47


اليوم التالي حمل معه رياح باردة ورطبة، السماء كانت غائمة وقاتمة ولا يمكن التنبؤ باللحظة التي سوف يهطل فيها المطر.

النيران في المدينة تم اطفائها وتحول منظر المدينة بالكامل إلى خرابة، الجبال القريبة من المدينة كانت صخرية شديدة الانحدار.

وقف يوجين بجانب الاميرة أمام المدخل المؤدي للمدينة، خلفه كانت ناتاليا تمسك يد ارينا بينما الطفلة لا تزال نائمة.

بعد توبيخ ناتاليا له اصرت وبشدة على المجيء ولم يتمكن يوجين من تعديل قرارها. وعلى الجانب الآخر لا يزال يوجين لم يفهم سبب كثرة نوم الطفلة وبناء على أقوال ارينا انها تزداد وزناً.


أعاد يوجين النظر للكهف في الواقع كان الكهف يملك ممرات ضيقة وكثيرا ويمكن أن يتوه أي شخص دون معرفة مسبقة بالاتجاهات.

قبل ساعات عاد يوجين مع الاميرة الى المدينة حيث ارادة الاميرة الحصول على درع أخف من الذي تمتلكه. لذلك كانت الآن تبدو مختلفة.

شعرها الاشقر كان طويلا و يمتد طويلا الى خصرها وتبدو كالحرير الناعم ولون براق عيونها الزرقاء كانت تلمع بوهج بارد وهي تنظر في الظلام بداخل الكهف.

امسكت سيفها ثم قالت وبكل هدوء

"لنذهب…

خلال الدقائق الأولى كان لايزال بعض الضوء يتسرب من شقوق وفتحات مختلفة ولكن بعد التعمق أكثر أصبح صعبا جدا رؤية أي شيء.

ولكن كان ذلك متوقعاً تقدم يوجين واشعل احد الاغصان التي احضرها معه. بسرعة فائقة الظلام الذي كان يحيط بهم اختفى تمامًا. وأكمل السير.

بعض الممرات كانت تضيق وتصعب عليهم العبور معا بينما اخرى كانت بحجم غرفة. في دقائق انتهى بهم الأمر في مكان مغلق.

بتعابير حائرة تكلمة الاميرة بينما تملس الجدار.

"هذا لا يجب أن يكون موجودا هناك احد اخر. وقد سد الطريق. "

'اتسأل عن ذلك…'

يمكن بسهولة تمييز الجدار أمامهم عن البقية، حيث كانت الجدران حولهم ثابت وقوية بينما الجدار الجديد كان لا يزال هشا للغاية وعند لمس الاميرة له بضعة أحجار صغيرة بدأت في التساقط.

"سوف ادمره"

تراجع الجميع بينما امسكة الاميرة بالسيف والغمد، بدأت تطرق بقائم السيف. بعد لحظات تقدم يوجين

"تراجعي "

سلم يوجين الشعلة وبعد تراجعها امسك يوجين السيف المعزز نظرا للامكانيات السيف يجب ان يتمكن من قطع او تدمير الحائط ولكن كان لدى يوجين فكرة أفضل .

كان السبب الذي جعل يوجين يقوي قدرته طوال السنوات الماضية كون القوة هي الأصعب في الرفع كما انه سيحصل على هديته.

نخبة القدرات المميزة تحمل سرا بعد تجاوز حاجز الخمسين بالمئة يحصلون على هدية. وتكون الهدية مختلفة من واحدة لاخرى. ولكن يوجين يعلم على ماذا حصل.


هديته ليست كاملة في الواقع. يحتاج الى تجاوز الخمسين في المئة في التحكم لكي تتفعل بالكامل ولكن الآن القدرة مكونة فقط من القوة الغاشمة.

"اوه هاا"

تنفس يوجين بهدوء وفي عقله قال جملة واحدة.

'فن السيف الاول هودر '

وفجأة المانا التي كانت مختومة في جسم يوجين بدأت تتحرك بقوة نحو سيف يوجين. بالطبع الاميرة و ناتاليا لم يشعرو بأي تغيير ولكن ارينا و نبع الحب الذي كان يشاهد تغيرت تعبيرهم.


"ماهذا؟ "

صدمة قوية ارتسمت على وجه ارينا ولكن لم ينتبه أحد لها، نظراتهم تركزت على يوجين الذي كان يمسك سيف الموجود في الغمد المعلق على خصره.


الهواء حول يوجين بدأ يتذبذب وفي لحظة أخرج يوجين السيف. كان أشبه بموجة قوية وعكس نصل السيف ضوء الشعلة و وومض بقوة نحو الجانب الآخر.

اتجه السيف من اليمين نحو اليسار ثم ودون تأخير ارجح يوجين السيف نحو الجدار من الجانب السفلي. بمجرد تلامس الجدار و السيف انفجر الى اشلاء.

تطايرت الصخور للداخل بقوة وستار من الدخان غطى المكان. كان هذا خارج توقع يوجين وبينما كان الدخان يتبدد. نظر في نصل السيف في يده.

"اوه لقد تضرر قليلا اعتقد اني يجب ان …."

ودون ان ينهي يوجين كلامه تم مقاطعته من صوت ناتاليا من خلفه. امسكة ناتاليا بيوجين ونظرة في جسمه ولكن وبسبب عدم إصابته تنفست براحة .

ولكن وبجانبها الاميرة كانت تنظر اليه بغرابة. لاحظ يوجين اقتراب احتراق كامل الغصن.

"يجب أن نشعل واحد خر ثم ندخل. "

كان يوجين يتحدث بهدوء تام ولكن في الواقع يده كانت تؤلمه و تشعر بتخدر في كتفه. لم يملك مخزون مانا كافي لكي يمنع الأضرار الجانبية.

ولكن النتيجة كانت اقوى من ما توقع. امال يوجين رأسه ونظر الى ارينا في الخلف. وجها كان مصدوم بشدة وكونها كانت تستطيع استشعار المانا كانت على معرفة بالحقيقة.

ان كان يجب وضع المانا التي في جسم جايدن كمئة في المئة سوف يكون يوجين خمسة وثلاثين بالمئة وهاذا ارينا كانت على معرفة واضحة عندها ولكن يوجين الآن كان قد تجاوز المنطق.

في عقلها كانت تفكر في الكم الهائل الذي يمتلكه جايدن من قوة ولكن في قلبها فكرة بالقوة التي ستمتلكها أن استطاعت السيطرة على المانا خاصتها.

بشكل غريب رغبة في تعلم تسخير المانا ارتفعت الى اهم اولوياتها.

"هاي. "

امسك يوجين كتف ارينا التي كانت متجمدة. ردة فعل ارينا كانت هادئة ونظرة إليه في ضوء جديد.

"اه~ انت رائع. "

تأخرت ارينا في الرد ولكن بعد سماع مدحها يوجين ابتسم.

"هيا لنذهب بسرعة. "

تكلمت الاميرة ودخلة عميقا تبعها يوجين و ارينا. بين الحين والآخر يوجين كان ينظر في الطفلة بين يدي ارينا.

'الم تطل في النوم. وأمي قالت إنها لم تأكل في اخر مرة استيقظت فيها. '

في لحظات كان الجميع أمام الممر الذي يؤدي للمدينة. بمجرد تجاوزه سيكونون أمام المدينة.

وكما توقع يوجين كان الجان هنا وقد انتهت المدينة….

في اول مرة دخل يوجين كان هناك الكثير من منازل المبنية من الحجارة والطين ولكن وبعد تزايد عدد السكان مع الوقت أجبر السكان على بناء المنازل الجديدة من الطين.

ولكن حاليا تلك المنازل التي كادت تملأ المكان قد تحولت إلى تراب بالفعل. ومع بعد يوجين كان على معرفة أنه لايزال هناك البعض قد مات جراء القصف بينما الآخر بسبب أصحاب قدرات التضحية .

تجمدت الاميرة .ونظرة بعيون فارغة نحو القصر. المكان الذي يعيش فيه الملك.

القصر كان بعيدا على الجانب الآخر من المدينة. القصر لم يكن مبنيا ولكن محفورا. حيث تم حفر الجبل من الداخل لبناء القصر ولكنه كان مبني بشكل جيد.

كان أشبه بخلية نحل ويمكن رؤية النوافذ المدمرة والباب الذي كان يسد الطريق كان قد اختفى. رائحة كريهة كانت تملأ المكان ويبدو انها من الجثة المحترقة.

"هيا لنعد أدراجنا. لايزال من الممكن ان يعود الجان."

تكلم يوجين بينما يقترب من الاميرة. تنهدت الاميرة ثم التفتت للوراء وسارت بجانب يوجين ببرود.

وبرؤية رد فعل الاميرة ومع انزعاج يوجين لم يقل شيئا واتبعها.


بعد خروجهم من الكهف كان لا يزال الوقت مبكرا السماء كانت لا تزال غائمة ولكن الأرض مبتلة مما يعني ان المطر قد هطل بالفعل.

أوقف يوجين الاميرة حيث كانت تكمل بدون وعي نحو الغابة.

"سوف نعود للمدينة ونبحث عن ثياب الشتاء قادم. "

ومع أن الأميرة كانت تبدو غاضبة إلا أنها وافقت واومأت بصمت.

كان الأراضي حول المدينة جافة وبعد هطول المطر اصبحت موحلة بشدة. وكان من الصعب جداً العبور.

بعد عدة دقائق وبعد دخول المدينة افترقت المجموعة. ذهب يوجين مع ناتاليا وارينا تبعت الاميرة نحو الجنوب.

يوجين دخل احدى المنازل التي كانت لاتزال قائمة دون ضرر. كانت المنازل بسيطة جدا وكانت مكونة من غرفة رئيسية وغرفة نوم واحدة مع مطبخ و ومرحاض بينما الحمام يتم مشاركته مع الجار.

بشكل سريع دخل يوجين غرفة النوم وفتح الباب النصف مغلق. على الجانب الآخر كانت غرفة فارغة.

وبعد أن رأى يوجين انه لا يوجد شيئاً صالح للاستعمال التفت وأكمل نحو المنزل التالي واتى بنفس النتيجة. أكمل يوجين الدخول و الخروج ولكنه اكتشف أن جميع المنازل الغير متضررة فارغة.

نظر يوجين نحو مركز المدينة حيث توجد قاعة المدينة، يفترض وجود شيء ما هناك ولكنها ستكون مدمرة حاليا.

كان لدى يوجين حل آخر وهو البحث داخل احدى المنازل المدمرة..

بعد فترة طويلة وجد يوجين بعض الثياب الصالحة ووجد ايضا فآسا. وعندما كان يوجين يضع الفأس في الحقيبة سمع صوتا يناديه.

¡|•_•|¡


2018/10/28 · 409 مشاهدة · 1203 كلمة
Ingenieure
نادي الروايات - 2024