في صالة الجلوس بقصر هاتاكي، بعد خروج يارا وكوريناي، بقي سامورو جالساً بصمت، عيناه تراقبان بخفة حركة ميناتو الذي كان واقفاً عند حافة الطاولة.
بلا كلمة، مدّ ميناتو يده، ووضع أمامه ثلاث ملفات سميكة.
ثم جلس بهدوء دون أن يشرح شيئاً.
أخذ سامورو نفساً هادئاً، ومدّ يده للملف الأول، وفتحه دون تعجّل.
⸻
الملف الأول:
الاسم: ريوجين أوتشيها
العمر عند الوفاة: 16
الرتبة: جونين
التفاصيل:
• كان من نخبة الجيل الصاعد في عشيرة الأوتشيها.
• شارك في مهمة استطلاع خلال الحرب العالمية الثالثة في أرض العشب.
• سقط فريقه بالكامل في فخ معقّد.
• شوهد آخر مرة ينزف وحده، لكنه اختفى قبل وصول الدعم.
• جثته لم تُعثر عليها.
• لا تأكيد على تفعيل مانجيكيو، لكن مشتبه به.
تأمل سامورو الصورة، حدّق في ملامحه الصارمة، الهادئة… والعينين،
تلك العينان حملتا شيئاً غريباً، كأنها تحكي قصة لم تُكتب بعد.
“أوتشيها آخر… مات في صمت.” همس.
⸻
فتح الملف الثاني.
ظهرت صورة ياهيكو ، ولكن ليست كما يعرفها…
العيون أصبحت رينغان .
⸻
الملف الثاني:
الاسم: ياهيكو
الاسم الحركي: باين
الرتبة: غير معروفة
المنصب: قائد منظمة الأكاتسكي
التفاصيل:
• مؤسس الأكاتسكي في الأصل لأغراض سلمية.
• تحولت المنظمة إلى خلية مرتزقة عسكرية بعد خسائر كبيرة في صفوفها.
• جند مقاتلين من الرتبة S.
• استولى على قرية المطر بالكامل.
• قتل الزعيم السابق “هانزو”.
• يستخدم ستة أجساد مقاتلة عبر آلية مجهولة المصدر.
• يحتفظ بالرينغان – غير معروف مصدرها.
أغلق سامورو الملف بصمت، ثم فتح الثالث.
⸻
الملف الثالث: عناصر الأكاتسكي النشطين
المرفقات: صور وأسماء أبرز الأعضاء المعروفين حتى لحظة التحديث.
كيسامي هوشيغاكي
ساسوري
أوروتشيمارو
هيدان
كاكوزو
كيميمارو
ساين
توقف سامورو فجأة عند الصورة الأخيرة.
شعر فضي، قناع يغطي النصف السفلي من الوجه، والعينان… ليست غريبة عليه تماماً.
مرر أصبعه على الصورة ببطء، ثم قال:
“…هذه الملامح…”
رفع عينيه نحو ميناتو.
“هل هذا كل ما نعرف عنه؟”
أجابه ميناتو بهدوء:
“لا يوجد سجل واضح. لا بصمات، لا أصل، لا ملف قديم. فقط الاسم، والظهور المتكرر مع عناصر الأكاتسكي.”
ظل سامورو يحدّق في الصورة.
ثم تمتم بصوت خافت:
“هذا لا يكفي… لكن حدسي لا يرتاح له.”
ساد الصمت.
ثم أغلق الملفات الثلاثة دفعة واحدة، ووقف.
“إذا ظهر مجدداً، أخبرني فوراً. سأهتم به بنفسي.”
⸻
ممتاز، هذا المشهد يكثف الأسئلة ويرفع التوتر السياسي والمخابراتي في الرواية. سأكتبه لك الآن بلغة عربية فصحى، ونبرة مشحونة بالتفكير العميق والتساؤل الداخلي:
⸻
ظل سامورو يحدق في صورة ساين لثوانٍ، قبل أن يغلق الملفات الثلاثة دفعة واحدة.
ثم نظر إلى ميناتو وسأله بنبرة منخفضة، لكنها مشدودة بالتركيز:
“ما الأمر مع ملف الأوتشيها… وياهيكو؟
وكيف حصلنا على هذه المعلومات أصلاً؟”
أجاب ميناتو بهدوء، صوته متزن كعادته، لكن فيه ظل قلق:
“وصلتنا هذه الملفات من كونان… قبل موتها بفترة قصيرة.”
رفع سامورو حاجبيه قليلاً.
“كونان؟ بنفسها؟”
أومأ ميناتو.
“نعم. لم تقل شيئاً. فقط أرسلت الملفات… وداخل واحدٍ منها، سطرت بخط يدها جملة واحدة.”
فتح أحد الأدراج، وسحب قصاصة ورق صغيرة، ثم وضعها أمام سامورو.
عليها بخط أنثوي بسيط:
“ريوجين… هو القائد الحقيقي.”
سحب سامورو الورقة ببطء، قرأها مرة، ثم مرتين، ثم ألقى نظرة إلى الأعلى، نحو سقف الغرفة.
صمت.
كأن الزمن توقف لحظة وهو يسترجع في ذهنه أشباحاً لم يرها قط.
ثم تمتم:
“مادارا… إن كنت قد زرعت خليفتك فعلاً…
فما هو قدرك، يا ريوجين؟
كيف سيطرت على ناغاتو؟
وماذا حدث بينه وبين ياهيكو؟
من أنت…؟”
ثم أسند ظهره إلى المقعد، ورفع يده اليمنى يمسح بها وجهه.
“ومن يكون ساين؟ لا أعرفه، لكن… ملامحه تشبه كاكاشي كثيراً. هل هذا مصادفة؟ أم تمويه؟”
استدار إلى ميناتو فجأة، وسأله:
“ما هو آخر تحرك للأكاتسكي؟”
رد ميناتو بصوت أكثر جدية هذه المرة:
“استهدفوا وحش البيجو الخاص بأرض العشب… تشومي .
المعلومة مؤكدة. تحركهم بات واضحاً… إنهم يجمعون البيجو، واحداً تلو الآخر.”
أطرق سامورو برأسه، وعيناه ثابتتان.
“إذن بدأ العد التصاعدي… السؤال الآن: من سيكون التالي؟”
⸻
⸻
نهض ميناتو بهدوء، وأخذ الملفات الثلاثة معه.
لم يقل وداعاً، فقط أومأ لسامورو بخفة ثم غادر الغرفة، مغلقاً الباب خلفه.
بقي سامورو جالساً وحده في الصالة.
عيناه ثابتتان على نقطة وهمية أمامه، لكن عقله كان في مكان آخر تماماً.
الغموض، الأسماء، الصور، الكلمات… كلها تشابكت في ذهنه دون مخرج.
دقائق مرت، حتى فُتح الباب من جديد.
دخلت يارا وحدها، بهدوء خافت، تنظر نحوه دون أن يتحدث.
اقتربت منه خطوة بعد أخرى، ثم توقفت بجانبه، تنظر إلى ملامحه المشدودة، وصدره الذي بالكاد يتحرك.
سألته بصوت ناعم:
“ما الأمر؟”
لم يرد.
لم ينظر إليها.
كأنه لم يسمعها أصلاً.
عيناه معلقتان في السقف، وعضلات وجهه مشدودة بصمتٍ مرهق.
رفعت حاجبيها، ثم مدت يدها ببطء، وقَرَصَت كتفه فجأة.
“آخ!!” صرخ وهو ينتفض.
“ماذا؟ ماذا؟!”
نظرت إليه بنصف غضب، ونصف سخرية.
“لماذا لا تُجيب؟”
رمش مرتين، كأنه عاد للتو من غيبوبة قصيرة، ثم قال ببطء:
“ما هو سؤالك؟”
أجابت، وهي ترفع ذقنها قليلاً:
“سؤالي هو: ما بك؟”
نظر إليها للحظة… ثم خفض عينيه.
قال بنبرة خافتة:
“لا شيء.”
حدقت فيه قليلاً، ثم أطلقت تنهيدة قصيرة، وقالت:
“كما تشاء.”
ثم استدارت مبتعدة، تاركة خلفها صمتاً أثقل من أي جواب.
أما سامورو، فقد بقي جالساً في مكانه، لكن عيناه تحركتا هذه المرة… ليست نحو السقف، بل نحو الباب الذي خرجت منه.
⸻