كالعادة ، عاد الأرق الى فادج مرة أخرى.
جالسًا على السرير الخشبي الكبير ، شعر فادج أنه لم يعد بإمكانه النوم ، وفي هذه الأيام كان منهكًا إلى أقصى الحدود ، وبعد الاستيقاظ ، لم يكن بإمكانه سوى النظر إلى السرير الفارغ في حالة ذهول.
لقد شعر أنه يجب أن يكون قادرًا على النهوض والتعامل مع المهام الرسمية ، وفي الحقيقة شعر أنه كوزير للسحر كان أكثر اجتهادًا من سلفه ، وقضى وقتًا في حياته المهنية أكثر من الوزير السابق ، بالطبع ، هناك احتمال آخر ، لكنه ليس على استعداد للاعتراف بأنه غير كفء للغاية ، وهذا هو السبب الأكبر لحاجته لقضاء وقت فراغه في العمل.
الآن عليه أن يحلق لحيته أولاً ، فهو في هذه الأيام مثل رجل إطفاء في عالم ال Muggle لمحاربة الحرائق في كل مكان ، وليس لديه وقت للعناية بصورته ، منذ وقت ليس ببعيد ، احتج دمبلدور مرة أخرى على الديمينتور الذين وضعهم في المدرسة كدفاع ، وليس كمسؤول خاص.
قال أيضًا إن الديمينتور تعرضوا للتعذيب من قبله في هوجورتس ، وإذا لم يتمكن التفسير له ، فلن يساوم أو يقبل إي شيء منه.
لم يوقظ زوجته ، هرب على أطراف أصابعه من السرير ، ولبس نعاله ، ومشى عبر الممر إلى الحمام.
في الحمام ، نظر إلى نفسه بعناية ، لم يعد شابًا ، تسببت الأحداث في الأيام القليلة الماضية في أن يكون لديه الكثير من الشعر الأبيض ، لم يعد رماديًا نقيًا من قبل ، مع وجود تجاويف عميقة للعين ، وإحمرار في مقل العيون ، يظهر احتقان الدم أن نوعية نومه ليست جيدة ، وبطنه منتفخ قليلاً ، إنه يحب ممارسة التمارين الرياضية في أيام الأسبوع ، ولكن منذ أن هرب بلاك من السجن ، ضاع وقت فراغه وتغير كل شيء ، الهروب من أزكابان كان قضية دفاعية موضع تساؤل الكثيرين ، وتسبب له الديمينتور في مشاكل في كل مكان ، حتى على رأس دمبلدور ، بدأت سلطته موضع أهتزاز (في الواقع ، لم تكن موجودة أبدًا) ، وكان هناك صداع في كل مكان.
كان يتردد الآن في أي جانب من دمبلدور أو الديمينتور يجب أن يكون أكثر صرامة ، وأي جانب يجب أن يظهر بشكل أفضل قليلاً.
كان يتحدث من أعماق قلبه ، لم يكن يريد أن يكون لينًا مع دمبلدور ، عندما وصل إلى السلطة ، لم يكن لديه ثقة كبيرة في قدراته الخاصة ، لذلك غالبًا ما كان يستشير دمبلدور ، ولكن بعد البقاء في هذا المنصب الوزاري لفترة طويلة ، كانت ثقته القليلة تنمو ببطء ، كان لا يزال يستشير دمبلدور ، لكن عدد المرات انخفض تدريجياً ، وكان يعتقد أنه قادر على أن يكون وزيراً بأفعاله ، كان مهووسًا بالشعور بأنه وزير السحر وكل ما جلبه له هذا المنصب.
عند سؤال دمبلدور مرة أخرى ، يشعر فادج دائمًا بالدونية ، تمامًا مثل العودة إلى أيام مدرسته ، فهو نفسه طالب ودمبلدور مدرس.
هذا الإحساس بالتباين جعله شديد المقاومة بعد أن اعتاد الجلوس في مكانة عالية.
وعلى النقيض من ذلك ، فإن إدارة هذه المجموعة من الديمينتور أسهل بكثير ، وفقط في هذه المجموعة من الوحوش يمكنها حقًا تقدير تفوق معدل ذكائه.
"بوووم ، بوووم." أزعجه صوت التحطم من نافذة زجاج الحمام ، مشى ليجد أنها كانت بومة تسبب المتاعب مرة أخرى.
كم مضى منذ أن أصبح وزيرا ولم يعد يستخدم البوم؟
على الرغم من انضمامه إلى معسكر الدم النقي من أجل الحصول على دعم أفضل ، إلا أنه يجب أن يقول أن أشياء ال Muggle لا تزال مفيدة للغاية ، وأن الأضواء والهواتف مريحة للغاية ، من قدم له هذه النصيحة؟
هل هو ذلك الطفل الشيطاني من عائلة لوسيوس؟ آخر مرة كان ينزف بغزارة بسببه ، وقد تأثر كثيرا بالصبي.
سرعان ما تحولت الأفكار في عقله ، ولم يقف مكتوف الأيدي ، مشى وفتح النافذة ، واعتقد بأنه اذا كانت رسالة مدح من معجبه ، فإنه سيغفر للمرسل.
لسوء الحظ ، عندما انتهى من قراءة الرسالة ، سقط على الفور على أرضية الحمام ، تحولت عيناه إلى اللون الأسود ، لكن لم يغمى عليه على الفور ، ويخبره العقل أنه إذا أغمي عليه الآن ، فستنتهي مسيرته السياسية تمامًا.
في الواقع هو نفسه تقريبا على وشك الأنهيار الآن.
تم كتابة الرسالة من قبل احد مرؤوسيه ، وشرح أولاً أسباب استخدام البومة - تعذر توصيل الهاتف بسبب التأخرات ، ومن أجل إظهار مدى إلحاح الحادث ، أوضح أنه يمكن أستعمال البومة والقوى العاملة فقط ، كان يريد ان يهرع إلى منزله في نفس الوقت ، ولكن بشرط أن يخطره للمجيء أولاً ، ولم يمض وقت طويل قبل أن يسمع فادج طرقًا على الباب خارج المنزل.
كانت ساقيه ضعيفتان بعض الشيء الآن ، ولا يملك حتى القوة للوقوف.
يمكن تلخيص النقطة الأساسية للرسالة في جملة واحدة: "هرب جميع الديمينتور وسقط أزكابان في حالة من الفوضى."
"تلك المجموعة من المخلوقات الأقل شأنا ، كيف يجرؤون؟؟!! كيف يجرؤون!!" صرخ فادج ، وأحمرت عينيه ، وانكشفت عروقه الزرقاء ، كان السلوك الأنيق الذي أظهره من أجل كسب الجماهير قد ألقي بعيدًا في السماء الآن.
"لا تزال هناك فرصة ، لا تزال هناك فرصة ، طالما أن هذا الشخص سيصل في الوقت المناسب ، ستظل لدي فرصة." فجأة بدا أنه وجد الخيط المنقذ للحياة مرة أخرى ، وهو يغمغم في نفسه بصوت منخفض ، وبدا أن القوة على ساقيه قد عادت ، وقف ، وحاول بذل قصارى جهده للتحرك نحو الباب خطوة بخطوة.
دمبلدور الآن أمله الوحيد!
لكن إذا علم الآن أن الأمل الوحيد في قلبه هو أحد المحرضين على هذه الحادثة ، فلن يعرف كيف سيشعر.
———————————————————
ليعود الوقت قبل ساعات قليلة.
بعد طرد وتدمير الديمينتور الذين اقتحموا هوجورتس بالقوة ، عاد دمبلدور إلى مكتبه على الفور ، وسحب قلم ريشة من حقيبة الأقلام بخفة ، وبدأ في الكتابة على قطعة من ورق ، كان يعبس من وقت لآخر الوقت ، وأحيانًا يرفع نظارته ، بالنسبة لشخص مسن ، فإن الجلوس والكتابة لفترة طويلة ليست مهمة بسيطة ، بعد وقت طويل ، وضع القلم ، ونظر إلى تمايل الكلمات النحيلة المحاطة بدائرة على ورق البرشمان ، وأطلق تنهيدة طويلة.
دمبلدور نفسه ليس حريصًا على الحقوق ، على الأقل في الوقت الحالي ، لذلك فهو لا يحب قضاء الوقت في بعض الكتابات الغير الضرورية.
يفضل دمبلدور الاستمرار في الحديث ، ولكن يبدو أن فادج يكره طريقة الاتصال هذه أكثر فأكثر ، لذلك يمكنه فقط اختيار طريقة أكثر رسمية للتواصل معه.
يجب على أي شخص في الدائرة الالتزام بقواعد اللعبة ، وهو ليس استثناءً ، فهويته هي أساس هوجورتس ، والطرف الآخر هو وزير السحر ، وهو ليس فقط للشهرة والهالة ، ولكن أيضًا للقيد والتقييد.
لا يستطيع أن يفعل ما يشاء ، وحتى لهذا النوع من التواصل يجب أن يستخدم تعبيرات مكتوبة رسميًا.
في الواقع ، إنه يأمل حقًا في التخلص من جميع الديمينتور ، في رأيه ، هذا النوع من المخلوقات عديم الفائدة ، ولكن إذا فعل هذا ، فسيكون لدى فادج المزيد من الخلافات معه.
"مرحبًا ، هل رأسك يؤلمك مرة أخرى؟ في كل مرة تواجه فيها مشكلة ، تقوم دائمًا بمضايقة طائرك." الصورة على الحائط بدأت بالتكلم ، وكان الصوت كئيبًا وجشعًا بعض الشيء ، إنه فينياس بلاك - شغل مرة واحدة منصب مدير هوجورتس.
"صحيح ، هذا طائر العنقاء" ، أوضح دمبلدور بطريقة جادة ، وهو يسير حول المكتب إلى المقعد ، ثم امتد حاجبه وفتح ذراعيه الطويلتين ، وأخرج عصاه التي ظهرت شعلة في طرفها الآن.