"هذه المعركة قد إنتهت!"

مع صراخ جيرو توقف كلا الطرفين عن القتال.

تشوهت تعابير الكوبولد برأيتهم أن زعيمهم و أقوى واحد بينهم قد مات.

من جهة أخرى فرح كل أتباع جيرو لأن هذا يعني نجاح خطتهم.

لكن لم يكن الأمر سهلا كما يبدو.

جسد جيرو كان محطما كليا و قد إستنزف كل الهالة و المانا بجسده تقريبا لذا بالكاد كان قادرا على الوقوف.

خسر جيرو توازنه و كاد يسقط أرضا.

"إحذر!"

أمسك كلايم بجيرو قبل أن يسقط.

"خططك متهورة كالعادة." تحدث كلايم بينما يساعد جيرو على الوقوف.

"هذه الإبتسامة الغريبة على وجهك تظهر أنك راض عن نتائج إختبارك لقوتك."

"أجل، لا بأس به كإختبار أولي."

كانت ملامح كلايم مبتهجة.

بالنسبة لشخص مهووس بالسحر فإن السحر هو الشيء الوحيد الذي يهمه لذا من السهل معرفة سبب هته الإبتسامة.

'آمل فقط ألا يكون بالغ في الأمر و قتل أحدهم!'

الآن بما أن الزعيم قد مات تبقى شيء واحد لفعله و هو إنهاء هذه المعركة.

أو بعبارة أخرى جعل الكوبولد يستسلمون.

إستجمع جيرو نفسه و وقف بإستقامة مجددا.

"زعيمكم مات و ثاني أقوى شخص بينكم عاجز عن مواصلة القتال. بالإضافة لذلك أنتم تعانون من العديد من الإصابات بينما هناك القليل منها من جهتنا، دون ذكر حقيقة أن عددنا أكبر منكم. لذا لا خيار أمامكم سوى الإستسلام أو أن تموتوا جميعا هنا."

أولا عليه جعلهم يدركون أنهم الجانب الخاسر هنا.

"لا أعلم إن كنتم مدركين لذلك أم لا لكن بعد أقل من شهرين العديد من الوحوش ستجتاح هته الجبال بينما هي متوجهة لممالك البشر. حتى لو حصلت معجزة و تمكنتم من الفوز علينا بطريقة ما فإن العديد منكم سيموتون، حينها لن يتبقى لديكم أي أمل في القتال ضد تلك الوحوش. على الأقل فكروا بمن تركتم خلفكم."

عندما قال الجملة الأخيرة أشار جيرو لمدخل المعبد.

جميع الكوبولد أمامه كانوا دكورا لذا من الجلي التفكير بأن إناثهم موجودين داخل المعبد.

بالنسبة لأتباع جيرو فإن الذئاب سواءا كانوا دكورا أو إناثا فإن قدراتهم متكافئة لذا فإن الجنسين يشاركان في القتال.

حتى بالنسبة للترول و الغوبلن فهم يمتلكون بنية متشابهة بالنسبة لكلا الجنسين، الإختلاف الوحيد بينهما هو أعضائهم التناسلية بعبارة أخرى ما لم تلقي نضرة على ما يوجد بين سيقانهم فلن تعرف الفرق بين ذكر و أنثى. و لهذا السبب فإن الترول و الغوبلن يغطون نصفهم السفلي فقط بالثياب.

لكن الكوبولد هم حالة خاصة لأنهم أقرب إلى البشر فمن السهل التمييز بين الجنسين، بالإضافة إلى أن نسائهم في الغالب ضعيفات جسديا حتى يستطيعوا القتال. لذا كل من يوجد أمام جيرو حاليا من الذكور.

فهم الكوبولد في الحال أن جيرو يقصد نسائهم و أطفالهم المتواجدين خلفهم بالمعبد.

إن ماتوا هنا فإن عائلاتهم ستكون تحت رحمة جيرو.

بتفكيرهم في هذا، الكوبولد بدؤوا حقا في التفكير بالإستسلام كخيار.

"إن وافقنا على عرضك و إستسلمنا، ماذا سيحدث حينها؟"

إقترب الرقم 2 من جيرو بينما يجر قدمه اليسرى المصابة.

تمكن الرقم 2 من إيقاف النزيف لكن الثقوب بجسده متضررت بشدة و من الصعب شفائها حتى لو كان في أفضل حالاته، و ذلك أكثر صعوبة الآن بما أنه قد إستنزف كل قوته أمام كلايم.

لذا و كما قال جيرو فإنه أصبح عاجزا عن القتال.

"إنه فيدو!"

"الزعيم مات و حتى فيدو قد أصبح في هته الحالة! أيعني هذا أننا لا نملك أي فرصة حقا؟"

أصبح الكوبولد متوترين أكثر بعد رأيتهم الحالة التي وصل لها الرقم 2.

حسنا رد فعلهم هذا طبيعي بما أنهم يشاهدون ركائز مستوطنتهم تسقط الواحد تلو الآخر.

"إذا إسمك هو فيدو أيها الرقم 2. ماذا تريد أن تعرف بالضبط؟"

تحدث جيرو للرقم 2 الذي على ما يبدو أن إسمه فيدو.

"نحن نعرف بشأن إجتياح الشياطين بالفعل لذا لستَ بحاجة لشرح ذلك. ما أريد معرفته هو ما تنوي فعله لنا بعد أن نستسلم. أنا الرقم 2 في هذه المستوطنة و بعد موت الزعيم أنا أقرب شخص لأخد مكانه لذا لدي الحق لمعرفة نواياك حينها سأقرر ماذا سنفعل."

تماما كما قال بما أن الزعيم مات فهو تقنيا يعتبر الزعيم الجديد.

"حسنا لا بأس بذلك." وافق جيرو قبل أن يكمل.

"الفكرة بسيطة، أنتم جميعا ستتعهدون بالولاء لي و تصبحون أتباعي حينها سنساعد بعضنا البعض في مواجهة الشياطين. و أيضا لا تسئ الفهم أنا لا أريد أن أصبح ملكا عليكم أو ما شابه. لا يهمني إن أصبحتَ أنت الزعيم الجديد أو شخص آخر، كل ما أريده هو أن تتعهدوا بولائكم لي و حسب."

"توقف عن المزاح أيها الوغد اللعين!"

صرخ أحد الكوبولد من الجانب.

كان نفس الكوبولد الذي قطع جيرو ذراعه اليمنى قبل أسبوعين.

كان يبدو في حالة سيئة، بما أنه خسر أحد ذراعيه فإن قوته القتالية إنخفظت للغاية ما جعله يعاني في قتاله ضد أحد الترول التابعين لغوبورو.

واصل الكوبولد الصراخ بحقد ناحية جيرو.

"أنت تقول أنك لا تريد أن تصبح ملكا علينا بينما تطلب منا أن نتعهد بالولاء لك أليس هذا نفس الشيء أيها المنافق اللعي--"

*باااااااااااام*

لم يكمل الكوبولد كلامه حتى تلقى صفعة من سيف في وجهه.

*باااااك* *باااااك*

إستخدم رايزر ضهر سيفه و واصل ضرب الكوبولد مع الأرض إلى أن أفقده الوعي.

"*بصق* المرة القادمة أطلب الإذن قبل التحدث أيها المعتوه!"

عندما أنهى رايزر ما يفعله رفع رأسه ليجد جيرو يحدق إليه بتعابير حادة.

"ماذا؟ إنه يثرثر كثيرا لذا كان على أحدنا إخراسه. بالإضافة كل ما طلبته هو ألا أقتلهم و أنا لم أقتله لقد أفقدته الوعي و حسب."

هل تسمي هذا عذرا أيها الأحمق؟

في العادة كان جيرو ليغضب من ذلك لكن رايزر لم يرتكب أي خطأ. في الواقع تصرفه ساعد في تدكير الكوبولد أنهم بالموقف الخاسر

لذا لم يهتم جيرو لما حصل قبل قليل و واصل النظر نحو فيدو في إنتظار جوابه.

"أنا آسف على الوقاحة التي بدرت من رفيقنا." تحدث فيدو بتواضع قبل أن يكمل "لكنه محق. تعهدنا بالولاء لك يعني أنك ستصبح زعيمنا، ألست محقا؟"

"أنظر حولك، مجموعتي تتكون من فصائل مختلفة و كل واحدة منها تملك حرية مستقلة و قائدا إختاروه بأنفسهم عن طيب خاطر. أنا لست ملكهم أو أيا كان أنا فقط أشكل نقطة وصل بينهم و أقوم بقيادتهم عند الضرورة. و سأعيد قول ذلك مجددا أنا لست مهتما بأن أصبح ملكا أو ما شابه."

عندما وافق جيرو على أن يصبح زعيم قطيع الذئاب كان ذلك فقط لأجل أن يحرس على أن يضلوا بأمان.

أما الآن بعد أن أصبح العديد منهم ذئاب عتيقة و لم يعودوا ضعفاء تخلى جيرو عن منصبه كزعيم لكل من كالا و كيرو.

حتى بالنسبة لجوبورو و أتباعه الترول و كذلك رايزر الذي إنضم إليه مؤخرا لم يفكر جيرو أبدا بأن يصبح ملكا عليهم.

كل ما في الأمر هو أن جيرو يقودهم في وقت الحاجة و أيضا يوحدهم مع بعضهم بينما يترك لكل فصيلة خصوصياتها الخاصة دون أن يتم التطفل عليها.

لم يتقبل فيدو ذلك أو بالأحرى لم يفهمه جيدا لذا ظهرت على وجهه تعابير من الرفض و الحيرة.

"لا تجهد دماغك في التفكير أيها الكوبولد!" تحدث رايزر " أنا أيضا لم أفهم منطق هذا الشخص لكنه صادق في كونه لن يتدخل في شؤوننا الخاصة لذا وافقت على أن أصير أحد أتباعه. و لعلمك لقد قام حتى بأسر 27 شخصا منكم دون قتلهم و هو ينوي إرجاعهم لكم سالمين إذا إستسلمتم. فكر بالأمر قليلا يا كوبولد لو كان حقا يريد السيطرة عليكم لما كلف نفسه عناء التحدث هكذا بما أنه قادر على فعل ذلك فقط بالقوة و أنت مدرك لهذا"

كانت الحيرة لا تزال تسيطر على فيدو لكنه لم يستطع إنكار حقيقة أن جيرو كان فقط ليسحقهم بالقوة لو أراد إخضاعهم و حسب.

بالإضافة إن كان جيرو حقا قد أسر بعض الكوبولد فإن إستعادتهم أمر ضروري للمستوطنة.

في النهاية حسم فيدو قراره.

"أنا موافق على عرضك! من اليوم و صاعدا مستوطنة الكوبولد تحت تصرفك."

ركع فيدو على ركبة رجله السليمة و أحنى رأسه قليلا.

كما أن الكوبولد الأخرين الذين سمعوا المحادثة من البداية للنهاية قرروا تقديم ولائهم أيضا و ركعوا مثل فيدو.

[مستوطنة الكوبولد قد إستسلمت و تعهد الكوبولد بولائهم لك]

[الكوبولد حاقدون عليك بسبب غزوك لهم لذا ولائهم لك ضعيف و يمكن أن يخونوك في أي لحظة]

[خاصية السيد ستأثر عليهم و تزيد من ولائهم و لكن ذلك غير كاف لإيقافهم عن محاولة خيانتك لذا يرجى إيجاد حل لذلك]

[سلطتك كسيد قد إرتفعت]

بهذا يكون إخضاع الكوبولد قد إنتهى و إنظمت فصيلة جديدة لأتباع جيرو.

لكن إحتمال أن يخونوه هو مشكلة مزعجة لذا عليه القضاء على أي فرصة لحدوث ذلك.

لحسن الحظ أن جيرو توقع حصول شيء كهذا و جهز تدبيرا مضادا.

أوقف جيرو إمداد الدراع البديلة بالمانا و عادة لشكلها القديم لكن محطمة و سقطت أرضا بعدها أخرج جيرو دراع بديلة أخرى من خاتم الفضاء و إستخدمها في الحال.

أضاء خاتم الفضاء مجددا و ظهر طوق ذهبي مزخرف على يد جيرو اليسرى.

كان ذلك طوق الإخضاع الذي يسلب مرتديه حريته.

سيكون مهينا إرتداء الطوق دائما مثل العبد لكن إن أراد جيرو ألا تحصل أي مشاكل مستقبلا عليه أن يقنع فيدو بإرتداء الطوق.

لكن قبل أن يحاول جيرو فعل ذلك ظهر إشعار أمامه.

[لقد أصبحت سلطتك كسيد قوية كفاية حتى تستطيع فتح وضيفة جديدة]

[هل تريد إستخدام طوق الإخضاع هذا لفتح وضيفة جديدة لخاصية السيد؟]

[نعم] [لا]

ربما إستخدام الطوق لفتح الوظيفة الجديدة سيتسبب بتلف الطوق لكن جيرو لم يفكر في الأمر كثيرا لأنه سابقا في الدانجون قد وجد 12 طوقا.

لذا لم يتردد جيرو و لو للحظة و إختار نعم.

في اللحظة التالية أحاطة نيران زرقاء سماوية بالطوق.

بدى الطوق و كأنه يحترق قبل أن يختفي كليا دون أن يترك أي أثر خلفه.

[تم فتح الوظيفة 'علامة الطاعة']

[يمكنك أن تقوم بوضع علامة الطاعة على أحد أتباعك و لو ضد رغبته، حينها لن يستطيع مخالفة أي من أوامرك أو التفكير في التآمر ضدك]

[يمكنك الإحساس بمكان تواجد التابع الذي وضعت عليه العلامة و في حالة موته فإن العلامة تعود لك. حاليا سلطتك كسيد لا زالت ضعيفة لذا لا يمكنك إسترجاع العلامة من التابع إلا بموته.]

[مقابل كل طوق إخضاع أو أدات مشابهة تضحي بها سوف تحصل على واحدة من علامة الطاعة.]

[علامات الطاعة التي لديك الآن '1']

طوق الإخضاع لم يكن بالأدات التي يمكنك إيجادها بأي مكان، و قد كان جيرو محضوضا فقط عندما عثر على 12 منها بالصدفة.

و لهذا لم يرغب جيرو بالتضحية بها من أجل علامة الطاعة، على الأقل ما دام لم يرى بعد كيف هي علامة الطاعة هذه!

لذا كان عليه إختبارها أولا.

على ما يبدو يمكنه وضع علامة الطاعة على أي من أتباعه حتى ضد إرادتهم لكن جيرو قام بشرح الأمر لفيدو و أخد رأيه في عين الإعتبار.

مع ذلك لم يرفض فيدو بما أنه كان بالفعل يتوقع أن يرغب جيرو بضمان أنهم لن يخونوه.

لم يمنع جيرو نفسه أكثر من هذا و وضع العلامة على فيدو، كل ما فعله هو التفكير في العلامة و إختيار الهدف -فيدو-.

بعدها ظهرت نيران زرقاء سماوية، مشابهة للنيران التي أكلت طوق الإخضاع قبل قليل، ثم أحاطة النيران بعنق فيدو و شكلت ما يشبه طوقا من النقوش حول عنقه.

في الثانية التالية تم إمتصاص النيران داخل جسد فيدو لكنها لم تترك أي أثر عليه و مع ذلك كما ذكر سابقا في التوضيح كان بإمكان جيرو الإحساس بعلامة الطاعة و هي بجسد فيدو.

بما أن كل القدرات التي حصل عليها من الذئب الإله حتى الآن هي قدرات حقيقية فلم يزعج جيرو نفسه بإختبار العلامة إن كانت حقا تجعل الشخص يفعل أوامره دون رفض.

و بما أن فيدو سيصبح زعيم الكوبولد التالي فهو سيتأكد من ألا تظهر أي أفكار إنقلابية بين مجموعته.

و الآن بما أنه تم إخضاع الكوبولد بنجاح تحرك جيرو لإنهاء الأمور الأخرى.

---------------------------------

في نظركم هل أكتب قصة 'كلايم' الآن أم أتركها لوقت لاحق.

Khalid123

2018/12/20 · 1,930 مشاهدة · 1808 كلمة
Khalid123
نادي الروايات - 2024