112 - الختم المرحله الثالثه

(يارا)

كان الصباح دافئًا على غير العادة،

وكنت أقرأ ملاحظات رينجي بصمتٍ لطيف،

أدندن في رأسي بلا صوت،

حين دخل هو…

كاتي.

**

كان يحمل تلك النظرة،

التي أعرفها جيدًا.

نظرة الرجل الذي قرّر شيئًا…

ولم يأتِ ليطلب رأيي فيه.

قال بصوتٍ هادئ:

— “يارا… أرني كاحلك.”

رفعت عيني عن الصفحة،

ونظرت إليه متوجسة:

— “لماذا؟”

اقترب دون تردد، عينيه تلمعان بتصميم:

— “سأساعدك في اختراق المرحلة الثالثة من الختم.”

هززت رأسي على الفور:

— “لا.

لست أنت من يحتاج هذه القوة.

ابقها لنفسك، سامرو… من الأفضل أن—”

لم أُكمل.

رأيته يبتسم.

تلك الابتسامة التي تسبق الكارثة.

وفي لحظة…

توقّف الزمن.

كل شيء سكن.

حتى أنفاسي تجمّدت في صدري.

الهواء صمت،

والشمس انكسرت على الجدران ولم تتحرّك.

**

رأيته يقترب مني.

يركع أمامي.

يضع راحته برفق على كاحلي.

ثم…

انطلق الختم.

**

شعرت بحرارة غريبة تتدفق من نقطة اللمس،

لكن لا ألم… لا بعد.

**

الوشم الأسود المحفور بتوهج أرجواني بدأ يزحف…

من كاحلي إلى ساقي،

ثم إلى فخذي،

فـسرتي…

ومن هناك…

بدأ يتسلق صدري،

يلتفّ حول قفصي الصدري،

ويصعد إلى عنقي…

**

حتى استقرّت العلامة الأخيرة بين عظام الترقوة،

كأنها وشم مقدّس…

وشرّ لا يُفسَّر.

وفي اللحظة التالية…

عاد الزمن.

— “آااه… اللعنة عليك، سامرو!!”

قفزت واقفة،

وكأن النار اشتعلت في عروقي.

— “لماذا تفعلها؟ لماذا بالرغم عني؟!”

كان واقفًا أمامي، لا يبرر، لا يتراجع،

فقط قالها…

— “لأنك ستحتاجينها في المستقبل.”

نظرت إليه…

كنت أرتجف من أثر الختم الجديد،

من حرارته في جلدي،

ومن ثقل معناه في قلبي.

ثم، همست:

— “أنت مجنون.”

اقترب، مدّ يده بلطف،

ووضعها على عنقي،

حيث انتهى الختم.

ابتسم، وقال:

— “أعرف…

لكني مجنون بكِ.”

لم أجب.

ولم أرفض.

لأنني كنت أعلم…

أنه كان محقًّا.

(فناء قصر هاتاكي)

كان الهواء ساكنًا، والأنفاس متوترة.

وفي منتصف الساحة،

وقف أوبيتو و كاكاشي ، أمام معلمهما سامرو،

ينتظران أمرًا… لطالما حلمت به أجسادهما قبل عقولهم.

**

اقترب سامرو،

وصوته خرج هادئًا… حازمًا:

— “اليوم، ستعبران إلى المرحلة الثانية من ختم كوكان.

وهذه المرة… الألم ليس الخيار، بل الطريق.”

أومأ كاكاشي أولًا، دون تردد.

مدّ ذراعه اليسرى،

وكان ختم كوكان ظاهرًا على معصمه، كندبة سوداء تنبض بطاقة خفية.

**

وضع سامرو راحته عليه،

ولم يحتج لكلمات.

فورًا… توهج الختم.

السلسلة السوداء بدأت بالتحرّك،

كأنها حيّة تُستيقظ.

**

زحفت ببطء من المعصم …

صعودًا على الساعد،

ثم الكوع،

ثم العضد،

حتى استقرّت عند الكتف .

وبمجرد أن اكتملت، انطفأ النور،

وبقي الأثر واضحًا…

سلسلة سوداء ملتفّة، ثابتة، مشعّة بالصمت.

شهق كاكاشي، فقد أحسّ بثقلٍ جديد في جسده،

كأن شيئًا داخله انفتح،

واختلط بقوة أخرى لم يعهدها.

قال سامرو بهدوء:

— “المرحلة الثانية.

ستشعر بالقوة… لكنها لا تزال بداية.”

أوبيتو تقدّم بدوره،

صامتًا هذه المرة،

عينه كانت تراقب يد كاكاشي،

وكأن نارًا اشتعلت بداخله.

وضع سامرو يده على معصمه،

وانطلقت السلسلة السوداء فورًا.

**

لم تكن أبطأ…

لكنها كانت أثقل.

**

امتدّت من المعصم،

تسلقت ذراعه حتى بلغت كتفه الأيسر ،

ثم توقفت هناك، كأنها وجدت موضعها الأبدي.

تأوّه أوبيتو،

لكنّه لم ينطق.

كان يشدّ قبضته،

وكأن روحه تتقبّل الختم كجزء منها… لا عبء عليها.

قال سامرو:

— “أنتما الآن في المرحلة الثانية.

قوتكما الجسدية سترتفع،

وستزداد قدرتكما على التحكم بالشاكرا بشكل ملحوظ.”

نظر إليهما ثم أكمل:

— “لكن… القوة الحقيقية ليست في الختم،

بل فيمن يستخدمه.”

**

ثم أدار ظهره بهدوء،

وقال:

— “حين تكونان مستعدّين للمرحلة الثالثة…

الختم سيخبرني.”

ظلّ الصمت يلفّ الساحة،

لكن أعين كاكاشي وأوبيتو كانت تتوهج بعزيمة مختلفة.

لم يعودا مجرد تلاميذ…

بل حاملان للسلسلة.

في غرفة التدريب الجانبية،

حيث الضوء خافت، والهواء مشبع برائحة الورق المحروق والعرق،

كان ميناتو ينتظر.

جسده منهك… لكن عينيه؟

تلك لا تزال تحمل بريق من لا يعرف التراجع.

**

دخل سامرو ، يرافقه هدوء غريب،

ونظرة فاحصة كأنها تُحلّل كل ذرة في صديقه القديم.

قال دون مقدمات:

— “سمعت أنك وصلت المرحلة الثانية وحدك…”

رفع ميناتو ذراعه،

كانت السلسلة السوداء واضحة، ملتفّة من معصمه إلى كتفه بثباتٍ مهيب.

ابتسم بخفة وقال:

— “لم يكن الأمر سهلاً…

لكنني لم أكن أنوي أن أظل أقل من تلاميذي.”

**

تقدّم سامرو نحوه،

ووقف أمامه بصمتٍ لحظات،

ثم قال:

— “إذاً، حان الوقت للمرحلة الثالثة.”

لم يتردّد ميناتو.

فتح سترته من كتفه الأيسر،

ثم مدّ ذراعه بثقة كاملة.

— “افعلها.”

**

مدّ سامرو يده،

ووضع راحته بثقلٍ على الختم النائم في الكتف.

همس:

— “ختم كوكان – المستوى الثالث… استيقظ.”

فورًا، اشتعل الضوء الأسود.

وانطلقت السلسلة من الكتف،

وبدأت تتمدّد فوق الجلد،

حتى غطّت جزءًا من الصدر الأيسر ،

ثم انسابت نحو العنق ببطء،

حتى توقّفت أسفل الترقوة تمامًا.

**

تبدّل الهواء حول ميناتو.

كأن جسده احتوى بركانًا نائمًا.

نبضات الشاكرا تضاعفت… لكنها بقيت مستقرة،

هادئة… كما هو دائمًا.

شهق قليلًا،

ثم ابتسم.

— “هذا… مختلف.”

قال سامرو وهو يراقبه:

— “أنت الآن في مرحلة تتجاوز حدود الشينوبي.

أصبحتَ من نخبة الختم.”

ضحك ميناتو بخفة:

— “هل هذا يعني أنني سأكفّ عن الجري في كل مكان؟”

رد سامرو بابتسامة جانبية:

— “بالعكس… الآن ستجري أسرع.”

ثم، تبادلا نظرة صامتة…

نظرة تفهّم وولاء.

سامرو همس:

— “لم يتبقّ الكثير… لنرفع كونوها فوق الجميع.”

وميناتو أومأ:

— “معك… حتى النهاية.”

2025/05/16 · 16 مشاهدة · 838 كلمة
m6
نادي الروايات - 2025