أين أنا؟"

فتحت ليلى عينيها وألقت نظرة علي ما حولها فوجدت نفسها داخل غرفة مجهولة لها. نائمة علي سرير. وجوارها تجلس ميرى

" لمَ تبكين , ميرى؟"

أمسكت ميرى بيد ليلى وكانت دموع الفرح تملأ جفنيها.

قبضت على يدها ببطء ثم قالت

" أخيرا ليلى. أخيرا استيقظتِ"

الفصل السادس

*

*

*

"تقولين ثلاثة أيام؟!"

" أجل. لقت نمتِ ثلاثة أيام متواصلة. لم يكن بيدنا سوى الإنتظار. لم نعرف قطُّ ما بكِ"

قالت ميرى بصوت حزين بينما تساعد ليلى علي السير.

فتحت ميرى باب الغرفة وكان جين بانتظارهما بالخارج.

" حمداً لله علي سلامتك"

استقبل جين ليلى بابتسامة مشرقة وكان فرحا جدا باستيقاظها.

" شكرا لك. جين. آسفة حقا. سببت قلقا للجميع. "

" لا تقولى هذا. فلديك هنا زائر."

ومن خلف جين ظهر الجنديى الذى عالجته ليلى ومعه بعض الورود.

" هذا تعبير منى علي امتنانى الشديد لإنقاذك لحياتي. أتمنى أن تقبلى هذه الهدية البسيطة"

خجِلت ليلى وأمسكت بالورود ثم قالت:

" مسرورةٌ حقاً أنى استطعت المساعدة"

وهنا خالجها إحساس رائع. إحساس إنقاذ حياة شخص ما. وأحست أنها اختارت المجال المناسب لها.

***

مائدة طعامٍ راقية أُعدت. جلست ليلى وجين وميرى لتناول الطعام.

" سمعت بموهبتك الفذة أيتها الآنسة الصغيرة. مرحبا بك في عائلة غانزو. "

صوتٌ خشِن لزعيم أسرة غانزو الذي دخل الغرفة ومن خلفه والدة جين.

وحين تلاقت عينا ليلى ووالدة جين , صُدم كل منهما.

وفجأة لاحظ الجميع وبدأت علامات الاستهجان تظهر علي وجوههم.

" أهنالك خطأ ما؟"

قطع غانزو الصمت المخيم علي المكان

لكن والدة جين التي سالت دموعها بشكل شديد الغرابة استدارت ببطء وغادرت الغرفة.

تبعها غانزو الذي لم يفهم ما الذي حدث.

في الواقع لم يفهم أحد شيئاً البتة!

"أأخطأت في شيء ما؟"

تساءلت ليلى بصوت حزين ضعيف لكنّ أحدا لم يجب بل رتبت ميرى علي كتف ليلى وأماءت لها بألا تقلق.

**

مرّ نصف اليوم. وخرجت ليلى إلي الساحة حيث تنتظرها ميرى وباقي المتدربات. كانت ما تزال متأثرة بما حدث ,أخذت تفكر وتفكر

وفي طريقها للخارج أمسك أحد ما بيدها وسحبها فجأة إلي ممر جانبي

"ما الذي – "

"ششششش. لا تصدرى أي صوت. سأقوم باختطافك لبعض الوقت"

" ج- جين؟!"

استدارت ليلى ووجد جين خلفها والذى تبسّم رافعا إصبعه وقال:

" تبدين عابسةً. ولدى طريقة لتغير ذلك"

*

*

*

*

" سأغير السؤال."

قالها تشاد مبتسما ابتسامة صفراء. ومتوجها نحو باب النقابة.

" أخبرينا أين جين الآن وإلا سيحدث ما لا تحمد عقباه. توجد أثار دماء في الطريق إلي هنا. هي لجين بالتأكيد. وليس من الطبيعي كما تقولين وجود الزي الرسمي لأي أسرة في مكان كهذا. كما أن عليه دماء. الفتي مصاب. وأنت معالجة وربما تعرفين جين بما أنك ذهبت لاسرة غانزو من قبل"

تقدم تشاد نحو ليلى ببطء وأصبحت ملامح وجهه أكثر جدية

وفجأة إنفجرت سحابة من الغبار الأبيض حجبت رؤية تشاد وجوري أمسك أحد ما بيد ليلى وسحبها فجأة

"ما الذي – "

"ششششش. لا تصدرى أي صوت. سأقوم باختطافك لبعض الوقت"

" ج- جين؟!"

استدارت ليلى ووجد جين خلفها والذى علت وجهه وقال:

"لنهرب!!"

"أين هى؟!" صاح تشاد الذى قام بتقنية هوائية بسرعة محاولا فتح مجال رؤيته.

انقشع الغبار ونظر جوري وتشاد ولم يجدا أحداً

لمح جورى جين وليلى يهربان ناحية الغابة وانطلق خلفهما

"سألحق أنا بهما. اهتم ّ أنت بمن فالنقابة!"

*

*

*

"جين! نحن في الطريق المؤدية لأسرة غانزو! هل أنت حقا تريد ذلك؟!"

تسائلت ليلي بصوت عال قاطعته أنفاسها المتسارعة.

" لست أدرى. أريد فقط أن نهرب من هنا بسرعة! فلو تم الإمساك بنا هنا فستكون النهاية!"

قال جين بينما نظر للخلف ولاحظ اقتراب جورى بسرعة كبيرة

" اللعنة لقد لحق بنا"

" لقد سمعت أنه لا يستطيع استعمال الجايبو. يبدو هذا واضحا. "

جورى المنطلق خلف ليلى وجين تمتم لنفسه بينما تتسارع خطواته

" ها أنتما !! بطيء جدا يا ابن أسرة غانزو!!"

قفز جورى نحو جين الذى نظر إليه.

كان جورى على وشك استخدام تقنية قوية لكنه تذكر أنه يجب عليه إعادة جين حيا أو هكذا ظن.

" حسنا لنقم بهذا بأسلوب أكثر سلاسة"

قال جورى موجها ضربة نحو قدم ليلى التي سقطت أرضا

وبالطبع توقف جين ليساعدها وكان ذلك كافيا لجورى الذى وقف أمامهما مبطلا محاولة الهروب.

"لا تلقِ بالا لى جين! أهرب أنت بسرعة"

ليلى المتألمة صرخت بأعلي صوتها ولكن لا فائدة فجين قد قرر مواجهة جورى!

" هيا هيا هياااا"

حاول جين مرارا وتكرارا استخدام أي تقنية لكنه فشل بالطبع.

"يبدو أن ما يقال عنك كان صحيحا. أحدُ أفراد عائلة غانزو المهيبة لايقدر علي استعمال الجايبو. ياللعار!"

تهكّم جورى محاولا اسفزاز جين الذى بدا عديم الحيلة أمام خصم كهذا.

" فقط من سيدك؟"

أدرك جين أنه لا مفر فحاول معرفة السر الأهم من فم جورى. لكن جورى لم يكن بالمحاور الجيد ووجّه ضربة قوية لجين أسقطته أرضا دون حراك!

*

*

*

خرج جورى من الغابة حاملا جين وليلى ووجد تشاد أمام النقابة ويبدو علي يده آثار دماء. حتما هي دماء من كانوا بالنقابة!

" تبدو كئيبا تشاد! هاهاها. لم تعتد القتل بعدُ"

قال جورى ملقيا بجين وليلى أرضا.

" أحسنت بالإمساك بهما"

" لا أعلم لم أصر زاك علي عدم قتل هذا الغِر "

"لا أعلم أنا أيضا."

" وهذه الفتاة؟ "

تسائل جوري مشيرا إلي ليلي. وبدم بارد أشار تشاد إليه:

"أقتلها!"

"عُلم وينفّذ"

توجه جورى ناحية ليلى وهمّ بقتلها وهنا برقت عينا تشاد لما رأت عيناه. فمن خلف جوري, ظلٌ يتحرك بسرعة فائقة وأخذ يتكون خلف جوري والتف حول يده. وفجأة ظهر شخصٌ ما ذو رِداءٍ أسودَ كاملٍ وشعر شديد السواد. أمسك بيد جورى في آخر لحظة ووجه لجورى ضربة صامتة أسقطته قتيلا.

نظر إلي جين بعمق وقال:

"أتيت يا سيدى!"

2019/03/10 · 364 مشاهدة · 886 كلمة
Odacchi
نادي الروايات - 2024