رواية "وريث سلالة الإمبراطور السماوي "

في عالم الفوضى، عالم “شوانهوانغ”، أصل الوجود ومنبع الخلق الأول، ذلك العالم المغمور بالغموض والمفعم بالطاقة الإلهيّة الكثيفة التي تملأ الفضاء بين السماء والأرض. أراضيه ومحيطاته تمتد بلا نهاية، حتى تبدو وكأنها لا تُحدّ بزمانٍ ولا مكان، فلا تُرى له نهاية ولا يُدرك له طرف، كأنه الكون ذاته وقد تجسّد في صورة عالمٍ واحد. ينقسم هذا العالم العظيم إلى قسمين هائلين: قارة التنين اللازورديّ، وقارة السماء الزرقاء القديمة. أما قارة التنين اللازورديّ، فهي تتفرّع إلى أربع مناطق رئيسيّة: الأراضي الجنوبيّة، والأراضي الغربيّة، والأراضي الشماليّة، ثمّ الأراضي الصحراويّة القاحلة الشاسعة. في الشمال تمتدّ الجبال الجليديّة الشاهقة، ومن أعماق السماوات تنبع الأنهار النجميّة الاثنا عشر، تجري عبر الوديان السحيقة والغابات البريّة الواسعة التي تعجّ بالوحوش الروحيّة والشياطين الشرّيرة، وفي أعماق تلك الجبال تقيم الطوائف الطاويّة والسلالات القديمة منذ العصور السحيقة، حارسةً أسرار السماء القديمة في ذلك الأفق الفاصل بين السماء والأرض، تقف شخصيّة رجلٍ في منتصف العمر، مرتديًا رداءً ذهبيًّا داكنًا، كأنّه الإمبراطورُ البشريّ القديم الذي عاد من عمق الأزمنة الغابرة. تشعّ منه جلالةٌ سماويّةٌ وهيبةٌ لا تُوصَف، وهو ينظر إلى العالم من الأعالي قبل أن يهبط ببطءٍ نحو الأرض، تُحيطُ به هالةٌ من النور الإلهيّ تُضفي على وجوده رهبةَ الخلود. رفع يده بهدوءٍ مهيب، فتجمّد الفضاءُ من حوله، وتجمّعت الطاقة النجمية الإلهيّة في كفّه، متّقدةً بضوءٍ ذهبيٍّ يعجز البصر عن احتماله.
نادي الروايات - 2025