الفصل الأول: مكاسب الدهور

____________________________________________

"يا للسخرية، لقد اختارت عائلة يي فاشلاً ليترأسها!"

"هل سمعتم؟ سيد عائلة يي الجديد سقط مغشيًا عليه في حفل تنصيبه، وما زال فاقدًا للوعي!"

"إنها أكبر مهزلة في تاريخ مدينة يون شياو على الإطلاق!"

كانت السماء حالكة السواد، كلون الحبر المسكوب في ليل لا قمر فيه. وفي خضم هذا الظلام، استفاق يي سوي فنغ من غيبوبة الفوضى وعقله لا يزال مشوشًا، ليكتشف أنه قد عاد إلى الحياة مرة أخرى.

'هل... هل نجحتُ أخيرًا؟'

مع كل نفس ضعيف يخرج منه، شعر بنسيم العالم الحقيقي يداعب رئتيه، إحساس كاد أن ينساه بعد أن ضاع في العدم. في تلك اللحظة، شعر يي سوي فنغ برغبة عارمة في البكاء، فقد كان في الأصل شابًا من كوكب النجم الأزرق، قبل أن يقيده في أحد الأيام كيان غامض أطلق على نفسه اسم "أقوى نظام تعليق"، ليبدأ رحلة لعبور العوالم.

لكن من كان يتخيل أن رحلته ستتعرض لتدخل من قوة مجهولة، فتسببت في انحراف مساره وضياعه في خضم الفوضى السرمدية. هناك، حيث لا وجود للزمان أو المكان، بدأ وعيه يتلاشى شيئًا فشيئًا، ولم يدرِ كم من الدهور قد مرت قبل أن يشعر بنسيم الهواء النقي من جديد.

وما إن استعاد شيئًا من وعيه، حتى اقتحمت روحه ذكريات أخرى عنيفة، ذكريات حياة مختلفة بالكامل. وبعد وقت طويل، هدأت عاصفة الذكريات في ذهنه، وأدرك يي سوي فنغ حقيقة وضعه الحالي. لقد أصبح السيد الجديد لعائلة يي في مدينة يون شياو، وهو سلفه في هذا الجسد الذي كان يعيش حياة بائسة.

كان سلفه ضعيفًا للغاية، مما جعله أضحوكة في نظر الجميع. وفي يوم حفل تنصيبه، أهداه أحدهم صندوقًا كبيرًا من حبوب الدماء والطاقة الحيوية، وهي حبوب متدنية المستوى لا تصلح إلا للمبتدئين في مرحلة صقل الطاقة. كانت تلك إهانة لاذعة وسخرية واضحة من ضعفه.

لم يكن سلفه يملك القدرة على تحمل مثل هذه الإهانات، فتحت وطأة هذا الاستفزاز، هاجمه الغضب حتى بصق الدم وسقط مغشيًا عليه وهو ينازع أنفاسه الأخيرة.

'لمَ يتركون شخصًا فاشلاً مثله يتولى منصب السيد؟' تساءل يي سوي فنغ في حيرة.

ثم غاص في ذكريات سلفه ليكتشف أن عائلة يي تختلف عن العائلات التقليدية المتعجرفة، فهي عائلة لم يسبق لها مثيل في ولائها وتقاليدها. لم يعاملوه بازدراء بسبب ضعفه، ولم تحدث أي من تلك المشاهد المبتذلة التي يهين فيها الخدم سيدهم. بل على العكس، دعموه ليتولى منصبه لأنه وريث الفرع الرئيسي للعائلة.

لكن للأسف، كانت القدرة النفسية لذلك المسكين على التحمل ضعيفة للغاية.

'مثيرة للاهتمام حقًا.'

بعد أن استوعب يي سوي فنغ تلك الذكريات المختلطة، فتح عينيه ببطء. وجد نفسه في غرفة ذات طابع أثري، مستلقيًا على سرير ناعم تفوح منه رائحة عطرية، تبدو وكأنها من العقاقير المستخدمة لشفاء الجسد. وبجانبه، كانت تجلس فتاة شابة تقرأ كتابًا باهتمام شديد.

عندما شعرت الفتاة بالحركة بجانبها، استدارت برأسها، وقد كانت ملامحها تشبه إلى حد كبير ملامح يي سوي فنغ.

"أبي، لقد استيقظت!"

كانت هذه ابنته الوحيدة، يي هوانغ، وتبلغ من العمر أربعة عشر عامًا. ابتسم يي سوي فنغ بمرارة، فها هو ذا قد أصبح أبًا لابنة بهذا الكبر قبل أن يتزوج حتى في حياته السابقة. كما أن زوجته في هذه الحياة قد توفيت أثناء ولادتها لابنتهما يي هوانغ.

'إذًا أنا وحيد في هذا العالم؟ لا يهم، سأعيش حياة رائعة هذه المرة.'

كادت ابتسامته تلك أن تسقط فك يي هوانغ من فرط الدهشة.

"أبي... أنت... أنت في الواقع... ابتسمت!"

"آه؟" ذُهل يي سوي فنغ للحظة قبل أن يستوعب الأمر. كان سلفه في هذا الجسد يحمل نظرة حزينة وكئيبة منذ وفاة زوجته، حتى اختفت كلمة "الابتسامة" من قاموس حياته. شعر يي سوي فنغ بالأسى، فلكل شخص في هذه الحياة مصاعبه، وهناك من يتحملون كوارث تفوق الخيال. إن المضي قدمًا بابتسامة هو سبيل النجاة الحقيقي!

[دينغ! اكتملت مهمة التعليق اليومية، يرجى جمع العائد في الوقت المناسب.]

فجأة، دوى صوت واضح ونقي في ذهن يي سوي فنغ.

'هل نظام التعليق ما زال يعمل؟'

كان هذا هو النظام الذي حصل عليه قبل عبور العوالم، ووظيفته بسيطة للغاية، إذ يحتوي على خيارين فقط: التعدين الخامل، الذي يسمح بالتعدين في عروق خام فائقة لجني موارد هائلة يوميًا، والتدريب الخامل، الذي يمنحه ما يعادل يومًا كاملًا من التدريب كل يوم.

لقد قام بتفعيل كلا الخيارين قبل أن تبدأ رحلة العبور، لكنه لم يتوقع أبدًا أن يقع حادث يرمي به في خضم الفوضى. والفوضى لا تعرف زمنًا، ولم يكن يدري كم من الدهور قد قضاها عالقًا هناك بينما كان النظام يعمل دون توقف.

فتح يي سوي فنغ لوحة النظام، عازمًا على التحقق من حصاده طوال تلك المدة. وفي اللحظة التي رأى فيها الأرقام، تجمد في مكانه من هول الصدمة!

"يا هوانغ الصغيرة، اخرجي أولًا."

نظرت إليه يي هوانغ في حيرة وقالت: "أبي، ما الخطب؟"

"اخرجي!" أصبحت نبرة يي سوي فنغ حادة فجأة. ورغم أنها لم تفهم السبب، غادرت الغرفة بطاعة.

بعد أن خرجت ابنته، أخذ يي سوي فنغ نفسًا عميقًا، وملأ الجد والرهبة ملامحه. ثم عاد ليدخل إلى واجهة النظام مرة أخرى، محدقًا في الأرقام التي أمامه.

'واحد... اثنان... ثلاثة...'

'ثلاثة عشر رقمًا... أنا لست بارعًا في الرياضيات، كم يبلغ هذا العدد بحق السماء؟'

ظل يحدق في كومة الأرقام الخيالية غير قادر على استيعابها، وبعد وقت طويل، تمكن أخيرًا من عدها جميعًا.

أحجار روحية من الدرجة الدنيا: 100,000 يوميًا، الإجمالي الحالي: 356 كوينتليون. أحجار روحية من الدرجة المتوسطة: 10,000 يوميًا، الإجمالي الحالي: 36.5 كوينتليون. أحجار روحية من الدرجة العليا: 1,000 يوميًا، الإجمالي الحالي: 3.65 كوينتليون. بلورات روحية: 100 يوميًا، الإجمالي الحالي: 365 تريليون. أحجار خالدة: 10 يوميًا، الإجمالي الحالي: 365 تريليون. بلورات خالدة: 1 يوميًا، الإجمالي الحالي: 36.5 تريليون.

( زيوس: للتوضيح، الكوينتليون هو رقم 1 متبوعًا بـ 18 صفرًا (1,000,000,000,000,000,000).)

كانت هذه هي مكاسب التعدين الخامل، وقد تجاهل عمدًا الكسور اللانهائية في نهاية كل رقم، مكتفيًا بالنظر إلى الأعداد الصحيحة التي تفوق الخيال.

'يا إلهي! مع كل هذه الثروة، لا يمكن لأي خزينة في العالم أن تسعها!'

ازدهر قلب يي سوي فنغ فرحًا، فقد أدرك أنه لن يقلق بشأن المال مرة أخرى طوال حياته. بعد ذلك، انتقل إلى حصاد التدريب الخامل. كان الأمر بسيطًا ومباشرًا بشكل صادم؛ ما مجموعه عشرة تريليونات سنة من التدريب، محفوظة في حالة قابلة للاستخلاص.

فكر يي سوي فنغ لبرهة، ثم أمر في قلبه: 'استخلص ما يعادل تدريب عام واحد.'

وفجأة، تدفقت قوة هائلة وجبارة إلى جسده.

2025/11/01 · 863 مشاهدة · 979 كلمة
ZEUS
نادي الروايات - 2025