الفصل 168:

-الجنازة "2"-

(قراءة ممتعة)

مرت اكثر من ثلاث ساعات منذ تلك الحادثة وبينما كان كل قادة وزعماء العائلات إضافة للملوك والزعيم راي واقفين أمام الآلاف من الأشخاص وهناك البعض فقط من بدت عليهم علامات الحزن مثل ريومي و الزعيم راي إضافة إلى بعض القادة والجنود وحتى بعض العاميين الذين تعاملو مع عائلة عائلة تشين، فكيف لا يحزنون على يان تشين وهو زعيم العائلة يمكن القول إن معظم أفراد عائلته كانو محبوبين من قبل الجميع، فأي شخص يزور طائفة طائفة الثعلب والذئب فإن أفراد عائلة يان هم من يقومون بإستضافته طوال فترة رحلته لطائفة، لقد كانت عائلة قوية وكريمة لذا فلا بد أن قائدها الميت حاليا هو شخص أكثر من رائع، وهذا جعل تقريبا نصف الحاضرين في حالة حزن لفقدان العالم شخصا مثل يان تشين.

في تلك الأثناء في الصف الأمامي الذي يقف فيه كل الشخصيات القوية من طائفة الثعلب والذئب فإن راي كان أول المتقدمين ناحية تابوت يان المغلق حاليا قبل أن يهبط ببطئ ليقول والدمعة على خده:

"لقد وعدتني بأن تدعوني على شراب جينغر ولكنك ذهبت هكذا فقط، ولم نحظى باي كأس. دون قول شيء .."

في تلك اللحظة قام راي بإستدعاء زجاجة نبيذ وكأسين قبل أن يقوم بفتحها أمام م اي الجميع بينما يصب ما شدعى شراب جينغر المشهور في الكأسين.

كان كل من هناك حائرين بعض الشيء فكيف لرأي ان يشرب ولكن ما حيرهم هو أن راي قام بسكب الكأس الأول فوق تابوت يان بينما الثاني قد قام بشربه قبل أن يتمم بهدوء والدموع لا تزال في عينيه:

"لقد كنت أعلم من البداية أنك لا تحب الشراب ولم تشرب ابدا، فلقد رأيتك عشرات المرات في الحفلات بحيث كنت تتجنب الشرب، ودعوتك لي لشرب شراب الجينغر، لقد كنت أعلم انها لن تتحقق لذا فها أنا ارغمك على الشرب بطريقتي....."

بعد مدة من الصمت فإن راي تكلم مجددا بحزن كبير وإبتسامة أكبر ماسحا دموعه بيده اليسرى و واضعا يده اليمنى فوق تابوت يان:

كنت صديقا رائعا يان، فلترقد بسلام يا صديقي..."

فور قول راي لتلك الكلمات فهو إستدار للخلف بينما يقول بصوت مهيب أمام هذا الحشد الغفير:

"من اليوم سيكتب إسم يان تشين فوق صخرة الشرف... "

بعد إدلاء راي لهذا التصريح فإن كل من هناك كل في حالة صدمة قبل أن يفتح العجوز ميزومي فمه بصدمة كبيرة:

" ما الذي تقوله ايها الزعيم، صخرة الشرف، كتابة إسمه في ذلك المكان شيئ غير مقبول"

بعد كلام ميزومي فإن احد الضباط خلفهم تكلم قائلا:

"اوليست صخرة الشرف هيا صخرة مقدسة خصصت لنكتب اسماء أبطال طائفتنا الميتين عليها، لنتذكرهم بكل فخر؟ إذا لما نكتب شخصا من خارج الطائفة"

كان راي حزين ولكنه قد أصدر أمرا والآن هناك بعض الأوغاد يردون عليه، لذا فإن راي تنهد قليلا قبل أن يقول بحزن:

"لو كانت كل الأسماء المكتوبة على صخرة الشرف هيا لأشخاص ساهمو في بناء طائفتنا وإنقاذها عشرات المرات، فإن إسم يان سيكون أشرف إسم سيكتب على تلك المنصة فهو قد كان سببا في تأجيل تدمير العالم وإعطاءنا فرصة أخرى للحياة، وحتى انه فارق الحياة ليجعل حثالة أمثالكم يمنعون كتابة إسمه على صخرة كنت انا من أحضرها قبل بضع مئات السنوات، سحقا لكم..."

مشاعر راي وحزنه ازداد بينما يختلط مع الغضب وبعض الذكريات من صخرة الشرف فلها تاريخ محزن بالنسبة لرأي وهذا جعله يتكلم بغضب بينما نية قتله في الأنحاء:

"سحقا لكم، لو تجرأ أحد على معارضة قوانين أوامري فإن سأمحوه من الوجود"

في تلك اللحظة ظهر داريوس بجانب راي ليقوم بتهدئته قليلا...

في تلك الأثناء خارج طائفة الأسد حيث كان كل من سيلفر و رين ملقيان على الأرض بينما هناك بعض الجروح والماء على وجوههم.

في تلك الأثناء أمام رين وسيلفر فإن ساتان تلكم بغضب قائلا:

" لقد إكتفيت منكما حقا، مجرد فتى صغير فقد ذاكرته والآن يلعب دور المدلل ويستغل إسم عائلته مع أتباعه، ومن الجانب معلم أكثر من فاشل في تعليم طالبه كيف يعيش، والأكثر من هذا يسقطان أرضا من مجرد حفرة صغيرة، تبا لكما..."

كان كل من رين وسيلفر صامتان تماما قبل أن يقول ساتان وهذه المرة بنبرة حزن قبل أن يستدير ليختفي من الأنحاء تماما وبلمح البصر:

" إذا كنت تبحث عن الحقيقة فببساطة أنت تضع الموت هدفا بين عينيك، إن هذه حرب والموت هو الحقيقة الوحيدة..."

ببساطة كانت تلك الكلمات العميقة هيا آخر ما خلفه ساتان قبل أن يختفي من المكان مخلفا كل من سيلفر ورين خلفه..

بعد بضع دقائق معدودة منذ رحيل ساتان وقف سيلفر قبل أن ينظر للسماء بينما يقول بهدوء:

"الحرب... "

كانت تلك الكلمة ثقيلة على قلب سيلفر، فالحرب الحقيقية لم تبدأ بعد ولكنه خسر أحد اعز أصدقاءه، فماذا سيفعل لو بدأت الحرب الحقيقية ومات كل الأعزاء الذين يعرفهم، كانت تلك الأسئلة تراود عقل سيلفر حاليا فبعدما كان كالجسد بلا روح فهو بدأ يستعيد نفسه وذاته قليلا بعد تلقيه لكل ذلك الضرب وكل ذلك الكلام من قبل ساتان وخاصة جملته الأخيرة حول الحرب وهذا بعض الحياة تعود لقلبه رغم انه مزال حزينا وبشدة.

في تلك اللحظة وبينما كان سيلفر غارقا في أفكاره فإن رين من الجانب والذي كان يحس بذنب عظيم وخاصة انه يعتبر نفسه السبب في مقتل السيد يان و حالة معلمه الحالية فهو تكلم بهدوء بينما يوجه نظره ناحية معلمه سيلفر قائلا:

"ماهي هذه الحرب؟ من ولما يجب أن نقاتل؟"

أدار سيلفر هو الآخر وجهه ناحية رين وخاصة انه لم يكن يرى رين منذ موت يان فبالنسبة له رين الخالي مختلف عن رين الذي يعرفه فهو كان شاحبا تماما وعيناه يملؤهما السواد وحتى ان هالته كانة في حالة تشتيت بعض الشيئ، في تلك اللحظة وبعد رؤية سيلفر لرين الخالي فهو شعر ببعض الضوء الذي إجتاح قلبه، ضوء دافئ ملئ أعماق صدره بينما الدموع تسيل من على خدي سيلفر بغزارة قبل أن يقوم بوضع يديه على خديه.

كان سيلفر يشعر بتلك الدموع من لمسها، دموع كانت تسيل على خديه بينما كان في حيرة من أمره مما يحدث معه حاليا.

كان عقل سيلفر حاليا مشوشا مما يحدث حقا فهناك العشرات، لا بل الآلاف من الذكريات التي بدأت بالعودة لعقله، ذكريات من ماضيه الجميل رفقة معلمه ريو و عمه راي وجميع أصدقاءه يوكي وساتان والبقية، منذ كانو صغارا وحتى الوقت الحالي وحتى ان ذكرياته منذ معرفته لرين بدأت بالعودة لعقله..

فور أن عادت جميع ذكريات سيلفر بعد بضع دقائق فهو مسح دموعه بينما يتقدم ناحية رين بهدوء.

بعد فترة وجيزة وصل سيلفر ناحية رين قبل أن يقوم بحضنه بقوة ما جعل رين مصدوم مما يحدث الآن ولكنه شعر هو الآخر بشيء كالحنين يجتاح صدره، شعور بدي مألوفا قليلا، بل وبدى كأن هناك شعور من الألم والحزن يغطي ذلك الشعور الجميل ولكن حضن معلمه الحالي جعله يريد البكاء بشدة.

في تلك اللحظة فإن الآلاف من أفاعي الموت الرمادية سبق وبدأت الإحاطة بكل من رين وسيلفر.

استشعر سيلفر هالات هذه الأفاعي الضعيفة قبل أن يترك رين بينما يبتسم في وجه تلك الأفاعي:

"أتذكرك هذه الأفاعي بشيء رين، لا ليس الأفاعي فقط، بل حتى ذلك الشلال، بل وكل هذا الوادي؟"

في تلك اللحظة قام رين بإلقاء نظرة على المكان ليسيطر على قلبه وعقله العديد من المشاعر المختلطة بذكرياته، وكيف لا فهذا الواد هو المكان وخلف ذاك الشلال وهذه الأفاعي هيا السبب، هنا حيث عرف رين معلمه سيلفر لأول مرة...

*---------------*

لقراءة بقية الرواية اول بأول قبل صدورها في أي موقع تفضلو بزيارة مدونتي على الرابط التالي:

https://red-akagame.blogspot.com

ولا تنسو متابعة حساب روايتي على الانستغرام عبر الرابط التالي:

https://www.instagram.com/silverjeen

أبرز ما يصدر حاليا:

ورثة السماوات

ملك العوالم (العودة للوطن)

أسطورة زيكس

رحلة الثلاثة ملايين سنة

المؤلف :

`Red-Akagame

رائد الأمين

2020/04/19 · 619 مشاهدة · 1174 كلمة
red_akagame
نادي الروايات - 2024