أنا اعيش في قبيلة تدعى (قبيلة نعمان) حيث أنهم يرون الفتاة مجرد عبئ و أداة للزواج والإنجاب والمصالح و كان والدي هو شيخ هذه القبيلة، عندما ولدت أنا أخبرتني أمي أن أبي لم يكن مسروراً ابداً بولادتي بل كان يشتم ويلومها على إنجابها فتاة، وعلى الفور بعدها بشهر تزوج أبي زوجة ثانية.
.
بعد سنه أنجبت الزوجة الثانية فتى وكان إسمه (برق) ، كان الجميع سعيداً سوى أمي التي كانت منبوذة بسبب إنجابها لفتاة، بعد 4 سنوات أخرى وعندما أصبح عمري 6 سنوات توفت أمي بعد أن ولدت أختي (وجد) .
.
أتذكر ذلك اليوم جيداً، كان عندما توفت أمي لم يكن أحداً حزيناً سواي حتى أبي لم يكترث بل كان سعيداً لأن الزوجة الثانية أنجبت مرة أخرى فتى كان إسمه (قيس) وكان الجميع سعيد ويتم تهنئتها، بينما كنت على الجانب الأخر أشاهدهم وهم يبتسمون ويضحكون سوياً وانا الوحيدة التي كنت حزينة وغاضبه جداً، حزينة على موت أمي و غاضبة من أنهم لم يعيروها إنتباه حتى وهي قد فارقت الحياة! .
.
بعد سنوات : -
اليوم أصبح عمري 17 وأصبحت جميلة مما كان هناك عدد لا يحصى من الخطاب يطرقون الباب لكن كان أبي لا يوافق بسبب تصرفاتي التي يراها عار وخوفاً من أنني قد أفعل أمور غير لائقة تضر به.
.
كان هناك خلف قبيلتنا تل كبير كنت كلما شعرت بالحزن والرغبة بالبكاء أتسلل في الليل والجئ إلى ذلك التل لكي أفرغ أحزاني، إلى أن حدث أمر ظننت أنه شيء طبيعي لكنه لم يكن بشرياً!!
.
قام أبي بصفعي و شتمي بسبب أنني قمت بدفع أخي الأصغر(قيس) على الأرض وبدأ بالبكاء وهو يحتضن والدته وقال لي أبي والغضب يعتليه وهو يصفعني مرة أخرى :
(أبي) : لم يكن يجب عليكِ أن تولدي! أنتي مجرد عار علينا.!
(زوجة أبي) وهي لازالت تحتضن (قيس) : لاتقل ذلك يا(أبا برق) أنا متأكدة بأنها لم تقصد ذلك فأنها لازالت طفله وكذلك (قيس) ربما قال كلام جعلها تفعل ذلك... أنت تعلم كم أن (قيس) مشاغب.
(أبا برق) وهو يرفع يده ليصفعها : كم أنتي رحيمة يا (ناصيه)...فهذه ليست المرة الأولى ل(ياقوت) وهي تقوم بضرب اخوتها!... أنها مثل والدتها الأفعى!!
(ياقوت) ترفع رأسها وتحدق بحده وغضب في عينا أبيها : إياك أن تهين والدتي فهي أكرم منك!
(أبا برق) بغضب عارم وهو يصفعها بكل قوته : كيف تجرؤ حثالة مثلكِ على رفع رأسها والتحديق هكذا بي!!!
.
سقطت على الأرض لقوة الصفعه لكنني لم أبكي بل عضضت شفتاي حتى سال الدم لأنني لم أرغب بإظهار ضعفي والبكاء فذلك سيجعل (ناصية) سعيده... بعد رحيل أبي اقتربت ومدت (ناصية) يدها حتى أقف والقلق واضح على ملامحها لكنني كنت أعلم بأن كل ذلك تمثيل لأن كان هناك خدم يشاهدونها.
.
ضحكت ضحكه إستهزاء خفيفه و نهضت بنفسي متجاهلة يد (ناصية) التي وبسرعة تداركت الوضع وقامت بإمساك ذراعي وقالت بقلق :
(ناصية) : هل أنتي بخير؟...يبدو بأن (أبا برق) كان عنيف قليلاً لاتقلقي سوف أتفاهم معه.
(ياقوت) تدفع يد ناصية عن ذراعها بإشمئزاز : يبدو بأن أبي أخيراً أصبح أعمى لأنه لايعلم بأن الأفعى الحقيقيه تقف أمامي.
" ها! لماذا تشفر كلامها فلتقل بكل صراحة أن أبي كان رحيماً لأنه لم يقم بضربي بقوة... والأن توضح لي بأنها سوف تذهب وتجعله يفعل الأسوأ بي"
.
ذهبت وأنا تاركة خلفي (ناصية) أشعر بنظراتها الغاضبه تخترقني من الخلف لكنني لم أهتم وانتظرت إلى أن ذهب الجميع للنوم وتسللت خارج القبيلة وذهبت إلى التل.
جلست فوق التل وأنا قلبي يؤلمني نزلت دمعتي رغم أنني حاولت كبتها لكنني لم أستطع....أستسلمت لبكائي و نحيبي وقلت :
"أمي.. فقط لو لم تنجبيني..لم أكن لإعاني كل هذا، لماذا توجب علي عيش حياة مثل هذه؟...أنا..أنا حقاً أتمنى الموت.... لقد تعبت، تعبت وتحملت كثيراً لم يعد بمقدوري فعل شيء"
بعد أن أرحت قلبي بالبكاء والنحيب أستلقيت على الأرض وظللت أنظر إلى السماء المظلمة والنجوم التي كانت تزينها وتلمع إلى أن سقطت نائمه.
.
أستيقظت وتفاجأت أنني كنت في غرفتي!... كيف؟! من حملني؟ هل يعقل بأنني أمشي وانا نائمه؟! والأهم من هذا كله اذا كان فعلاً أن هناك من حملني كيف لم استيقظ وكيف دخل للمنزل وتحديداً غرفتي؟!!
ظلت هذه الأفكار تراودني إلى أن سمعت طرق الباب... .
.
...يتبع