ه

كنت واقفًا.

يدي تحترق،

أنفاسي لا تزال تحاول اللحاق بجسدي.

ورغم كل شيء…

كنت حيًا.

لأول مرة،

أنا من بقي واقفًا…

والخادم الذي أرعبني،سنتان

كان ممزقًا تحت قدمي.

**

ثم سمعت صوت جاشين…

هادئًا هذه المرة.

بدون ضحك.

ولا تهكّم.

فقط سؤال.

“كم… من الوقت أمضيت مع هذا الخادم؟”

**

رفعت رأسي.

لم أتردد.

“ سنتان. ”

**

جاشين ظل صامتًا لثانيتين.

ثم مشى نحوي.

وقف أمامي.

نظر إلى الأرض حيث جثة الخادم تتبخر.

وقال بصوت منخفض:

“سنتان…

لأجل خادم متوسط.”

“لو واجهت منجلًا…

كم سنة كنت ستحترق؟ عشرة؟ مئة؟”

**

لم أُجب.

لأني… كنت أعرف الإجابة.

**

ثم نظر إليّ وقال:

“أتعلم؟ رغم كل جنوني،

إلا أنني لم أكن أظن أنني سأرى أحدًا يُضيّع سنتين من حياته على جثة غير مهمة. ”

ثم أكمل…

“ لكنّك فعلتها. ”

“ وهذا… يجعل منك شيئًا مختلفًا. ”

**

تقدّم نحوي،

ثم همس كأنها جملة لا تُقال بصوت مرتفع:

“ الآن… أصبحت جاهزًا.

سأوصي بأن تراه نيمو بنفسه. ”

**

شعرت بشيء يتغير في الهواء.

الحرارة.

الثقل.

الهيبة.

و…

الخطر.

القاعة كانت أوسع من الزمن.

جدرانها لا تُقاس بالمتر،

بل بارتجاف الأكوان القديمة.

في قلبها…

جلس نيمو.

ظهره للضوء،

عيناه لا ترى فقط…

بل تتذكّر

المستقبل

.

**

اقتربتُ منه.

كلّ ذرة في جسدي كانت تقول “كن محترمًا”.

لكن قدماي سارتا بثبات.

نظر إليّ.

بعين نصف مغلقة،

وصوت بارد كأنه لا يعني شيئًا مما سيقوله.

**

“ما هو المستوى الذي وصلتَ إليه؟”

قلت:

“خادم متوسط.”

**

لم يرمش حتى.

بل فقط قال:

“ مخيبٌ للآمال. ”

**

ثم نظر إليّ كما يُشاهد ظلًا.

“ست سنوات من التدريب…

مقابل تصنيف خادم متوسط.”

“عبقري بين الشينوبي.

حتى بين الخدم.”

“لكن كخليفتي؟”

“ مخيّب. ”

**

سكت.

ثم تابع بنبرة مختلفة، كأنه يتجه لاختبار آخر:

“و… ما هو هذا الوشم الذي في يدك؟”

**

نظرت إليه.

ببساطة:

“ اخترعته. ”

**

ابتسم.

ثم انفجر ضحكه.

ضحكة…

حقيقية.

**

“هذا… جنون.

اخترعت طريقة لاستخدام شاكرا الآلهة؟

هل تعلم ماذا فعلت؟”

**

ثم قالها بنبرة من لا يمزح:

“ لقد استحققتَ لقب قاتل الإله. ”

**

وفي لحظة…

الزمن توقف.

**

كل شيء سكن.

حتى أنفاسي توقفت.

لكن نيمو تحرّك.

**

اقترب.

مد يده.

أمسك معصمي الأيسر.

أغمض عينيه.

**

ثم همس وكأنه يقرأ كتابًا مخفيًا تحت جلدي:

“مدهش…

مبتكر…

تقنيات لاستِر.

تقنيات شيباي.”

**

فتح عينيه وقال بابتسامة:

“يبدو أن شيباي نقل شيئًا من تقنيات الأوتسوتسوكي إلى عالمكم، أيها الشينوبي…”

“أعتقد أنه رأى مستقبلك بعين السينريغان.”

**

تراجع خطوة.

ثم قال:

“لديّ جثة خادم قوي.

إن أخذتها… ستدخل المستوى الثالث بسهولة.”

**

لكنني…

هززت رأسي.

ونظرت إليه بثقة:

“ سأقسمها.

سأُبقي جزءًا لي،

لكني سأكتفي بالمستوى الثاني الآن.”

**

رفع حاجبه.

ثم ابتسم… ابتسامة نادرة، فيها احترام.

**

“هاه… ثقة.

عجرفة محسوبة.”

“إذن…”

“ سأتولى تدريبك بنفسي. ”

**

ثم رفع يده.

كأن السماء انفتحت.

كأن البُعد خضع له.

**

“استعد، سامرو…

لأن ما سيأتي… ليس أيامًا.

بل ملايين السنين. ”

**

وابتلعني الضوء.

فتحت عيني.

لكن لا شيء…

سقف؟ لا.

أرض؟ نعم، لكنها لا تعكس صوت خطاي.

هواء؟

ربما.

زمن؟

معدوم.

**

ثم سمعت صوته، يخرج من كل الجهات:

“مرحبًا بك في الـ[مَجال الساكن].”

“هنا… لا وقت.

لا موت.

لا خروج.”

**

تلفّتُّ. لم أره.

لكن صوته استمر، كأنه نُسج من قوانين هذا المكان:

“خصمك… سيكون أنت.”

“دميتي، خُلقت من وعيك، ودمك، وغرائزك.

لا يوجد تفوق. لا يوجد ضعف.

فقط التايجتسو.”

**

“لا تقنيات.

لا جتسو.

لا ختم.”

ثم توقف للحظة.

وأضاف:

“باستثناء اثنتين…

رؤية المستقبل،

وإيقاف الزمن. ”

**

ثم قالها بصوت أشد هدوءًا مما توقعت:

“استمتع.”

**

وفجأة…

ظهر.

نسخة مني.

لكن…

ليس أنا الآن.

بل أنا حين أغضب.

أنا حين أُكسر.

أنا حين أُقاتل لأجل البقاء فقط.

**

جسده مطابق.

عيناه مشتعلة.

الوشم في معصمه… ينبض.

ثم… انقض.

**

لمحته فقط لجزء من الثانية…

ثم اختفى.

ونيمو؟

اختفى معه.

**

لم أعد أملك إلا نفسي.

وأنا… أصبحت عدوي الأول.

الظلام انكمش.

الفراغ ابتلع آخر نبضة من مجال السكن.

خطوتي خرجت من بوابة بلا حواف…

وكأن الزمن نفسه أخرجني إلى عتبة الواقع.

**

كنتُ واقفًا هناك.

والزمن…

أصبح شيئًا يمكنني أن “أسمعه”.

**

نيمو كان ينتظرني.

الوقار في عينيه لم يكن كالسابق.

لا جنون، لا تحدي.

بل شيء أشبه بـ… الاعتراف.

**

اقتربتُ، وأنا لا أشعر بثقلي.

قال:

“كيف يبدو الخروج…

من ألف عام بلا اسم؟”

نظرت إليه.

بصوتي الجديد – لا يحمل انكسارًا ولا حماسًا – قلت:

“ بطيء. ”

“كل شيء يبدو بطيئًا.”

**

ضحك بخفة.

ثم أكمل:

“تعرف كم مرّ علينا هنا؟”

هززت رأسي.

قال:

“ خمس سنوات فقط. ”

**

ساد صمت لثانية.

ثم رفع يده،

وحلّق ختم حلزوني يشبه بُعدًا يدور داخل نقطة.

**

“هذا مكافأتك، سامرو.”

“ [المجال الكسري]… ”

**

راقبته وهو يشرح:

“بُعد خاص… ملكك وحدك.”

“يمكنك فتحه متى شئت،

وإدخال من تريد.”

“الزمن فيه أبطأ بثلاث مرات.

ثانية خارجه = ثلاث ثوانٍ داخله.”

**

تخيّلته…

تخطيط، تدريب، هجوم، هروب…

كل شيء يصبح لي الأفضلية فيه.

**

سألته:

“كم عدد الذين يمكنني إدخالهم؟”

قال:

“حسب تحملك.

في البداية… خمسة كحد أقصى.”

ثم ابتسم، ومال برأسه:

“لكن لا تنسَ…

كل من يدخل مجالك، يرى حقيقتك.”

**

نظرت إلى يدي…

وشعرت.

هذا ليس مجرد وقت…

هذا تفوق.

2025/05/16 · 24 مشاهدة · 826 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025