الفصل المئتان والحادي عشر: غرفة تجارة العوالم
____________________________________________
تحدث صاحب المتجر ثم تغيرت نبرته فجأة، وقال: "لكن، إن كانت لديك حاجة ماسة حقًا، فيمكنك أن تجرّب غرفة تجارة العوالم".
قطّب يي سوي فنغ حاجبيه متسائلًا: "وما هي تلك؟".
ضحك صاحب المتجر وأجاب: "إنها غرفة تجارة عظيمة تستطيع أن تجوب الفراغ وتنقل البضائع عبر العوالم، فكل ما بداخلها أشبه بنجوم السماء اللامتناهية، وما يخطر لك على بال ستجده هناك دون شك".
"غير أن عتبة الدخول إليها مرتفعة للغاية، لذا فإن أمثالنا من الناس العاديين لا يجرؤون حتى على التفكير فيها". عقب ذلك، أسهب صاحب المتجر في شرح كل ما يتعلق بغرفة تجارة العوالم لـ يي سوي فنغ.
لقد كانت غرفة تجارة عملاقة يمتد نفوذها عبر نصف عالم الخالدين، وتتقن أساليب الفضاء العميقة والعوالم الافتراضية.
فمن خلال تشكيل خاص، يمكنك دخول العالم الافتراضي وأنت في عقر دارك دون أن تخطو خطوة واحدة، وهناك، تجد كل معلومات المنتجات معروضة أمامك.
وما إن تختار سلعتك وتتم الصفقة، حتى يرسلوا البضاعة مباشرة عبر العوالم باستخدام قوة الفضاء، وكل ما عليك فعله هو دفع رسوم النقل المقررة.
أصغى يي سوي فنغ باهتمام، قبل أن تلمع عيناه بإدراك مفاجئ. 'أليست هذه منصة تجارة إلكترونية بكل ما تحمله الكلمة من معنى؟'.
كان صاحب المتجر متحمسًا للغاية، وواصل شرحه المفصل لآلية عمل غرفة تجارة العوالم. فالمتدربون يستطيعون عرض بضاعتهم للبيع في ذلك العالم الافتراضي، بينما يختار المشترون ما يروق لهم من بين تلك المنتجات. وبعد تأكيد الشراء، يجري الطرفان الصفقة مباشرة عبر تشكيل النقل الذي توفره الغرفة التجارية ذاتها.
لقد كانت في نظر يي سوي فنغ منصة تجارة إلكترونية عملاقة تمتد عبر معظم عالم الخالدين، لا أكثر ولا أقل. والأدهى من ذلك أن غرفة التجارة تلك تقدم سلسلة كاملة من خدمات ما بعد البيع، كإمكانية إرجاع البضائع غير المطابقة للمواصفات، وعروض ضمان تمتد لعشر سنوات، بل وحتى كفالة مدى الحياة.
أصاب الذهول يي سوي فنغ وهو يستمع إلى كل هذا، وتساءل في قرارة نفسه: 'هل انتقلت فجأة إلى مجتمع تكنولوجي حديث؟'.
ولكن بعد تفكير أعمق، وجد أن الأمر منطقي. فالحضارة الخالدة قد تطورت على مدى يفوق المليون عام. ورغم أن هذا العالم يقدّس القوة القتالية الفردية ويعظمها إلى أبعد الحدود، إلا أن الجوانب الأخرى من الحياة لن تكون متخلفة كثيرًا. فعلى سبيل المثال، وصلت مجالات الطعام والحياة اليومية ووسائل النقل، وحتى بعض أماكن الترفيه، إلى مستوى متقدم للغاية.
"إذًا، كيف أسجل الدخول إلى غرفة تجارة العوالم هذه... أقصد، كيف أدخل إليها؟" سأل يي سوي فنغ.
أجاب صاحب المتجر: "بشراء تشكيل النقل الخاص بهم. يوجد فرع لغرفة التجارة في مدينة فانغ شيان، وشراء تشكيل واحد يكلف ثلاثة آلاف حجر خالد".
"ثلاثة آلاف حجر خالد بالكاد تكفي لشراء أداة خالدة جيدة من الدرجة العليا، هاها، ولهذا نقول إنها غرفة تجارة حصرية للأثرياء".
أومأ يي سوي فنغ برأسه، وقد عزم في نفسه: 'سأذهب لشراء تشكيل بعد قليل لأرى كيف تعمل هذه المنصة. فإذا كان بإمكاني شراء القوانين السماوية حقًا، فسيوفر ذلك عليّ الكثير من الجهد'.
"شكرًا لك يا صاحب المتجر." شبك يي سوي فنغ يديه في تحية، ثم أضاف: "إذًا، جهّز لي دفعة من الثمار الخالدة، أريد أن أجرّب شيئًا جديدًا. أود أنواعًا متعددة، بما يقارب عشرة آلاف حجر خالد".
بغض النظر عن نوايا صاحب المتجر، فقد قدم له العون، وهو لا يحب أن يدين للآخرين بشيء، مهما كان صغيرًا.
أدرك صاحب المتجر مغزى الأمر في قلبه، وقال بابتسامة عريضة: "يا لك من رجل جريء! عشرة آلاف حجر خالد، بهذا المبلغ ستفرغ كل الثمار الخالدة من متجري. لا تقلق، سأعطيك أفضل سعر بالتأكيد، وأرحب بك دائمًا في المستقبل".
وهكذا عُقدت صفقة كبيرة بينهما. ذهب صاحب المتجر ليُعد الثمار الخالدة، بينما خرج يي سوي فنغ من الغرفة الخاصة ليتجول في القاعة الرئيسية. لكن ما إن خطا خارجًا، حتى رأى نزاعًا يحتدم في إحدى الزوايا.
"أليس هذا جيانغ نيان؟"
"أيها الحثالة الفقير، أتجرؤ على دخول برج الكنوز؟"
"هل أتيت لتوسّع مداركك؟ هاهاها!"
تقدمت مجموعة من الأشخاص يرتدون أردية زرقاء وسوداء نحو جيانغ نيان وأطلقوا ضحكاتهم الساخرة، مما جذب انتباه الجميع في القاعة على الفور.
رفع يي سوي فنغ حاجبيه. لقد كانت هذه المجموعة هي نفسها التي أثارت الضجة في بلدة غوي لينغ قبل فترة. وبحسب ما قاله جيانغ نيان، فإنهم ينتمون إلى عالم تاي هي، ولم تكن علاقتهم بعالم غوي لينغ جيدة على الإطلاق.
نظر يي سوي فنغ إلى أعينهم الحقيرة وهز رأسه قليلًا، 'كيف يمكن أن يوجد مثل هؤلاء الحمقى السذج في العالم'.
"وانغ تشنغ تشو، وجودي هنا لا يعنيك في شيء!" قال جيانغ نيان بوجه مظلم، فأن يُسخر منك علانية أمر لا يطيقه أحد.
"أوه، لقد غضبت إذن." قال القائد، وانغ تشنغ تشو، بابتسامة ماكرة: "في الواقع، أنا أتفهم شعورك جيدًا. فالعين بصيرة واليد قصيرة، وإن لم تستطع شراء الكنوز، فلا بأس من إلقاء نظرة عليها".
انفجر مرافقوه في الضحك دون أي محاولة لإخفاء سخريتهم. اشتعل الغضب في وجه جيانغ نيان، وكاد الصراع أن يتصاعد لولا أن...
"جيانغ نيان." ناداه يي سوي فنغ، ثم أشار إليه بيده ليدعوه بالقدوم.
لا داعي للدخول في جدال عقيم معهم. فعندما تجادل أحمقًا، غالبًا ما يعجز الآخرون عن التمييز بينكما. ومثل هذا الشخص يسحبك دائمًا إلى مستواه، ثم يهزمك بخبرته الواسعة في السخافة. باختصار، كان الأمر لا يليق بمكانته.
"هل هم هكذا دائمًا؟" سأل يي سوي فنغ.
كان جيانغ نيان لا يزال مستاءً، فأومأ برأسه وقال: "نعم. هذا اللعين، لأننا رفضنا التعاون معه، وهو يضع العراقيل في طريقنا في كل مكان".
أومأ يي سوي فنغ برأسه، وقد حفر اسم عالم تاي هي في ذاكرته. ثم سأل: "ما هي تجارتكم في عالم الأرواح؟".
أجاب جيانغ نيان: "نبيع الحبوب الروحية بشكل أساسي، فلدينا صيدلية كبيرة في شمال بلدة غوي لينغ، وهي مصدر دخلنا الرئيسي".
"علاوة على ذلك، لدينا أسلوبنا الفريد في زراعة الأعشاب، مما يجعل جودة حبوبنا الروحية فائقة. وهذه المجموعة من الأوغاد تطمع في سرقة أسرارنا".
سأل يي سوي فنغ باهتمام طفيف: "أوه؟ وما هو هذا السر؟".
هز جيانغ نيان رأسه: "هذا سر لا يعرفه سوى كبار المسؤولين في عالمنا".
قال يي سوي فنغ: "هذا هو أساس قوتكم، ولا بد من حمايته بصرامة." ثم فكر في نفسه: 'إذا سنحت لي الفرصة يومًا ما، سأسأل عن الأمر. فإن كان بإمكاني تقديم بعض المساعدة، فلن أبخل بها. ففي النهاية، كلنا متدربون من العالم نفسه'.
بعد فترة، عاد صاحب المتجر وقد جهّز الثمار الخالدة.
"أخي الداوي، هذا هو طلبك، وهذه قائمة مفصلة به، تفضل بالاطلاع عليها." قالها بوجه بشوش وبأدب جم.
تصفح يي سوي فنغ القائمة. كان معظمها من الثمار الخالدة من مختلف الدرجات، مكدسة كجبل صغير. بالإضافة إلى ذلك، كانت هناك عدة مخطوطات عن المعارف الأساسية في عالم الخالدين، وتعريف بقوى مدينة في شيان، وما إلى ذلك. لقد كانت هدايا إضافية من صاحب المتجر.
بلغ السعر الإجمالي أكثر من ثمانية آلاف وخمسمئة حجر خالد. يبدو أن صاحب المتجر كان صادقًا، فقد أفرغ مخزونه بالكامل من أجله.
"أشكر لك اهتمامك." قال يي سوي فنغ، ثم أخرج الأحجار الخالدة وسلمها إليه.
ابتسم صاحب المتجر وقال: "من الآن فصاعدًا، أنت من ضيوف برج الكنوز الكرام. إذا احتجت المزيد في المستقبل، سأبحث لك عن المزيد من الثمار الخالدة".
"حسنًا." أومأ يي سوي فنغ برأسه، واعتبر الأمر تسوية لدينه الصغير. بعد إتمام الصفقة، لم يبق طويلًا، بل أخذ غو يو لان وغادر برج الكنوز.