(يارا)
•
كان الصباح دافئًا على غير العادة،
وكنت أقرأ ملاحظات رينجي بصمتٍ لطيف،
أدندن في رأسي بلا صوت،
حين دخل هو…
كاتي.
**
كان يحمل تلك النظرة،
التي أعرفها جيدًا.
نظرة الرجل الذي قرّر شيئًا…
ولم يأتِ ليطلب رأيي فيه.
•
قال بصوتٍ هادئ:
— “يارا… أرني كاحلك.”
رفعت عيني عن الصفحة،
ونظرت إليه متوجسة:
— “لماذا؟”
اقترب دون تردد، عينيه تلمعان بتصميم:
— “سأساعدك في اختراق المرحلة الثالثة من الختم.”
•
هززت رأسي على الفور:
— “لا.
لست أنت من يحتاج هذه القوة.
ابقها لنفسك، سامرو… من الأفضل أن—”
•
لم أُكمل.
رأيته يبتسم.
تلك الابتسامة التي تسبق الكارثة.
•
وفي لحظة…
توقّف الزمن.
•
كل شيء سكن.
حتى أنفاسي تجمّدت في صدري.
الهواء صمت،
والشمس انكسرت على الجدران ولم تتحرّك.
**
رأيته يقترب مني.
يركع أمامي.
يضع راحته برفق على كاحلي.
•
ثم…
انطلق الختم.
**
شعرت بحرارة غريبة تتدفق من نقطة اللمس،
لكن لا ألم… لا بعد.
**
الوشم الأسود المحفور بتوهج أرجواني بدأ يزحف…
من كاحلي إلى ساقي،
ثم إلى فخذي،
فـسرتي…
•
ومن هناك…
بدأ يتسلق صدري،
يلتفّ حول قفصي الصدري،
ويصعد إلى عنقي…
**
حتى استقرّت العلامة الأخيرة بين عظام الترقوة،
كأنها وشم مقدّس…
وشرّ لا يُفسَّر.
•
وفي اللحظة التالية…
عاد الزمن.
•
— “آااه… اللعنة عليك، سامرو!!”
•
قفزت واقفة،
وكأن النار اشتعلت في عروقي.
— “لماذا تفعلها؟ لماذا بالرغم عني؟!”
•
كان واقفًا أمامي، لا يبرر، لا يتراجع،
فقط قالها…
— “لأنك ستحتاجينها في المستقبل.”
•
نظرت إليه…
•
كنت أرتجف من أثر الختم الجديد،
من حرارته في جلدي،
ومن ثقل معناه في قلبي.
•
ثم، همست:
— “أنت مجنون.”
اقترب، مدّ يده بلطف،
ووضعها على عنقي،
حيث انتهى الختم.
ابتسم، وقال:
— “أعرف…
لكني مجنون بكِ.”
•
لم أجب.
ولم أرفض.
لأنني كنت أعلم…
أنه كان محقًّا.
⸻
(فناء قصر هاتاكي)
كان الهواء ساكنًا، والأنفاس متوترة.
وفي منتصف الساحة،
وقف أوبيتو و كاكاشي ، أمام معلمهما سامرو،
ينتظران أمرًا… لطالما حلمت به أجسادهما قبل عقولهم.
**
اقترب سامرو،
وصوته خرج هادئًا… حازمًا:
— “اليوم، ستعبران إلى المرحلة الثانية من ختم كوكان.
وهذه المرة… الألم ليس الخيار، بل الطريق.”
•
أومأ كاكاشي أولًا، دون تردد.
مدّ ذراعه اليسرى،
وكان ختم كوكان ظاهرًا على معصمه، كندبة سوداء تنبض بطاقة خفية.
**
وضع سامرو راحته عليه،
ولم يحتج لكلمات.
فورًا… توهج الختم.
السلسلة السوداء بدأت بالتحرّك،
كأنها حيّة تُستيقظ.
**
زحفت ببطء من المعصم …
صعودًا على الساعد،
ثم الكوع،
ثم العضد،
حتى استقرّت عند الكتف .
وبمجرد أن اكتملت، انطفأ النور،
وبقي الأثر واضحًا…
سلسلة سوداء ملتفّة، ثابتة، مشعّة بالصمت.
•
شهق كاكاشي، فقد أحسّ بثقلٍ جديد في جسده،
كأن شيئًا داخله انفتح،
واختلط بقوة أخرى لم يعهدها.
قال سامرو بهدوء:
— “المرحلة الثانية.
ستشعر بالقوة… لكنها لا تزال بداية.”
•
أوبيتو تقدّم بدوره،
صامتًا هذه المرة،
عينه كانت تراقب يد كاكاشي،
وكأن نارًا اشتعلت بداخله.
•
وضع سامرو يده على معصمه،
وانطلقت السلسلة السوداء فورًا.
**
لم تكن أبطأ…
لكنها كانت أثقل.
**
امتدّت من المعصم،
تسلقت ذراعه حتى بلغت كتفه الأيسر ،
ثم توقفت هناك، كأنها وجدت موضعها الأبدي.
•
تأوّه أوبيتو،
لكنّه لم ينطق.
كان يشدّ قبضته،
وكأن روحه تتقبّل الختم كجزء منها… لا عبء عليها.
قال سامرو:
— “أنتما الآن في المرحلة الثانية.
قوتكما الجسدية سترتفع،
وستزداد قدرتكما على التحكم بالشاكرا بشكل ملحوظ.”
•
نظر إليهما ثم أكمل:
— “لكن… القوة الحقيقية ليست في الختم،
بل فيمن يستخدمه.”
**
ثم أدار ظهره بهدوء،
وقال:
— “حين تكونان مستعدّين للمرحلة الثالثة…
الختم سيخبرني.”
•
ظلّ الصمت يلفّ الساحة،
لكن أعين كاكاشي وأوبيتو كانت تتوهج بعزيمة مختلفة.
لم يعودا مجرد تلاميذ…
بل حاملان للسلسلة.
⸻
في غرفة التدريب الجانبية،
حيث الضوء خافت، والهواء مشبع برائحة الورق المحروق والعرق،
كان ميناتو ينتظر.
جسده منهك… لكن عينيه؟
تلك لا تزال تحمل بريق من لا يعرف التراجع.
**
دخل سامرو ، يرافقه هدوء غريب،
ونظرة فاحصة كأنها تُحلّل كل ذرة في صديقه القديم.
قال دون مقدمات:
— “سمعت أنك وصلت المرحلة الثانية وحدك…”
رفع ميناتو ذراعه،
كانت السلسلة السوداء واضحة، ملتفّة من معصمه إلى كتفه بثباتٍ مهيب.
ابتسم بخفة وقال:
— “لم يكن الأمر سهلاً…
لكنني لم أكن أنوي أن أظل أقل من تلاميذي.”
**
تقدّم سامرو نحوه،
ووقف أمامه بصمتٍ لحظات،
ثم قال:
— “إذاً، حان الوقت للمرحلة الثالثة.”
•
لم يتردّد ميناتو.
فتح سترته من كتفه الأيسر،
ثم مدّ ذراعه بثقة كاملة.
— “افعلها.”
**
مدّ سامرو يده،
ووضع راحته بثقلٍ على الختم النائم في الكتف.
•
همس:
— “ختم كوكان – المستوى الثالث… استيقظ.”
•
فورًا، اشتعل الضوء الأسود.
وانطلقت السلسلة من الكتف،
وبدأت تتمدّد فوق الجلد،
حتى غطّت جزءًا من الصدر الأيسر ،
ثم انسابت نحو العنق ببطء،
حتى توقّفت أسفل الترقوة تمامًا.
**
تبدّل الهواء حول ميناتو.
كأن جسده احتوى بركانًا نائمًا.
نبضات الشاكرا تضاعفت… لكنها بقيت مستقرة،
هادئة… كما هو دائمًا.
•
شهق قليلًا،
ثم ابتسم.
— “هذا… مختلف.”
قال سامرو وهو يراقبه:
— “أنت الآن في مرحلة تتجاوز حدود الشينوبي.
أصبحتَ من نخبة الختم.”
•
ضحك ميناتو بخفة:
— “هل هذا يعني أنني سأكفّ عن الجري في كل مكان؟”
رد سامرو بابتسامة جانبية:
— “بالعكس… الآن ستجري أسرع.”
•
ثم، تبادلا نظرة صامتة…
نظرة تفهّم وولاء.
سامرو همس:
— “لم يتبقّ الكثير… لنرفع كونوها فوق الجميع.”
وميناتو أومأ:
— “معك… حتى النهاية.”
⸻