدث : لقد فشلت بقتلك فوراً ، انت قوي حقاً سيد هيت !

نظر هيت له بدهشة : ميكا ؟! نهض ميكا و وجه المسدس نحوه بابتسامة ماكرة : لا تتحرك من فضلك !

صدم هيت و أخذ يتفقد سلاحه ليجد انه قد اختفى ! ابتسم بخبث و تحدث : و انت أيضا ًسريع ميكا و خفيف الحركة رغم اصاباتك .

تقدم هيت بسرعة شديدة نحو ميكا بينما يتحرك يميناً و يساراً متجنبا رصاصاته فاقترب منه ليضربه بقوة و يدفعه نحو الجدار فأخذ يضربه على صدره بقوة حيث اغلب اصاباته مسبباً نزيفها مجدداً و خروج بعض الدم من فم ميكا !

توقف ليبتعد عنه قليلاً إلا أن ميكا تحرك فوراً ليطلق عليه فاصاب كتفه و ابتعد عنه ايضاً ثم أطلق مجدداً إلا أن هيت تحرك ليقف خلف الجدار فاصاب ميكا ذراعه فقط بينما يتحدث بابتسامة مجنونة : هل تظن أن هذا سيؤلمني بعد الان سيد هيت ، عليك ضربي بقوة أكبر !

فجأةً توقفت الرصاصات ! رمى ميكا المسدس جانباً و تحدث بعدم اهتمام : نفذ الرصاص ، لماذا لا تملأ الذخيرة جيداً سيد هيت ؟

رد هيت بابتسامة ساخرة : حتى لا يستخدمها امثالك !

خرج هيت من خلف الجدار ليتجه نحو ميكا بسرعة محاولاً ضربه إلا أن ميكا تجنبه و وقف أمام حائط زجاجي !

اتجه هيت نحوه ليضربه مجدداً فتجنبه ميكا فاصاب هيت الزجاج ! تناثرت القطع الزجاجية على الأرض و خرجت بعض الدماء من يده !

التقط ميكا إحدى القطع الزجاجية الكبيرة بابتسامة لطيفة : هذا رائع أصبح لدي الكثير من الأسلحة !

نظر هيت له بابتسامة خيبثة و كأنه يتوعده بانتقام شديد عندما يمسكه فقد ادرك ان ميكا كان يخطط منذ البداية لتحطيم الزجاج لهذا لف يده بقماش سميك ! وضع ميكا ذراعه التي تحمل القطعة الزجاجية أمام جسده و ابتسم بجنون مستعداً لقتاله !

.............................................

خارج البرج ، و تحديداً فوق سطحه ... وقف ديفيل ينظر للحاجز اسفله بانزعاج ثم تنهد و نطق : لقد بقيت بمفردي ، ألم يكن عليكم وضع شخص أو اثنين معي على الاقل ؟ سارضى به حتى لو كان هيت !

كان المكان خالياً تماماً إلا من بعض الصناديق و قطع الحديد الكبيرة التي تستخدم في البناء (الشيلمان) و التي كانت تحملها آلة كبيرة بواسطة حبال سميكة .

سار ديفيل للأمام قليلاً ليلتف حول الباب المؤدي للاسفل و يتحدث بصوت مرتفع كأنه يخاطب شخصاً ما : على القناص أن يبقى بعيداً عن خصمه ! فور أن يكشف موقعه سيفقد ميزاته ، إذن .. (يبتسم) ماذا تفعل هنا أيها الفتى ؟

وقف ديفيل أمام جين يحدق به بابتسامة ! لا يفصلهما سوى بضع خطوات قليلة ! نظر جين له ببعض البرود و أجاب : أردت مواجهتك مباشرةً !

رد ديفيل بابتسامة ساخرة : أتعلم ، انت مثل القط بسبعة أرواح ، لما لا تموت و تريحني ؟! رد جبن بهدوء : لست انا من سيموت هنا بل انت .. يا قاتل غيلن !

ديفيل : إذن انت هنا للانتقام ؟ لكنك تبدو هادئاً جداً !

انعكس ضوء القمر عليهما بينما يتحرك شعرهما بخفة مع الرياح . رد جين ببرود مخفياً غضبه و ألمه : هكذا يكون بحر الصمت .

توسعت عينا ديفيل قليلاً ببعض الصدمة إلا أن جين أخرج سلاحه فوراً ليطلق نحوه !

تجنب ديفيل الرصاصة و أخرج سلاحه أيضاً ليطلق فاصاب سلاح جين ليسقط بعيداً و اقترب منه ليدفعه نحو الجدار و يمسك ذراعه بقوة يمنعه من الحركة : بحر الصمت ؟ أخبرني ما الذي تعلمه عن ذلك اللقب ؟!

رد جين ببعض الحزن : لماذا ؟ هل ستهتم لأمره ؟!

ركله جين ليبعده عنه ثم اتجه نحو سلاحه بسرعة ليأخذه بينما تحدث ديفيل بانزعاج : لا شأن لك ، أخبرني فقط من أين سمعت هذه الكلمات ؟ من غيلن ؟!

أطلق جين على ديفيل فاختبأ ديفيل خلف الجدار بينما اجاب جين بحزن و بعض الغضب : لا شأن لي ؟ لماذا أخبرك اذن ؟ ان كنت تعلم بهذا الأمر لما لم تبحث عن صاحب اللقب بنفسك ؟ ان كنت تهتم لمعرفة من يكون لما لم تسأل غيلن قبل أن تقتله ؟!

أنهى جين كلامه بصوت مرتفع و قد اخفض راسه كأنه يحاول اخفاء ألمه المكبوت بهذه الطريقة !

رد ديفيل بحيرة : صاحب اللقب ؟ انا لا أهتم بأمره ابداً و لا أرغب بإيجاده ، فقط راودني بعض الفضول لمعرفتك به !

رفع جين رأسه بسرعة ينظر لمكان اختباء ديفيل بصدمة ! كأن تلك الكلمات تحطم قلبه و تسبب له ألماً شديداً ! نطق جين بصوت مهتز : إلا تهتم حقاً ؟... هل تعلم إن صاحب اللقب ... يكون ابنك ؟!

رد ديفيل بعدم اهتمام : أجل أعلم و ما المهم بالأمر ؟

رد جين بصوت منخفض حزين : الست نادماً .. على تركه ؟ ألا ترغب بمعرفة أين هو الآن ؟!

رد ديفيل بابتسامة ساخرة : أندم ؟ عليه أن يكون ممتناً أنني سمحت له بالعيش و اعطيته الحرية ، لو كان أمامي الآن لقتلته !

همس جين بحزن شديد فلم يسمعه ديفيل : حرية ؟ كان سيكون سعيداً أكثر لو لم يولد ! تحرك جين بسرعة يطلق النار على ديفيل صارخاً بغضب يخفي حزنه الشديد : لا تقلق ، انت قتلته بالفعل !

اطلق ديفيل عليه أيضاً بينما تجنبه جين إلى أن حوصر في الزاوية فتقدم ديفيل نحوه بسرعة يتحدث : و انت لما تهتم له ؟ هل تعرفه ؟

أمسك ديفيل بجين و رماه بقوة على الأرض ليثبته فسقط شيء من جيب جين ! توسعت عينا ديفيل بصدمة عندما راى ساعة لينا تتدحرج على الأرض امامه لتستقر على بعد بضع خطوات !

كان يمسك ذراع جين يثبته بالأرض لكي لا ينهض فتحدث ببعض الصدمة و الارتباك : لما .. لما تلك الساعة معك ؟!

نظر جين له بحزن شديد و رد : و لما تسأل ؟ هل ترغب بأخذ آخر ذكرى لأمي مني أيضاً كما اخذت ذراعي ؟!

نظر ديفيل له فوراً بصدمة شديدة و همس : انت ؟!

تحدث جين بصوت حزين جداً : لماذا تفاجئت ؟ ألم تقل انك لا تهتم ؟ ألم تقل انك لا تريدني ؟!

خفت قوة إمساك ديفيل له بينما أكمل جين و الألم يعتصر صدره : أن قلت لك أنني ابنك فماذا ستفعل ؟ هل ستقتلني ؟ .. انت حقاً تخليت عني قبل أن تراني ! حتى انك لم تتعرف علي ! هل انا لا اشبه اياً منكما لهذه الدرجة ؟!

ابتعد ديفيل عنه ببطئ و هو ما يزال مصدوماً تماماً فنهض جين لينظر له بحزن شديد بينما خرجت دمعة من عينه و صرخ : لم أكن سعيداً ابداً ! لست ممتناً لانك تركتني ! كنت حزيناً جداً و ضائعاً ! هل تعلم ما هو شعور ان تعيش حياتك كلها دون ان ترى وجه والديك و لمرة واحدة ؟ تمنيت أن أجد والدي ليعتذر لي و يضمني إليه ! و ليس أن أجده مجرماً يكرهني و يحاول قتلي !

نظر ديفيل له بصدمة و تحدث بهدوء : انت .. ابني ؟ .. لما لم تقل من قبل ؟!

رد جين بألم و صراخ : لم أكن أعلم ، و هل سيتغير شيء أن كنت قد اخبرتك ؟ هل كنت ستعود الي ؟!

نظر جين له بترقب و حزن كأنه يرجوه ان يتوقف ! الا ان ديفيل ابعد نظره عنه مجيباً : لا استطيع .

توسعت عينا جين بصدمة ثم أخفض رأسه بحزن شديد و تحدث بغضب : لا تستطيع ؟ هل تدمير العالم أهم مني ؟ اهم من ابنك الوحيد ؟ أنا حقاً أكرهك ، انت لست ابي بل غيلن ، انا أكرهك بشدة ، اكرهك !

صرخ جين بنهاية كلامه لينهض بسرعة و يأخذ السلاح يوجهه نحو رأس ديفيل إلا أن ديفيل تراجع فوراً ! و رغم أن تلك الكلمات آلمته حقاً إلا أنه حاول تقبلها فبعد كل شيء هو يستحق هذا فهو من تخلى عن ابنه و برأيه فهو لا يستحق لقب والد حتى !

بدأ جين يهاجم ديفيل بقوة بينما استمر ديفيل بالتراجع لا يرد الهجوم ! هل تلك الحقيقة منعته من الهجوم عليه هذه المرة ! نظر ديفيل لذراع جين المفقودة بحزن ! هل هو نادم الآن ؟ إذن لما لا يتوقف ؟! لما لا يستسلم و يوقف هذا القتال فحسب ؟!

.............................................

دخان كثيف ملأ المكان ! بالكاد استطاع ليو الابتعاد عن القنبلة في الوقت المناسب ! ركض للإمام ليختبأ خلف الجدار متجنباً رصاصات والدته !

اطلق عليها من هناك يحاول تجريدها من سلاحها و قد نجح بهذا فقد أصاب ذراعها ثم أطلق نحو السلاح ليسقط !

ركض نحوها بسرعة و أخرج سكينة من جيبه محاولاً إصابتها فجينا ليست جيدة في القتال عن قرب !

تراجعت قليلاً لتتجنبه و حاولت استعادة سلاحها ! أصابها ليو بخدش في ذراعها إلا أنها استطاعت استعادته فأطلقت عليه و أصابته في كتفه فجعلته يتراجع قليلاً !

أطلقت عليه مجدداً فاصابت ذراعه و ساقه إلا أن ليو رمى السكين نحوها فاصاب معدتها ! تناثرت دماءٌ كثيرة جراء اصاباتهما ، وضعت جينا يدها على الجرح بألم بيننا سقط ليو جالساً على الأرض بسبب جرح ساقه !

ابتسمت جينا و تحدثت : لن تقتلني بهذا فقط صغيري .

وجهت السلاح نحوه فاطلقت على ذراعه الأخرى و كتفه مسببةً الكثير من الجروح له ! ابتسمت جينا و تحدثت : يبدو أن خطة ميكا قد فشلت .. و انت ستموت !

اغمض ليو عينيه بقوة استعداداً لتلقي الرصاصة فسمع صوت انطلاق النار .. ثم سقوط شيء على الأرض ! لكن مهلاً .. هي لم تصبه ؟ فتح عيناه ببطئ ليرى جينا مستلقيةً على الأرض و قد اخترقت رصاصة رأسها لتتلون الارض بدمائها !

سمع صوت خطوات شخص يتقدم نحوه ببطئ فنظر له لتتوسع عيناه بصدمة ! ليو : انت !؟ ماذا .. ماذا تفعل هنا ؟!

يتبع ...

...............................................................

اتمنى انه قد نال اعجابكم . ما ارائكم و توقعاتكم ؟ ما رايكم بخطة ميكا ؟ ماذا سيحدث له ؟ هل سيلتقي بهاياتو في الوقت المناسب ؟ ما هي نهاية صراع جين و والده ؟ من قتل جينا ؟

2021/09/10 · 135 مشاهدة · 3261 كلمة
Rnem
نادي الروايات - 2025